الخطوات الأولى المحتملة لترمب في سياسة الطاقة الأميركية

مناصرون لترمب يحملون لافتة «احفر احفر بيبي» خلال إحدى حملاته الانتخابية (رويترز)
مناصرون لترمب يحملون لافتة «احفر احفر بيبي» خلال إحدى حملاته الانتخابية (رويترز)
TT

الخطوات الأولى المحتملة لترمب في سياسة الطاقة الأميركية

مناصرون لترمب يحملون لافتة «احفر احفر بيبي» خلال إحدى حملاته الانتخابية (رويترز)
مناصرون لترمب يحملون لافتة «احفر احفر بيبي» خلال إحدى حملاته الانتخابية (رويترز)

وعد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، بزيادة إنتاج الولايات المتحدة من النفط والغاز الطبيعي -الذي وصل بالفعل إلى مستويات قياسية- وذلك جزئياً من خلال إزالة ما يعدها لوائح تنظيمية وبيروقراطية غير ضرورية.

وفيما يلي بعض الأوامر التنفيذية المتعلقة بالطاقة التي يمكن أن يعلنها ترمب خلال أيامه الأولى في منصبه.

الانسحاب من اتفاقية المناخ

يمكن أن يأمر ترمب الولايات المتحدة بالانسحاب من اتفاقية باريس لعام 2015، وهي اتفاقية دولية لمكافحة تغير المناخ والحد من ارتفاع درجات الحرارة العالمية من خلال خفض الانبعاثات المرتبطة بالوقود الأحفوري. وقد انسحب ترمب من الاتفاقية خلال فترة ولايته الأولى، وقالت مصادر انتقالية إنه يريد أن يفعل ذلك مرة أخرى. ويُعد الانسحاب من الاتفاقية أمراً مهماً لأن الولايات المتحدة هي أكبر مصدر تاريخي لانبعاثات الغازات الدفيئة في العالم ومحركاً مهماً للطموح المناخي العالمي.

تعزيز تصدير الغاز

أوضح ترمب أنه يعتزم رفع التجميد على تصاريح تصدير الغاز الطبيعي المسال الجديدة التي فرضتها إدارة الرئيس جو بايدن على وجه السرعة، وهو أمر يقول مستشاروه إنه قد يحدث في غضون ساعات من تنصيبه في 20 يناير (كانون الثاني). وقد فرض بايدن التجميد في أوائل عام 2024 لإجراء دراسة حول الآثار البيئية والاقتصادية لارتفاع صادرات الغاز الأميركي، التي ازدهرت منذ الغزو الروسي لأوكرانيا الذي دفع الحكومات الأوروبية إلى خفض واردات الغاز الروسي. وحثت الدراسة على توخي الحذر في إصدار تصاريح جديدة. ومع ذلك، يمكن أن ينتظر ترمب إلى ما بعد انتهاء فترة التعليق على الدراسة في 18 فبراير (شباط) لحماية أي تصاريح تصاريح من قضايا المحاكم.

ترمب متحدثاً خلال حدث نظمه نادي ديترويت الاقتصادي (رويترز)

حالة الطوارئ في مجال الطاقة

قد يعلن ترمب حالة طوارئ وطنية للطاقة في الولايات المتحدة، مما يسمح له بتسريع إصدار تصاريح البنية التحتية الجديدة للطاقة وغيرها من مشاريع الطاقة. ومن شأن هذه الخطوة، التي وعد بها ترمب خلال حملته الانتخابية، أن تتناسب مع أجندته الأوسع نطاقاً لتوسيع إنتاج الطاقة في الوقت الذي تكافح فيه شبكة الطاقة للاستعداد للزيادة المتوقعة في الطلب من مراكز البيانات. ومن المرجح أن يكون الغاز الطبيعي محور تركيز كبير، على الرغم من أن قطاعات أخرى مثل مصادر الطاقة المتجددة ومشغلي خطوط الأنابيب والصناعة النووية قد تستفيد أيضاً. قد يكون الإعلان عرضة للطعون القانونية، إذا لم تتمكن إدارته من إثبات وجود حالة طوارئ حقيقية تبرر اختصار الإجراءات البيئية وغيرها من إجراءات التصاريح.

الحفر... الحفر... الحفر

من المرجح أن يأمر ترمب إدارته بتوسيع نطاق التنقيب عن النفط والغاز على الأراضي والمياه الفيدرالية بشكل كبير، مما يعكس التحركات التي اتُّخذت في عهد بايدن للحد من تطوير الوقود الأحفوري على الأراضي الأميركية. وسيكون الأمر متروكاً إلى حد كبير لتقدير وزارة داخليته لتقرير عدد المرات، وعلى أي نطاق، لعرض المساحات في المزاد العلني على شركات التنقيب. يأتي نحو ربع النفط في البلاد من عقود الإيجار الفيدرالية. ومع ذلك، سيكون التحدي الكبير هو توسيع نطاق المزادات لتشمل مناطق جديدة في البحر، بعد أن استخدم بايدن قانون الأراضي هذا الشهر لحماية مساحات شاسعة من المحيط الأطلسي والمحيط الهادئ وأماكن أخرى من تطوير النفط.

التقلبات في مجال طاقة الرياح

قال ترمب إنه يعتزم وضع حد للتطورات الجديدة في مجال طاقة الرياح البحرية، بحجة أن هذه الصناعة مكلفة وتضر بالحيتان وتسبب مشكلة في مكب النفايات عندما يوقف تشغيل التوربينات القديمة. وهذا تغيير عن فترة ولايته الأولى، عندما دعمت إدارته طاقة الرياح البحرية. يمكن لترمب أن يفي بوعده من خلال إصدار أوامره لوزارة الداخلية بوقف أو الحد من مزادات التأجير الجديدة لطاقة الرياح البحرية في المياه الفيدرالية. وقالت صناعة الرياح البحرية، التي تواجه بالفعل تحديات كبيرة حول ارتفاع التكاليف وقضايا سلسلة التوريد، إنها تتوقع استمرار المشاريع الحالية المعتمدة في الولايات المتحدة في هذه الأثناء.

التعريفات

قد يكون لوعد ترمب بفرض رسوم جمركية شاملة على الواردات الأميركية من كل مكان تقريباً -بما في ذلك النفط الخام الكندي والوقود المكرر والوقود المكرر الكندي وأجزاء بطاريات السيارات الشمسية والكهربائية- عواقب على التجارة العالمية.


مقالات ذات صلة

مستشارا بايدن وترمب للأمن القومي يجتمعان لتسليم «الشعلة»

الولايات المتحدة​ جيك سوليفان ومايك والتز (أ.ف.ب)

مستشارا بايدن وترمب للأمن القومي يجتمعان لتسليم «الشعلة»

وضع مستشارا الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب دونالد ترمب خلافاتهما جانباً، على الأغلب، في حدث رمزي «لتسليم الشعلة» ركَّز على قضايا الأمن القومي.

«الشرق الأوسط»
الولايات المتحدة​ ترمب يدلي بتصريح عام 2017 لمقدم البرامج في «فوكس نيوز» بيت هيغسيث الذي رشحه لمنصب وزير الدفاع (رويترز)

مرشح ترمب لوزارة الدفاع يواجه استجوابا شرسا من الديمقراطيين

هيغسيث، المذيع السابق في فوكس نيوز والعسكري المخضرم الحائز على الأوسمة، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل التي ترشحت لمنصب وزير الدفاع.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية الرئيس الإيراني بزشكيان يتحدث خلال جلسة عامة في إطار تنسيق «بريكس بلس» في أثناء قمة المجموعة بقازان بروسيا 24 أكتوبر 2024 (رويترز)

بزشكيان: إيران لم تخطط قط لاغتيال ترمب

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الثلاثاء إن إيران «لم تخطط قط» لاغتيال الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب خلال حملة انتخابات الرئاسة الأميركية.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الولايات المتحدة​ الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (رويترز)

من الهجرة إلى الحروب... ما أبرز تعهدات ولاية ترمب الثانية؟

تعهدّ دونالد ترمب، باتخاذ قرارات جذرية عند عودته إلى البيت الأبيض في مجالات شتّى، من الهجرة إلى المناخ والتجارة الدولية مروراً بأوكرانيا وغزة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
شؤون إقليمية المرشد الإيراني علي خامنئي والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب (أ.ف.ب)

دعوات لترمب لاستثمار «فرصة فريدة» لردع إيران

أوصى تقريران جديدان الرئيس دونالد ترمب باتخاذ خطوات جذرية لإعادة فرض أقصى العقوبات على نظام الحكم في إيران واستغلال حالة الضعف التي يعاني منها.

إيلي يوسف (واشنطن)

11.6 تريليون دولار... مستوى قياسي لأصول «بلاك روك» بالربع الأخير من 2024

الرئيس التنفيذي لـ«بلاك روك» لاري فينك يتحدث خلال مقابلة أجريت في بورصة نيويورك (رويترز)
الرئيس التنفيذي لـ«بلاك روك» لاري فينك يتحدث خلال مقابلة أجريت في بورصة نيويورك (رويترز)
TT

11.6 تريليون دولار... مستوى قياسي لأصول «بلاك روك» بالربع الأخير من 2024

الرئيس التنفيذي لـ«بلاك روك» لاري فينك يتحدث خلال مقابلة أجريت في بورصة نيويورك (رويترز)
الرئيس التنفيذي لـ«بلاك روك» لاري فينك يتحدث خلال مقابلة أجريت في بورصة نيويورك (رويترز)

سجلت أصول شركة «بلاك روك» مستوى قياسياً مرتفعاً بلغ 11.6 تريليون دولار في الربع الأخير من العام الماضي. إذ حققت أكبر شركة لإدارة الأموال في العالم قفزة في الأرباح بنسبة 21 في المائة، مع ارتفاع دخل الرسوم مدعوماً بقوة أسواق الأسهم.

وارتفعت الأصول التي تديرها الشركة التي تتخذ من نيويورك مقراً لها، إلى 11.55 تريليون دولار من 10.01 تريليون دولار في العام السابق و11.48 تريليون دولار في الربع الثالث.

وارتفع صافي الدخل إلى 1.67 مليار دولار، أو 10.63 دولار للسهم الواحد، في الأشهر الثلاثة المنتهية في 31 ديسمبر (كانون الأول) من 1.38 مليار دولار، أو 9.15 دولار للسهم الواحد، في العام السابق.

انتعشت أصول العملاء بفضل ارتفاع سوق الأسهم الأميركية بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية في نوفمبر (تشرين الثاني)، حيث راهن المستثمرون على انخفاض الضرائب على الشركات وإلغاء القيود التنظيمية.

وتكمل النتائج الفصلية لشركة «بلاك روك» عاماً مميزاً بالنسبة لمدير الأصول، الذي سعى إلى تعزيز مكانته في الأسواق الخاصة سريعة النمو، حيث أنفق نحو 25 مليار دولار العام الماضي على «صندوق الاستثمار في البنية التحتية» وشركة «HPS Investment Partners» الخاصة بالائتمان.

وقال الرئيس التنفيذي لـ«بلاك روك»، لاري فينك، في بيان يوم الأربعاء: «بالنسبة للكثير من الشركات، تسهم فترات الاندماج والاستحواذ في توقف مشاركة العملاء. في بلاك روك، يتبنى العملاء بدلاً من ذلك استراتيجيتنا ويكافئوننا».

سجلت «بلاك روك» 201 مليار دولار من صافي التدفقات الداخلة طويلة الأجل في الربع الرابع. وبلغ إجمالي صافي التدفقات الداخلة 281.4 مليار دولار، مرتفعاً من 95.6 مليار دولار قبل عام.

وقد استحوذت الصناديق المتداولة في البورصة (ETFs) على غالبية التدفقات الداخلة طويلة الأجل بقيمة 142.6 مليار دولار. وضخ العملاء 23.8 مليار دولار في منتجات «بلاك روك» ذات الدخل الثابت.

وتعتمد الأصول المُدارة بشكل أساسي على عاملين: أداء الاستثمارات، والأموال المتدفقة من وإلى الصناديق.

وارتفع مؤشر «ستاندرد أند بورز 500» القياسي بنسبة 2.1 في المائة في الربع الأخير من العام، وأنهى العام الماضي مرتفعاً بنسبة 23.3 في المائة، مسجلاً بذلك ثاني عام على التوالي من المكاسب التي تجاوزت 20 في المائة.

ومن ناحية أخرى، انخفض مؤشر «أم أس سي آي» للأسهم في جميع أنحاء العالم بنسبة 1.2 في المائة في الربع الرابع، ولكنه أنهى الربع الأخير على ارتفاع بنسبة 15.7 في المائة عام 2024، مسجلاً بذلك ثاني مكاسب سنوية على التوالي.