تذبذب الأسهم العالمية مع ترقب بيانات الوظائف الأميركية

منحنى مؤشر «داكس» في بورصة فرنكفورت (د.ب.أ)
منحنى مؤشر «داكس» في بورصة فرنكفورت (د.ب.أ)
TT

تذبذب الأسهم العالمية مع ترقب بيانات الوظائف الأميركية

منحنى مؤشر «داكس» في بورصة فرنكفورت (د.ب.أ)
منحنى مؤشر «داكس» في بورصة فرنكفورت (د.ب.أ)

تذبذبت الأسهم العالمية، يوم الجمعة، قبيل صدور بيانات الوظائف الأميركية الرئيسية، حيث راقب المستثمرون احتمالات تجنب اندلاع حرب تجارية موسعة. في الوقت نفسه، سجَّل الين الياباني أعلى مستوى له في نحو شهرين، مدعوماً بازدياد التوقعات برفع أسعار الفائدة في اليابان هذا العام.

وفي أسبوع بدأ بتهديد الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشنِّ حرب تجارية، تردد المستثمرون في اتخاذ خطوات كبيرة مع تنفيذ الرسوم الجمركية المستهدفة على الصين. وقال المحللون إن رد الصين المدروس، الذي تَمثَّل في تدابير مضادة محسوبة، قد ترك مجالاً للمفاوضات، مما سمح للمتداولين بالتركيز على موضوع الذكاء الاصطناعي في الصين، بعد اختراق شركة «ديب سيك» الناشئة، وفقاً لما ذكرته «رويترز».

وأشارت العقود الآجلة الأوروبية إلى بداية ضعيفة بعد أن سجَّل مؤشر «ستوكس 600» الأوروبي مستوى قياسياً مرتفعاً، يوم الخميس، مدعوماً بأرباح الشركات القوية. وحقَّقت الأسهم الأوروبية أفضل أداء لها في عقد من الزمن مقارنة ببورصة «وول ستريت» خلال الأسابيع الستة الأولى من عام 2025، لكن التركيز الآن ينصب على ما إذا كان بالإمكان الحفاظ على هذه المكاسب. وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 0.41 في المائة، بينما تراجعت العقود الآجلة لمؤشر «فوتسي» بنسبة 0.39 في المائة، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر «داكس» بنسبة 0.21 في المائة.

أما في الولايات المتحدة، فقد انخفضت العقود الآجلة لمؤشرَي «ناسداك» و«ستاندرد آند بورز 500» بنحو 0.2 في المائة، حيث تراجعت أسهم «أمازون» في التداولات الممتدة؛ بسبب ضعف أداء وحدة الحوسبة السحابية لتاجر التجزئة، وتوقعات ضعيفة.

وفي آسيا، سجَّل مؤشر «هانغ سنغ» في هونغ كونغ أعلى مستوى له في 3 أشهر، مع استعداد المؤشر لتحقيق مكاسب أسبوعية بنسبة 4 في المائة، وهو أقوى أداء أسبوعي له، مدفوعاً بالمراهنات على الذكاء الاصطناعي بقيادة شركة «ديب سيك». وارتفع مؤشر الأسهم القيادي في الصين بنسبة 0.4 في المائة بعد أن بلغ أعلى مستوى له في شهر، مما ترك مؤشر «إم إس سي آي» لأسواق الأسهم الآسيوية والمحيط الهادئ (باستثناء اليابان) عند أعلى مستوى له منذ منتصف ديسمبر (كانون الأول).

وقال جيمس كوك، مدير الاستثمار في الأسواق الناشئة في «فيدريتد هيرميس»: «على الرغم من الضجيج وعدم اليقين، فإننا لا نرى أن تصعيد التوترات التجارية من شأنه أن يغيِّر قواعد اللعبة بالنسبة لتوقعات الصين. المشكلة الأكبر التي تواجه الصين ليست ترمب، بل الاقتصاد المحلي».

من الناحية الاقتصادية، قدمت مطالبات البطالة، وتسريح العمال، وتكاليف العمالة/الإنتاجية تمهيداً لتقرير التوظيف لشهر يناير (كانون الثاني)، الذي من المتوقع أن يظهر تأثير حرائق الغابات في كاليفورنيا، والطقس البارد في معظم أنحاء البلاد. ومن المتوقع أن تسجِّل الوظائف غير الزراعية زيادةً بنحو 170 ألف وظيفة في يناير، مقارنة بزيادة بلغت 256 ألف وظيفة في ديسمبر، وفقاً لاستطلاع أجرته «رويترز».

وقال أندرسون ألفز، المتعامل في «أكتيف تريدز»: «قد تواجه الأسواق بعض التقلبات حول البيانات إذا فاقت التوقعات، لكن ذلك لن يغير مسار سياسة لجنة السوق المفتوحة الفيدرالية، حيث ستظل هناك حاجة إلى مزيد من البيانات».

وتتوقع الأسواق أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بمقدار 43 نقطة أساس هذا العام، مع احتساب خفض كامل لأسعار الفائدة في يوليو (تموز)، في وقت لا يتعجل فيه صُنَّاع السياسات بدء دورة خفض أسعار الفائدة مرة أخرى.

وفيما يتعلق بالتوترات السياسية، وعلى الرغم من حالة عدم اليقين التي أبقت المستثمرين في حالة من الحذر، فإن المخاوف من أن يتصاعد نهج ترمب في فرض الرسوم الجمركية إلى حرب تجارية عالمية قد خفَّت.

ارتفاع الين الياباني

شهد الين الياباني ارتفاعاً حاداً هذا الأسبوع، مدعوماً بتدفقات الملاذ الآمن، فضلاً عن التوقعات المتزايدة برفع بنك اليابان أسعار الفائدة هذا العام، حيث تتوقع السوق زيادةً بمقدار 34 نقطة أساس. ووصل الين إلى 150.96 مقابل الدولار في التعاملات المبكرة، وهو أقوى مستوى له منذ 10 ديسمبر، ثم تراجع قليلاً إلى 151.71. ويتجه الين نحو تحقيق زيادة تزيد على 2 في المائة مقابل الدولار هذا الأسبوع، وهو أقوى أداء أسبوعي له منذ أواخر نوفمبر (تشرين الثاني).

في المقابل، انخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.1 في المائة إلى 1.24255 دولار، بعد انخفاضه بنسبة 0.5 في المائة يوم الخميس، عقب قرار «بنك إنجلترا» خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس مع تحذير من أنه سيكون حذراً في المستقبل؛ بسبب التضخم المرتفع والمخاوف الجيوسياسية.


مقالات ذات صلة

منصات «SRMG» تتصدر المراتب الأولى في «أبل بودكاست»

سفر وسياحة «جرائم المال» من «الشرق» الأول في فئة «بودكاست الأعمال» على «أبل» (SRMG)

منصات «SRMG» تتصدر المراتب الأولى في «أبل بودكاست»

تصدَّرت منصات المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام «SRMG»، قائمة «الأعمال» على «بودكاست أبل» في جميع أنحاء الشرق الأوسط؛ نظير أعمالها المتميزة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ميرتس يتحدث في «البوندستاغ» بشأن حزمة بمليارات اليوروهات لتعزيز الدفاع والبنية التحتية (د.ب.أ)

اتفاق تاريخي لزيادة الاقتراض الحكومي في ألمانيا بين ميرتس و«الخضر»

توصل المستشار الألماني المنتظر فريدريش ميرتس إلى اتفاق حاسم مع حزب الخضر يوم الجمعة، يمهّد الطريق لزيادة هائلة في الاقتراض الحكومي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد عرض مخطط مؤشر الأسهم الألماني «داكس» في بورصة فرانكفورت (رويترز)

الأسهم الأوروبية ترتفع جزئياً وسط مخاوف من تباطؤ اقتصادي

ارتفعت الأسهم الأوروبية، يوم الجمعة، لكنها كانت في طريقها لتسجيل أكبر انخفاض أسبوعي لها في ثلاثة أشهر.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (وكالة حماية البيئة)

تراجع حاد في صناديق الأسهم العالمية وسط مخاوف من الرسوم الجمركية

شهدت صناديق الأسهم العالمية تراجعاً حاداً في الطلب خلال الأسبوع المنتهي في 12 مارس (آذار)، وذلك في ظل موجة بيع واسعة للأسواق المالية العالمية.

«الشرق الأوسط» (لندن )
الاقتصاد شعار «راينميتال» في معرض «يوروساتوري» الدولي للدفاع والأمن بفرنسا (رويترز)

أوروبا تعيد تقييم الاستثمار في الدفاع

تخضع سياسات الاستثمار في قطاع الدفاع في أوروبا لإعادة تقييم شاملة، مع تصاعد الضغوط من العملاء وبعض السياسيين لتخفيف القيود.

«الشرق الأوسط» (لندن )

مجلس الشيوخ الأميركي يوافق على مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي

مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ف.ب)
مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ف.ب)
TT

مجلس الشيوخ الأميركي يوافق على مشروع قانون لتجنب الإغلاق الحكومي

مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ف.ب)
مجلس الشيوخ الأميركي (أ.ف.ب)

وافق مجلس الشيوخ الأميركي على مشروع قانون إنفاق مؤقت لتجنب إغلاق حكومي جزئي بعد تراجع الديمقراطيين عن موقفهم في أزمة نابعة من غضبهم بسبب حملة الرئيس دونالد ترمب لتقليص عدد الموظفين في الحكومة الاتحادية.

وبعد أيام من النقاش المحتدم، أنهى زعيم الأقلية الديمقراطية تشاك شومر الأزمة مساء الخميس، قائلاً إنه سيصوت للسماح بتمرير مشروع القانون. وأضاف أنه لا يميل لمشروع القانون، لكنه يعتقد أن بدء إغلاق حكومي سيكون أسوأ نظراً لأن ترمب ومستشاره إيلون ماسك يتحركان على نحو سريع لخفض الإنفاق.

وصوت مجلس الشيوخ بنسبة تأييد 54 صوتاً مقابل معارضة 46 على مشروع القانون، وأرسله إلى ترمب لتوقيعه وتحويله إلى قانون بعد رفض أربعة تعديلات.

ومرر مجلس النواب الذي تسيطر عليه أغلبية جمهورية مشروع القانون في الأسبوع الماضي، مما يعني أن الإنفاق سيبلغ نحو 6.75 تريليون دولار خلال السنة المالية التي تنتهي في 30 سبتمبر (أيلول).

وعبر الديمقراطيون عن غضبهم تجاه مشروع القانون الذي يخفض الإنفاق نحو سبعة مليارات دولار والذين قالوا إنه لن يوقف حملة ترمب للتصدي للإنفاق الذي فرضه الكونغرس وخفض عشرات الآلاف من الوظائف.

وتأتي هذه التحركات بينما تخوض الولايات المتحدة حرباً تجارية مع بعض أقرب حلفائها، الأمر الذي أدى لموجة بيع كبيرة للأسهم وأثار مخاوف من حدوث ركود.