الصين تبقي على أسعار فائدة الإقراض دون تغيير

موجة حذر في الأسواق بعد المكاسب القوية

مركب في نهر يانغتسي بينما يمر في مدينة نانجينغ الصينية (رويترز)
مركب في نهر يانغتسي بينما يمر في مدينة نانجينغ الصينية (رويترز)
TT
20

الصين تبقي على أسعار فائدة الإقراض دون تغيير

مركب في نهر يانغتسي بينما يمر في مدينة نانجينغ الصينية (رويترز)
مركب في نهر يانغتسي بينما يمر في مدينة نانجينغ الصينية (رويترز)

أبقت الصين، يوم الخميس، على أسعار الفائدة الرئيسية على الإقراض ثابتة للشهر الخامس على التوالي في مارس (آذار)، بما يتماشى مع توقعات السوق. وثبتت بكين سعر الفائدة الأساسي على القروض لمدة عام عند 3.1 في المائة، وسعر الفائدة الأساسي على القروض لـ5 سنوات عند 3.6 في المائة.

وفي استطلاع للرأي أجرته «رويترز» وشمل 33 مشاركاً في السوق هذا الأسبوع توقع 29 وبما يمثل 88 في المائة، عدم حدوث أي تغييرات في أي من السعرين.

وتستند أغلب القروض الجديدة والمستحقة في الصين إلى سعر الفائدة الأساسي لعام واحد، في حين يؤثر سعر الفائدة لـ5 سنوات على تسعير الرهن العقاري. وخفضت البنوك الصينية في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 الفوائد على الإقراض بهوامش أكبر من المتوقع من أجل إنعاش النشاط الاقتصادي.

وأشارت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) إلى أن أسعار الفائدة الأولية تعكس مستويات تكلفة التمويل بالنسبة للأسر والشركات؛ حيث يعني خفض هذه الفائدة تقليل الأعباء المالية على المقترضين ودعماً أقوى للنشاط الاقتصادي.

وخلال العام الماضي، خفض البنك المركزي الصيني سعر الفائدة الأولية، ومعدلات الاحتياطي الإلزامي للبنوك التجارية، لمساعدة الاقتصاد على التعافي.

وأظهرت أحدث البيانات أن متوسط سعر الفائدة لقروض الشركات تراجع إلى نحو 3.3 في المائة في فبراير (شباط) الماضي، بانخفاض قدره 40 نقطة أساس عن الشهر نفسه من العام الماضي، في حين تراجع متوسط الفائدة لقروض التمويل العقاري الشخصية بنحو 70 نقطة أساس إلى 3.1 في المائة.

وبحسب تقرير عمل الحكومة للعام الحالي، قررت الصين تبني سياسة اقتصادية مرنة بدرجة معتدلة. وفي أوائل الشهر الحالي، قال محافظ بنك الشعب الصيني، بان جونغ شنغ، في مؤتمر صحافي، إن البنك المركزي سيخفض معدل الاحتياطي الإلزامي وأسعار الفائدة عند الحاجة خلال العام الحالي، بما يتماشى مع الظروف الاقتصادية والمالية المحلية والدولية، بالإضافة إلى أداء الأسواق المالية. وأوضح بان أن متوسط نسبة الاحتياطي الإلزامي للمؤسسات المالية الصينية يبلغ حالياً 6.6 في المائة، مما يتيح مجالاً لمزيد من التخفيض، مضيفاً أن هناك مجالاً أيضاً لخفض أسعار الفائدة على أدوات السياسة النقدية الهيكلية، التي توفر دعماً للسيولة للبنوك التجارية.

وفي أسواق الأسهم، أغلقت أسهم الصين وهونغ كونغ على انخفاض بأكثر من 2 في المائة يوم الخميس مع توخّي المستثمرين الحذر من التقلبات قصيرة الأجل عقب ارتفاع أسهم التكنولوجيا ووصول مؤشر هانغ سنغ إلى أعلى مستوى له في ثلاث سنوات.

وعند الإغلاق، انخفض مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 0.51 في المائة، ومؤشر «سي إس آي 300» للأسهم القيادية بنسبة 0.88 في المائة، مع انخفاض مؤشره الفرعي للقطاع المالي بنسبة 1.07 في المائة، وتراجع قطاع السلع الاستهلاكية الأساسية بنسبة 1.62 في المائة، وتراجع مؤشر العقارات بنسبة 0.43 في المائة، وتراجع مؤشر الرعاية الصحية بنسبة 1.11 في المائة.

وانخفض مؤشر هانغ سنغ القياسي في هونغ كونغ بنسبة 2.23 في المائة، مسجلاً أكبر انخفاض يومي له في مارس. وواصلت شركات التكنولوجيا العملاقة المدرجة في هونغ كونغ خسائرها؛ حيث تراجعت بنسبة 3.4 في المائة.

وصرّح كيني نغ، استراتيجي الأوراق المالية في شركة «تشاينا إيفربرايت» للأوراق المالية الدولية، بأن أسهم هونغ كونغ قد حققت مكاسب كبيرة في الجلسة السابقة، ونتيجة لذلك، عمد بعض المستثمرين إلى جني الأرباح، وهو أمر طبيعي تماماً. وأضاف أن مستوى المقاومة الرئيسي لمؤشر هانغ سنغ على المدى القصير هو 25.000 نقطة.

وانخفضت أسهم شركة تينسنت، ذات الثقل في المؤشر، بنسبة 3.8 في المائة بعد أن توقعت شركة الإنترنت العملاقة، في وقت متأخر من يوم الأربعاء، ارتفاعاً في الإنفاق الرأسمالي بنسبة «منخفضة» هذا العام. وانخفضت أسهم منصة البحث «بايدو» بنسبة 5.4 في المائة لتقود الانخفاض.

وصرّح محللو بنك أوف أميركا للأوراق المالية، في مذكرة هذا الأسبوع، بأن نسبة السعر إلى الأرباح لمؤشر «إم إس سي آي – الصين» بلغت ذروتها السابقة البالغة نحو 12 ضعفاً، وأن التقييم من غير المرجح أن يتحسن أكثر إذا ظل النمو الاقتصادي ضعيفاً.


مقالات ذات صلة

وزير خارجية البيرو يكشف عن مفاوضات مع السعودية لتوقيع اتفاقيات قبل نهاية العام

الاقتصاد إلمر شيالر سالسيدو وزير خارجية البيرو (الشرق الأوسط)

وزير خارجية البيرو يكشف عن مفاوضات مع السعودية لتوقيع اتفاقيات قبل نهاية العام

كشف وزير خارجية البيرو، إلمر شيالر سالسيدو، الذي يزور الرياض حالياً، عن وجود مفاوضات جارية مع الجانب السعودي تهدف إلى توقيع عدد من الاتفاقيات الثنائية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد آلاف الحاويات في ميناء ليانينغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

الصين تقيّم «عرضاً أميركياً» لمناقشة الرسوم الجمركية وتحذّر من «الابتزاز»

قالت وزارة التجارة الصينية، يوم الجمعة، إن بكين «تقيّم» عرضاً من واشنطن لإجراء محادثات بشأن الرسوم الجمركية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد متسوقة في سوبرماركت كارفور في مونتيسون بالقرب من باريس (رويترز)

تضخم منطقة اليورو يستقر فوق هدف «المركزي الأوروبي» في أبريل

سجّل التضخم في منطقة اليورو استقراراً طفيفاً فوق هدف البنك المركزي الأوروبي البالغ 2 في المائة خلال أبريل (نيسان).

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد سبائك ذهبية داخل غرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (أرشيفية - رويترز)

ارتفاع سعر الذهب قبيل تقرير الوظائف الأميركية

ارتفع سعر الذهب، يوم الجمعة، مدفوعاً بحركة شراء قبيل تقرير الوظائف الأميركية غير الزراعية، بعد أن لامست الأسعار أدنى مستوياتها في أسبوعين خلال الجلسة السابقة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عامل في مصنع «فيلدبندر» الألماني ينقل لفائف الألمنيوم (أرشيفية - رويترز)

إنتاج المصانع في منطقة اليورو يسجل أسرع نمو منذ أكثر من 3 سنوات

نما إنتاج قطاع التصنيع في منطقة اليورو بأسرع وتيرة له منذ أكثر من ثلاث سنوات في أبريل (نيسان)، رغم بقاء النشاط الصناعي العام ضمن منطقة الانكماش.

«الشرق الأوسط» (عواصم)

ارتفاع سعر الذهب قبيل تقرير الوظائف الأميركية

سبائك ذهبية داخل غرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (أرشيفية - رويترز)
سبائك ذهبية داخل غرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (أرشيفية - رويترز)
TT
20

ارتفاع سعر الذهب قبيل تقرير الوظائف الأميركية

سبائك ذهبية داخل غرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (أرشيفية - رويترز)
سبائك ذهبية داخل غرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» بميونيخ (أرشيفية - رويترز)

ارتفع سعر الذهب، يوم الجمعة، مدفوعاً بحركة شراء قبيل تقرير الوظائف الأميركية غير الزراعية، بعد أن لامست الأسعار أدنى مستوياتها في أسبوعين خلال الجلسة السابقة. ومع ذلك، استمرَّ المعدن الأصفر، الذي يُعدّ ملاذاً آمناً، في التوجه نحو ثاني انخفاض أسبوعي له، في ظل مؤشرات على تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

وزادت أسعار الذهب الفوري بنسبة 0.5 في المائة لتصل إلى 3.255.60 دولار للأوقية، اعتباراً من الساعة 08:15 (بتوقيت غرينتش)، مُسجِّلةً خسارة بنسبة 1.8 في المائة خلال الأسبوع الحالي. أما العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة الأميركية، فقد ارتفعت بنسبة 1.3 في المائة لتصل إلى 3.263.90 دولار، وفق «رويترز».

وأوضح أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في «ساكسو بنك»، قائلاً: «تحسَّن مستوى الرغبة في المخاطرة هذا الأسبوع بفضل الأمل في تحسُّن العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين». وأضاف: «نحن على بُعد أقل من 100 دولار من أعلى مستوياتنا، مما قد يشير إلى جذب طلب جديد من المستثمرين الذين ما زالوا يعتقدون أن الطلب على الذهب لم ينتهِ بعد».

وكانت وزارة التجارة الصينية قد صرَّحت بأن الولايات المتحدة أعربت مراراً عن استعدادها للتفاوض بشأن الرسوم الجمركية، مؤكدة أن باب بكين مفتوح للمحادثات. وقد أسهمت هذه المؤشرات على المحادثات التجارية المحتملة في تعزيز معنويات المستثمرين تجاه المخاطرة، مما قلل من جاذبية أصول الملاذ الآمن مثل الذهب.

من جانبه، ذكر بنك «يو بي إس» في مذكرة: «نحافظ على نظرتنا الإيجابية للذهب بوصفه أداةً لمواجهة المخاطر السياسية، حيث نتوقَّع استمرار التقلبات، ولكن مع دعم قوي طويل الأجل من مشتريات البنوك المركزية، والطلب الاستثماري، واتجاهات التخلي عن الدولار». وأوصى المستثمرين، الذين لم يستثمروا بما فيه الكفاية، بالاستفادة من التراجع الأخير في الأسعار بوصفه فرصةً لبناء مراكز استثمارية في الذهب أو إعادة توازن الهياكل الحالية لتحقيق مرونة طويلة الأجل.

وتنتظر السوق الآن تقرير الوظائف غير الزراعية الأميركية، المقرر صدوره في وقت لاحق من اليوم للحصول على مزيد من المؤشرات حول مسار سياسة «الاحتياطي الفيدرالي». ووفقاً لاستطلاع أجرته وكالة «رويترز»، من المرجح أن تكون الوظائف غير الزراعية قد ازدادت بنحو 130 ألف وظيفة في أبريل (نيسان)، بعد أن ارتفعت بمقدار 228 ألف وظيفة في مارس (آذار).

وفي أسواق المعادن الأخرى، ارتفع سعر الفضة الفوري بنسبة 0.5 في المائة ليصل إلى 32.57 دولار للأوقية، كما سجَّل البلاتين ارتفاعاً بنسبة 1 في المائة ليصل إلى 968.23 دولار، في حين زاد سعر البلاديوم بنسبة 0.3 في المائة ليصل إلى 943.23 دولار.