الاقتصاد الأميركي ينمو 2.3 % في الربع الأخير من 2024

وسط إنفاق قوي ومخاوف من سياسات ترمب

الجادة الخامسة في منطقة الأعمال المركزية في مانهاتن بنيويورك (رويترز)
الجادة الخامسة في منطقة الأعمال المركزية في مانهاتن بنيويورك (رويترز)
TT

الاقتصاد الأميركي ينمو 2.3 % في الربع الأخير من 2024

الجادة الخامسة في منطقة الأعمال المركزية في مانهاتن بنيويورك (رويترز)
الجادة الخامسة في منطقة الأعمال المركزية في مانهاتن بنيويورك (رويترز)

أعلنت الحكومة الأميركية أن اقتصادها نما بمعدل سنوي قوي بلغ 2.3 في المائة خلال الربع الأخير من عام 2024، مدعوماً بزيادة إنفاق المستهلكين في نهاية العام، في حين أبقت على تقديراتها الأولية للنمو دون تغيير.

أما التوقعات لعام 2025، فتبقى غير واضحة، خصوصاً مع توجهات الرئيس دونالد ترمب نحو الحروب التجارية، وتقليص الوظائف الفيدرالية، وترحيل المهاجرين غير الشرعيين، وفق «وكالة أسوشييتد برس».

ووفقاً لوزارة التجارة، تباطأ الناتج المحلي الإجمالي من 3.1 في المائة في الفترة بين يوليو (تموز) وسبتمبر (أيلول) 2024 إلى 2.3 في المائة خلال الربع الأخير من العام. وعلى مدار 2024 بأكمله، نما الاقتصاد بنسبة 2.8 في المائة، مقارنة بـ2.9 في المائة في 2023، في حين ارتفع إنفاق المستهلكين بمعدل 4.2 في المائة بين أكتوبر (تشرين الأول) وديسمبر (كانون الأول).

ويعكس التقرير أن ترمب ورث اقتصاداً مستقراً عند توليه منصبه الشهر الماضي، إذ حافظ النمو على معدل يفوق 2 في المائة في 9 من آخر 10 أرباع، في حين بقيت البطالة عند 4 في المائة، واستمر التضخم في التراجع عن ذروته في منتصف 2022.

وبعد خفض مجلس «الاحتياطي الفيدرالي» لسعر الفائدة القياسي 3 مرات في أواخر 2024، قرر تثبيته في يناير (كانون الثاني) 2025، مشيراً إلى عدم استعجاله في تخفيضات إضافية، خصوصاً مع تباطؤ التقدم في السيطرة على التضخم، الذي سجَّل 3 في المائة خلال يناير، بعدما كان 9.1 في المائة في يونيو 2022، لكنه لا يزال أعلى من مستهدف «الاحتياطي الفيدرالي» البالغ 2 في المائة.

وتُثير خطط ترمب لفرض رسوم جمركية واسعة النطاق -غير مسبوقة منذ ثلاثينات القرن الماضي- مخاوف من ارتفاع الأسعار وزيادة الضغوط التضخمية. كما أن خطته لترحيل ملايين المهاجرين غير الشرعيين قد تؤدي إلى نقص في العمالة، ما قد يدفع الأجور للارتفاع، ويسهم في زيادة التضخم.

يُذكر أن تقرير الناتج المحلي الإجمالي الصادر الخميس هو الثاني من 3 تقارير تصدرها وزارة التجارة حول أداء الاقتصاد في الربع الأخير، فيما يُتوقع صدور التقدير النهائي في 27 مارس (آذار).


مقالات ذات صلة

المخاوف المالية الأميركية ترفع الذهب لأعلى مستوى في أكثر من أسبوع

الاقتصاد سبائك ذهبية مكدسة بغرفة صناديق الأمانات في دار الذهب «برو أوروم» في ميونيخ (رويترز)

المخاوف المالية الأميركية ترفع الذهب لأعلى مستوى في أكثر من أسبوع

ارتفعت أسعار الذهب الأربعاء لأعلى مستوياتها في أكثر من أسبوع، مع تراجع الدولار وبحث المستثمرين عن ملاذ آمن بسبب عدم اليقين المالي الأميركي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ خيام احتجاز أقيمت حديثاً للمهاجرين المحتجزين في قاعدة غوانتانامو البحرية الأميركية في خليج غوانتانامو (رويترز)

سيناتور: كل مهاجر في غوانتانامو يكلف أميركا 100 ألف دولار يومياً

قال سيناتور أميركي إن استخدام الرئيس دونالد ترمب لقاعدة خليج غوانتانامو البحرية لإيواء مهاجرين يكلف 100 ألف دولار يومياً للمحتجز الواحد.

«الشرق الأوسط» (واشنطن )
الاقتصاد متداول يعمل في بورصة نيويورك (رويترز)

«وول ستريت» تتراجع... و«ستاندرد آند بورز 500» يقترب من أول خسارة في 7 أيام

شهدت مؤشرات الأسهم الأميركية تراجعاً يوم الثلاثاء، مع تباطؤ الزخم في «وول ستريت» عقب موجة انتعاش أوصلتها إلى مستويات قريبة من أعلى ما سجلته هذا العام.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد غيوم فوق الكابيتول قبيل اجتماع لجنة الموازنة لمناقشة مشروع قانون ترمب لخفض الضرائب 18 مايو 2025 (رويترز)

الضريبة مقابل التصنيف... هل يجرّ الجمهوريون أميركا نحو أزمة مالية؟

فقدت الولايات المتحدة رسمياً تصنيفها الائتماني المثالي، حيث خفّضت وكالة «موديز»، يوم الجمعة، ولأول مرة في تاريخها، تصنيف سندات الحكومة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد زائر يلوّح بعلم أميركي بالقرب من مبنى الكابيتول (رويترز)

مشروع قانون الضرائب في الولايات المتحدة يفاقم المخاوف بشأن ديونها

يُنذر مشروع قانون الضرائب «الضخم والجميل» للرئيس دونالد ترمب بزيادة حادة في الدين العام الأميركي، مما يُثير قلق المستثمرين.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

الأسهم الأوروبية تتراجع من أعلى مستوياتها في شهرين

مخطط لسعر سهم «داكس» الألماني في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط لسعر سهم «داكس» الألماني في بورصة فرانكفورت (رويترز)
TT

الأسهم الأوروبية تتراجع من أعلى مستوياتها في شهرين

مخطط لسعر سهم «داكس» الألماني في بورصة فرانكفورت (رويترز)
مخطط لسعر سهم «داكس» الألماني في بورصة فرانكفورت (رويترز)

تراجعت الأسهم الأوروبية يوم الأربعاء من أعلى مستوياتها في شهرين، متأثرة بضغوط نتائج بعض الشركات المخيبة، إلى جانب تزايد القلق حيال مسار أسعار الفائدة والتطورات التجارية العالمية.

وانخفض مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي بنسبة 0.2 في المائة بحلول الساعة 07:21 (بتوقيت غرينتش)، مع تراجع أسهم قطاعي السيارات والتجزئة بشكل خاص، وفق «رويترز».

وجاء التراجع بقيادة سهم «جوليوس باير» الذي انخفض بنسبة 5.6 في المائة بعد أن أعلن البنك السويسري عن رسوم ائتمانية بقيمة 130 مليون فرنك سويسري (156.36 مليون دولار)، بالإضافة إلى استبدال كبير مسؤولي المخاطر في أعقاب مراجعة محفظته الائتمانية.

كما هبطت أسهم «جيه دي سبورتس» بنسبة 8.4 في المائة، لتسجل أدنى مستوى لها على مؤشر «ستوكس 600»، بعد أن أعلنت الشركة عن تراجع بنسبة 2 في المائة في مبيعاتها الأساسية خلال الربع الأول، محذّرة من أن ارتفاع الأسعار في الولايات المتحدة - أكبر أسواقها - قد يُضعف الطلب.

ضغوط تضخمية وقلق تجاري.

وجاءت بيانات التضخم في بريطانيا لتزيد من توتر الأسواق، إذ أظهرت ارتفاعاً أكبر من المتوقع في أبريل (نيسان)، لا سيما في القطاعات التي يراقبها بنك إنجلترا من كثب، مما يُعقّد فرص خفض أسعار الفائدة على المدى القريب.

في الوقت نفسه، يترقب المستثمرون تطورات التجارة الأميركية وسط القلق من عدم التوصل إلى اتفاقات قبل انتهاء مهلة الإعفاءات الجمركية التي منحها الرئيس الأميركي دونالد ترمب لمدة 90 يوماً. كما أثار مشروع قانون ضريبي شامل مخاوف إضافية بشأن الاستقرار المالي الأميركي.

تحركات فردية في السوق

في المقابل، ارتفعت أسهم شركة «إنفينيون» الألمانية لصناعة الرقائق بنسبة 1.7 في المائة، بعد إعلانها عن تعاون مع «إنفيديا» لتطوير رقائق جديدة مخصصة لأنظمة توصيل الطاقة في مراكز بيانات الذكاء الاصطناعي.

وتراجع سهم «ماركس آند سبنسر» بنسبة 3.3 في المائة بعد أن كشفت شركة التجزئة البريطانية عن هجوم إلكتروني معقد، من المتوقع أن يُكلفها نحو 300 مليون جنيه إسترليني (403 ملايين دولار) من أرباحها التشغيلية.