في إشارة إلى تطورها لدولة نفطية كبرى... البرازيل تنضم إلى «أوبك بلس»

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ينظر قبل اجتماعه مع الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا في قصر بلانالتو في برازيليا (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ينظر قبل اجتماعه مع الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا في قصر بلانالتو في برازيليا (رويترز)
TT

في إشارة إلى تطورها لدولة نفطية كبرى... البرازيل تنضم إلى «أوبك بلس»

الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ينظر قبل اجتماعه مع الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا في قصر بلانالتو في برازيليا (رويترز)
الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ينظر قبل اجتماعه مع الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا في قصر بلانالتو في برازيليا (رويترز)

وافقت الحكومة البرازيلية، الثلاثاء، على انضمام البلاد إلى منظمة «أوبك بلس»، وهي مجموعة من الدول الكبرى المصدرة للنفط، ما يُشير إلى تطورها إلى دولة نفطية كبرى قبل 9 أشهر فقط من استضافة القمة السنوية للأمم المتحدة بشأن المناخ.

وجاءت موافقة المجلس الوطني لسياسات الطاقة استجابةً لدعوة رسمية في عام 2023. وتضم المجموعة الدول الـ12 الأعضاء في منظمة «أوبك»، وهي المجموعة القائمة منذ فترة طويلة، والتي أُنشئت لتنسيق إنتاج النفط لتحقيق الاستقرار في الأسواق، بالإضافة إلى 10 دول أخرى منتجة للنفط أكثر أهمية، مع روسيا التي تُعد أكبرها إلى حد بعيد.

وقال وزير المناجم والطاقة البرازيلي، ألكسندر سيلفيرا في مؤتمر صحافي إنه على الرغم من موافقة الدول غير الأعضاء في «أوبك» على التعاون مع دول المنظمة، فإن البرازيل لن يكون لديها أي التزام ملزم مثل خفض الإنتاج.

ووصف سيلفيرا «أوبك بلس» بأنها «منتدى لمناقشة الاستراتيجيات بين الدول المنتجة للنفط. يجب ألا نخجل من كوننا منتجين للنفط. تحتاج البرازيل إلى النمو والتطور وخلق الدخل والوظائف»، وفق «أسوشييتد برس».

وقد بدأ الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا ولايته الثالثة في عام 2023، واصفاً نفسه بأنه مدافع عن البيئة، وعمل على الحد من إزالة الأشجار والنباتات في غابات الأمازون المطيرة وحماية حقوق السكان الأصليين، لكنه جادل أيضاً حول أن عائدات النفط الجديدة يمكن أن تمول الانتقال إلى الطاقة الخضراء.

وفي الأسابيع الأخيرة، ضغط على الجهة المنظمة للبيئة في البلاد للموافقة على التنقيب الاستكشافي بالقرب من مصب نهر الأمازون، وهي واحدة من أكثر المناطق ذات التنوع البيولوجي في العالم.

وتُعد البرازيل سابع أكبر منتج للنفط في العالم؛ حيث تنتج نحو 4.3 مليون برميل يومياً، أو 4 في المائة من الإنتاج العالمي، وفقاً لـ«إدارة معلومات الطاقة»، وهي وكالة حكومية أميركية.

وفي عام 2024، أصبح النفط الخام أكبر منتج للتصدير في البلاد؛ حيث يُمثل 13.3 في المائة من المبيعات الخارجية للبرازيل، متجاوزاً بذلك فول الصويا.

وتُعد الولايات المتحدة أكبر منتج في العالم بنحو 22 مليون برميل يومياً، في حين تُعد المملكة العربية السعودية أكبر منتج في منظمة «أوبك»، بنحو 11 مليون برميل.

قال لويس إدواردو دوكي دوترا، الخبير النفطي والأستاذ في قسم الكيمياء بجامعة ريو جانيرو الفيدرالية، إن خطوة البرازيل تعد «شاملة ومتماسكة». وأضاف أنه إلى جانب انضمامها إلى مجموعة «أوبك بلس»، فقد وافق مجلس الطاقة على عضوية البرازيل في هيئتين دوليتين إضافيتين هما «وكالة الطاقة الدولية» و«الوكالة الدولية للطاقة المتجددة».

وقال لوكالة «أسوشييتد برس»: «هذا يساعد على متابعة الوضع العالمي، بما يتناسب مع الأهمية المتزايدة للبلاد بعد تطوير احتياطيات ما قبل الملح (النفط البحري) وإمكانات طاقة الرياح والطاقة الشمسية».

وذكر أيضاً أن البرازيل ستستفيد من العلاقات مع الدول الأخرى: «في أوقات الحروب التجارية، تكون المعلومات ذات قيمة مثل الذهب».

ومع ذلك، واجه سعي لولا لزيادة إنتاج النفط انتقادات، في الوقت الذي تستعد فيه البرازيل لاستضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ المعروفة باسم «كوب 30» في نوفمبر (تشرين الثاني). وكان أحد الدوافع الرئيسية للمحادثات المناخية السنوية هو الحد من استخدام الوقود الأحفوري الذي يؤدي عند حرقه إلى إطلاق الغازات الدفيئة التي تعمل على تسخين الكوكب.


مقالات ذات صلة

«غازبروم نفت» الروسية: مستعدون لزيادة إنتاج النفط بموجب اتفاق «أوبك بلس»

الاقتصاد شعار «غازبروم نفت» الروسية (رويترز)

«غازبروم نفت» الروسية: مستعدون لزيادة إنتاج النفط بموجب اتفاق «أوبك بلس»

قال ألكسندر ديوكوف الرئيس التنفيذي لـ«غازبروم نفت» الروسية، الثلاثاء، إن الشركة مستعدة لزيادة إنتاج النفط بدءاً من أبريل (نيسان) المقبل بموجب اتفاق «أوبك بلس».

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد مصفاة نفط في ماكفيرسون بكانساس (أ.ب)

النفط يتراجع وسط قلق من تأثير حرب الرسوم على الاقتصاد العالمي

تراجعت أسعار النفط، يوم الخميس، بعد ارتفاعها في اليوم السابق، حيث طغت المخاوف من تأثير حرب الرسوم الجمركية المتصاعدة على النمو الاقتصادي العالمي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد نموذج لحفارات نفط أمام شعار منظمة «أوبك» (رويترز)

«أوبك» تُبقي على توقعاتها للطلب العالمي على النفط للعام الحالي

أبقت منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك)، على توقعاتها لنمو قوي نسبياً في الطلب العالمي على النفط في عام 2025، قائلةً إن السفر الجوي والبري سيدعمان الاستهلاك.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد رافعة مضخة نفط في البراري بالقرب من كلاريشولم في ألبرتا بكندا (رويترز)

النفط يرتفع مع ضعف الدولار... ومخاوف الرسوم تحدُّ من مكاسبه

ارتفعت أسعار النفط قليلاً في وقت مبكر من صباح الأربعاء، مدعومة بضعف الدولار؛ لكن المخاوف من الرسوم الجمركية حدَّت من المكاسب.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد احتياطي النفط الاستراتيجي في «برايان ماوند» منشأة تخزين النفط في فريبورت بتكساس (رويترز)

استمرار تراجع النفط مع ازدياد المخاوف حيال الرسوم الجمركية

هبطت أسعار النفط خلال التعاملات المبكرة، يوم الثلاثاء، في تراجع لليوم الثاني، بفعل مخاوف تداعيات الرسوم الجمركية الأميركية على النمو العالمي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«وول ستريت» تشهد ارتفاعاً في العقود الآجلة

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
TT

«وول ستريت» تشهد ارتفاعاً في العقود الآجلة

متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)
متداولون يعملون في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

ارتفعت العقود الآجلة في «وول ستريت»، يوم الاثنين، حيث تمسّك المستثمرون بأملهم في أن تتبنّى إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب نهجاً أكثر تحفظاً بشأن الرسوم الجمركية، في انتظار البيانات الاقتصادية التي قد تُشير إلى صحة الاقتصاد الأميركي ومستويات التضخم. ومن المتوقع أن تلغي الإدارة الأميركية مجموعة من الرسوم الجمركية على بعض القطاعات المحددة، مع تطبيق رسوم متبادلة في 2 أبريل (نيسان)، وفقاً لتقارير إعلامية صدرت خلال عطلة نهاية الأسبوع، مما ساعد على تعزيز المعنويات في التعاملات المبكرة.

وأغلقت مؤشرات الأسهم الأميركية الرئيسية على ارتفاع طفيف يوم الجمعة، وسجّلت مكاسب أسبوعية، بعد أن ألمح ترمب إلى مرونة بشأن جولة جديدة من الرسوم الجمركية التي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ الشهر المقبل، وفق «رويترز».

وقال كبير محللي السوق في شركة «إكس إم» للوساطة، شارالامبوس بيسوروس: «قد يكون القول إن الأسوأ قد انتهى استنتاجاً سابقاً لأوانه».

وأوضح بيسوروس أن ترمب يُظهر مدى صعوبة التنبؤ بتصرفاته، في حين قد تُظهر البيانات الاقتصادية أن الاقتصاد الأميركي يفقد بعض الزخم. وأضاف أنه لا يمكن استبعاد جولة أخرى من العزوف عن المخاطرة هذا الأسبوع. وشهدت الأسواق المالية تقلبات حادة في الأسابيع الأخيرة، حيث تراوحت مخاوف المتداولين من تباطؤ اقتصادي حاد في الولايات المتحدة، بعد إعلان ترمب فرض رسوم جمركية على بعض شركائها التجاريين الرئيسيين، مثل الصين والمكسيك وكندا. كما أشار الكثير من الشركات إلى حالة عدم اليقين الناتجة عن الرسوم الجمركية، وذلك عند خفض توقعاتها للأرباع المقبلة. وحسب البيانات التي جمعتها مجموعة بورصة لندن للأوراق المالية حتى يوم الجمعة، من المتوقع أن تنمو أرباح الشركات المدرجة في مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 10.5 في المائة في عام 2025، بانخفاض قدره 3.5 نقطة مئوية عن بداية العام.

مع ذلك، يبدو أن الأسهم الأميركية قد وجدت دعماً بعد موجة بيع استمرت أسابيع، دفعت مؤشرَي «ستاندرد آند بورز 500»، و«ناسداك» الذي يهيمن عليه قطاع التكنولوجيا، إلى الانخفاض بنسبة 10 في المائة عن أعلى مستوياتهما القياسية؛ وهو ما يُعرف عادةً بالتصحيح. وصباحاً، ارتفعت مؤشرات «داو جونز» الصناعية بـ373 نقطة، أي بنسبة 0.88 في المائة، في حين ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بـ66.5 نقطة، أي بنسبة 1.16 في المائة، وصعد مؤشر «ناسداك 100» بـ282.75 نقطة، أي بنسبة 1.42 في المائة.

وينتظر المستثمرون أيضاً مجموعة من المؤشرات الاقتصادية هذا الأسبوع، بما في ذلك بيانات نشاط الأعمال لشهر مارس (آذار)، وطلبات إعانة البطالة الأسبوعية، ومؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي، الذي يُعدّ المقياس المفضّل للتضخم لدى «الاحتياطي الفيدرالي».

ومن المتوقع أن تُظهر قراءات مؤشر مديري المشتريات الأولية لمؤشر «ستاندرد آند بورز غلوبال» في وقت لاحق اليوم تباطؤاً في نشاط قطاعات التصنيع والخدمات في الولايات المتحدة خلال شهر مارس. كما يترقب المستثمرون صدور مؤشر النشاط الوطني لبنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو لشهر فبراير (شباط).

وتصدّرت أسهم التكنولوجيا قائمة الارتفاعات في تداولات ما قبل الافتتاح، حيث ارتفعت أسهم «أمازون» بنسبة 1.6 في المائة، و«إنفيديا» بنسبة 1.8 في المائة، و«أبل» بنسبة 0.9 في المائة. في المقابل، انخفض سهم «سوبر مايكرو كمبيوتر» بعد تقرير أفاد بأن «غولدمان ساكس» خفّض توصيته لشركة صناعة الخوادم إلى «بيع». كما تراجع سهم «لوكهيد مارتن» بنسبة 1.7 في المائة بعد أن خفّض «بنك أوف أميركا غلوبال ريسيرش» توصيته لشركة صناعة الأسلحة من «شراء» إلى «محايد». من ناحية أخرى، ارتفعت أسهم العملات المشفرة، مثل «مايكروستراتيجي»، بنسبة 5.2 في المائة، و«كوين بيس» بنسبة 4.4 في المائة، و«مارا هولدينغز» بنسبة 4.6 في المائة، متتبعةً ارتفاع أسعار «بتكوين» بنسبة 2.8 في المائة.