ارتفع الجنيه الإسترليني إلى أعلى مستوى له في ستة أشهر مقابل الدولار يوم الخميس، حيث تخلى المتداولون عن العملة الأميركية بعد أن أثارت الحواجز التجارية الموسعة التي فرضها الرئيس دونالد ترمب مخاوف من تباطؤ عالمي في النمو الاقتصادي.
صرح ترمب، يوم الأربعاء، بأنه سيفرض تعريفة جمركية أساسية بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات إلى الولايات المتحدة، ورسوماً جمركية أعلى على بعض أكبر شركاء البلاد التجاريين، مثل الاتحاد الأوروبي والصين والهند وفيتنام.
وقالت بريطانيا، التي فُرضت عليها أقل تعريفة جمركية أميركية بنسبة 10 في المائة، إنها تعتقد أن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة بات وشيكاً، في سعيها لتخفيف أثر تعريفات ترمب التي تهدد بحرب تجارية عالمية متصاعدة من شأنها أن تضر باقتصادها المفتوح.
لا تزال السيارات البريطانية، وكذلك الصلب والألمنيوم، تواجه تعريفات جمركية أعلى بنسبة 25 في المائة لكل منها.
ارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.31 في المائة ليصل إلى 1.3181 دولار، مسجلاً مستويات لم يشهدها منذ أوائل أكتوبر (تشرين الأول). ومع ذلك، انخفض الجنيه الإسترليني مقابل اليورو إلى 84.04 بنس. وتراجع الدولار الأميركي بشكل عام، حيث انخفض مؤشره، الذي يقيسه مقابل ست عملات رئيسة، بنسبة 1.8 في المائة ليصل إلى 101.94.
وصرح لي هاردمان، كبير محللي العملات في بنك «إم يو إف جي»: «نشارك التفاؤل بأن المملكة المتحدة ربما تكون أقرب إلى التوصل إلى اتفاق في وقت أقرب مع الولايات المتحدة لخفض معدل التعريفات الجمركية بشكل أكبر. لذا، يُعد هذا حافزاً إيجابياً محتملاً للجنيه الإسترليني». وأضاف: «مع ذلك، يميل الجنيه الإسترليني إلى الأداء الضعيف خلال فترات المخاطرة، لذا سيكون هذا بمثابة تحذير من بناء مراكز شراء طويلة الأجل على الجنيه الإسترليني على خلفية احتمال خفض التعريفات الجمركية على المملكة المتحدة».
كما حذّر نيكولاس ريس، رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي في «مونيكس أوروبا»، من أن الهامش المالي لوزيرة المالية البريطانية راشيل ريفز أصبح أكثر تقييداً، مما قد يؤثر سلباً على الجنيه الإسترليني. وقال: «نعتقد أن كل الهامش المالي الذي أعادت ريفز بناءه في بيان الربيع قد اختفى الآن. نعتقد أنها ستضطر للعودة في الخريف والإعلان عن حزمة أخرى من زيادات الضرائب أو تخفيضات الإنفاق».