وزير الاقتصاد الروسي: البلاد تقترب من حافة الركود

محافظة البنك المركزي تؤكد أهمية خفض التضخم لتحقيق نمو مستدام

العلم الروسي يرفرف خلف مبانٍ سكنية في مدينة سانت بطرسبرغ (رويترز)
العلم الروسي يرفرف خلف مبانٍ سكنية في مدينة سانت بطرسبرغ (رويترز)
TT

وزير الاقتصاد الروسي: البلاد تقترب من حافة الركود

العلم الروسي يرفرف خلف مبانٍ سكنية في مدينة سانت بطرسبرغ (رويترز)
العلم الروسي يرفرف خلف مبانٍ سكنية في مدينة سانت بطرسبرغ (رويترز)

أكد وزير الاقتصاد الروسي مكسيم ريشيتنيكوف، خلال فعاليات منتدى سانت بطرسبرغ الاقتصادي الدولي، أن الاقتصاد الروسي يوشك على الانزلاق نحو الركود.

وفي خطوة تهدف إلى دعم الاقتصاد، خفضت روسيا هذا الشهر أسعار الفائدة لأول مرة منذ عام 2022، ما أدى إلى تخفيض تكلفة الاقتراض من 21 في المائة إلى 20 في المائة. رغم ذلك، استمرت الشركات لعدة أشهر في الشكوى من ارتفاع تكاليف الاقتراض، الأمر الذي أعاق الاستثمار، وأسهم في تباطؤ النمو الاقتصادي، وفق «رويترز».

وقال ريشيتنيكوف: «تشير الأرقام إلى تباطؤ، لكن العديد من بياناتنا أصبحت غير متوفرة». وأضاف: «بناءً على شعور الشركات ومؤشرات الأعمال الحالية، يبدو لي أننا فعلاً على مشارف الركود. نحن على وشك ذلك».

من جانبها، أوضحت إلفيرا نابيولينا، محافظة البنك المركزي الروسي، أن التباطؤ الراهن في نمو الناتج المحلي الإجمالي يشكل «مخرجاً من حالة الركود الاقتصادي».

وأكدت نابيولينا، خلال جلسة في المنتدى تحت عنوان: «اقتصاد العرض – استراتيجية للنمو في ظل التحديات الراهنة»، أهمية خفض التضخم لكل من المواطنين والشركات، مشددة على أن البنك المركزي سيواصل جهوده لخفضه إلى الهدف المحدد عند 4 في المائة. وقالت: «خفض التضخم أمر بالغ الأهمية، فهو يحمي الدخل والمدخرات، ويشكل أساساً للنمو الحقيقي المستدام للسكان. كما أنه يدعم قطاع الأعمال في تحقيق نمو مستدام، وليس مؤقتاً فقط... لقد حققنا تقدماً في هذا المجال، وسنواصل العمل لتحقيق هدفنا».

من جهته، أكد دميتري بيسكوف، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، في مقابلة مع قناة «إيزفيستيا» على هامش المنتدى، أن الفريق الاقتصادي الحكومي ينجح في دفع عجلة التنمية رغم التحديات الكبيرة وحجم المسؤوليات الثقيلة.

وقال بيسكوف: «نرى أن الفريق الاقتصادي يحقق نجاحاً ملموساً في تطوير بلادنا، والحفاظ على وتيرة نمو مرتفعة. صحيح أن وتيرة النمو تتسم بالتقلب بين تباطؤ وتسارع، لكننا نسير بشكل ثابت في مسار تصاعدي. والتحسن في جودة اقتصادنا هو نتيجة مباشرة لعمل هذا الفريق».

وأضاف بيسكوف: «يجب توخي الحذر الشديد في اتخاذ القرارات الاقتصادية، فاقتصادنا كبير، ويحتل المرتبة الرابعة عالمياً من حيث تعادل القوة الشرائية. لذلك لا يمكننا اتخاذ قرارات مفاجئة قد تخل بالاستقرار».

كما اعتبر أن خفض البنك المركزي الروسي لسعر الفائدة الرئيس بمقدار نقطة مئوية واحدة لم يكن كافياً، وفقاً لوكالة الأنباء الروسية الرسمية. وأضاف أن سعر الفائدة الحالي يُبطئ الاقتصاد الروسي عمداً، موضحاً أن هذا التباطؤ «مقصود».


مقالات ذات صلة

بيسنت يلمح لمرونة في مهلة التعريفات مع الصين

الاقتصاد مشاة في أحد شوارع مدينة شنغهاي الصينية (أ.ف.ب)

بيسنت يلمح لمرونة في مهلة التعريفات مع الصين

أوضح وزير الخزانة الأميركي أن المحادثات بين الولايات المتحدة والصين تمضي في «مسار جيد جداً»، مؤكّداً أن الموعد النهائي لهدنة التعريفات «قابل للتأجيل».

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد متسوقون في متجر بقالة عقب إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب فرض رسوم على السلع الكندية في تورونتو (رويترز)

ارتفاع طفيف في التضخم الكندي قبيل قرار الفائدة المرتقب

ارتفع معدل التضخم السنوي في كندا بشكل طفيف في يونيو (حزيران) ليصل إلى 1.9 في المائة، مُطابقًا توقعات المحللين، بدعم من زيادة أسعار السيارات والملابس والأحذية.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا )
الاقتصاد منظر عام يُظهر مدينة فاس القديمة في المغرب (رويترز)

المغرب يتوقع تباطأ النمو الاقتصادي إلى 4 % العام المقبل

قالت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، الثلاثاء، إن من المرجح أن يتباطأ النمو الاقتصادي للبلاد إلى 4 بالمائة العام المقبل من 4.4 في المائة متوقعة هذا العام.

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد عامل بجانب آلة لتسوية صفائح الفولاذ بمصنع «تاتا ستيل» في فيلسن-نورد بهولندا (رويترز)

تعافي الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو خلال مايو يتجاوز التوقعات

أظهرت بيانات صادرة عن مكتب الإحصاء الأوروبي (يوروستات)، اليوم الثلاثاء، أن الإنتاج الصناعي في منطقة اليورو شهد تعافياً ملحوظاً في مايو (أيار) الماضي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد راشيل ريفز تتحدث مع الرئيس التنفيذي لمجموعة «لويدز» المصرفية تشارلي نون في ليدز (أ.ف.ب)

بريطانيا تطلق مبادرة لتحفيز الاستثمار في الأسهم وتقليل القيود التنظيمية

أعلنت وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، الثلاثاء، عن مبادرة تهدف إلى تشجيع مزيد من المدخرين على الاستثمار في أسهم الشركات، وتقليل القيود التنظيمية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

تعاون بين «مطارات جدة» و«شانغي» لتعزيز النقل في السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
TT

تعاون بين «مطارات جدة» و«شانغي» لتعزيز النقل في السعودية

جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)
جانب من توقيع الاتفاقية - شركة مطارات جدة (الشرق الأوسط)

ضمن مساعي السعودية للتحول لمركز محوري في صناعة الطيران العالمية، وقّعت شركة مطارات جدة مذكرة تفاهم استراتيجية مع مجموعة مطارات شانغي السنغافورية، أحد أبرز مشغلي المطارات في العالم، وذلك بهدف تعزيز التعاون في مجالات التشغيل والابتكار وتطوير تجربة المسافرين.

جاء توقيع الاتفاقية خلال زيارة رسمية شهدت حضور رئيس الهيئة العامة للطيران المدني عبد العزيز الدعيلج، ووقعها عن الجانب السعودي المهندس مازن جوهر، الرئيس التنفيذي لشركة مطارات جدة، وعن الجانب السنغافوري يام كوم وينغ، الرئيس التنفيذي لمجموعة شانغي.

وتشمل المذكرة عدة محاور استراتيجية، من أبرزها توسيع شبكة الربط الجوي، وتبني أحدث تقنيات الأتمتة، ورفع معايير السلامة والأمن، إلى جانب تحسين كفاءة العمليات التشغيلية.

وتأتي هذه الشراكة في إطار التوجه السعودي نحو تعزيز التنافسية الدولية لمطار الملك عبد العزيز الدولي، بوصفه أحد أبرز المشاريع الوطنية المرتبطة بالاستراتيجية الوطنية للطيران ضمن «رؤية المملكة 2030».

مراكز اقتصادية ولوجيستية

وتسعى السعودية - أكبر اقتصاد عربي - من خلال هذه الخطوات إلى إعادة تعريف مطاراتها ليس فقط كبوابات سفر، بل كمراكز اقتصادية ولوجيستية متكاملة تدعم السياحة والتجارة والعبور الدولي.

وبحسب المعلومات الصادرة اليوم، لا تقتصر أبعاد الشراكة مع «شانغي» على الجوانب الفنية والتشغيلية، بل تعكس تحوّلاً في فلسفة إدارة المطارات السعودية نحو نموذج عالمي يستثمر في شبكات المعرفة والتحالفات الدولية.

وتُعدّ هذه الخطوة جزءاً من مسار استراتيجي لتصدير الخبرة السعودية في إدارة الحشود، وتعظيم الاستفادة من البنى التحتية القائمة، وتقديم تجربة مسافر ترتقي إلى أعلى المعايير الدولية.

وأكد المهندس مازن جوهر أن مذكرة التفاهم ستفتح آفاقاً واسعة للتعاون المستقبلي في مجالات تبادل الخبرات، والتطوير التقني، واستكشاف برامج مشتركة تعزز مرونة وكفاءة منظومة النقل الجوي في المملكة.

كما أشار إلى أن التعاون مع مطارات شانغي يدعم تطلعات مطار الملك عبد العزيز في التحول إلى مركز إقليمي ومحور رئيسي للربط بين الشرق والغرب.

100 مليون مسافر

ويُعدّ مطار الملك عبد العزيز الدولي أحد أعمدة مستهدفات النقل الجوي في المملكة؛ إذ تستهدف شركة مطارات جدة خدمة أكثر من 100 مليون مسافر سنوياً بحلول عام 2030، ورفع نسبة الإيرادات غير الجوية إلى 45 في المائة، إلى جانب مناولة 2.5 مليون طن من الشحن الجوي، وتحقيق ترانزيت يتراوح بين 12 و15 مليون مسافر، وربط المطار بأكثر من 150 وجهة عالمية.

وتُظهر الأرقام المحققة في النصف الأول من عام 2025 تصاعداً في الأداء التشغيلي، حيث بلغ عدد المسافرين نحو 25.5 مليون مسافر، بنمو نسبته 6.8 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، كما سجّل المطار أكثر من 150 ألف رحلة، بنمو قدره 6.3 في المائة، وتمت مناولة 29.4 مليون حقيبة، بنسبة نمو بلغت 11.9 في المائة.

وشهد المطار في 5 أبريل (نيسان) الماضي أعلى يوم تشغيلي له منذ تأسيسه؛ إذ بلغ عدد المسافرين في ذلك اليوم وحده 178 ألف مسافر، ما يعكس قدرة تشغيلية عالية وكفاءة في إدارة ذروة المواسم، وهو ما يعزز ثقة الشركاء الدوليين بقدرة المطار على النمو كمحور لوجيستي عالمي.

تحولات كبرى

وتأتي هذه الخطوة امتداداً لتحولات كبرى تشهدها صناعة الطيران في السعودية، ضمن رؤية تسعى إلى جعل قطاع الطيران رافعة رئيسية للتنمية، من خلال منظومة متكاملة من الشراكات الدولية، وتحسين البنية التحتية، وتقديم تجربة مسافر استثنائية تضع المملكة في مصاف الدول المتقدمة في هذا القطاع الحيوي.