تنامي القطاع المالي في السعودية عبر مبادرات نوعية

الحميد: نمو الأصول المدارة بأكثر من 1000% منذ 2018 وتوسيع الشراكات الدولية

يزيد الحميد نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي خلال مشاركته في المنتدى بمدينة ميامي الأميركية (الشرق الأوسط)
يزيد الحميد نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي خلال مشاركته في المنتدى بمدينة ميامي الأميركية (الشرق الأوسط)
TT

تنامي القطاع المالي في السعودية عبر مبادرات نوعية

يزيد الحميد نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي خلال مشاركته في المنتدى بمدينة ميامي الأميركية (الشرق الأوسط)
يزيد الحميد نائب محافظ صندوق الاستثمارات العامة السعودي خلال مشاركته في المنتدى بمدينة ميامي الأميركية (الشرق الأوسط)

شدد يزيد الحميد، نائب المحافظ ورئيس الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في صندوق الاستثمارات العامة، على التزام السعودية بتطوير قطاعها المالي، وجذب الاستثمارات العالمية، وتعزيز نمو القطاع الخاص كجزء من «رؤية 2030».

وأوضح الحميد خلال مشاركته في «منتدى مستقبل الاستثمار» في مدينة ميامي الأميركية، أن الصندوق يلعب دوراً محفزاً في تحويل الأسواق العامة والخاصة في المملكة، مشيراً إلى النمو السريع في أسواق رأس المال في المملكة.

وقال: «منذ عام 2018، نمت الأصول المدارة في الأسواق العامة بأكثر من 1000 في المائة؛ إذ ارتفعت من 100 مليار دولار إلى ما يقرب من 266-270 مليار دولار».

وتابع الحميد أن «هذا النمو مدفوع بالمبادرات في إطار برنامج تطوير القطاع المالي في السعودية، والذي يركز على تطوير أسواق رأس المال، وتحسين اللوائح، وتسهيل ممارسة الأعمال التجارية؛ إذ تم تصميم البرنامج ليس فقط لصندوق الاستثمارات العامة، ولكن أيضاً للمستثمرين والشركات الخاصة، مما يساعد في دمج الاستثمارات المحلية والدولية في اقتصاد المملكة».

جانب من جلسة شارك فيها يزيد الحميد بـ«منتدى مستقبل الاستثمار» السعودي في ميامي (الشرق الأوسط)

وأبرز استراتيجية الصندوق للاستثمار في 13 قطاعاً رئيسياً، العديد منها متخلفة أو ناشئة. وقال: «نحن نعمل بشكل وثيق مع القطاع الخاص - محلياً ودولياً - لبناء وتوسيع هذه الصناعات. في نهاية المطاف، ستنتقل العديد من هذه الشركات المملوكة للقطاع الخاص إلى السوق العامة».

وبالإضافة إلى المبادرات المحلية، يعزز صندوق الاستثمارات العامة العلاقات مع منصات الاستثمار الدولية. واستشهد الحميد بالشراكة الأخيرة مع «بلاك روك»، والتي ستستخدم الرياض مركزاً لها في الشرق الأوسط للاستثمارات عبر الأصول الخاصة والعامة.

ويركز الصندوق أيضاً على توسيع نطاقه الاستثماري العالمي؛ إذ أشار الحميد إلى إطلاق أكبر صندوق متداول في البورصة يركز على الشرق الأوسط في آسيا، فضلاً عن إدراج الصناديق المتداولة في البورصة في هونغ كونغ ولندن ونيويورك.

وقال: «إن هذه المبادرات تجتذب المزيد من المستثمرين الدوليين، وتعزز مكانة المملكة العربية السعودية كمركز مالي. ونحن نعمل مع الشركاء لتقديم منتجات مالية جديدة، بما في ذلك صناديق الاستثمار المتداولة، لتنويع المشهد الاستثماري».

وأكد الحميد أن المملكة أصبحت الآن واحدة من أكبر ثلاث أسواق في العالم من حيث سهولة ممارسة الأعمال، مما يبدد التصورات القديمة بأنها بيئة صعبة للاستثمار، مختتماً بالقول: «نشجع المستثمرين على استكشاف السعودية بشكل مباشر».


مقالات ذات صلة

الأسفلت المطاطي والرصيف البارد يُحسِّنان التنقل في المشاعر المقدسة

الخليج الوزير صالح الجاسر يقف على مبادرة التوسع في تطبيق الطرق المطاطية الباردة للحجاج (هيئة الطرق)

الأسفلت المطاطي والرصيف البارد يُحسِّنان التنقل في المشاعر المقدسة

دشَّن وزير النقل السعودي المهندس صالح الجاسر مبادراتي «الأسفلت المطاطي المرن، والرصيف البارد» في المشاعر المقدسة؛ لتحسين التنقل، ورفع مستوى الراحة للحجاج.

«الشرق الأوسط» (مكة المكرمة)
الخليج تمرين سعودي - أميركي لتعزيز الأمن البحري وحماية المياه الإقليمية

تمرين سعودي - أميركي لتعزيز الأمن البحري وحماية المياه الإقليمية

نفّذت القوتان خلال التمرين سيناريوهات وفرضيات عملياتية متقدمة، شملت التصدي للزوارق والطائرات المسيرة المعادية، والرماية الحية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج جوازات مطار الملك عبد العزيز الدولي بجدة استقبلت أولى رحلات ضيوف الرحمن القادمين من سوريا (واس)

السعودية تستقبل أول طلائع حجاج سوريا

وصل أول طلائع الحجاج السوريين إلى السعودية، في الوقت الذي أشاد فيه اليمنيون بالخدمات المقدمة لهم من الجهات العاملة بمنفذ الوديعة.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الخليج مراكز الضبط الأمني تمنع دخول غير المصرح لهم إلى مكة المكرمة (واس)

السعودية: عقوبات بحق 20 مخالفاً لأنظمة الحج

أعلنت وزارة الداخلية السعودية عن ضبط قوات أمن الحج بمداخل مدينة مكة 12 وافداً و8 مواطنين؛ لمخالفتهم أنظمة وتعليمات الحج بنقلهم 60 مخالفاً لا يحملون تصاريح حج.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الخليج منشأة الجمرات ترتبط بشبكة من البنية التحتية لضمان تدفق الحشود وسرعة الاستجابة (كدانة)

الجمرات... تجويد الخدمات وتقليل الزحام وتحسين بيئة التنقل

منشأة الجمرات تخضع سنوياً لمجموعة من أعمال التحديث والصيانة والتحسينات التقنية، التي تهدف إلى الارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.

أسماء الغابري (جدة)

«اجتماعات البنك الإسلامي»... دعوات لتبادل التجارب الناجحة ومواجهة تحديات الشباب

جانب من جلسات الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)
جانب من جلسات الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)
TT

«اجتماعات البنك الإسلامي»... دعوات لتبادل التجارب الناجحة ومواجهة تحديات الشباب

جانب من جلسات الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)
جانب من جلسات الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر (الشرق الأوسط)

شدد وزير الشباب الجزائري، مصطفى حيداوي، على ضرورة تعزيز تبادل التجارب الناجحة بين بلدان العالم الإسلامي، ومواجهة التحديات المشتركة التي تواجه الشباب، بمجالات التنمية والابتكار والعدالة الاجتماعية، مؤكداً أن بلاده عازمة على مواصلة دعم الشباب وبناء طاقاتهم وكفاءاتهم.

وقال حيداوي لدى مخاطبته أعمال الاجتماعات السنوية لـ«مجموعة البنك الإسلامي للتنمية» لعام 2025 في الجزائر، الاثنين، إن تجربة بلاده «اليوم ترتكز على جناحين؛ جناح سياسي يوفّر البيئة المناسبة للشباب للمشاركة في القرار، واقتصادي وتقني يُمكّنه من إطلاق مبادراته ومشروعاته في بيئة حاضنة ومحفزة».

وأضاف حيداوي أنه «منذ خطوات 2019، شهدت الجزائر بزوغ شعور جديد وتوجه سياسي متجدد، بشأن فئة الشباب، حيث اتخذت جملة من الإصلاحات وضعت الشباب في قلب صناعة القرار الوطني، ومنحته دوراً محورياً في رسم السياسات المستقبلية».

ووفق حيداوي، فإن ذلك «تجلى في دسترة دور الشباب بوصفه ركيزةً أساسيةً في التنمية الوطنية ضمن (دستور 2020)، وإدراج تمكين الشباب اقتصادياً ضمن التعهدات الرئاسية، وإنشاء المجلس الأعلى للشباب، ليكون صوتاً مدافعاً عن انشغالات هذه الفئة، وشريكاً فعلياً في صياغة القرارات العمومية».

وتابع: «جرى استحداث وزارة خاصة بالشباب، وتعديل قانون الانتخابات؛ لتمكينهم من دخول الهيئات المنتخبة محلياً ووطنياً، فكل هذه المبادرات أسّست منظومة بيئية محفزة، مكنت الشباب من أن يكون مساهماً فعالاً في الشأن العام، خصوصاً في المجال الاقتصادي، في ظل تحولات كبرى يشهدها العالم».

وأكد أن ذلك يثمر «التمكين الاقتصادي، والحصول على فرص العمل، واكتساب المهارات والتأقلم مع السوق»، مشيراً إلى أنه «أُنشئت برامج ومبادرات تدعم المؤسسات الناشئة، والمقاولات المصغرة، واقتصاد المعرفة والابتكار؛ مما ساعد في خلق منظومة اقتصادية متكاملة يُعدّ الشباب ركيزتها الأساسية».

تحديات البطالة

من جهته، دعا وزير التكوين والتعليم المهنيَّين الجزائري، ياسين وليد، إلى «ضرورة التكاتف من أجل تمكين الجيل المقبل من الأدوات والمهارات والعقلية التي تتيح له أن يكون فاعلاً في اقتصاد عالمي سريع التحول».

وأضاف: «وفق تقارير منظمة العمل الدولية لسنة 2024، يبلغ معدل بطالة الشباب في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط نحو 25.1 في المائة، وهو من بين أعلى المعدلات في العالم. بل وفي بعض الدول يتجاوز هذا الرقم 30 في المائة».

ووفق الوزير: «علينا أن نعيد النظر بعمق في مناهج التعليم، وأنظمة التدريب، واستراتيجيات التشغيل. فالتحولات التكنولوجية التي نشهدها اليوم، وعلى رأسها الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، تعيد تشكيل سوق العمل من أساسه».

وتوقع أن يساهم الذكاء الاصطناعي وحده بنحو 320 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بحلول عام 2030، مشدداً على ضرورة تجاوز التحديات، ومبيناً أن 44 في المائة من المهارات التي يعتمد عليها العمال حالياً ستتغير خلال السنوات الخمس المقبلة.

وتابع أن «الذكاء الاصطناعي يخلق فجوة كبيرة في سوق العمل، ويهدد كثيراً من المهن، لا سيما تلك التي تعتمد على مهارات متوسطة مثل الترجمة، والاستشارة، والخدمات الإدارية»، مبيناً أن «تنمية مهارات المستقبل، والتفكير النقدي، والابتكار، والتعاون الرقمي، وريادة الأعمال، والقدرة على التعلم مدى الحياة، قادرة على التصدي لذلك».

نظام تعليمي مرن

وقال الوزير ياسين وليد: «أردنا أن نؤسس مدرسة للمهارات، وخلال السنوات الخمس الماضية، تحقق ذلك بالفعل، وقد قرر رئيس الجمهورية أن يكون مدير هذه المدرسة من رواد الأعمال وليس موظفاً إدارياً تقليدياً، وفي عام 2024، جرى اختياري لقيادة هذه المدرسة الوطنية للريادة».

وأشار إلى «الحاجة لنظام تعليمي وتكويني مرن، ومتكامل، وموجه وفق الطلب»، مؤكداً أن «التكوين المهني والتقني يجب ألا يكون خياراً ثانوياً؛ بل يجب أن يكون مساراً ذا قيمة مهنية واجتماعية عالية».

وتطرق إلى تقارير «البنك الدولي» الذي أفاد بأن «كل زيادة بنسبة 10 في المائة بالإنفاق على التكوين، تقابلها زيادة بنسبة 0.5 في المائة من النمو الاقتصادي بالبلدان النامية، والتكوين الناجح لا يخلق فرص عمل فقط، بل أيضاً يرفع الإنتاجية، ويعزز التنافسية، ويحسن الأداء الاقتصادي العام».

إلى ذلك، وُقعت مذكرة تفاهم بين «هيئة الأمم المتحدة للمرأة» و«المنظمة الإسلامية للأمن الغذائي (IOFS)»، تهدف إلى «تعزيز الأمن الغذائي والتنمية الزراعية في غرب ووسط أفريقيا، مع التركيز على تمكين النساء والشباب اقتصادياً».