وصف كبير مستشاري البيت الأبيض للذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، ديفيد ساكس، الشراكة التي أبرمها الرئيس الأميركي دونالد ترمب مع دول الشرق الأوسط في مجال الذكاء الاصطناعي بأنها «ضربة ذكية»، مشيراً إلى أنها تمثل «نجاحاً دبلوماسياً واقتصادياً تاريخياً».
ورأى ساكس أن زيارة ترمب إلى الشرق الأوسط شكّلت نقطة تحول في السباق العالمي نحو الذكاء الاصطناعي. وقال في منشور على منصة (إكس) إنه مع توقيع الإدارة لأول «شراكة لتسريع الذكاء الاصطناعي» في أبوظبي، أظهر الرئيس ترمب رغبة جديدة في التعاون مع شركاء الولايات المتحدة في دول الخليج ضمن هذا المجال، مضيفاً: «هذا النهج كان ضرورياً بعد سنوات من التوتر والعداء خلال إدارة بايدن».
وقد أفضت زيارة ترمب، التي استمرت ثلاثة أيام، إلى تحوّل كبير، حيث تمكن الرئيس وفريقه القادم من وادي السيليكون من نقل الخليج العربي إلى لاعب مؤثر في مجال الذكاء الاصطناعي. وأثمرت الزيارة عن صفقات بمليارات الدولارات مع السعودية والإمارات لتوريد مئات الآلاف من الشرائح الإلكترونية المتقدمة سنوياً من شركتي «إنفيديا» و«أي إم دي».
وأكد ساكس أن شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي لا تقتصر على كونها صفقة منفردة، بل تمثل تأسيساً لإطار عمل جديد لتطوير الذكاء الاصطناعي الأميركي محلياً ودولياً، بما يعزز من ترسيخ التقنية الأميركية كأساس للتكنولوجيا في المنطقة لعقود قادمة.
PRESIDENT TRUMP’S A.I. MASTERSTROKE IN THE MIDDLE EASTOn top of being a historic diplomatic and economic success, President Trump’s trip to the Middle East was also a game-changer in the global AI race.With the administration’s signing of the first “AI Acceleration...
— David Sacks (@davidsacks47) May 17, 2025
وأوضح ساكس أن هذا الإطار الجديد يتضمن ما يلي:
استثمار الشركاء العالميين للولايات المتحدة في إنشاء مراكز بيانات داخل الأراضي الأميركية، بحيث لا تقل من حيث الحجم والقدرة عن تلك المنشأة في بلدانهم، مما يعني تدفق استثمارات بمليارات الدولارات إلى الداخل الأميركي، وتحقيق أرباح بمليارات الدولارات من صادرات التكنولوجيا.
امتلاك وإدارة الغالبية العظمى من أشباه الموصلات المتقدمة في الدول الشريكة من قبل مزودي خدمات الحوسبة السحابية الأميركيين، لضمان بقاء هذه البنية التحتية ضمن المظلة التقنية الأميركية، وبما يتماشى مع المصالح الوطنية للولايات المتحدة.
إخضاع جميع أشباه الموصلات المتقدمة لرقابة أمنية أميركية صارمة وشاملة، للحفاظ على أمن التكنولوجيا الأميركية ومنع أي تسريب أو وصول غير مشروع.
وأشار ساكس إلى أن هذه الشراكة تمثل مكسباً متبادلاً؛ إذ تسارع الولايات المتحدة في تطوير بنيتها التحتية للذكاء الاصطناعي، بينما ينضم الشركاء الإقليميون إلى الثورة التقنية عبر العمل على أقوى منصات الذكاء الاصطناعي في العالم. وأضاف: «ومع توسّع هذا النظام البيئي، تُرسَّخ التكنولوجيا الأميركية كمعيار عالمي قبل أن تتمكن الدول المنافسة من اللحاق بها».
وتابع: «البديل عن هذا الإطار كان تهميش أصدقاء وحلفاء أميركا ممن يمتلكون الموارد والمواقع الجيوسياسية المهمة - وهو ما تبنته إدارة بايدن - وقد كان ذلك خطأً كبيراً». وأوضح أن «كل دولة تريد أن تكون جزءاً من ثورة الذكاء الاصطناعي. إذا تحالفنا معهم، سينضمون إلى مدارنا. وإن رفضناهم، سندفعهم نحو الصين».
واستشهد ساكس بقول دون بارزيني في فيلم «العرّاب»، بأن «الرفض ليس من شيم الأصدقاء»، محذراً من أن هذا التوجه قد يؤدي إلى ظهور «طريق حزام هواوي».
وختم بالقول: «شكراً للرئيس ترمب على قيادته في مجال الذكاء الاصطناعي. لقد جعله أولوية لأميركا في هذا السباق، ودبلوماسيته التاريخية في الخليج أثمرت أول شراكة من نوعها، مع المزيد في الطريق. وشكر خاص أيضاً لوزير التجارة هوارد لوتنيك على تفاوضه في هذه الصفقات التي تضع (أميركا أولاً) وتحقيقه لأفضل النتائج للبلاد».