ارتفاع الإقراض المصرفي للأفراد في الإمارات بنسبة 19.9% خلال 2024

أفراد يدخلون إلى بنك الإمارات دبي الوطني (رويترز)
أفراد يدخلون إلى بنك الإمارات دبي الوطني (رويترز)
TT

ارتفاع الإقراض المصرفي للأفراد في الإمارات بنسبة 19.9% خلال 2024

أفراد يدخلون إلى بنك الإمارات دبي الوطني (رويترز)
أفراد يدخلون إلى بنك الإمارات دبي الوطني (رويترز)

شهد القطاع المصرفي في الإمارات نمواً ملحوظاً في الإقراض بنسبة 12.6 في المائة على أساس سنوي خلال عام 2024، مدفوعاً بشكل رئيسي بارتفاع الطلب على القروض الشخصية التي سجلت زيادة بنسبة 19.9 في المائة، وفقاً لتقرير «نبض القطاع المصرفي في الإمارات» الصادر عن شركة «ألفاريز آند مارسال»، يوم الخميس. وذكر التقرير أن الإقراض للشركات والقطاعات التجارية لا يزال يشكل الجزء الأكبر من محفظة القروض بنسبة 55.5 في المائة، في حين شهد الإقراض للأفراد نمواً قياسياً، مما أسهم في تسارع وتيرة الإقراض بشكل عام.

ورغم استمرار توسع البنوك في منح الائتمان، فإن نمو الودائع لم يواكب هذا الارتفاع، حيث سجلت الودائع نمواً بنسبة 10.7 في المائة فقط، مما أدى إلى ارتفاع نسبة القروض إلى الودائع بمقدار 130 نقطة أساس لتصل إلى 76.2 في المائة، بحسب التقرير. وجاء هذا النمو في ظل بيئة أسعار فائدة مرتفعة، حيث شهد العائد على القروض ارتفاعاً بمقدار 91 نقطة أساس، مما يعكس استمرار الطلب القوي على التمويلات الشخصية والتجارية.

وفي تعليقه، قال المدير العام الخدمات المالية في الشرق الأوسط لدى شركة «ألفاريز آند مارسال»، أسد أحمد: «شهد العام الماضي نمواً مستمراً في الإقراض، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى الارتفاع في قروض الأفراد. وعلى الرغم من بيئة أسعار الفائدة المرتفعة نسبياً، فإن البنوك في دولة الإمارات حافظت على مستويات جيدة لتعبئة الودائع، كما أظهرت فعالية في كفاءة التكاليف وجودة الأصول. وحافظت التوقعات الإجمالية على نظرة إيجابية رغم الضغوط التي شهدها صافي الأرباح».

وأضاف: «كما هو متوقع، بدأت تخفيضات أسعار الفائدة من قِبَل مصرف الإمارات العربية المتحدة المركزي، بما يتماشى مع إجراءات (الاحتياطي الفيدرالي الأميركي). وترافقت هذه التخفيضات مع نمو اقتصادي قوي مدفوعاً بإنفاق المستهلكين والسياحة وقطاع البناء، مما عزز مكانة البنوك في دولة الإمارات لمواصلة زيادة الإيرادات في عام 2025».


مقالات ذات صلة

الصندوق السعودي للتنمية يُقدم قرضاً للمالديف بـ17 مليون دولار لتطوير مطار «فيلانا»

الاقتصاد الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية سلطان المرشد مع وزير المالية والتخطيط في المالديف موسى زامير خلال توقيع اتفاقية التمويل (واس)

الصندوق السعودي للتنمية يُقدم قرضاً للمالديف بـ17 مليون دولار لتطوير مطار «فيلانا»

وقّع الرئيس التنفيذي للصندوق السعودي للتنمية، مع وزير المالية والتخطيط في المالديف؛ اتفاقية قرض تنموي إضافي مقدّم من الصندوق بقيمة 17 مليون دولار.

«الشرق الأوسط» (المالديف)
الاقتصاد زبون يعدّ النقود قبل شراء اليوسفي بمتجر بقالة في بوينس آيرس وسط ارتفاع التضخم (رويترز)

«صندوق النقد» يتوصل لخطة إنقاذ مبدئية بـ20 مليار دولار مع الأرجنتين

أعلن صندوق النقد الدولي توصله إلى اتفاق مبدئي على مستوى الموظفين مع الأرجنتين التي تعاني ضائقة مالية بشأن حزمة إنقاذ بقيمة 20 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (بوينس آيرس)
الاقتصاد مقر مجموعة البنك الدولي (أ.ف.ب)

البنك الدولي يدعم المغرب بـ600 مليون دولار لمواجهة المخاطر الصحية

وافق مجلس المديرين التنفيذيين للبنك الدولي على حزمة تمويل بقيمة 600 مليون دولار للمرحلة الثالثة من برنامج «تدعيم رأس المال البشري من أجل مغرب قادر على الصمود».

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد مبنى «بنك الخليج» في الكويت (الموقع الإلكتروني)

«بنك الخليج» الكويتي يحصل على قرض مشترك غير مؤمّن بقيمة 650 مليون دولار

أعلن «بنك الخليج» الكويتي أنه وقَّع على تسهيل قرض مشترك غير مؤمّن بقيمة 650 مليون دولار لاستخدامه في تمويل الأغراض العامة للبنك.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد رجل يمشي حاملاً أكياساً من الإمدادات على كتفه في سوق بكراتشي - باكستان (رويترز)

بعثتان لصندوق النقد الدولي تزوران باكستان خلال أيام

أكد صندوق النقد الدولي أن بعثتين تابعتين له ستزوران باكستان في الأسبوعين المقبلين، وستركز البعثة الأولى على المناقشات المتعلقة بتمويل مواجهة التغير المناخي.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)

«رؤية السعودية» تقود التحول الرقمي وتدفع التقدم في الاقتصاد المعرفي

المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
TT

«رؤية السعودية» تقود التحول الرقمي وتدفع التقدم في الاقتصاد المعرفي

المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)
المدينة الرقمية في العاصمة السعودية الرياض (الشرق الأوسط)

نجحت السعودية في ترسيخ موقعها واحدةً من أبرز القوى الاقتصادية الرقمية الصاعدة على مستوى العالم، مستندة إلى رؤية استراتيجية طموحة ضمن «رؤية 2030»، التي وضعت التحول الرقمي في قلب منظومة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية.

وتجلّى هذا التوجه عبر استثمارات ضخمة في البنية التحتية لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، أثمرت عن بناء سوق تقنية تُعدّ اليوم الأكبر والأسرع نمواً في المنطقة.

وقد أظهر تقرير التقدم المحرز لـ«رؤية 2030» لعام 2024، أن الاقتصاد الرقمي في المملكة يقدر بـ495 مليار ريال (132 مليار دولار)، بما يعادل 15 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، مع تطور لافت في بيئة الأعمال الرقمية، مدعوماً بأنظمة وتشريعات حديثة عززت من كفاءة الأداء الحكومي ورفعت جاذبية السوق المحلية.

مخرجات التحول

وكانت منصة «أبشر» الإلكترونية أول مخرجات هذا التحول؛ إذ شكّلت نقطة انطلاق لتوسيع نطاق الخدمات الرقمية الحكومية، لتتبعها منصات متقدمة مثل «توكلنا» و«نفاذ»، وقد مثلت تلك المنصات تحولاً جذرياً في العلاقة بين الدولة والمواطن عبر خدمات مؤتمتة وعالية الكفاءة.

وأنشأت السعودية هيئة الحكومة الرقمية، وهيئة البيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا)، لتقود عملية توحيد جهود الرقمنة واستثمار البيانات الضخمة؛ ما ساعد في تسريع التحول الرقمي وتعزيز موقع المملكة في المؤشرات الدولية. وقد تقدمت السعودية إلى المرتبة السادسة عالمياً في مؤشر الأمم المتحدة لتطوير الحكومة الإلكترونية لعام 2024، متجاوزة المستهدف الزمني، واقتربت من تحقيق هدف المركز الخامس بحلول 2030. كما جاءت الأولى إقليمياً، والثانية ضمن دول مجموعة العشرين، والرابعة عالمياً في مؤشر الخدمات الرقمية.

جانب من «منتدى حوكمة الإنترنت 2024» في الرياض (واس)

«الأول» عالمياً

ولم تقتصر الإنجازات على المؤشرات العامة، بل امتدت إلى المؤشرات الفرعية؛ إذ حلّت السعودية في المركز الأول عالمياً في البيانات الحكومية المفتوحة والمهارات الرقمية الحكومية، وسابعاً في مؤشر المشاركة الإلكترونية، بما يعكس نضج المنظومة الرقمية وتكاملها.

وتشهد سوق الاتصالات والتقنية في المملكة نمواً متسارعاً، حيث بلغ حجم النمو في عام 2024 نحو 180 مليار ريال (48 مليار دولار)، كما ارتفعت نسبة مشاركة المرأة في القطاع التقني من 7 في المائة في عام 2017 إلى 35 في المائة في 2024، وتم خلق أكثر من 381 ألف وظيفة نوعية في المجالات التقنية.

99 % انتشار الأنترنت

وفي مؤشرات البنية التحتية الرقمية، حافظت السعودية على المرتبة الثانية عالمياً في مؤشر تنمية الاتصالات وتقنية المعلومات للعام الثاني على التوالي، مع بلوغ نسبة انتشار الإنترنت 99 في المائة، وشمول أكثر من 3.9 مليون منزل بشبكات الألياف الضوئية.

وفي مجال الأمن السيبراني، أحرزت المملكة مركزاً متقدماً بتصدرها المرتبة الأولى عالمياً في مؤشر الأمن السيبراني لعام 2024، بحسب تقرير التنافسية العالمية، بعد أن أطلقت البوابة الوطنية «حصين»، وأسسّت الأكاديمية الوطنية للأمن السيبراني، لتأمين البيئة الرقمية، وتعزيز الثقة في منظومة الخدمات الإلكترونية.

ويُقدّر حجم سوق الأمن السيبراني في المملكة بنحو 13.3 مليار ريال (3.5 مليار دولار)، يساهم القطاع الخاص بنسبة 69 في المائة من الإنفاق، في حين يشكل القطاع الحكومي 31 في المائة. ويعمل في القطاع أكثر من 19.6 ألف مختص، وتضم السوق 355 منشأة تقدم حلولها السيبرانية المتقدمة.

تطور الذكاء الاصطناعي

وفي ملف الذكاء الاصطناعي، أحرزت السعودية تقدماً كبيراً، بحلولها في المركز الثالث عالمياً في مرصد سياسات الذكاء الاصطناعي، والمرتبة الحادية عشرة عالمياً في مؤشر السلامة المرتبطة به، والمرتبة الرابعة عشرة في المؤشر العالمي لتطور الذكاء الاصطناعي. كما كانت أول دولة تحصل على اعتماد منظمة «آيزو» العالمية ISO 42001:2023، وسجلت إنجازاً مميزاً بحصولها على 22 ميدالية في مسابقة الذكاء الاصطناعي العالمية للشباب.

ويبرز ضمن هذا التوجه تشغيل تطبيقات ذكاء اصطناعي متقدمة مثل «ديب سيك» في مراكز بيانات «أرامكو» بالدمام.

وبهذا الأداء المتسارع، تواصل المملكة تعزيز تنافسيتها الرقمية، مدفوعة بخطة وطنية واضحة تهدف إلى تحويل المملكة إلى مركز إقليمي رائد في مجال التقنية والابتكار، وتأكيد دورها الفاعل في الاقتصاد العالمي الجديد، المعتمد على المعرفة والبيانات والذكاء الاصطناعي.