انكماش قطاع البناء في بريطانيا للشهر الرابع

مع استمرار ضعف الطلب وارتفاع التكاليف

عامل بناء يسير في موقع بناء مبنى سكني بووستر (رويترز)
عامل بناء يسير في موقع بناء مبنى سكني بووستر (رويترز)
TT

انكماش قطاع البناء في بريطانيا للشهر الرابع

عامل بناء يسير في موقع بناء مبنى سكني بووستر (رويترز)
عامل بناء يسير في موقع بناء مبنى سكني بووستر (رويترز)

أظهر مسحٌ للقطاع، نُشر يوم الأربعاء، أن نشاط قطاع البناء في بريطانيا انكمش للشهر الرابع على التوالي خلال أبريل (نيسان)، وسط تراجع الأعمال الجديدة واستمرار ضغوط التكلفة، مما يبرز التحديات المتزايدة التي تواجه الاقتصاد البريطاني.

وارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز غلوبال» لمديري مشتريات قطاع البناء إلى 46.6 نقطة في أبريل، مقارنة بـ46.4 نقطة في مارس (آذار)، لكنه بقي دون عتبة الـ50 التي تفصل بين النمو والانكماش، وهو ما استمر منذ بداية العام الحالي، وفق «رويترز».

وقال مدير الاقتصاد في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، تيم مور، إن «التحديات الاقتصادية المحلية وتردد العملاء أدّيا إلى نقص في الأعمال الجديدة التي تعوّض العقود المُنجَزة».

ويترقب الكثير من الشركات البريطانية مسار الأوضاع الاقتصادية منذ أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في 2 أبريل، عن سلسلة من الرسوم الجمركية، شملت فرض رسوم إضافية لا تقل عن 10 في المائة على واردات الولايات المتحدة من السلع البريطانية.

ومن المتوقع أن يُقدم «بنك إنجلترا»، يوم الخميس، على خفض ربع نقطة مئوية في أسعار الفائدة إلى 4.25 في المائة، بالتزامن مع مراجعة توقعاته الفصلية، التي يُرجّح أن تتضمّن خفضاً لتوقعات النمو لعام 2026.

وسجّل قطاع العقارات التجارية أكبر تراجع في الأعمال منذ مايو (أيار) 2020، في ظل تنامي قلق العملاء بشأن الآفاق الاقتصادية. ولم يُخفّف هذا التراجع إلا انخفاض طفيف في نشاط بناء المساكن.

كما انخفضت وتيرة الشراء بأعلى معدل في نحو خمس سنوات، مما أدى إلى تقليص أوقات تسليم المواد، في حين تراجع التوظيف للشهر الرابع على التوالي، رغم أن وتيرة التراجع كانت أبطأ مقارنة بمارس.

وأشارت الشركات إلى أن ارتفاع تكاليف الأجور كان من بين العوامل التي حدّت من توظيف بدلاء عن الموظفين المغادرين. يُذكر أن الحد الأدنى للأجور في بريطانيا ارتفع بنسبة تقارب 7 في المائة خلال أبريل، إلى جانب ارتفاع إسهامات أصحاب العمل في التأمين الوطني.

وعلى الرغم من ذلك، تباطأ التضخم الإجمالي في التكاليف بشكل طفيف فقط مقارنة بمارس، الذي سجل أعلى مستوياته في أكثر من عامَيْن.

وقال مور: «أشار المشاركون في الاستطلاع إلى ارتفاع أسعار مجموعة متنوعة من المواد الخام، بالإضافة إلى محاولات الموردين تمرير أعباء الأجور المتزايدة إلى العملاء».

وأظهر أحدث البيانات الرسمية أن إنتاج قطاع البناء ارتفع بنسبة 0.4 في المائة في فبراير (شباط)، ليصبح أعلى بنسبة 1.6 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.


مقالات ذات صلة

آفاق الاقتصاد العالمي في مفترق طرق

الاقتصاد جانب من الحضور في اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية لدول مجموعة العشرين بجنوب أفريقيا (أ.ف.ب)

آفاق الاقتصاد العالمي في مفترق طرق

حذّرت غيتا غوبينات، النائبة الأولى لمديرة صندوق النقد الدولي، من أن الاقتصاد العالمي لا يزال يواجه تحديات حقيقية، رغم مظاهر الصمود الأخيرة

«الشرق الأوسط» (كيب تاون (جنوب أفريقيا))
الاقتصاد الأدخنة تتصاعد في حقل نفطي في إقليم كردستان العراقي عقب هجمات بطائرات مسيرة (رويترز)

النفط يرتفع بعد إعلان عقوبات أوروبية جديدة على روسيا

سجلت أسعار النفط ارتفاعاً طفيفاً، يوم الجمعة، وسط تقييم المستثمرين للعقوبات الجديدة التي اتفق الاتحاد الأوروبي على فرضها على روسيا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد كبير مفاوضي اليابان بشأن الرسوم الجمركية ريوسي أكازاوا في مؤتمر صحافي عقب لقاء وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت في العاصمة طوكيو يوم الجمعة (رويترز)

«نافذة أمل» في اتفاق تجاري بين أميركا واليابان

صرَّح رئيس الوزراء الياباني عقب لقائه وزير الخزانة الأميركي، يوم الجمعة، بأن بلديهما قادران على التوصُّل إلى «اتفاق جيد» بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد عينات من معادن أرضية نادرة في معرض علمي بموقع «ماونتن باث» في ولاية كاليفورنيا الأميركية (رويترز)

الصين تُشدد قبضتها على قطاع المعادن الأرضية النادرة وسط توترات تجارية

أصدرت الصين أولى رخصها لحصص تعدين وصهر المعادن الأرضية النادرة لعام 2025 دون إصدار بيان عام مُعتاد، في مؤشر آخر على تشديد بكين قبضتها على هذا القطاع الحيوي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد المستشار الألماني فريدريش ميرتس خلال مؤتمر صحافي حول السياسات الداخلية والخارجية في برلين (أ.ف.ب)

المستشار الألماني: أي اتفاق جمركي محتمل مع واشنطن سيكون «غير متكافئ»

قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، يوم الجمعة، إن أي اتفاق جمركي محتمل بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي سيكون «غير متكافئ».

«الشرق الأوسط» (برلين - ديربان )

«هيلتون» العالمية تعزز خططها التوسعية في السعودية مع ارتفاع الطلب السياحي

فندق «هيلتون» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
فندق «هيلتون» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«هيلتون» العالمية تعزز خططها التوسعية في السعودية مع ارتفاع الطلب السياحي

فندق «هيلتون» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
فندق «هيلتون» في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

كشفت مجموعة «هيلتون» العالمية عن خطط توسعية لمضاعفة حجم أعمالها في السعودية 4 مرات، ليصل إلى 100 فندق ما بين «عامل» و«قيد التطوير» بحلول نهاية العام الحالي، مما يعزز مكانة السعودية بوصفها أكبر سوق لـ«هيلتون» في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا.

استراتيجية النمو

وقال كارلوس خنيصر، الرئيس التنفيذي للتطوير في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا لدى المجموعة، إن المحفظة الحالية للشركة في السعودية تضم 20 فندقاً تشغّل نحو 6500 غرفة، إضافة إلى 77 فندقاً قيد الإنشاء ضمن 14 علامة تجارية، ستضيف أكثر من 21 ألف غرفة جديدة خلال الأعوام المقبلة.

وأكد في حديث مع «الشرق الأوسط» أن ثُلثي هذه المشروعات دخلت بالفعل مرحلة الإنشاء، مشيراً إلى أن استراتيجية النمو تركز على إدخال علامات عالمية جديدة إلى مختلف المدن السعودية والمشروعات العملاقة، بما يتماشى مع مستهدفات «رؤية السعودية 2030».

وأوضح أن «هيلتون» تدعم خطط المملكة لاستقطاب 150 مليون زائر سنوياً، وتطوير 500 ألف غرفة فندقية جديدة بحلول نهاية العقد، لافتاً إلى أن الشركة تعمل مع شركاء حكوميين، مثل صندوق الاستثمارات العامة، وصندوق التنمية السياحية؛ لتقديم تجارب تلبي تطلعات السوق.

كارلوس خنيصر الرئيس التنفيذي للتطوير في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «هيلتون» (الشرق الأوسط)

زخم سياحي

ووصف خنيصر السوق السعودية بأنها «من بين الأسرع نمواً في العالم»، مستشهداً بتجاوز المملكة مستهدف 100 مليون زائر سنوياً قبل 7 سنوات من الموعد المخطط له، ورفع الهدف إلى 150 مليون زائر.

وأرجع هذا النمو إلى المشروعات الكبرى مثل «البحر الأحمر»، و«رؤى المدينة»، والفعاليات الدولية المتنامية، من بينها «موسم الرياض»، و«فورمولا 1»، فضلاً عن السياحة الدينية.

وأشار إلى مواصلة السياحة الداخلية والدينية قيادة الحجوزات، إلى جانب نمو واضح في السياحة الترفيهية، وسياحة الأعمال والمؤتمرات، متوقعاً استمرار هذا الزخم حتى نهاية عام 2025.

استثمارات متنوعة

وأكد خنيصر أن «هيلتون» أطلقت أخيراً علامتها «سبارك باي هيلتون» في السعودية، عبر مشروع في مكة المكرمة، يستهدف المسافرين من الفئة المتوسطة، ويوفر 329 غرفة، مع موقع استراتيجي بالقرب من المشاعر المقدسة.

كما وقَّعت الشركة اتفاقات لثلاثة منتجعات في الأحساء، وفندق «والدورف أستوريا» في الدرعية، إلى جانب مشروعات في «ذا أفنيوز – الرياض»، وافتتاحات مرتقبة في المدينة المنورة ومكة.

وأضاف أن مشروعات «هيلتون» في المملكة ستوفر أكثر من 15 ألف فرصة عمل جديدة، نصفها مخصص للسعوديين، مشيراً إلى أن نسبة التوطين الحالية في فنادق الشركة تجاوزت 55 في المائة.

التمكين

وأكد خنيصر أن تطوير الكوادر الوطنية يمثل أولوية محورية، إذ تعمل «هيلتون» على تدريب وتوظيف السعوديين من خلال شراكات مع أكاديميات ومؤسسات تعليمية، مثل أكاديمية بنيان وزادك، إضافة إلى التعاون مع برنامج الابتعاث السياحي، وصندوق تنمية الموارد البشرية.

كما وظّفت الشركة أكثر من 55 من أصحاب الهمم في فنادقها، ضمن مذكرة تفاهم مع وزارة الموارد البشرية.

جانب من فندق «سبارك باي هيلتون» في السعودية (الشرق الأوسط)

الاستدامة... والابتكار الرقمي

ولفت خنيصر إلى التزام «هيلتون» بالاستدامة عبر استراتيجيتها «السفر الهادف»، مشيراً إلى أن فنادقها في المملكة خفَّضت استهلاك الطاقة بنسبة 42 في المائة، والمياه بنسبة 64 في المائة، كما أسهمت في حملات بيئية مثل «رمضان الأخضر»، التي منعت هدر 2.6 طن من الطعام.

وفي مجال الابتكار الرقمي، أشار إلى اعتماد الشركة حلولاً مثل «المفتاح الرقمي»، وتسجيل الدخول الإلكتروني في أكثر من 90 في المائة من فنادقها، إضافة إلى استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل ملاحظات الضيوف، وتحسين الخدمة في الوقت الحقيقي.

نمو ملحوظ في قطاع المعارض والمؤتمرات

وتطرق الرئيس التنفيذي للتطوير في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا في «هيلتون» إلى ارتفاع أداء قطاع الاجتماعات والمؤتمرات في السعودية، وقال: «المملكة أصبحت وجهةً محوريةً للفعاليات الكبرى، مثل كأس العالم للألعاب الإلكترونية و(فورمولا 1)، مما عزَّز الطلب على الفنادق المزودة بمرافق متطورة». ولفت إلى أن البلاد «قادت النمو في عائد الغرف على مستوى منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا خلال الرُّبع الأول من 2025».