نائب محافظ بنك اليابان يرجح رفع سعر الفائدة الأسبوع المقبل

عائدات السندات الحكومية تصل إلى أعلى مستوياتها في 14 عاماً

نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)
نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)
TT

نائب محافظ بنك اليابان يرجح رفع سعر الفائدة الأسبوع المقبل

نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)
نائب محافظ بنك اليابان ريوزو هيمينو يتحدث خلال مقابلة مع «رويترز» في طوكيو (أرشيفية - رويترز)

قال نائب محافظ بنك اليابان، ريوزو هيمينو، إن البنك المركزي الياباني سيناقش ما إذا كان سيرفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل مع تزايد احتمالات استمرار مكاسب الأجور وتزايد وضوح آفاق السياسة الأميركية في خطاب تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وفي خطاب ألقاه أمام قادة الأعمال في مدينة يوكوهاما، قال هيمينو يوم الثلاثاء إنه «لن يكون من الطبيعي» أن تظل أسعار الفائدة الحقيقية سلبية بمجرد أن تتغلب اليابان على الصدمات والعوامل التي تسببت في الانكماش.

وأضاف أن العديد من الدراسات الاستقصائية والتقارير الصادرة عن الفروع الإقليمية للبنك المركزي عززت الآمال في أن يظل نمو الأجور قوياً هذا العام.

ورجح أن يظل الاقتصاد الأميركي قوياً في الوقت الحالي، وأن يتضح «الاتجاه العام» للسياسة الاقتصادية الأميركية في خطاب تنصيب ترمب في 20 يناير (كانون الثاني).

وقال: «سيناقش مجلس الإدارة ما إذا كان سيتم رفع أسعار الفائدة الأسبوع المقبل والتوصل إلى قرار، استناداً إلى التوقعات الاقتصادية والسعرية الواردة في تقرير التوقعات الفصلية».

اجتماع لجنة السياسة النقدية

تأتي هذه التصريحات قبل اجتماع السياسة النقدية لبنك اليابان المركزي الذي يستمر ليومين ويختتم في 24 يناير، حيث يتوقع بعض المحللين أن يرفع البنك أسعار الفائدة قصيرة الأجل من 0.25 في المائة حالياً. كما سيصدر مجلس الإدارة أيضاً توقعات فصلية جديدة للنمو والأسعار التي تُستخدم بوصفها أساساً لوضع السياسة النقدية.

وتابعت الأسواق عن كثب آراء هيمينو بشأن الأجور وتوقعات السياسة الأميركية بعد أن أشار المحافظ كازو أويدا إلى عدم اليقين بشأن توقعات الأجور المحلية وسياسات ترمب كأسباب لإرجاء رفع أسعار الفائدة الشهر الماضي.

وأدت تصريحات هيمينو، إلى جانب ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية، إلى ارتفاع عائد السندات الحكومية اليابانية القياسية لأجل 10 سنوات إلى أعلى مستوى له منذ 14 عاماً عند 1.250 في المائة مع تسعير الأسواق لفرصة رفع أسعار الفائدة في يناير. وأثّر ارتفاع عائدات السندات الحكومية اليابانية على مؤشر نيكاي.

وقال كاتسوتوشي إينادوم، كبير الخبراء الاستراتيجيين في شركة «سوميتومو ميتسوي ترست» لإدارة الأصول: «يمكن تفسير تصريحاته على أنها تمهد لرفع أسعار الفائدة في يناير».

يجب رفع الفائدة «دون تأخير»

في مؤتمر صحافي بعد الاجتماع مع قادة الأعمال، قال هيمينو إنه سيدقق في خطاب تنصيب ترمب بحثاً عن أدلة حول «التوازن والجدول الزمني» لخطوات سياسة الرئيس الجديد، للتأكد مما إذا كان النمو الأميركي سيبقى ثابتاً.

ولفت إلى أن هناك مخاطر صعودية وهبوطية على حد سواء للتوقعات الاقتصادية والأسعار في اليابان، مضيفاً أن الارتفاعات الشهرية في تكاليف الواردات كانت «مرتفعة للغاية»، ويرجع ذلك جزئياً إلى ضعف الين.

وقال: «عندما يحين التوقيت المناسب، يجب علينا تغيير السياسة دون تأخير، حيث يقال إن تأثير السياسة النقدية يظهر بتأخر يتراوح بين عام إلى عام ونصف العام». وأضاف أن «احتمالية تحرك الاقتصاد الياباني بما يتماشى مع توقعاتنا تتزايد تدريجياً».

وقد أنهى بنك اليابان المركزي أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار) الماضي ورفع سعر الفائدة المستهدف قصير الأجل إلى 0.25 في المائة في يوليو (تموز) على أساس أن اليابان في طريقها لتحقيق هدف البنك المتمثل في تحقيق التضخم المستهدف بنسبة 2 في المائة بشكل دائم.

وقد أشار المحافظ أويدا إلى استعداده لرفع أسعار الفائدة أكثر من ذلك إذا أدى توسيع نطاق رفع الأجور إلى دعم الاستهلاك والسماح للشركات بمواصلة رفع الأسعار، ليس فقط للسلع ولكن للخدمات أيضاً.

وفي تقرير ربع سنوي يحلل الاقتصادات الإقليمية صدر الأسبوع الماضي، قال بنك اليابان المركزي إن ارتفاع الأجور ينتشر في الشركات من جميع الأحجام والقطاعات، مما يشير إلى أن الظروف الملائمة لرفع أسعار الفائدة على المدى القريب لا تزال في مكانها الصحيح.

وقالت مصادر لـ«رويترز» إن توقعات استمرار ارتفاع الأجور والزيادة في تكاليف الواردات بسبب ضعف الين قد زادت من الاهتمام داخل بنك اليابان بالضغوط التضخمية المتزايدة التي قد تؤدي إلى رفع توقعاته للأسعار هذا الشهر.

وفي استطلاع أجرته «رويترز» الشهر الماضي، توقع جميع المشاركين في الاستطلاع أن يرفع البنك المركزي الياباني أسعار الفائدة إلى 0.50 في المائة بحلول نهاية مارس، ولكنهم انقسموا حول التوقيت الدقيق لذلك. وبعد اجتماع يناير، سيعقد البنك المركزي اجتماعه المقبل لمراجعة أسعار الفائدة في 18 - 19 مارس.


مقالات ذات صلة

ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.9 % خلال ديسمبر

الاقتصاد أشخاص يتسوقون في سوبر ماركت حيث يؤثر ارتفاع التضخم على أسعار المستهلكين في لوس أنجليس (رويترز)

ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.9 % خلال ديسمبر

ارتفع معدل التضخم في الولايات المتحدة إلى 2.9 في المائة في ديسمبر، بما يتماشى مع التوقعات.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة في كاليفورنيا (أ.ف.ب)

ما المتوقع من بيانات التضخم الأميركية اليوم؟

من المحتمل أن يكون التضخم في الولايات المتحدة قد تفاقم الشهر الماضي على خلفية ارتفاع أسعار الغاز والسيارات المستعملة. فكيف سينعكس ذلك على قرار «الفيدرالي»؟

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد ضباط شرطة يقفون حراساً أمام مقر بنك الشعب الصيني في بكين (رويترز)

«المركزي الصيني» يحذّر من مخاطر السندات الحكومية مع انخفاض العائدات

قال مسؤول في البنك المركزي الصيني، يوم الثلاثاء، إن الاستثمارات في السندات الحكومية ليست خالية من المخاطر، محذراً من فقاعة سوقية محتملة واضطرابات ناجمة عن ذلك…

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص (رويترز)

ضبابية سياسات ترمب تعزز الذهب مع ترقب بيانات التضخم الأميركية

ارتفعت أسعار الذهب، يوم الثلاثاء، بدعم من حالة الضبابية المحيطة بخطط سياسات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب وترقب المستثمرين لبيانات تضخم أميركية مهمة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في متجر بقالة بكاليفورنيا (أ.ف.ب)

بعد بيانات الوظائف القوية في أميركا... العين على تقرير التضخم لمعرفة مسار الفائدة

من المحتمل أن يكون التضخم الأساسي في الولايات المتحدة قد تراجع قليلاً فقط في نهاية عام 2024، على خلفية سوق عمل مرنة واقتصاد ثابت.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

نمو أرباح «ويلز فارغو» في الربع الأخير بفضل نشاط الصفقات

رجل يمشي بالقرب من فرع لبنك «ويلز فارغو» في سياتل (رويترز)
رجل يمشي بالقرب من فرع لبنك «ويلز فارغو» في سياتل (رويترز)
TT

نمو أرباح «ويلز فارغو» في الربع الأخير بفضل نشاط الصفقات

رجل يمشي بالقرب من فرع لبنك «ويلز فارغو» في سياتل (رويترز)
رجل يمشي بالقرب من فرع لبنك «ويلز فارغو» في سياتل (رويترز)

حقّق بنك «ويلز فارغو» في الربع الأخير من العام نمواً ملحوظاً في الأرباح، بفضل انتعاش نشاط إبرام الصفقات، مما عزّز من أداء خدماته المصرفية الاستثمارية. وارتفعت أسهمه بنسبة 3.1 في المائة إلى 73.40 دولار في تعاملات ما قبل السوق يوم الأربعاء، بعد أن توقع أيضاً زيادة في صافي دخل الفائدة -الفرق بين ما تكسبه من القروض وما تدفعه على الودائع- في عام 2025.

وتعزّزت نتائج البنك بفضل انتعاش النشاط المصرفي العام الماضي؛ حيث حفّزت الثقة المتزايدة الشركات على إصدار الأسهم والديون، بالإضافة إلى إبرام صفقات، مما رفع أحجام الأعمال من أدنى مستوى لها في عقد من الزمان خلال 2023. كما يتوقع المصرفيون أن يشهد عام 2025 نشاطاً أكبر في صفقات الاندماج والاستحواذ، مدعوماً بتوقعات خفض الضرائب على الشركات وتخفيف القيود التنظيمية، إلى جانب سياسات داعمة للأعمال في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، وفق «رويترز».

وارتفعت رسوم الخدمات المصرفية الاستثمارية لبنك «ويلز فارغو» بنسبة 59 في المائة إلى 725 مليون دولار في الربع مقارنة بالعام السابق. وتحت قيادة الرئيس التنفيذي تشارلي شارف، سعى البنك إلى تنويع مصادر إيراداته من خلال تعزيز أعماله القائمة على الرسوم، مثل الخدمات المصرفية الاستثمارية والتداول. كما عيّن البنك عدداً من الخبراء من المنافسين العام الماضي؛ لتعزيز صفوفه في مجال المصرفية الاستثمارية، بمن في ذلك المخضرم في إبرام الصفقات، دوج براونشتاين.

وبالنسبة إلى إيرادات الخدمات المصرفية الاستثمارية العالمية، فقد ارتفعت بنسبة 26 في المائة إلى 86.80 مليار دولار في عام 2024. في حين زادت الإيرادات في أميركا الشمالية بنسبة 33 في المائة مقارنة بالعام السابق.

وشهد البنك أيضاً تحسّناً ملحوظاً في مصاريفه غير المرتبطة بالفائدة؛ حيث انخفضت بنسبة 12 في المائة إلى 13.90 مليار دولار في الربع مقارنة بالعام السابق. كما ارتفع صافي دخل البنك إلى 5.08 مليار دولار، أو 1.43 دولار للسهم، مقارنة بـ3.45 مليار دولار، أو 86 سنتاً للسهم في الفترة نفسها من العام الماضي.

وعلى الرغم من انخفاض صافي دخل الفائدة في الربع الرابع بنحو 7 في المائة إلى 11.84 مليار دولار بسبب تأثير انخفاض الأسعار على الأصول ذات الأسعار العائمة، يتوقع البنك أن يبدأ صافي دخل الفائدة النمو مرة أخرى في عام 2025، مدفوعاً بانخفاض تكاليف الودائع وتعافي الطلب على القروض.

وحول الإصلاحات التنظيمية، خضع «ويلز فارغو» لجهود مستمرة في تحسين امتثاله منذ فضيحة الحسابات المزيفة في 2016. وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، أفادت تقارير حصرية بأن البنك يقترب من اجتياز الاختبارات التنظيمية اللازمة لرفع سقف الأصول المفروض عليه، مما قد يحدث في النصف الأول من عام 2025.

وفي ختام عام 2024، قفز سهم «ويلز فارغو» بنسبة 42.7 في المائة، متفوقاً على منافسيه مثل: «جيه بي مورغان»، وبنك «أوف أميركا»، و«سيتي غروب»، بالإضافة إلى مؤشر بنك «كيه بي دبليو» الأوسع.