صادرات اليابان تدفع «ضريبة الرسوم الأميركية» في أغسطس

توقعات بانكماش اقتصادي في الربع الثالث

مئات السيارات المعدة للتصدير في ساحة تخزين بميناء يوكوهاما جنوب العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
مئات السيارات المعدة للتصدير في ساحة تخزين بميناء يوكوهاما جنوب العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
TT

صادرات اليابان تدفع «ضريبة الرسوم الأميركية» في أغسطس

مئات السيارات المعدة للتصدير في ساحة تخزين بميناء يوكوهاما جنوب العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)
مئات السيارات المعدة للتصدير في ساحة تخزين بميناء يوكوهاما جنوب العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

أظهرت بيانات حكومية، يوم الأربعاء، انخفاض صادرات اليابان للشهر الرابع على التوالي في أغسطس (آب) الماضي؛ إذ أثّرت الرسوم الجمركية الأميركية المرتفعة بشكل أكبر على قطاع السيارات وغيره من قطاعات التصنيع في البلاد.

وقال كبير الاقتصاديين اليابانيين في مركز «ميزوهو» للأبحاث، سايسكي ساكاي: «لا تزال شركات صناعة السيارات اليابانية تتحمّل في الغالب تكاليف الرسوم الجمركية من خلال خفض أسعار التصدير للحفاظ على حجم المبيعات في الولايات المتحدة. لكن بعضها، لعدم قدرتها على تحمل ارتفاع التكاليف، بدأت رفع الأسعار لتحميل المستهلكين العبء». وأضاف: «مع تزايد حالة عدم اليقين بشأن الاقتصاد الأميركي، من المتوقع أن يتفاقم تأثير الرسوم الجمركية على صادرات اليابان وإنتاجها مع نهاية العام».

وأظهرت البيانات انخفاض إجمالي الصادرات من حيث القيمة بنسبة 0.1 في المائة على أساس سنوي في أغسطس، وهو أقل من متوسط توقعات السوق بانخفاض قدره 1.9 في المائة، وبعد انخفاض بنسبة 2.6 في المائة في يوليو (تموز).

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 13.8 في المائة في أغسطس مقارنة بالعام السابق، وهو أكبر انخفاض منذ فبراير (شباط) 2021، متأثرة بانخفاض بنسبة 28.4 في المائة في صادرات السيارات، و38.9 في المائة في صادرات معدات صناعة الرقائق.

وانخفض حجم الشحنات المتجهة إلى الولايات المتحدة بنسبة 12.0 في المائة، مواصلاً الانخفاض الذي سُجل في يوليو بنسبة 2.3 في المائة. وأسهم انخفاض الصادرات في خفض فائض الميزان التجاري مع الولايات المتحدة إلى النصف، ليصل إلى 324 مليار ين (2.21 مليار دولار)، وهو أدنى مستوى له منذ يناير (كانون الثاني) 2023.

وانخفضت الصادرات إلى الصين بنسبة 0.5 في المائة، في حين ارتفعت الصادرات إلى آسيا والاتحاد الأوروبي، مما عوّض جزئياً انخفاض الصادرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.

وانخفض إجمالي الواردات بنسبة 5.2 في المائة في أغسطس مقارنة بالعام السابق، مقارنةً بتوقعات السوق بزيادة قدرها 4.2 في المائة، مما يعكس انخفاض أسعار النفط. ونتيجةً لذلك، سجلت اليابان عجزاً تجارياً قدره 242.5 مليار ين (1.66 مليار دولار) في أغسطس، مقارنةً بتوقعات عجز قدره 513.6 مليار ين.

ووافقت واشنطن على فرض تعريفة جمركية أساسية بنسبة 15 في المائة على جميع الواردات اليابانية تقريباً في أواخر يوليو، بانخفاض عن النسبة الأولية البالغة 27.5 في المائة على السيارات، ورسوم جمركية بنسبة 25 في المائة التي كانت مفترضة على معظم السلع الأخرى، مما وفّر بعض الراحة للمصدرين اليابانيين. لكن التأثير لا يزال كبيراً، لا سيما على شركات صناعة السيارات اليابانية وموردي قطع غيار السيارات، حيث لا تزال الضريبة أعلى بعدة مرات من معدلها السابق البالغ 2.5 في المائة.

ووفقاً لاستطلاع رأي أجراه مركز اليابان للبحوث الاقتصادية، توقع 37 خبيراً اقتصادياً شملهم الاستطلاع انكماش الاقتصاد بنسبة 1.1 في المائة سنوياً في الربع الحالي، مما يعكس ضعف الطلب الخارجي. وتعهّد محافظ «بنك اليابان»، كازو أويدا، بالتريث في رفع أسعار الفائدة، نظراً إلى عدم اليقين بشأن تأثير الرسوم الجمركية الأميركية على الاقتصاد الياباني.

ويركز الاقتصاديون على كيفية تأثير انخفاض الصادرات على إنفاق الشركات والأجور. ولم يُظهر إنفاق الشركات اليابانية على المصانع والمعدات أي بوادر تراجع حتى الآن، حيث ارتفع بنسبة 7.6 في المائة في الربع المالي الأول من أبريل (نيسان) إلى يونيو (حزيران) مقارنة بالعام السابق، وفقاً لبيانات حكومية صدرت هذا الشهر.

ومن المثير للدهشة أن أكبر زيادة جاءت من قطاع السيارات الذي سجّل قفزة بنسبة 43.4 في المائة، مدفوعةً باستثمارات نشطة في إنتاج السيارات الكهربائية، رغم انخفاض أرباح التشغيل بنسبة 30.7 في المائة خلال الفترة نفسها.



أسعار الغذاء العالمية تنخفض للشهر الثالث في نوفمبر

طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)
طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)
TT

أسعار الغذاء العالمية تنخفض للشهر الثالث في نوفمبر

طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)
طفل يلعب في حقل للشعير بمدينة صنعاء اليمنية (إ.ب.أ)

قالت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو)، الجمعة، إن أسعار السلع الغذائية الأساسية العالمية انخفضت للشهر الثالث على التوالي في نوفمبر (تشرين الثاني)، مع تراجع أسعار السلع الرئيسية باستثناء الحبوب.

وسجّل متوسط مؤشر «الفاو» لأسعار الغذاء، الذي يتتبع مجموعة من السلع الأولية الغذائية المتداولة عالمياً، 125.1 نقطة في نوفمبر، بانخفاض من قراءة معدلة لأكتوبر (تشرين الأول) بلغت 126.6 نقطة، ليسجل أدنى قراءة منذ يناير (كانون الثاني).

وذكرت «الفاو» أن المتوسط في ​​نوفمبر تراجع 2.1 في المائة عن مستواه قبل عام، وانخفض بنسبة 21.9 في المائة عن ذروة سجّلها في مارس (آذار) 2022، عقب بداية الغزو الروسي الشامل لأوكرانيا.

وهبط مؤشر أسعار السكر التابع لـ«الفاو» 5.9 في المائة عن أكتوبر الماضي، ليصل إلى أدنى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020، متأثراً بتوقعات وفرة المعروض عالمياً، في حين تراجع مؤشر أسعار منتجات الألبان 3.1 في المائة، مواصلاً الانخفاض للشهر الخامس على التوالي، ما يعكس زيادة إنتاج الحليب وارتفاع المعروض للتصدير.

وهبط مؤشر أسعار الزيوت النباتية 2.6 في المائة ليصل إلى أدنى مستوى له في 5 أشهر، وسط تراجع معظم المنتجات، بما في ذلك زيت النخيل، الذي طغى على مكاسب زيت الصويا.

وأشارت المنظمة إلى أن أسعار اللحوم تراجعت 0.8 في المائة، وتصدرت لحوم الخنزير والدواجن هذا الانخفاض، في حين استقرت أسعار لحوم البقر على خلفية إلغاء الرسوم الجمركية الأميركية على واردات لحوم البقر الذي قلص الارتفاع في الأسعار في الآونة الأخيرة.

من ناحية أخرى، ارتفع مؤشر أسعار الحبوب التابع لمنظمة «الفاو» 1.8 في المائة على أساس شهري. وزادت أسعار القمح نتيجة الطلب المحتمل من الصين والتوتر الجيوسياسي في منطقة البحر الأسود، في حين زادت أسعار الذرة بدعم من الطلب على الصادرات البرازيلية وتقارير عن تأثير الطقس على القطاع الزراعي في أميركا الجنوبية.

وفي تقرير منفصل حول العرض والطلب على الحبوب، رفعت منظمة «الفاو» توقعاتها لإنتاج الحبوب العالمي لعام 2025 إلى مستوى قياسي بلغ 3.003 مليار طن، مقارنة مع 2.990 مليار طن في توقعات الشهر الماضي، وعزت ذلك في المقام الأول إلى زيادة تقديرات إنتاج القمح.

وأضافت «الفاو» أن توقعات مخزونات الحبوب العالمية بنهاية موسم 2025-2026 زادت أيضاً إلى مستوى قياسي بلغ 925.5 مليون طن، ما يعكس توقعات زيادة مخزونات القمح في الصين والهند.


في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
TT

في خطوة قد تثير غضب واشنطن... الاتحاد الأوروبي يغرم «إكس» 140 مليون دولار

نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)
نموذج مصغر مطبوع بتقنية ثلاثية الأبعاد لإيلون ماسك وشعار «إكس» يظهر في هذه الصورة التوضيحية (رويترز)

فرض الاتحاد الأوروبي، يوم الجمعة، غرامة قدرها 120 مليون يورو (140 مليون دولار) على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»، المملوكة لإيلون ماسك، لخرقها قواعد المحتوى الرقمي، في أول تطبيق لعقوبة بموجب تشريع رقمي تاريخي قد يثير غضب الحكومة الأميركية.

وتجنبت شركة «تيك توك» العقوبة نفسها من خلال تقديم تنازلات لتعزيز الشفافية، وفق «رويترز».

واعتبرت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن حملة أوروبا الصارمة على شركات التكنولوجيا الكبرى تميّز الشركات الأميركية وتستهدف الأميركيين، بينما أكدت المفوضية الأوروبية أن قوانينها لا تميّز على أساس الجنسية، وتهدف فقط لحماية المعايير الرقمية والديمقراطية التي غالباً ما تُصبح معياراً عالمياً.

وأشار رئيس قسم التكنولوجيا في الاتحاد الأوروبي إلى أن الغرامة متناسبة مع المخالفات، ولا تمثل شكلاً من أشكال الرقابة، لافتاً إلى أن العقوبة جاءت بعد تحقيق استمر عامين بموجب قانون الخدمات الرقمية، الذي يُلزم المنصات بتحمل مسؤولية أكبر في معالجة المحتوى غير القانوني والضار.

وأوضح تحقيق الاتحاد الأوروبي في منصة «تيك توك»، التابعة لشركة «بايت دانس»، أن الشركة انتهكت شروط القانون من خلال مستودع الإعلانات الذي يسمح للباحثين والمستخدمين باكتشاف الإعلانات الاحتيالية. وقالت هينا فيركونين، رئيسة قسم التكنولوجيا في المفوضية الأوروبية، إن الغرامة المفروضة على «إكس» محسوبة بعناية وفق طبيعة المخالفات وعدد المستخدمين المتأثرين ومدتها، مؤكدةً أن الهدف هو إنفاذ التشريعات الرقمية وليس فرض أعلى الغرامات.

وأضافت فيركونين أن القرارات المستقبلية بشأن الشركات المتهمة بانتهاكات قانون الخدمات الرقمية ستصدر في وقت أقصر مقارنة بالعامين اللذين استغرقتهما قضية «إكس». من جهته، أكد نائب الرئيس الأميركي، جي دي فانس، أن الاتحاد الأوروبي لا ينبغي أن يهاجم الشركات الأميركية، محذراً من أن الغرامة لا ينبغي أن تُستخدم أداةً للرقابة على المحتوى.

وحثّت «تيك توك»، التي تعهدت بإصلاح مكتبة إعلاناتها لزيادة الشفافية، الجهات التنظيمية على تطبيق القانون بشكل متساوٍ على جميع المنصات. وأوضحت الهيئات الأوروبية أن انتهاكات «إكس» شملت التصميم المُضلّل للعلامة الزرقاء للحسابات الموثقة، وانعدام الشفافية في مستودع الإعلانات، وعدم تمكين الباحثين من الوصول إلى البيانات العامة.

وأكدت المفوضية استمرار التحقيق في محتوى غير قانوني على «إكس»، والإجراءات المتخذة لمكافحة التلاعب بالمعلومات، بالإضافة إلى تحقيق منفصل في نظام «تيك توك» الخوارزمي والتزامه بحماية الأطفال. وتصل الغرامات المقررة بموجب قانون الخدمات الرقمية إلى 6 في المائة من الإيرادات العالمية السنوية للشركة.


دراسة: شركات سويسرية تخطط لنقل عملياتها إلى الخارج لمواجهة الرسوم

علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)
علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)
TT

دراسة: شركات سويسرية تخطط لنقل عملياتها إلى الخارج لمواجهة الرسوم

علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)
علم سويسرا في ميناء جنيف (رويترز)

أظهرت دراسة أجرتها جمعية الأعمال «إيكونومي سويس»، أن الشركات السويسرية تخطط لنقل جزء من عملياتها وإنتاجها إلى الخارج لمواجهة تأثير الرسوم الجمركية الأميركية.

واستطلعت الدراسة آراء أكثر من 400 شركة قبل وبعد موافقة سويسرا الشهر الماضي، على اتفاق لخفض الرسوم الجمركية الأميركية من 39 في المائة إلى 15 في المائة، حيث حدد نحو ربع الشركات بالفعل خطوات ملموسة ستتخذها، وفق «رويترز».

وأشارت الدراسة إلى أن ما يقرب من ثلث هذه الشركات قررت زيادة استثماراتها خارج سويسرا، ونقل إنتاجها وعملياتها إلى الخارج. وأفاد نحو 16 في المائة من الشركات بأنها ستنقل عملياتها إلى دول خارج الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة، فيما ستتجه 10 في المائة إلى الولايات المتحدة، و5 في المائة أخرى نحو الاتحاد الأوروبي.

وشملت الخيارات الأخرى البحث عن أسواق جديدة، ورفع الأسعار، وحتى تعليق الصادرات إلى الولايات المتحدة.

وقال رودولف مينش، كبير الاقتصاديين في «إيكونومي سويس»، إن نقل العمليات والاستثمار في الخارج لم يضر بسويسرا، التي تظل وجهةً تجارية جاذبة، مع التأكيد على ضرورة الحفاظ على الوظائف التي تتطلب مهارات عالية وأنشطة البحث والتطوير.

وكجزء من الاتفاق، تعهدت برن أيضاً باستثمارات بقيمة 200 مليار دولار من شركاتها في الولايات المتحدة، ما أثار مخاوف بشأن التأثير الاقتصادي المحتمل على المدى الطويل.

وأشار بنك «يو بي إس» إلى أنه في حال نقل صناعة الأدوية - أكبر قطاع تصدير في سويسرا - جميع إنتاجها المتجه إلى الولايات المتحدة إلى هناك، فإن النمو الاقتصادي التراكمي السويسري على مدى 5 سنوات سينخفض من 10 في المائة إلى 7.7 في المائة.

وأضاف مينش أن سويسرا أصغر من أن تستوعب مبلغ 200 مليار دولار، لكنها تمتلك تاريخاً طويلاً في الاستثمار بالخارج، وقد ساعدت هذه الاستثمارات أيضاً في تأمين فرص عمل داخل البلاد.