مكاسب أسبوعية للنفط رغم ضغوط توقعات زيادة المعروض

«برنت» و«غرب تكساس» ينتعشان بعد تراجع حاد

حاملة نفطية في ميناء بمقاطعة بريتش كولومبيا في كندا (رويترز)
حاملة نفطية في ميناء بمقاطعة بريتش كولومبيا في كندا (رويترز)
TT

مكاسب أسبوعية للنفط رغم ضغوط توقعات زيادة المعروض

حاملة نفطية في ميناء بمقاطعة بريتش كولومبيا في كندا (رويترز)
حاملة نفطية في ميناء بمقاطعة بريتش كولومبيا في كندا (رويترز)

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الجمعة، متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الثاني على التوالي، مدعومة بانفراجة في التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، رغم استمرار الضغوط الناتجة عن توقعات بزيادة في المعروض من إيران وتحالف «أوبك بلس».

وسجلت عقود خام برنت الآجلة ارتفاعاً قدره 11 سنتاً، أو ما يعادل 0.17 في المائة، لتصل إلى 64.64 دولار للبرميل بحلول الساعة 13:01 بتوقيت غرينتش، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 9 سنتات، أو 0.15 في المائة، ليصل إلى 61.71 دولار.

وكانت الأسعار قد تراجعت بأكثر من 2 في المائة في الجلسة السابقة بسبب تفاؤل باحتمال التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران، مما قد يؤدي إلى زيادة في المعروض العالمي من النفط.

وقال هاري تشيليغوريان، رئيس قسم الأبحاث في مجموعة «أونيكس كابيتال»: «التفاؤل الناتج عن تحسن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين ساعد في تعافي أسعار النفط».

وأضاف: «لكن تحالف (أوبك بلس) يُسرّع من عملية التراجع عن تخفيضات الإنتاج الطوعية، والمحادثات النووية بين واشنطن وطهران لا تزال مستمرة، ما يعني استمرار تدفق البراميل الإيرانية إلى الصين».

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد صرح بأن بلاده تقترب من اتفاق نووي مع إيران، مؤكداً أن طهران «وافقت جزئياً» على الشروط. ومع ذلك، أفاد مصدر مطّلع بأن هناك نقاط خلاف لا تزال عالقة.

وذكر محللو «آي إن جي» في مذكرة بحثية أن رفع العقوبات بموجب اتفاق نووي قد يسمح لإيران بزيادة إنتاجها النفطي، ما قد يضيف نحو 400 ألف برميل يومياً إلى السوق.

ورغم هذه الضغوط المحتملة على المعروض، ارتفع كل من خام برنت وغرب تكساس بنحو 1.5 في المائة منذ بداية الأسبوع.

وقد دعم المعنويات الاتفاق الأخير بين الولايات المتحدة والصين، أكبر مستهلكين للنفط في العالم، على هدنة تجارية لمدة 90 يوماً، يتم خلالها خفض الرسوم الجمركية بشكل كبير من الطرفين.

وكانت الرسوم المتبادلة قد أثارت مخاوف من تباطؤ النمو العالمي وانخفاض الطلب على النفط.

وفي المقابل، حذر محللو «بي إم آي»، التابعة لـ«فيتش سوليوشنز»، من أن «فترة التهدئة الممتدة لـ90 يوماً قد تفتح الباب أمام تقدم في خفض الحواجز التجارية، لكنها لا تزال محاطة بعدم اليقين بشأن سياسات التجارة على المدى البعيد، ما سيحد من ارتفاع الأسعار».

ومن جهة أخرى، أثار ارتفاع متوقع في المعروض العالمي مزيداً من القلق في الأسواق.

فقد رفعت وكالة الطاقة الدولية يوم الخميس توقعاتها لنمو المعروض العالمي لعام 2025 بمقدار 380 ألف برميل يومياً، وتوقعت فائضاً في الإمدادات العام المقبل، رغم تعديل طفيف بالرفع لتوقعات الطلب بنحو 20 ألف برميل يومياً. كما يراقب المستثمرون مؤشرات على إمكانية خفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وهو ما قد يدعم الاقتصاد وبالتالي الطلب على النفط.


مقالات ذات صلة

«ترمب ميديا» تسعى لإطلاق صندوق «بتكوين» و«إيثريوم» متداول في البورصة

الاقتصاد دونالد ترمب يتحدث خلال فعالية «بتكوين 2024» في ناشفيل بتينيسي (رويترز)

«ترمب ميديا» تسعى لإطلاق صندوق «بتكوين» و«إيثريوم» متداول في البورصة

تقدمت مجموعة «ترمب ميديا» بطلب رسمي إلى هيئة الأوراق المالية والبورصات الأميركية لإطلاق صندوق مؤشرات متداولة يستثمر في كل من البتكوين والإيثريوم.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أجاي بانغا رئيس البنك الدولي يتحدث في مناسبة سابقة في بيفرلي هيلز في ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

البنك الدولي: الاستثمارات الأجنبية في الدول النامية تهبط لأدنى مستوى منذ 2005

حذر تقرير للبنك الدولي من انخفاض في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى الاقتصادات النامية إلى أدنى مستوى لها منذ عام 2005.

هبة القدسي (واشنطن)
الاقتصاد موقع متضرر بعد هجوم صاروخي من إيران على إسرائيل (رويترز)

إسرائيل وإيران... إلى أي مدى يستطيع اقتصاد تل أبيب الاحتمال؟

في خضم التصعيد الحالي بين إسرائيل وإيران وتبادل الضربات، يواجه اقتصاد تل أبيب اختباراً حاسماً لقدرته على الصمود والتكيّف.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الاقتصاد رجل يعد أوراقاً نقدية من الروبية الباكستانية بمحل صرافة في بيشاور (رويترز)

باكستان تُبقي سعر الفائدة الرئيسي ثابتاً عند 11%

قرر البنك المركزي الباكستاني يوم الاثنين إبقاء سعر الفائدة الرئيسي عند 11 في المائة، تماشياً مع توقعات السوق، في ظل تصاعد التوترات بين إسرائيل وإيران.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد )
الاقتصاد عاصفة تتجمع فوق سماء العاصمة الفيتنامية هانوي (أ.ف.ب)

واشنطن تضغط على فيتنام لفك ارتباطها بالتكنولوجيا الصينية

قالت مصادر مطلعة إن الولايات المتحدة تضغط على فيتنام في محادثات بشأن الرسوم الجمركية للحد من استخدام التكنولوجيا الصينية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

أسعار النفط ترتفع مع تنامي المخاوف بفعل صراع إيران وإسرائيل

دخان كثيف يتصاعد من مصفاة نفط بجنوب طهران بعد ضربة إسرائيلية فجر الأحد (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد من مصفاة نفط بجنوب طهران بعد ضربة إسرائيلية فجر الأحد (أ.ف.ب)
TT

أسعار النفط ترتفع مع تنامي المخاوف بفعل صراع إيران وإسرائيل

دخان كثيف يتصاعد من مصفاة نفط بجنوب طهران بعد ضربة إسرائيلية فجر الأحد (أ.ف.ب)
دخان كثيف يتصاعد من مصفاة نفط بجنوب طهران بعد ضربة إسرائيلية فجر الأحد (أ.ف.ب)

ارتفعت أسعار النفط بأكثر من اثنين في المائة، اليوم (الثلاثاء)، مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وحث الرئيس الأميركي دونالد ترمب الجميع على إخلاء طهران، مما زاد من احتمالية تفاقم الاضطرابات في المنطقة وتعطل إمدادات نفط.

وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 1.17 دولار بما يعادل 1.6 في المائة إلى 74.4 دولار للبرميل، وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 1.34 دولار أو 1.87 بالمئة إلى 73.11 دولار.

وكان كلاهما قد ارتفع بأكثر من اثنين في المائة في وقت سابق من الجلسة.

وأغلق كلا العقدين على انخفاض بأكثر من واحد بالمئة يوم الاثنين وسط آمال في تخفيف التوتر الجيوسياسي بعد تقارير إعلامية عن سعي إيران إلى إنهاء القتال.

غير أن الصراع تفاقم في يومه الخامس، إذ أفادت وسائل إعلام إيرانية بوقوع انفجارات وإطلاق نار كثيف من الدفاعات الجوية في العاصمة طهران. وفي إسرائيل، دوت صفارات الإنذار في تل أبيب رداً على صواريخ إيرانية.

وإيران هي ثالث أكبر منتج للنفط بين أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك)، وقد تؤدي أعمال القتال إلى تعطيل إمداداتها من النفط، وبالتالي ارتفاع الأسعار.

ويوم الاثنين، استهدفت غارة إسرائيلية هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية الرسمية، كما أشار رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة إلى أضرار جسيمة لحقت بأكبر محطة لتخصيب اليورانيوم في إيران.

وقال ترمب إنه كان ينبغي على إيران توقيع اتفاق نووي مع الولايات المتحدة قبل بدء الغارات الإسرائيلية، وأنه يعتقد أن إيران تريد الآن التوصل إلى اتفاق.

ومن شأن تخفيف العقوبات الأميركية في إطار أي اتفاق مع إيران بتصدير المزيد من النفط، مما سيؤثر سلبا على أسعار النفط العالمية.