ما المتوقع من اجتماع بنك إنجلترا اليوم؟

الناس يسيرون بالقرب من مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
الناس يسيرون بالقرب من مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
TT
20

ما المتوقع من اجتماع بنك إنجلترا اليوم؟

الناس يسيرون بالقرب من مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)
الناس يسيرون بالقرب من مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

من المقرر أن يبقي بنك إنجلترا المركزي على أسعار الفائدة في المملكة المتحدة دون تغيير يوم الخميس على الرغم من أن الاقتصاد بالكاد ينمو ويتجه إلى مزيد من عدم اليقين في ضوء سياسات التعريفة الجمركية التي تسنها إدارة ترمب في الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن تُبقي لجنة السياسة النقدية المكونة من 9 أعضاء على سعر الفائدة الرئيسي للبنك عند 4.50 في المائة، نظراً لأن التضخم لا يزال أعلى من المستهدف ومن المتوقع أن يرتفع خلال الأشهر المقبلة؛ حيث يتوقع أن ترفع الشركات الأسعار نتيجة للزيادة الكبيرة في الحد الأدنى للأجور وارتفاع ضرائب الرواتب.

وارتفع معدل التضخم في المملكة المتحدة إلى أعلى مستوى له في 10 أشهر عند 3 في المائة في يناير (كانون الثاني) - وهو أعلى من هدف البنك البالغ 2 في المائة. ويعتقد العديد من الاقتصاديين أنه قد يرتفع إلى 4 في المائة في الأشهر المقبلة.

وكانت لجنة تحديد سعر الفائدة قد خفضت سعر الفائدة الرئيسي للبنك من أعلى مستوى له منذ 16 عاماً عند 5.25 في المائة بمقدار ربع في المائة في ثلاث مناسبات منذ أغسطس (آب) الماضي، كان آخرها في فبراير (شباط)، بعد أن انخفض التضخم من أعلى مستوياته منذ عقود عند أكثر من 10 في المائة.

وإذا ما اتبع البنك هذا النهج التدريجي، فإنه سيخفض مرة أخرى في اجتماعه المقبل في مايو (أيار)، عندما يكون البنك متسلحاً بأحدث التوقعات الاقتصادية للبنك. ومن شأن المحضر المصاحب لقرار يوم الخميس أن يمنح الأسواق المالية توجيهاً أفضل حول ما إذا كان خفض مايو هو أمر مؤكد كما يعتقد العديد من الاقتصاديين.

وحقق الاقتصاد البريطاني، سادس أكبر اقتصاد في العالم، نمواً متواضعاً بنسبة 0.1 في المائة في الربع الرابع، وهي نتيجة مخيبة للآمال بشكل كبير بالنسبة لحكومة حزب العمال الجديدة، التي جعلت من تعزيز النمو سياستها الاقتصادية الأولى. منذ الأزمة المالية العالمية في 2008 – 2009، كان أداء نمو الاقتصاد البريطاني أقل بشكل ملحوظ من متوسطه على المدى الطويل.

ويقول النقاد إن وزيرة الخزانة راشيل ريفز مسؤولة جزئياً عن الأخبار الاقتصادية القاتمة منذ عودة حزب العمال إلى السلطة في يوليو (تموز) بعد 14 عاماً، لأنها كانت متشائمة بشكل مفرط عند توليها منصبها وقامت منذ ذلك الحين بزيادة الضرائب، خاصة على الشركات.

وهناك أيضاً تعقيدات سياسات التعريفة الجمركية التي ينتهجها الرئيس الأميركي دونالد ترمب، التي يخشى الاقتصاديون أن تؤدي إلى خفض النمو العالمي وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار. ويأمل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر أن يؤدي الاتفاق التجاري المتواضع إلى تجنيب فرض رسوم جمركية واسعة النطاق على واردات المملكة المتحدة إلى الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

البنك الدولي يدعم المغرب بـ600 مليون دولار لمواجهة المخاطر الصحية

الاقتصاد مقر مجموعة البنك الدولي (أ.ف.ب)

البنك الدولي يدعم المغرب بـ600 مليون دولار لمواجهة المخاطر الصحية

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي على حزمة تمويل بقيمة 600 مليون دولار للمرحلة الثالثة من برنامج «تدعيم رأس المال البشري من أجل مغرب قادر على الصمود».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد رجال يحاولون شراء أكياس الدقيق المدعم من شاحنة في كراتشي بباكستان (رويترز)

البنك الدولي يوافق على تمويل بـ102 مليون دولار لباكستان

وافق البنك الدولي على تمويل بقيمة 102 مليون دولار لمشروع التمويل المتناهي الصغر المرن والميسر في باكستان، والذي يهدف للحصول على الإقراض متناهي الصغر.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
الاقتصاد الأمينة العامة لمنظمة التعاون الرقمي ديمة اليحيى (الشرق الأوسط)

 2.6 مليار شخص بلا إنترنت... ومنظمة التعاون الرقمي تدعو لشراكات دولية 

بينما يعتمد الأفراد في بعض الدول مرتفعة الدخل على الذكاء الاصطناعي، تتجسد الفجوة الرقمية، مانعةً 2.6 مليار شخص من الوصول إلى المعرفة والفرص والمستقبل ذاته.

عبير حمدي (عمّان)
الاقتصاد مشهد للدمار الناتج عن ضربات جوية إسرائيلية على منازل فلسطينية في رفح جنوب قطاع غزة (رويترز)

البنك الدولي: 53 مليار دولار احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في غزة

أفاد البنك الدولي بأن احتياجات إعادة الإعمار والتعافي في قطاع غزة تقدر بنحو 53 مليار دولار، وفقاً لتقرير جديد أصدره يوم الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد أشخاص يمشون فوق جسر لندن وينظرون إلى جسر البرج في الحي المالي (رويترز)

التضخم البريطاني يقفز بأكثر من المتوقع إلى 3 %

ارتفع التضخم البريطاني بأكثر من المتوقع، ليصل إلى أعلى مستوى في 10 أشهر عند 3.0 % خلال يناير.

«الشرق الأوسط» (لندن)

سياسات ترمب الرئاسية تؤثر على مشروعاته الخاصة حول العالم

علامة ترمب على ظهر قبعة يرتديها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)
علامة ترمب على ظهر قبعة يرتديها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)
TT
20

سياسات ترمب الرئاسية تؤثر على مشروعاته الخاصة حول العالم

علامة ترمب على ظهر قبعة يرتديها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)
علامة ترمب على ظهر قبعة يرتديها الرئيس الأميركي في البيت الأبيض (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)

منذ عودته إلى البيت الأبيض قبل شهرين، تشهد مشروعات الرئيس الأميركي دونالد ترمب التجارية في أنحاء العالم تبايناً في الأداء، فبينما تزدهر أعماله في الهند تعرضت ملاعب الغولف التي يملكها في آيرلندا وأسكوتلندا للتخريب، فيما مُنيت مشاريعه في إندونيسيا بانتكاسة.

ولأنه ليس غريباً عن مزج الأعمال بالسياسة، تذوق ترمب طعم المخاطر أخيراً عندما رشّت واجهة نادي ترمب تيرنبيري الأنيق للغولف في أسكوتلندا بطلاء أحمر، ونُبشت مساحات من العشب الأخضر وكتب عليها بالخط العريض «غزة ليست للبيع».

وأعلنت مجموعة مؤيدة للفلسطينيين مسؤوليتها عن «عمل المقاومة»، معتبرة ذلك رداً على مقترح ترمب السيطرة على قطاع غزة وطرد سكانه وتحويله إلى «ريفييرا الشرق الأوسط».

واستُهدف ملعب غولف آخر لترمب في آيرلندا، الأسبوع الماضي، عندما زرع ناشطون أعلاماً فلسطينية في المساحات الخضراء.

غير أن إدارة العقار الكائن في دونبيغ تقول إن ملعب الغولف يتلقى أعداداً قياسية من طلبات العضوية منذ عودة مالكه إلى البيت الأبيض.

علامة فاخرة

وفي جزيرة بالي الاستوائية البعيدة، اكتسحت الأعشاب الضارة منتجع نيروانا للغولف الذي وقّعت منظمة ترمب وشريك محلي بشأنه اتفاقاً في 2015 لتطوير وجهة من فئة ست نجوم.

وأُغلق المنتجع بعد عامين، وتسبب بخسارة العمال المحليين وظائفهم. ومذّاك انضمت إمبراطورية عائلة ترمب إلى شركاء محليين في مشروع عقاري كبير قرب العاصمة الإندونيسية جاكرتا.

لكن هذا المشروع الضخم الفاخر والذي أطلق عليه «ليدو سيتي»، واجه أيضاً مشكلات؛ ففي فبراير (شباط) أوقفت الحكومة الإندونيسية المشروع البالغة كلفته مليار دولار بسبب انتهاكات بيئية. ومع ذلك من المقرر افتتاح ملعب غولف يحمل علامة ترمب التجارية قريباً في الموقع بالتعاون مع مجموعة محلية.

ترمب يقدم للصحافيين قبعة حمراء كُتب عليها: «ترمب كان مُحقاً في كل شيء» - 25 فبراير 2025 (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)
ترمب يقدم للصحافيين قبعة حمراء كُتب عليها: «ترمب كان مُحقاً في كل شيء» - 25 فبراير 2025 (الموقع الإلكتروني للبيت الأبيض)

ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية»، عن أستاذ العلوم السياسية في جامعة أتما جايا الإندونيسية يويس كيناواس، قوله إن «ترمب بصفته علامة تجارية ليس مشهوراً جداً في إندونيسيا، فهو يختلف عن ترمب بوصفه رئيساً».

أما الهند فقصتها مختلفة: هناك تتلالأ أبراج ترمب الفخمة في سماء مومباي ونيودلهي وكالكوتا وبونيه المغطاة بالضباب الدخاني، ما يجعل هذا البلد أهم سوق خارجية لمنظمة ترمب.

وكما هو الحال في الفيليبين وتركيا وكوريا الجنوبية وأوروغواي، لا تستثمر عائلة الملياردير الأميركي مباشرة في العقارات التي يبنيها ويديرها مطورون محليون. وبدلاً من ذلك، تجمع عائلة ترمب عائدات تصل أحياناً إلى ملايين الدولارات مقابل ترخيص علامتها التجارية التي تُعدّ، في نظر النخبة الهندية الحديثة الثراء، رمزاً للفخامة والنجاح.

وقال رئيس مجلس إدارة شركة «أناروك» للاستشارات العقارية، أنوج بوري، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «أعتقد أن علامته التجارية أصبحت أكبر بكثير، خاصة بعد عودته لولاية ثانية». وأضاف أن ترمب «يحظى بتغطية إعلامية أكبر من أي سياسي هندي آخر».

وأُعلن عن مشروع آخر للمكاتب ومحلات التجزئة يحمل علامة ترمب التجارية، هذا الأسبوع، في بونيه، يضاف إلى خطط لبناء خمسة أبراج ترمب جديدة في أنحاء البلاد في السنوات المقبلة.

تضارب مصالح

وكما في ولايته الأولى، تنازل ترمب (78 عاماً)، رسمياً عن إدارة مصالحه التجارية لأبنائه خلال فترة رئاسته، لكن هذا لم يُبدد المخاوف بشأن تضارب محتمل في المصالح.

ويقول الأستاذ في جامعة أو بي جيندال العالمية الهندية، ديبانشو موهان، إن «رئاسة ترمب قائمة على المعاملات، وهي تُحوّل أميركا إلى دولة ذات تسلسل هرمي اجتماعي، تختلط فيها الخطوط الفاصلة بين المجالين العام والخاص».

ويضيف: «هكذا تعمل حكومة ترمب، وهذه هي توقعاتها من حلفائها. وقد استجابت الهند أيضاً للتقرّب من ترمب».

وبرزت علاقة صداقة قوية بين ترمب ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي خلال زيارته الأخيرة لواشنطن.

وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، تعهدت منظمة ترمب بعدم إجراء «أي معاملات جديدة مع الحكومات الأجنبية» خلال ولاية ترمب الثانية باستثناء «المعاملات الاعتيادية».

وذكرت أن كل الأموال المتأتية عن معاملات، مثل إقامة كبار الشخصيات الأجنبية في عقارات ترمب، سيتم التبرع بها لخزانة الولايات المتحدة، لكن حدود ذلك قد تكون غامضة.