أطلقت «أرامكو السعودية»، الخميس، أول وحدة تجريبية لاستخلاص الهواء المباشر لثاني أكسيد الكربون في المملكة، لها القدرة على إزالة 12 طناً من ثاني أكسيد الكربون سنوياً من الغلاف الجوي.
وتمثّل هذه المحطة التجريبية، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة «سيمنز للطاقة»، خطوة ذات أهمية ضمن جهود الشركة لتوسيع قدرات وحدة اختبار الاستخلاص المباشر من الهواء.
وتعتزم «أرامكو» استخدام هذه المنشأة منصة اختبار للجيل القادم من مواد احتجاز ثاني أكسيد الكربون في مناخ المملكة المتنوع. كما ستسعى أيضاً إلى تحقيق تخفيضات في التكاليف يمكن أن تساعد في تسريع تطبيق تقنيات استخلاص ثاني أكسيد الكربون في المنطقة، وفق بيان، الخميس.
وقال النائب الأعلى للرئيس للتنسيق والإشراف التقني في «أرامكو»، علي المشاري إنه «من المرجّح أن تؤدي التقنيات التي تستخلص ثاني أكسيد الكربون من الهواء مباشرةً دوراً مهماً في الحد من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي في المستقبل، خصوصاً في القطاعات التي يصعب الحد منها. ويشكّل مرفق الاختبار الذي أطلقته (أرامكو السعودية) خطوة أساسية في جهودنا الرامية إلى توسيع نطاق أنظمة الاستخلاص المباشر لثاني أكسيد الكربون القابلة لتطبيقها داخل المملكة وخارجها. وبالإضافة إلى المساعدة في معالجة الانبعاثات، يمكن استخدام ثاني أكسيد الكربون المستخرَج من خلال هذه العملية في إنتاج كيميائيات ووقود أكثر استدامة».
وتهدف «أرامكو» و«سيمنز للطاقة» إلى مواصلة العمل معاً عن كثب بهدف توسيع نطاق هذه التقنية، مما قد يضع الأسس لمرافق استخلاص ثاني أكسيد الكربون على نطاق واسع في المستقبل، وفق البيان.
وتؤكد مثل هذه المشاريع التركيز القوي لـ«أرامكو» على استخلاص الكربون، الذي يمثّل ركيزة أساسية في استراتيجية الشركة لتحقيق الحياد الصفري لانبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في النطاقين 1 و2 في مرافق أعمالها التي تملكها وتديرها بالكامل بحلول عام 2050. وتستكشف الشركة خيارات استخلاص ثاني أكسيد الكربون سواء عند نقطة الانبعاثات أو مباشرةً من الغلاف الجوي، من خلال نهج اقتصاد الكربون الدائري، وتطبيق حلول التقنية المبتكرة، حسب البيان.
ويأتي إطلاق الوحدة التجريبية لاستخلاص الكربون وتخزينه في أعقاب الإعلان في ديسمبر (كانون الأول) 2024 عن توقيع «أرامكو» وشركائها («ليندي» و «إس إل بي») اتفاقية مساهمين تمهّد الطريق لتطوير مركز لاستخلاص الكربون وتخزينه في الجبيل. وستكون للمرحلة الأولى من مركز استخلاص الكربون وتخزينه القدرة على استخلاص 9 ملايين طن من ثاني أكسيد الكربون من 3 معامل غاز تابعة لـ«أرامكو السعودية» ومصادر صناعية أخرى، وفق ما أفصحت عنه الشركة.