رئيس «إنفيديا» يؤكد أهمية السوق الصينية خلال زيارته لبكين

وسط تصعيد أميركي ضد الطرفين

شعار «إنفيديا» على مبنى الشركة في العاصمة التايوانية تايبيه (رويترز)
شعار «إنفيديا» على مبنى الشركة في العاصمة التايوانية تايبيه (رويترز)
TT

رئيس «إنفيديا» يؤكد أهمية السوق الصينية خلال زيارته لبكين

شعار «إنفيديا» على مبنى الشركة في العاصمة التايوانية تايبيه (رويترز)
شعار «إنفيديا» على مبنى الشركة في العاصمة التايوانية تايبيه (رويترز)

صرّح الرئيس التنفيذي لشركة «إنفيديا»، جنسن هوانغ، الخميس، بأن الصين سوق بالغة الأهمية للشركة، بعد أن فرضت الولايات المتحدة حظراً على مبيعات رقائق الذكاء الاصطناعي «إتش 20» H20 الخاصة بها إلى البلاد.

وقال هوانغ في اجتماع مع رين هونغ بين، رئيس المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية: «نأمل في مواصلة التعاون مع الصين». وكان هوانغ قد وصل إلى بكين في وقت سابق بدعوة من المجلس، وأشارت «فاينانشيال تايمز» إلى أنه سيلتقي خلال الزيارة مع نائب رئيس الوزراء ومؤسس «ديب سيك».

وتأتي زيارته في وقت فرضت فيه الولايات المتحدة قيوداً جديدة على شحنات وحدات معالجة الرسومات H20 الخاصة بمركز بيانات «إنفيديا» المتجهة إلى الصين، وهي رقاقة الذكاء الاصطناعي الوحيدة المتوافقة التي يمكن للشركة بيعها قانونياً إلى الصين.

وأثار الحظر الأميركي حالة من عدم اليقين لدى شركات الإنترنت الصينية، التي كانت لا تزال تتوقع وصول شحنات المياه بحلول نهاية العام.

وبالتزامن مع الزيارة، نشر تقرير يشير إلى أن «إنفيديا» لم تحذر بعض عملائها الرئيسين مُسبقاً بشأن قواعد التصدير الأميركية الجديدة التي أُبلغت بها قبل أسبوع تقريباً، والتي تُلزمها بالحصول على تراخيص لبيع رقاقة الذكاء الاصطناعي المُخصصة للصين، وفقاً لمصدرين مطلعين على الأمر تحدثا لـ«رويترز».

وأعلنت شركة صناعة الرقائق الأميركية، يوم الثلاثاء، أن مسؤولين أميركيين أبلغوها في 9 أبريل (نيسان) أن رقاقة H2O الخاصة بها ستتطلب ترخيص تصدير لبيعها إلى الصين.

وتُمثل الخطوة أحدث جهود واشنطن للحد من وصول الصين إلى أشباه الموصلات المتقدمة، في إطار سعي الولايات المتحدة إلى الحفاظ على تفوقها في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي. ووفقاً للمصدريْن، كانت شركات الحوسبة السحابية الصينية الكبرى لا تزال تتوقع تسليم الشحنات بحلول نهاية العام، غير مدركة للقيود الوشيكة، وأشارا إلى أن فريق مبيعات «إنفيديا» في الصين لم يكن على علم بالأمر قبل الإعلان الرسمي. وتحدث المصدران شريطة عدم الكشف عن هويتهما نظراً لحساسية الأمر.

وأعلنت «إنفيديا» في بيان، يوم الأربعاء، أنها تلتزم بقوانين التصدير الأميركية بشأن أماكن بيع مُعالجاتها. وقالت في بيان: «تُوجّه الحكومة الأميركية الشركات الأميركية بشأن ما يُمكنها بيعه وأين، ونحن نتبع توجيهات الحكومة حرفياً».

وتُهدد ضوابط التصدير أعمال «إنفيديا» في الصين، إحدى أكبر أسواقها. وقد حصلت «إنفيديا» على طلبات بقيمة 18 مليار دولار منذ بداية العام، وفقاً لأحد المصدرين ومصدر ثالث. وحققت إيرادات من الصين بلغت 17 مليار دولار، أي ما يعادل 13 في المائة من إجمالي مبيعات شركة «إنفيديا»، في سنتها المالية الأخيرة التي انتهت في 26 يناير (كانون الثاني).

وانخفضت أسهم «إنفيديا» بنسبة 6 في المائة بتداولات ما بعد ساعات العمل يوم الثلاثاء بعد أن أعلنت الشركة أنها ستتحمل رسوماً تصل إلى 5.5 مليار دولار في الربع الأول المنتهي في 27 أبريل بسبب متطلبات الترخيص، التي أبلغتها الحكومة الأميركية، يوم الاثنين، بأنها ستكون غير محددة المدة. وأضافت الشركة أن هذه الرسوم مرتبطة بالمخزون والتزامات الشراء، والاحتياطيات ذات الصلة بمنتجات H2O.

وذكرت رويترز في فبراير (شباط) أن شركات التكنولوجيا الصينية العملاقة، بما في ذلك «تينسنت»، و«علي بابا» و«بايت دانس»، مالكة «تيك توك»، زادت طلباتها على رقائق H2O وسط الطلب الزائد على نماذج الذكاء الاصطناعي بأسعار معقولة من شركات مثل «ديب سيك» الناشئة.

وقال محللون إن القيود المفروضة على H20 قد تفيد شركات تصنيع شرائح الذكاء الاصطناعي الصينية، خصوصاً «هواوي»، التي تقدم منتجات منافسة لمجموعة شرائح «إنفيديا».

وقال نوري تشيو، مدير الاستثمار في شركة «وايت أوك كابيتال بارتنرز» ومقرها سنغافورة: «بتقييد شرائح H20 تدفع الجهات التنظيمية الأميركية عملاء (إنفيديا) الصينيين فعلياً نحو شرائح الذكاء الاصطناعي من (هواوي)». وأضاف أنه «من المرجح أن تتطور قدرات (هواوي) في تصميم الشرائح والبرمجيات بسرعة مع اكتسابها مزيداً من العملاء وخبرة التطوير».


مقالات ذات صلة

تراجع ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى منذ يوليو 2022

الاقتصاد امرأة تمر بجوار متجر «دولتشي آند غابانا» في الجادة الخامسة بمدينة نيويورك (رويترز)

تراجع ثقة المستهلك الأميركي إلى أدنى مستوى منذ يوليو 2022

شهد مؤشر ثقة المستهلك الأميركي تراجعاً طفيفاً في مايو للشهر الخامس على التوالي، مع تصاعد مخاوف الأميركيين من الحرب التجارية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أوراق نقدية أوكرانية فئة 500 هريفنيا إلى جانب ورقة نقدية أميركية من فئة 100 دولار (رويترز)

أوكرانيا لا تستعجل إعادة هيكلة ديونها المرتبطة بالناتج المحلي

أبلغ كبير مفاوضي الديون الأوكرانيين المستثمرين في لندن هذا الأسبوع بأن كييف لا تستعجل إعادة هيكلة ديونها المرتبطة بالناتج المحلي الإجمالي.

«الشرق الأوسط» (كييف)
الاقتصاد آن دوك جيون يتحدث خلال مؤتمر صحافي لوزراء التجارة في منتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (رويترز)

كوريا الجنوبية تتطلّع إلى اتفاق جمركي مع واشنطن قبل يوليو

أعلن وزير التجارة والصناعة الكوري الجنوبي، آن دوك جيون، أَن سيول تسعى للتوصل إلى اتفاق مع واشنطن بشأن الرسوم الجمركية قبل الموعد النهائي المحدد في يوليو.

«الشرق الأوسط» (سيول)
الاقتصاد طائرة شحن تابعة لشركة «كاثي باسيفيك» تستعد للهبوط في مطار هونغ كونغ (رويترز)

الشحن الجوي بين الصين وأميركا يتراجع بحدة مع تعليق «إعفاءات السلع الصغيرة»

أظهرت بيانات قطاع الشحن الجوي أن الطاقة الاستيعابية بين الصين وأميركا تراجعت بنسبة تقارب الثلث بعد إلغاء الإعفاءات الجمركية للسلع منخفضة القيمة القادمة من الصين

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد حاملة نفطية في ميناء بمقاطعة بريتش كولومبيا في كندا (رويترز)

مكاسب أسبوعية للنفط رغم ضغوط توقعات زيادة المعروض

ارتفعت أسعار النفط بشكل طفيف يوم الجمعة، متجهة نحو تحقيق مكاسب أسبوعية للأسبوع الثاني على التوالي

«الشرق الأوسط» (لندن)

الذهب يتراجع 10 %... هل انتهى صعود المعدن النفيس؟

صائغ في إسطنبول يرتب أساور ذهبية في متجر مجوهرات داخل البازار الكبير (رويترز)
صائغ في إسطنبول يرتب أساور ذهبية في متجر مجوهرات داخل البازار الكبير (رويترز)
TT

الذهب يتراجع 10 %... هل انتهى صعود المعدن النفيس؟

صائغ في إسطنبول يرتب أساور ذهبية في متجر مجوهرات داخل البازار الكبير (رويترز)
صائغ في إسطنبول يرتب أساور ذهبية في متجر مجوهرات داخل البازار الكبير (رويترز)

انخفضت أسعار الذهب بنحو 10 في المائة من ذروتها القياسية عند 3500 دولار للأونصة، التي سجّلتها في أبريل (نيسان)، جراء تهدئة التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، ما قلّص الزخم الصعودي. مع ذلك، لا يزال المحللون يحتفظون بتوقعات إيجابية مدعومة بأسس قوية للمعدن الأصفر.

وتداول الذهب في السوق الفورية حول مستوى 3180 دولاراً للأونصة، يوم الجمعة، مسجلاً أسوأ أداء أسبوعي خلال 6 أشهر، وفق «رويترز».

وجاء تراجع الذهب عقب اتفاق واشنطن وبكين على هدنة بشأن الرسوم الجمركية المتبادلة التي فرضت في أبريل، ما عزّز شهية المخاطرة وإضعاف الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع مؤشر الدولار وعوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات، ما قلّص جاذبية المعدن النفيس.

على الصعيد الجيوسياسي، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اقتراب بلاده من التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران.

وقال ريكاردو إيفانجليستا، كبير المحللين في شركة الوساطة «أكتيف تريدز»: «نشهد تراجعاً في اضطراب البيئة الجيوسياسية عالمياً، وانخفاضاً في حدة العدوان التجاري الأميركي، ما يدفع المستثمرين بعيداً عن الذهب كملاذ آمن، ويعزز شهية المخاطرة في الأسواق».

ومع ذلك، يبقى عدم اليقين مرتفعاً للغاية، ولا يمكن الجزم بأن الذهب وصل إلى ذروته. فقد ارتفع المعدن، الذي يُعدّ مخزناً للقيمة في أوقات الاضطرابات السياسية والمالية، إلى أعلى مستوى في تاريخه عند 3500.05 دولار للأونصة في 22 أبريل، محققاً ارتفاعاً بنسبة 21 في المائة هذا العام، بعد زيادة 27 في المائة على مدار عام 2024 كاملاً.

وقال نيتيش شاه، استراتيجي السلع الأساسية في «ويزدوم تري»: «من المرجح أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع بدلاً من الانخفاض من هذه النقطة، نظراً لعوامل مثل استمرار الطلب من البنوك المركزية والطلب القوي من المستثمرين الصينيين، التي لن تتلاشى في الأمد القريب».

وسجّلت التدفقات إلى صناديق الاستثمار المتداولة، المدعومة بالذهب في أبريل، أكبر حجم منذ مارس (آذار) 2022، وقادت الصناديق الصينية هذا الاتجاه، بحسب بيانات مجلس الذهب العالمي.

وأظهرت بيانات بنك الشعب الصيني أن البنك المركزي أضاف الذهب إلى احتياطياته في أبريل للشهر السادس على التوالي. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك: «لن أتفاجأ إذا أشارت البيانات إلى أن هذا التصحيح الحالي في أسعار الذهب قد تم تلطيفه بالطلب الجديد والمستمر من البنوك المركزية».

وأضاف هانسن: «نحتاج لمراقبة البيانات الاقتصادية التي قد تؤكد تأثير الرسوم الجمركية على الاقتصاد، ما سيزيد الضغط على الاحتياطي الفيدرالي لخفض أسعار الفائدة، وهو أمر إيجابي للذهب، كما قد يرفع الطلب على المعدن كملاذ آمن».

وأظهرت بيانات الخميس تباطؤاً في الاقتصاد الأميركي، الأكبر عالمياً، خلال أبريل، شمل انخفاضاً في أسعار المنتجين، وإنتاج الصناعات التحويلية، وتراجع مبيعات التجزئة.

وتتوقع الأسواق حالياً خفض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة مرتين على الأقل هذا العام، بدءاً من سبتمبر (أيلول). وفي بيئة أسعار الفائدة المنخفضة، يزدهر الذهب غير المُدر للعائد.

وعلى المدى الطويل، يظل الذهب محطّ اهتمام التحوط، إذ من غير المتوقع أن تختفي التوترات الجيوسياسية تماماً، كما يُتوقع انخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، وضعف الدولار الأميركي، واستمرار مشتريات البنوك المركزية، وفقاً لجيوفاني ستونوفو، محلل بنك «يو بي إس».