الأسواق الآسيوية تتراجع مع بدء تنفيذ الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة

متداولو العملات يتابعون الشاشات في غرفة التعاملات ببنك «هانا» في سيول (أ.ب)
متداولو العملات يتابعون الشاشات في غرفة التعاملات ببنك «هانا» في سيول (أ.ب)
TT
20

الأسواق الآسيوية تتراجع مع بدء تنفيذ الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة

متداولو العملات يتابعون الشاشات في غرفة التعاملات ببنك «هانا» في سيول (أ.ب)
متداولو العملات يتابعون الشاشات في غرفة التعاملات ببنك «هانا» في سيول (أ.ب)

شهدت الأسواق الآسيوية، يوم الثلاثاء، تراجعاً في الأسهم، وانخفاضاً في عائدات السندات، مع هروب المستثمرين بحثاً عن ملاذ آمن، وذلك بالتزامن مع دخول الرسوم الجمركية الأميركية الجديدة على كندا والمكسيك والصين حيز التنفيذ، مما يهدّد بتصعيد التوترات التجارية العالمية.

وتراجع الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر، في حين انخفض النفط الخام ليقترب من أدنى مستوياته في 12 أسبوعاً. أما «البتكوين» فقد استقرت حول مستوى 86 ألف دولار، بعد أن فقدت الزخم الذي أوصلها إلى ذروة 95 ألف دولار في بداية الأسبوع، وفقاً لما أوردته «رويترز».

وفي أسواق العملات، استقر الجنيه الإسترليني بالقرب من أعلى مستوياته في شهر ونصف، في حين ظل اليورو قوياً، مدعوماً بمبادرة القادة الأوروبيين لطرح خطة سلام لأوكرانيا أمام واشنطن.

وعلى صعيد الأسهم الآسيوية، انخفض مؤشر «نيكي» الياباني بنسبة 1.6 في المائة، في حين خسر مؤشر «تايوان» القياسي 0.5 في المائة. كما تراجع مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ بنسبة 0.4 في المائة، في حين سجلت أسهم الشركات الكبرى في البر الرئيسي الصيني انخفاضاً بنسبة 0.2 في المائة.

وجاءت هذه التراجعات في أعقاب أكبر خسائر شهدتها الأسواق الآسيوية في «وول ستريت» لهذا العام مساء الاثنين، حيث هبط مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 1.8 في المائة، في حين تراجع مؤشر «ناسداك» الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، بنسبة 2.6 في المائة.

ومع ذلك، أظهرت العقود الآجلة في الولايات المتحدة بعض التعافي، مسجلة ارتفاعاً بنحو 0.2 في المائة، ما يُشير إلى احتمال تلاشي موجة البيع في وقت لاحق من اليوم. في المقابل، بدت الأسواق الأوروبية مهيّأة لافتتاح منخفض، حيث أشارت العقود الآجلة لمؤشر «يورو ستوكس 50» إلى تراجع بنسبة 0.8 في المائة.

وجاءت هذه التحركات في الأسواق بعد أن أكد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، يوم الاثنين، أن الرسوم الجمركية الجديدة، التي تبلغ 25 في المائة على كندا والمكسيك، ستدخل حيز التنفيذ بدءاً من صباح الثلاثاء، إلى جانب مضاعفة الرسوم المفروضة على الصين إلى 20 في المائة.

وأثار هذا القرار قلق المستثمرين بشأن انعكاساته المحتملة على الاقتصاد الأميركي، خصوصاً في ظل سلسلة من البيانات الاقتصادية الضعيفة خلال الأسابيع الأخيرة. وازدادت المخاوف، يوم الاثنين، بعد صدور بيانات أظهرت ارتفاع مؤشر أسعار بوابة المصنع إلى أعلى مستوياته في نحو ثلاث سنوات، بالإضافة إلى تأخير عمليات تسليم المواد، مما قد يشير إلى تأثير الرسوم الجمركية على الإنتاج المحلي.

وعلى الرغم من التراجعات الحادة في بداية التعاملات، قلّصت الأسهم الآسيوية خسائرها، مستفيدة من رد الفعل المتوازن تجاه الرسوم الجمركية التي فرضها ترمب. ومع ذلك، أعلنت بكين على الفور فرض رسوم جمركية مضادة، وهو ما فعلته أيضاً كندا.

وفي هذا السياق، صرّح وانغ تشو، الشريك في شركة «شنغهاي تشوتشو» لإدارة الاستثمار، بأن الرسوم الجمركية الصينية الأعلى «قد تلحق الضرر بالولايات المتحدة ذاتها، نظراً إلى اعتمادها على المنتجات الصينية الرخيصة للحد من التضخم». وأضاف أن «الرسوم الجمركية المرتفعة على المنتجات الزراعية الأميركية ستؤثر سلباً في الصين أيضاً، لكن الإجراءات المضادة ضرورية سياسياً، لذا من الحكمة اتخاذ خطوات رمزية دون تصعيد التوترات».

وفي أسواق العملات، تراجع الدولار الكندي والبيزو المكسيكي، في حين هبط الدولار الأسترالي إلى أدنى مستوياته في شهر. وعلى الجانب الآخر، تعافى اليوان الصيني من أدنى مستوى له منذ 13 فبراير (شباط) في التداولات الخارجية، مع استمرار بنك الشعب الصيني في توجيه العملة نحو مزيد من الاستقرار عبر التثبيت الرسمي.

أما اليورو فقد استقرّ عند 1.0484 دولار، بعد أن سجل ارتفاعاً بنسبة 1.1 في المائة يوم الاثنين، في حين استقر الجنيه الإسترليني عند 1.2697 دولار، بعد مكاسب بلغت 1 في المائة.

وفي أسواق السندات، واصلت عوائد سندات الخزانة الأميركية تراجعها خلال التداولات الآسيوية يوم الثلاثاء، حيث انخفض العائد على السندات لأجل 10 سنوات إلى أدنى مستوى له منذ أكتوبر (تشرين الأول) عند 4.115 في المائة.

وفي سوق العملات الرقمية، تم تداول «البتكوين» عند 84 ألفاً و220 دولاراً، مع تلاشي التفاؤل حول احتياطي العملة المشفرة الأميركي الاستراتيجي بسرعة، وذلك بعد يوم من إعادة ترمب إشعال الآمال عبر منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، ذكر فيه خمسة رموز رقمية، من بينها «البتكوين»، بوصفها جزءاً من خطته الاقتصادية.


مقالات ذات صلة

ارتفاع البورصات الخليجية... والسوق السعودية تهبط بضغط من الأسهم القيادية

الاقتصاد مستثمران في سوق أبوظبي للأوراق المالية (رويترز)

ارتفاع البورصات الخليجية... والسوق السعودية تهبط بضغط من الأسهم القيادية

شهدت البورصات الخليجية أداءً متبايناً خلال تعاملات يوم الأربعاء، وتراجع «تاسي» بضغوط من أسهم الشركات الكبرى، في حين واصلت معظم الأسواق الخليجية الأخرى ارتفاعها.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شاشة تُظهر بيانات مالية في غرفة التداول ببنك «هانا» في سيول (إ.ب.أ)

الأسهم الآسيوية تتباين وسط دعم من أرباح أميركية قوية

شهدت الأسهم الآسيوية تبايناً في تعاملات الأربعاء، عقب مكاسب جديدة للأسهم الأميركية، مدفوعة بإعلانات أرباح تجاوزت التوقعات.

«الشرق الأوسط» (هونغ كونغ)
الاقتصاد يتابع مستثمرون في قطر أسعار الأسهم على شاشة التداول ببورصة الدوحة (رويترز)

«نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات» يرفعان بورصات الخليج... والسوق السعودية تتراجع

ارتفعت بورصات الخليج بدعم من «نتائج الشركات» و«تخفيف التوترات التجارية»، فيما تراجعت السوق السعودية بضغط من خسائر «أكوا باور» و«كيان» وعدد من الأسهم القيادية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد متداولون يعملون في بورصة نيويورك (أ.ف.ب)

تخفيف مرتقب للرسوم على السيارات يدعم العقود الآجلة الأميركية

ارتفعت العقود الآجلة لمؤشر الأسهم الأميركية بشكل طفيف يوم الثلاثاء، في الوقت الذي أشار فيه مسؤولو إدارة ترمب إلى إمكانية تخفيف الرسوم على قطاع السيارات.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد مستثمران في السوق المالية السعودية يراقبان شاشة التداول (أ.ف.ب)

أسواق الخليج ترتفع مع ترقب المستثمرين لنتائج الأعمال

ارتفعت أسواق الأسهم الرئيسية في الخليج خلال التعاملات المبكرة يوم الاثنين، مع ترقب المستثمرين إعلانات أرباح الشركات، رغم أن حالة عدم اليقين حدّت من المكاسب.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

وزير السياحة المصري: الاستقرار وثقة السائح مفتاحا نمو القطاع

وزير السياحة المصري: نعمل على تعزيز التكامل العربي في السياحة البينية
0 seconds of 1 minute, 44 secondsVolume 90%
Press shift question mark to access a list of keyboard shortcuts
00:00
01:45
01:44
 
TT
20

وزير السياحة المصري: الاستقرار وثقة السائح مفتاحا نمو القطاع

شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)
شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)

أكد وزير السياحة والآثار في مصر، شريف فتحي، أن الاستقرار السياسي في البلاد، وثقة السائح المتراكمة عبر عقود طويلة، ركيزتان أساسيتان في استمرار نمو القطاع السياحي، رغم التحديات الجيوسياسية التي تشهدها المنطقة.

وقال في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» على هامش مشاركته في «سوق السفر العربي» في دبي إن مصر لطالما استعادت عافيتها السياحية سريعاً بعد الأزمات، ما يعكس متانة الوجهة، وثقة الأسواق العالمية في المقصد المصري.

وأوضح أن هذا النمو لم يكن مصادفة، بل نتيجة عمل مؤسسي طويل الأمد تقوده الدولة، مدعوماً ببرامج تسويقية متطورة، واستثمارات متزايدة في البنية التحتية، والخدمات الفندقية.

وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي (الشرق الأوسط)
وزير السياحة والآثار المصري شريف فتحي (الشرق الأوسط)

المنافسة الخليجية... تكامل لا تعارض

وحول المنافسة المتزايدة بين الوجهات السياحية في المنطقة، شدد فتحي على أن التنافس في السياحة العربية «صحي وضروري»، لكنه لا يلغي فرص التكامل.

وكشف عن لقاء جمعه مؤخراً بوزيرة السياحة البحرينية، تم خلاله الاتفاق على بحث إطلاق برامج سياحية مشتركة بين البلدين، بما يتيح للمسافرين العرب والأجانب زيارة وجهات متعددة ضمن حزمة واحدة.

وقال فتحي: «لدينا أيضاً تعاون مع السعودية، وقطر، والأردن، ونؤمن بأن السائح يمكن أن يستفيد من تنسيق عربي مشترك، بحيث تتكامل التجارب السياحية، وتُبنى على نقاط القوة لكل بلد».

وأضاف أن هذه المبادرات، وإن لم تحقق أرقاماً ضخمة مباشرة، فإنها تعزز من قيمة التجربة السياحية، وتفتح آفاقاً جديدة للسوق.

شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)
شريف فتحي وزير السياحة والآثار في مصر في الجناح المصري المشارك في سوق السفر العربي في دبي (الشرق الأوسط)

تنوع في المنتج السياحي

وتطرق وزير السياحة والآثار المصري عن رؤية الوزارة التي تركز على استثمار الميزة التنافسية الكبرى لمصر، والمتمثلة في تنوع أنماط السياحة، وقال: «لدينا منتج سياحي متفرد، يجمع بين التاريخ الفرعوني، والآثار القبطية والإسلامية، والسياحة الشاطئية والصحراوية، والواحات، والمنتجعات العالمية في شرم الشيخ والغردقة والساحل الشمالي».

وأشار إلى أن الوزارة أطلقت حملات تسويقية حديثة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، استهدفت أسواقاً أوروبية، وحققت أكثر من 100 مليون مشاهدة خلال أيام، مما ساهم في رفع معدلات الاهتمام بمصر على أنها وجهة متنوعة، وآمنة.

جانب من الجناح المصري في سوق السفر العربي (الشرق الأوسط)
جانب من الجناح المصري في سوق السفر العربي (الشرق الأوسط)

تمكين القطاع الخاص

وأكد فتحي أن الوزارة تعمل على تمكين القطاع الخاص، بوصفه المحرك الأساسي لصناعة السياحة، وأضاف: «نحن لا ندير رحلات السائحين، بل نهيئ البيئة التنافسية، ونرفع من جودة الخدمات»، لافتاً إلى أن مصر تشهد تطوراً مستمراً في مستوى الخدمات، من المطارات إلى الفنادق، والمزارات، نافياً أن تكون معدلات الازدحام مشكلة مقارنةً بدول سياحية أخرى.

كما أشار إلى أن عام 2025 يتوقع أن يشهد نمواً في أعداد السياح بنسبة تصل إلى 8 في المائة، بعدما سجل الربع الأول نمواً بنسبة 25 في المائة، واعتبر أن استمرار هذا الزخم ممكن في حال الحفاظ على الاستقرار، وتحسين القدرة الشرائية العالمية.

مشاركة سوق السفر العربي

وفي ختام حديثه، تطرق فتحي إلى مشاركة مصر بجناح ضخم في «سوق السفر العربي»، معتبراً أن الحضور المصري في هذه التظاهرة السياحية الكبرى يعكس الاهتمام الرسمي بالأسواق الخليجية، والعربية.

وقال: «الجناح يمتد على مساحة 800 متر مربع، ويضم 77 عارضاً، إلى جانب شركات كبرى لها أجنحة منفصلة. التصميم هذا العام يعكس التجديد، ويضم تقنيات الواقع الافتراضي، وأقساماً لعرض المقتنيات الأثرية».

وأضاف أن المشاركة ليست فقط للترويج، بل أيضاً لتعزيز الشراكات مع الأسواق الخليجية التي تُعد امتداداً طبيعياً للسياحة المصرية، وقال: «نحن لا نتعامل مع السائح الخليجي كزائر، بل كأحد أهل الدار».