ارتفاع معتدل في طلبات إعانات البطالة بالولايات المتحدة

وسط تخفيف تدريجي لظروف سوق العمل

الناس ينتظرون للدخول إلى معرض التوظيف في يونيوندايل (رويترز)
الناس ينتظرون للدخول إلى معرض التوظيف في يونيوندايل (رويترز)
TT

ارتفاع معتدل في طلبات إعانات البطالة بالولايات المتحدة

الناس ينتظرون للدخول إلى معرض التوظيف في يونيوندايل (رويترز)
الناس ينتظرون للدخول إلى معرض التوظيف في يونيوندايل (رويترز)

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل معتدل الأسبوع الماضي، مما يعكس التخفيف التدريجي في ظروف سوق العمل.

وأعلنت وزارة العمل، يوم الخميس، أن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 11 ألف طلب إلى 219 ألف طلب معدل موسمياً للأسبوع المنتهي في الأول من فبراير (شباط)، مقارنة بتوقعات خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم والذين كانوا يتوقعون 213 ألف طلب.

وتظل مرونة سوق العمل قوة دافعة رئيسية للاقتصاد الأميركي؛ حيث منح الاحتياطي الفيدرالي مجالاً لإيقاف تخفيضات أسعار الفائدة بينما يقيم صناع السياسات تأثير السياسات المالية والتجارية والهجرة التي طبقتها إدارة الرئيس دونالد ترمب، والتي يراها خبراء الاقتصاد تضخمية. وقد أبقى البنك المركزي الأميركي على سعر الفائدة القياسي دون تغيير في نطاق 4.25 في المائة - 4.50 في المائة الشهر الماضي، بعد أن خفضه بمقدار 100 نقطة أساس منذ سبتمبر (أيلول)، وذلك بعد رفعه بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023 في إطار محاولات مكافحة التضخم.

وعلى الرغم من انخفاض عمليات التسريح، ما زالت فرص العمل أقل توفراً للعاطلين؛ حيث أفادت الحكومة يوم الثلاثاء بوجود 1.1 وظيفة شاغرة لكل عاطل عن العمل في ديسمبر (كانون الأول)، بانخفاض طفيف من 1.15 في نوفمبر (تشرين الثاني). ووفقاً لتقرير المطالبات، ارتفع عدد الأشخاص الذين يتلقون إعانات البطالة بعد أسبوع أولي من المساعدات، ليصل إلى 1.886 مليون شخص خلال الأسبوع المنتهي في 25 يناير (كانون الثاني).

ورغم تحسن معنويات الأعمال عقب فوز ترمب في نوفمبر، استمرت خطط التوظيف في التراجع وسط التوقعات بأن الطلب سيبدأ في التباطؤ هذا العام نتيجة السياسة النقدية المقيدة والأسعار المرتفعة الناتجة عن التعريفات الجمركية. وأظهر تقرير صادر عن شركة «تشالنجر غراي آند كريسماس» لتوظيف العمالة أن أصحاب العمل في الولايات المتحدة أعلنوا عن خطط لتوظيف 6089 عاملاً في يناير، بانخفاض قدره 24 في المائة عن ديسمبر، رغم أن الخطط ارتفعت بنسبة 13 في المائة مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي، وهو أدنى مستوى لشهر يناير على الإطلاق.

وبالنسبة لتقرير التوظيف لشهر يناير، الذي سيصدر يوم الجمعة، لا ترتبط بيانات المطالبات به، إذ تقع خارج فترة المسح. ويتوقع أن يسجل القطاع غير الزراعي زيادة تقدر بنحو 170 ألف وظيفة، بعد أن شهد زيادة بلغت 256 ألف وظيفة في ديسمبر. ومن المتوقع أن يبقى معدل البطالة دون تغيير عند 4.1 في المائة. كما ستنشر الحكومة مراجعة معيار الرواتب السنوية وتقديم أوزان سكانية جديدة لمسح الأسر، وهو المصدر الذي يُستمد منه معدل البطالة.

وفي أغسطس (آب) الماضي، توقعت الحكومة أن ينخفض مستوى التوظيف في الأشهر الـ12 حتى مارس (آذار) بنحو 818 ألف وظيفة، إلا أن التحديثات اللاحقة للبيانات دفعت الاقتصاديين إلى تعديل التوقعات ليصبح التخفيض في مستوى التوظيف نحو 675 ألف وظيفة فقط.


مقالات ذات صلة

هل تخشى بكين خسارة الحرب التجارية مع ترمب؟

الاقتصاد القنصل العام للصين آنغ جيانمين يتحدث للصحافيين عن الرسوم الجمركية في منزله بسان فرانسيسكو (أ.ب)

هل تخشى بكين خسارة الحرب التجارية مع ترمب؟

يزداد قلق المسؤولين في بكين من أن تكون رسوم دونالد ترمب الجمركية الجديدة بداية حرب تجارية كبيرة يمكن أن تخسرها في نهاية المطاف.

إيلي يوسف (واشنطن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي دونالد ترمب (أ.ف.ب)

كيف تحول مصدر قوة ترمب في ولايته الأولى إلى نقطة ضعفه في الولاية الثانية؟

خلال الفترة الأولى للرئيس الأميركي في البيت الأبيض، كانت ثقة الجمهور في إدارته للاقتصاد من أبرز نقاط قوته. لكن ولايته الثانية تشهد مؤشرات معاكسة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد متداول يعمل في قاعة بورصة نيويورك (أ.ب)

«سوق الخيارات» تراهن على تباطؤ اقتصادي حاد في أميركا

يزداد إقبال المستثمرين في سوق الخيارات على صفقات تستفيد من انخفاض حاد في أسعار الفائدة، مما يشير إلى أن سوق المشتقات المالية تراهن على تباطؤ اقتصادي.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد لاغارد تتحدث إلى الإعلام بعد اجتماع مجلس السياسة النقدية في فرانكفورت يناير 2025 (رويترز)

لاغارد: حرب تجارية شاملة قد تضر بأميركا وتعزز الوحدة الأوروبية

أكدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، يوم الجمعة، أن نشوب حرب تجارية عالمية شاملة سيكون له تأثير سلبي كبير، خصوصاً على الاقتصاد الأميركي.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت )
الاقتصاد شعار «بينانس» في مؤتمر «فيفا تكنولوجي» بباريس (أرشيفية - رويترز)

تقرير: عائلة ترمب تفاوض على حصة في «بينانس أميركا»

ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» أن ممثلين لعائلة الرئيس الأميركي دونالد ترمب أجروا محادثات للاستحواذ على حصة مالية في الفرع الأميركي لمنصة «بينانس».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

«صندوق النقد» للتوصل لاتفاق مع باكستان بشأن المراجعة الأولى للقرض الجديد

متسوقون يشترون المكسرات المجففة بإحدى الأسواق في كراتشي (رويترز)
متسوقون يشترون المكسرات المجففة بإحدى الأسواق في كراتشي (رويترز)
TT

«صندوق النقد» للتوصل لاتفاق مع باكستان بشأن المراجعة الأولى للقرض الجديد

متسوقون يشترون المكسرات المجففة بإحدى الأسواق في كراتشي (رويترز)
متسوقون يشترون المكسرات المجففة بإحدى الأسواق في كراتشي (رويترز)

كشف رئيس بعثة صندوق النقد الدولي بباكستان، ناثان بورتر، عن إحراز تقدم كبير في المفاوضات مع السلطات الباكستانية نحو التوصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين بشأن المراجعة الأولى لبرنامجه الجديد بقيمة 7 مليارات دولار.

وأضاف رئيس البعثة، في بيان صحافي، أن بعثة الصندوق ستواصل المفاوضات مع السلطات الباكستانية، عبر الفيديو، خلال الأيام المقبلة، بحسب ما نشرته صحيفة «ذا نيوز» الباكستانية السبت.

وتابع البيان: «أحرز صندوق النقد الدولي والسلطات الباكستانية تقدما كبيرا نحو التوصل إلى اتفاق على مستوى الموظفين، بشأن المراجعة الأولى بموجب الاتفاق الممتد، لمدة 37 شهرا في إطار برنامج تسهيل الصندوق الممتد».

وزار فريق الصندوق بقيادة بورتر، باكستان في الفترة من 24 فبراير (شباط) حتى 14 مارس (آذار)، لإجراء مناقشات حول المراجعة الأولى للبرنامج الاقتصادي الباكستاني الذي يدعمه برنامج تسهيل الصندوق الممتد وإمكانية التوصل إلى ترتيب جديد بموجب برنامج تسهيل الصلابة والاستدامة للصندوق.

وتواصل باكستان، الواقعة في جنوب آسيا، مسارها نحو التعافي الاقتصادي، الذي تدعمه تسهيلات مالية بقيمة 7 مليارات دولار من صندوق النقد الدولي، تم منحها في سبتمبر (أيلول) 2024.

إلى ذلك، دعت غرفة التجارة والصناعة الباكستانية الأفغانية المشتركة إسلام آباد إلى اتخاذ إجراء فوري لتسوية أزمة التجارة مع «طالبان» ودول آسيا الوسطى.

وألقى رئيس الغرفة الضوء على الآثار السلبية لإغلاق معبر تورخام الحدودي ورسوم العبور على اقتصاد باكستان والتجارة الإقليمية، حسب وكالة «خاما برس» الأفغانية للأنباء السبت.

وقال جونيد ماكدا، رئيس الغرفة، إن زيادة الحواجز التجارية وارتفاع تكاليف النقل والإغلاق المستمر لمعبر تورخام الحدودي تضر بشكل حاد بالأعمال التجارية عبر الحدود.

وحذر ماكدا أيضا من الضرر المحتمل على المدى الطويل على اقتصاد باكستان بسبب الوضع المستمر، موضحا أن هذا يجبر التجار على استخدام الموانئ الإيرانية بدلا من الطرق الباكستانية مما سيضر بشبكة التجارة في البلاد.

يشار إلى أن معبر تورخام الحدودي مغلق منذ أكثر من 20 يوما، بسبب التوترات الحدودية بين باكستان و«طالبان».

وذكرت وزارة الشؤون الخارجية الباكستانية أن المعبر سيبقى مغلقا حتى توقف «طالبان» أنشطة البناء في المنطقة.