كندا تفاجئ الأسواق بعجز تجاري في فبراير

وسط تراجع الصادرات وارتفاع الواردات

قرص «هوكي» يحمل علم كندا خلال مراسم الاحتفال بـ«اليوم الوطني لعلم كندا» (رويترز)
قرص «هوكي» يحمل علم كندا خلال مراسم الاحتفال بـ«اليوم الوطني لعلم كندا» (رويترز)
TT
20

كندا تفاجئ الأسواق بعجز تجاري في فبراير

قرص «هوكي» يحمل علم كندا خلال مراسم الاحتفال بـ«اليوم الوطني لعلم كندا» (رويترز)
قرص «هوكي» يحمل علم كندا خلال مراسم الاحتفال بـ«اليوم الوطني لعلم كندا» (رويترز)

تحوّلت كندا بشكل غير متوقع إلى تسجيل عجز تجاري في فبراير (شباط)، رغم بقاء كل من الصادرات والواردات عند مستويات شبه قياسية، وفقاً للبيانات الصادرة الخميس، حيث قامت الشركات بزيادة مخزوناتها في الولايات المتحدة للحد من تأثير الرسوم الجمركية.

وسجل العجز التجاري الكندي في فبراير 1.52 مليار دولار كندي (1.08 مليار دولار أميركي)، بعد أن حقق فائضاً بلغ 3.13 مليار دولار كندي في يناير (كانون الثاني)، وهو أعلى مستوى خلال 32 شهراً، وفقاً لهيئة الإحصاءات الكندية.

وكان المحللون الذين استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا فائضاً تجارياً قدره 3.55 مليار دولار كندي في فبراير.

واكتسبت التجارة السلعية لكندا زخماً منذ نوفمبر (تشرين الثاني) مع ازدياد تهديد الرسوم الجمركية من الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وقد فرض ترمب بالفعل رسوماً على واردات عدة من كندا، تشمل الصلب والألمنيوم والسيارات وقطع الغيار، لكنه لم يفرض رسوماً انتقامية جديدة يوم الأربعاء.

وأدت تهديدات الرسوم الجمركية إلى قيام الشركات، خصوصاً في الولايات المتحدة، بتخزين كميات كبيرة من السلع لتخفيف تأثير التكاليف. وانعكس ذلك في الإحصاءات التجارية الكندية، حيث ارتفع الفائض التجاري مع الولايات المتحدة لثلاثة أشهر متتالية، ليصل إلى مستوى قياسي في يناير. كما قفز الفائض التجاري الإجمالي في الشهر نفسه إلى مستويات غير مسبوقة.

وفي فبراير، انخفض إجمالي الصادرات الكندية بنسبة 5.5 في المائة إلى 70.11 مليار دولار كندي، وفقاً لإحصاءات كندا، ورغم هذا التراجع، ظلت صادرات فبراير ثاني أعلى مستوى لها منذ مايو (أيار) 2022.

وتراجعت الصادرات في 10 من 11 فئة منتجات، لكنها لم تعوض المكاسب التي تحققت في الأشهر السابقة. وشهدت صادرات منتجات الطاقة أكبر انخفاض، حيث هبطت بنسبة 6.3 في المائة في فبراير، وهو التراجع الأول منذ سبتمبر (أيلول) 2024، متأثرة بانخفاض أسعار النفط الخام.

أما صادرات المركبات وقطع الغيار، فانخفضت بنسبة 8.8 في المائة في فبراير، لكنها ظلت عند أعلى مستوى لها خلال عام، باستثناء شهر يناير، بحسب هيئة الإحصاءات الكندية.

وقال ستيوارت بيرغمان، كبير الاقتصاديين في هيئة تنمية الصادرات الكندية: «التراجع في الصادرات أزال جميع مكاسب شهر يناير بل وأكثر، مما يعكس تباطؤ التأثير الناتج عن التخزين المسبق الذي شهدناه في الأشهر الماضية».

وأضاف بيرغمان أن شهر فبراير اتسم بالتقلبات في الصادرات، وأن هذا الاتجاه قد يستمر في مارس (آذار)، مع تلاشي تأثير التخزين المسبق بشكل أكبر خلال أبريل (نيسان).

في المقابل، واصلت الواردات ارتفاعها للشهر الخامس على التوالي، إذ زادت بنسبة 0.88 في المائة إلى 71.63 مليار دولار كندي.

وانخفضت الصادرات إلى الولايات المتحدة بنسبة 3.6 في المائة، لكنها لا تزال تمثل ما يقرب من 80 في المائة من إجمالي الصادرات الكندية في فبراير. في المقابل، ارتفعت الواردات من الولايات المتحدة بنسبة 2.5 في المائة، أو ما يعادل 63 في المائة من إجمالي واردات كندا.

بعد صدور بيانات التجارة، ارتفع الدولار الكندي بنسبة 1.03 في المائة ليصل إلى 1.4084 مقابل الدولار الأميركي، أي ما يعادل 71.00 سنتاً أميركياً. وتظهر توقعات أسواق المقايضات النقدية احتمالاً بنسبة 73 في المائة لإبقاء أسعار الفائدة دون تغيير في 16 أبريل.


مقالات ذات صلة

جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية

الاقتصاد لافتة تُعلن عن شراء الذهب في حي المجوهرات بمانهاتن بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)

جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية

انخفض الذهب يوم الأربعاء متأثراً بارتفاع الدولار وتراجع حدة التوترات التجارية، بينما يترقب المستثمرون بيانات أميركية لاستشراف آفاق أسعار الفائدة.

الاقتصاد مرافق تخزين النفط التابعة لشركة الصين الوطنية للنفط البحري في تشانجيانغ (رويترز)

النفط ينخفض وسط مخاوف تراجع الطلب جرَّاء الحرب التجارية

انخفضت أسعار النفط على نحو طفيف، في التعاملات الآسيوية المبكرة يوم الأربعاء، في ظل سياسات دونالد ترمب غير المتوازنة تجاه الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد المتحدثة باسم البيت الأبيض تحمل مقالاً عن الرئيس التنفيذي لـ«أمازون» جيف بيزوس ينص على «شراكة مع ذراع دعائية صينية» (أ.ف.ب)

الرسوم الجمركية تفجّر أزمة بين إدارة ترمب و«أمازون»

نفت شركة «أمازون» تقريراً، نُشر الثلاثاء، يفيد بأنها تعتزم الكشف عن التكلفة التي ستُضيفها الرسوم الجمركية الأميركية التي فرضها الرئيس دونالد ترمب على منتجاتها.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر «ميسيز هيرالد سكوير» في نيويورك (رويترز)

ثقة المستهلك الأميركي تهبط لأدنى مستوى منذ 2020

تراجعت ثقة المستهلك الأميركي في مارس إلى أدنى مستوياتها خلال ما يقرب من خمس سنوات، وسط تصاعد المخاوف بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد يتابع مستثمرون في قطر أسعار الأسهم على شاشة التداول ببورصة الدوحة (رويترز)

«نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات» يرفعان بورصات الخليج... والسوق السعودية تتراجع

ارتفعت بورصات الخليج بدعم من «نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات التجارية»، فيما تراجعت السوق السعودية بضغط من خسائر «أكوا باور» و«كيان» وعدد من الأسهم القيادية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية

لافتة تُعلن عن شراء الذهب في حي المجوهرات بمانهاتن بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)
لافتة تُعلن عن شراء الذهب في حي المجوهرات بمانهاتن بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)
TT
20

جاذبية المعدن الأصفر تخفُت مع انحسار التوترات التجارية

لافتة تُعلن عن شراء الذهب في حي المجوهرات بمانهاتن بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)
لافتة تُعلن عن شراء الذهب في حي المجوهرات بمانهاتن بمدينة نيويورك (أ.ف.ب)

انخفضت أسعار الذهب يوم الأربعاء، متأثرة بارتفاع الدولار وتراجع حدة التوترات التجارية، بينما يترقب المستثمرون بيانات أميركية رئيسية، لاستشراف آفاق أسعار الفائدة من مجلس «الاحتياطي الفيدرالي».

وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4 في المائة إلى 3302.58 دولار للأوقية (الأونصة)، بدءاً من الساعة 04:30 بتوقيت غرينيتش. وانخفضت العقود الآجلة للذهب الأميركي بنسبة 0.7 في المائة إلى 3310.70 دولار.

وارتفع الدولار بنسبة 0.1 في المائة مقابل سلَّة من العملات، مما جعل السبائك أكثر تكلفة للمشترين الأجانب.

وقال نيكولاس فرابيل، الرئيس العالمي للأسواق المؤسسية في شركة «مصفاة إيه بي سي»، إن هناك انتعاشاً طفيفاً في قوة الدولار بشكل عام، مما أدى إلى تراجع طفيف في سعر الذهب.

وقد وقَّع الرئيس الأميركي دونالد ترمب يوم الثلاثاء أمراً رئاسياً لتخفيف وطأة رسومه الجمركية على السيارات، بينما روَّج فريقه التجاري لأول صفقة له مع شريك تجاري أجنبي.

وقال كايل رودا، محلل الأسواق المالية في «كابيتال دوت كوم»: «على الرغم من أن إدارة ترمب تُخفف من حدة الرسوم الجمركية، فإنها لا تزال مرتفعة، وقد اهتزت الثقة في الأصول الأميركية، وربما بشكل دائم».

وكان سعر السبائك -وهي ضمانة ضد الاضطرابات السياسية والمالية- قد ارتفع إلى مستوى قياسي بلغ 3500.05 دولار للأوقية في 22 أبريل (نيسان) بسبب حالة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

وسيُراقب المشاركون في السوق البيانات الاقتصادية، بما في ذلك نفقات الاستهلاك الشخصي في الولايات المتحدة، المقرر صدورها في وقت لاحق من يوم الأربعاء، وتقرير الوظائف غير الزراعية يوم الجمعة، لتقييم تأثير الرسوم الجمركية الأخيرة على توقعات أسعار الفائدة لدى «الاحتياطي الفيدرالي».

ومن المتوقع أن تُظهر بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي مزيداً من الاعتدال في الأسعار، مما يُبقي الباب مفتوحاً أمام مزيد من التخفيضات من قِبَل «الاحتياطي الفيدرالي». إذا شهدنا مفاجأة إيجابية، فقد تتضاءل هذه الاحتمالات، مما قد يُؤثر سلباً على أسعار الذهب، وفقاً لرودا.

ويتوقع المتداولون حالياً أن يُخفِّض «الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بنحو 95 نقطة أساس بحلول نهاية العام.

وانخفض سعر الفضة الفوري بنسبة 0.7 في المائة، ليصل إلى 32.72 دولار للأوقية، وتراجع البلاتين بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 971.75 دولار، وخسر البلاديوم 0.2 في المائة ليصل إلى 932.40 دولار.