تباطؤ التوظيف ونمو الأجور في بريطانيا يعززان الآمال بانحسار التضخم

عمال إنشاءات طرق يعملون أمام بنك إنجلترا في الحي المالي بمدينة لندن (رويترز)
عمال إنشاءات طرق يعملون أمام بنك إنجلترا في الحي المالي بمدينة لندن (رويترز)
TT

تباطؤ التوظيف ونمو الأجور في بريطانيا يعززان الآمال بانحسار التضخم

عمال إنشاءات طرق يعملون أمام بنك إنجلترا في الحي المالي بمدينة لندن (رويترز)
عمال إنشاءات طرق يعملون أمام بنك إنجلترا في الحي المالي بمدينة لندن (رويترز)

أظهرت سوق العمل البريطانية مزيداً من مؤشرات التباطؤ، مع تراجع مستويات التوظيف وتباطؤ نمو الأجور، بحسب بيانات رسمية نُشرت يوم الثلاثاء، وهو ما يُرجح أن يُطمئن بنك إنجلترا بشأن انحسار ضغوط التضخم.

وقال خبراء اقتصاديون إن هذه البيانات تعكس قلق أصحاب العمل من الزيادات الضريبية التي فرضتها وزيرة المالية راشيل ريفز، إضافة إلى تداعيات الحرب التجارية التي أطلقها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، وفق «رويترز».

وكشفت بيانات هيئة الضرائب المؤقتة عن انخفاض عدد العاملين بمقدار 33 ألفاً في أبريل (نيسان)، بعد تراجع قدره 47 ألفاً في مارس (آذار). وذكر مكتب الإحصاء الوطني أن عدد الوظائف الشاغرة انخفض بمقدار 42 ألفاً في الأشهر الثلاثة حتى نهاية أبريل، ليصل إلى 761 ألف وظيفة، وهو أكبر تراجع في أكثر من عام، ما جعله دون مستوى ما قبل جائحة كوفيد - 19.

وفيما يخص الأجور، أشارت البيانات إلى أن متوسط الدخل الأسبوعي، باستثناء المكافآت، ارتفع بنسبة 5.6 في المائة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025 مقارنة بالفترة ذاتها من العام السابق، وهي أبطأ وتيرة نمو منذ الأشهر الثلاثة المنتهية في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي. وكان استطلاع أجرته «رويترز» لآراء الاقتصاديين قد توقع نمواً بنسبة 5.7 في المائة.

وقال لوك بارثولوميو، نائب كبير الاقتصاديين في شركة «أبردين» لإدارة الأصول: «رغم استمرار تباطؤ سوق العمل وظهور بعض الآثار المرتبطة بزيادة التأمين الوطني، فإننا لا نرى مؤشرات على تراجع مفاجئ كردّ فعل مباشر على تلك الصدمات». وأضاف: «مع تحسّن آفاق التجارة مؤخراً، لا يبدو أن بنك إنجلترا بحاجة إلى التراجع عن موقفه بأن وتيرة التيسير النقدي ستبقى تدريجية».

كما أوضحت البيانات أن نمو أجور القطاع الخاص باستثناء المكافآت – وهو مؤشر رئيسي يستخدمه بنك إنجلترا لقياس ضغوط التضخم المحلية – بلغ 5.6 في المائة، بانخفاض عن نسبة 5.9 في المائة التي سجلت في الأشهر الثلاثة حتى فبراير (شباط).

ويتابع بنك إنجلترا ضغوط الأجور في سوق العمل البريطانية عن كثب، في إطار تقييمه ما إذا كان ينبغي تسريع وتيرة خفض أسعار الفائدة لتخفيف التأثيرات السلبية الناتجة عن سياسات ترمب التجارية.

من جانبه، أشار جاك كينيدي، كبير الاقتصاديين في موقع التوظيف العالمي «إنديد»، إلى أن البنك المركزي سيظل متيقظاً إزاء المخاطر المرتبطة باستمرار نمو الأجور بمعدلات مرتفعة.

وكانت لجنة السياسة النقدية في بنك إنجلترا قد انقسمت الأسبوع الماضي بشأن قرارها حول سعر الفائدة لشهر مايو (أيار)، حيث أيّد خمسة أعضاء خفضاً بمقدار ربع نقطة مئوية، فيما فضّل اثنان خفضاً أكبر بمقدار نصف نقطة مئوية، وصوّت عضوان للإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير.

وعلّق كينيدي قائلاً: «أي تباطؤ أكثر وضوحاً واستدامة في نمو الأجور من شأنه أن يمهد الطريق لتخفيضات أسرع في أسعار الفائدة، لكن الانقسام داخل اللجنة يعكس استمرار الحذر بشأن ضغوط التضخم المستمرة».

كما أعلن مكتب الإحصاء الوطني عن ارتفاع معدل البطالة إلى 4.5 في المائة من 4.4 في المائة، وهو ما يتوافق مع توقعات استطلاع أجرته «رويترز»، رغم أن هذا المعدل يستند إلى مسح قيد المراجعة ولم يعد يُعتبر مقياساً دقيقاً تماماً لأداء سوق العمل.


مقالات ذات صلة

الاقتصاد العماني... إصلاحات جريئة تعزز الاستدامة المالية

الاقتصاد العاصمة العمانية مسقط (الشرق الأوسط)

الاقتصاد العماني... إصلاحات جريئة تعزز الاستدامة المالية

أحرزت سلطنة عُمان تقدماً ملحوظاً في تعزيز مرونة اقتصادها ووضع الأسس لمستقبل أكثر استدامة، في وقت تواجه فيه تحديات تقليص الاعتماد على عائدات النفط.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد قوارب إيرانية مُحمّلة بالبضائع المهرّبة تعبر مضيق هرمز (أرشيفية - أ.ف.ب)

ثلاث ناقلات نفط تبتعد عن مضيق هرمز وسط تصاعد التوترات

أظهرت بيانات حركة الملاحة البحرية أن ثلاث ناقلات نفط ومواد كيميائية تُغيّر مسارها بعيداً عن مضيق هرمز، وفق ما نقلت «رويترز».

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص في متنزه غرينيتش وخلفهم حي كناري وارف (رويترز)

تحسّن طفيف في «نشاط الأعمال» البريطاني خلال يونيو

سجل نشاط الأعمال في بريطانيا توسعاً طفيفاً في يونيو، مع تسجيل أول نمو في الطلبات الجديدة هذا العام.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شخص يمر أمام لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم وسط العاصمة اليابانية طوكيو (إ.ب.أ)

طوكيو تراقب عن كثب تطورات مضيق هرمز

أكد كبير أمناء مجلس الوزراء الياباني أن حكومته تراقب عن كثب تداعيات التصعيد في منطقة الشرق الأوسط على استقرار إمدادات الطاقة «بحسٍّ عالي الأهمية».

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أعلام الاتحاد الأوروبي ترفرف خارج مقر المفوضية ببروكسل (رويترز)

اقتصاد منطقة اليورو يستقر للشهر الثاني دون مؤشرات نمو واضحة

استقر اقتصاد منطقة اليورو، للشهر الثاني على التوالي، خلال يونيو، دون أن يُظهر نمواً، في ظل تحسن طفيف بقطاع الخدمات، واستمرار الضعف بقطاع التصنيع.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

ترمب يدعو إلى زيادة فورية في إنتاج النفط الأميركي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يغادر البيت الأبيض (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يغادر البيت الأبيض (أرشيفية - د.ب.أ)
TT

ترمب يدعو إلى زيادة فورية في إنتاج النفط الأميركي

الرئيس الأميركي دونالد ترمب يغادر البيت الأبيض (أرشيفية - د.ب.أ)
الرئيس الأميركي دونالد ترمب يغادر البيت الأبيض (أرشيفية - د.ب.أ)

صعّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الاثنين، دعوته للولايات المتحدة لزيادة إنتاجها النفطي، بعد أن وصلت أسعار النفط الخام إلى أعلى مستوى لها في 5 أشهر في أعقاب الضربات الأميركية على إيران.

ونشر الرئيس الأميركي تصريحاته على صفحته بموقع «تروث سوشيال» في يوم شهد تداولات متقلبة، حيث ارتفع خام برنت، وهو المعيار الدولي للنفط، إلى 81.40 دولار للبرميل عند افتتاح السوق، قبل أن ينخفض ​​ليتداول بانخفاض 1 في المائة عن مستواه بعد الظهر.

وقال ترمب: «إلى وزارة الطاقة: احفروا، يا رفاق، احفروا!!! وأعني الآن!!!»، بعدما كتب بأحرف كبيرة على منصته: «أرجو من الجميع إبقاء أسعار النفط منخفضة، فأنا أراقبكم! أنتم تلعبون في أيدي العدو، لا تفعلوا ذلك».

ورد وزير الطاقة الأميركي كريس رايت قائلاً: «نحن بصدد ذلك!»، في منشور على منصة «إكس».

وعلى الرغم من اقتراحات بعض المتشددين الإيرانيين بأن ترد طهران على الضربات الأميركية بإغلاق مضيق هرمز، القناة التي يمر عبرها نحو ربع تجارة النفط العالمية المنقولة بحراً، فإن إمدادات النفط الخام من الشرق الأوسط لا تزال غير متأثرة بالصراع المتصاعد.

وارتفع خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 4.6 في المائة ليصل إلى 78.40 دولار يوم الاثنين، قبل أن يمحو هذه المكاسب ليتداول منخفضاً بنسبة 0.4 في المائة عند 73.58 دولار.

وارتفعت أسعار النفط بنحو 10 في المائة منذ أن شنت إسرائيل هجومها المفاجئ الأول على إيران قبل 10 أيام. ومع ذلك، لا تزال أسعار النفط الخام العالمية أقل مما كانت عليه في يناير (كانون الثاني).

وقال محللون إن التحركات الإضافية في أسعار النفط هذا الأسبوع ستعتمد على طبيعة هذا الرد، وما إذا كانت إيران أو وكلاؤها، يستهدفون البنية التحتية للطاقة أو الشحن أم لا. وقال محللون إن أي هجمات على الشحن في المضيق ستؤدي على الفور إلى ارتفاع أسعار الطاقة.

وتوقع محللون في «ستاندرد آند بورز غلوبال كوموديتي إنسايتس»، أن يتراجع ارتفاع أسعار النفط الذي شهده مساء الأحد بحلول صباح الاثنين، إذا لم يكن هناك رد إيراني فوري.

وكتب جيمس بامبينو وريتشارد جوسويك من «ستاندرد آند بورز» في مذكرة نقلتها صحيفة «فاينانشال تايمز»: «السؤال الرئيسي هو: ماذا سيحدث لاحقاً؟ هل ستهاجم إيران المصالح الأميركية بشكل مباشر أم من خلال ميليشيات متحالفة معها؟ وهل سيتم تعليق صادرات النفط الخام الإيرانية؟ وهل ستهاجم إيران الشحن في مضيق هرمز؟».

وأضافوا أنه حتى في حال تعطلت صادرات النفط الخام الإيرانية، فإن زيادة إنتاج منظمة «أوبك بلس» والمخزونات العالمية الحالية تعني أن «سوق النفط ستظل مزودة بكمية كافية من النفط، طالما ظل مضيق هرمز مفتوحاً».