الصين تضخ دولارات في هونغ كونغ لدعم اليوان

مع تقلب العملة المحلية بالقرب من أدنى مستوياتها في 16 شهراً

أوراق نقدية من الدولار الأميركي واليوان الصيني (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي واليوان الصيني (رويترز)
TT

الصين تضخ دولارات في هونغ كونغ لدعم اليوان

أوراق نقدية من الدولار الأميركي واليوان الصيني (رويترز)
أوراق نقدية من الدولار الأميركي واليوان الصيني (رويترز)

أعلنت الصين، يوم الاثنين، تدابير إضافية لدعم عملتها الضعيفة، حيث كشفت عن خطط لإيداع مزيد من الدولارات في هونغ كونغ؛ لتعزيز استقرار اليوان وتحسين تدفقات رأس المال، من خلال تمكين الشركات من الاقتراض من الخارج.

وجاءت هذه التحركات في وقتٍ ازدادت فيه هيمنة الدولار، إلى جانب تراجع عوائد السندات الصينية، في ظل تهديدات بزيادة الحواجز التجارية، مع بدء دونالد ترمب رئاسته للولايات المتحدة، الأسبوع المقبل، مما جعل اليوان يتذبذب بالقرب من أدنى مستوياته في 16 شهراً، وهو ما دفع البنك المركزي للتحرك، وفق «رويترز».

وقام بنك الشعب الصيني بمحاولات متعددة، منذ أواخر العام الماضي، لوقف تدهور اليوان، بما في ذلك التحذيرات ضد المضاربات، والجهود لدعم العوائد. وفي وقت لاحق، حذَّر المسؤولون مرة أخرى من الممارسات المضاربية، كما قام البنك برفع الحدود المسموح بها للاقتراض الخارجي من قِبل الشركات؛ بهدف تعزيز تدفق مزيد من النقد الأجنبي إلى البلاد.

في سياق متصل، أعلن محافظ بنك الشعب الصيني، بان جونغ شنغ، خلال منتدى مالي في هونغ كونغ، أن البنك المركزي سيقوم بزيادة كبيرة في احتياطات النقد الأجنبي بهونغ كونغ، رغم عدم تقديم تفاصيل دقيقة حول هذه الخطط.

وبلغت احتياطات الصين من النقد الأجنبي نحو 3.2 تريليون دولار بنهاية ديسمبر (كانون الأول) الماضي، لكن تفاصيل تخص كيفية استثمار هذه الاحتياطات تبقى غير معروفة. من جانبه، قال لين سونغ، كبير خبراء الاقتصاد في «آي إن جي»، إن تصريحات بنك الشعب الصيني تشير إلى أن استقرار العملة لا يزال يمثل أولوية كبيرة للبنك المركزي، على الرغم من أن الأسواق تناقش احتمال خفض قيمة العملة عمداً لمواجهة تأثير التعريفات الجمركية.

وأضاف سونغ: «زيادة احتياطات الصين من النقد الأجنبي ستوفر مزيداً من القدرة الدفاعية لحماية العملة، في حال تطلبت الظروف السوقية ذلك».

ووفق البيانات، جرى تداول اليوان الصيني عند 7.3318 مقابل الدولار، صباح يوم الاثنين (بتوقيت غرينتش)، بالقرب من أدنى مستوى له في 16 شهراً عند 7.3328 الذي سجله يوم الجمعة. وقد خسر اليوان أكثر من 3 في المائة من قيمته مقابل الدولار، منذ انتخابات الولايات المتحدة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط مخاوف من أن تهديدات ترمب بفرض تعريفات تجارية جديدة قد تُضاعف الضغوط على الاقتصاد الصيني المتعثر.

من جانبه، حدد البنك المركزي، في الأيام الأخيرة، إرشادات رسمية أقوى من توقعات السوق، في إشارة إلى قلقه بشأن انخفاض اليوان. وقد أكدت التحركات الأخيرة للبنك المركزي التحديات التي يواجهها في محاولاته لتعزيز النمو الاقتصادي، عبر سياسات نقدية ميسَّرة، في الوقت الذي يسعى فيه لتقليص ارتفاع أسعار السندات، والحفاظ على استقرار العملة، وسط حالة من عدم اليقين السياسي والاقتصادي.

وأعلنت الصين، في الآونة الأخيرة، تدابير أخرى؛ منها تعليق عمليات شراء سندات الخزانة الأميركية، مع خطط لإصدار كميات ضخمة من الأوراق المالية في هونغ كونغ. وقال غاري نيغ، كبير الاقتصاديين في «ناتيكسيس»: «رغم أن السوق المحلية في الصين تمتلك قاعدة ودائع يوان كبيرة، تلعب هونغ كونغ دوراً حيوياً بفضل تداولاتها النشطة في مقايضات النقد الأجنبي والمعاملات الفورية، مما يجعلها مركزاً مهماً لدعم اليوان، من خلال الأنشطة التجارية والاستثمارية».


مقالات ذات صلة

الصين تخفّض أجور موظفي الهيئات التنظيمية المالية الكبرى بنحو 50 %

الاقتصاد علم الصين يرفرف خارج مبنى لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية (رويترز)

الصين تخفّض أجور موظفي الهيئات التنظيمية المالية الكبرى بنحو 50 %

قالت مصادر مطلعة إن الصين تعتزم خفض أجور العاملين في الهيئات التنظيمية المالية الثلاث الكبرى، بما في ذلك البنك المركزي، بنحو النصف، كجزء من الإصلاحات التنظيمية.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد أشخاص يسيرون حاملين أمتعتهم في محطة للقطارات ببكين (إ.ب.أ)

رسوم ترمب قد تخفّض نمو الصين إلى 4.5 % في 2025

أظهر استطلاع أجرته وكالة «رويترز» أن النمو الاقتصادي في الصين من المرجح أن يتباطأ إلى 4.5 في المائة في عام 2025، وأن يتراجع أكثر إلى 4.2 في المائة في عام 2026.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد شرائح أشباه الموصلات على لوحة دائرة كهربائية لجهاز كمبيوتر (رويترز)

أميركا تفرض قيوداً جديدة على صادرات الرقائق والذكاء الاصطناعي

أعلنت الحكومة الأميركية يوم الاثنين أنها ستفرض قيوداً إضافية على صادرات الرقائق وتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، بهدف تقسيم العالم للحفاظ على قوة الحوسبة المتقدمة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك )
الاقتصاد سيارة نيسان «إي تي 5» الكهربائية داخل صالة عرض في شنغهاي بالصين (رويترز)

مبيعات المركبات الكهربائية في الصين ترتفع بأكثر من 40 % خلال 2024

أظهرت بيانات الصناعة، يوم الاثنين، أن مبيعات جميع أنواع المركبات الكهربائية في الصين سجلت زيادة تجاوزت 40 في المائة العام الماضي.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد صفوف من الشاحنات في محطة الحاويات بميناء نينغبو تشوشان بمقاطعة تشجيانغ (رويترز)

قفزة في صادرات الصين تفوق التوقعات قبيل تولي ترمب الرئاسة

ارتفعت صادرات الصين في ديسمبر بوتيرة أسرع من المتوقع حيث تسارعت جهود المصانع لتلبية الطلبات بسبب تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية

«الشرق الأوسط» (بكين)

وزير المعادن اليمني: نسعى لاستثمار مخزون الليثيوم لدعم الطاقة المتجددة

TT

وزير المعادن اليمني: نسعى لاستثمار مخزون الليثيوم لدعم الطاقة المتجددة

وزير النفط والمعادن اليمني الدكتور سعيد الشماسي في «مؤتمر التعدين الدولي» (الشرق الأوسط)
وزير النفط والمعادن اليمني الدكتور سعيد الشماسي في «مؤتمر التعدين الدولي» (الشرق الأوسط)

كشف وزير النفط والمعادن اليمني، الدكتور سعيد الشماسي، عن امتلاك اليمن لمخزون من معدن الليثيوم المستخدم في صناعة البطاريات والسيارات الكهربائية، وفق ما أظهرته الدراسات الأولية. وأشار إلى الحاجة الماسة للاستثمارات وتطوير البنية التحتية اللازمة.

وقال الشماسي في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، على هامش الاجتماع الوزاري الدولي الرابع، المنعقد في إطار «مؤتمر التعدين الدولي» بالرياض، الثلاثاء، إن الدراسات الأولية كشفت عن مخزون من الليثيوم وهي من المواد المهمة التي تستخدم في إنتاج البطاريات وألواح الطاقة الشمسية، «كذلك لدينا مخزون من النحاس، ولكن يحتاج إلى استثمارات وبنية تحتية كبيرة».

وذكر الشماسي أنه أجرى لقاءً مع وزير الصناعة والثروة المعدنية السعودي بندر الخريّف لبحث فرص التعاون مع المستثمرين في المملكة. كما أُعلن عن اجتماع مرتقب مع رئيس الغرفة التجارية والصناعية السعودية لطرح مشاريع مشتركة. وأضاف: «تم مؤخراً إنشاء مجلس رجال الأعمال السعودي اليمني لدعم تأسيس شركات مشتركة تستثمر في مجالات متنوعة».

وقال إن المؤتمر الحالي يحمل أهمية كبيرة تمثل امتداداً لما ناقشه المؤتمر في نسخته السابقة، حيث تم تقديم 3 مبادرات جديدة تركز على الاستثمار في المعادن الحرجة التي تساهم في صناعات الطاقة.

وأشار الشماسي إلى أن استخدام هذه المعادن سيكون له دور كبير في صناعة الطاقة العالمية خلال الـ50 سنة المقبلة للابتعاد عن النفط، مما يتطلب استثمارات وقوانين داعمة من قبل الدول المالكة لهذه الثروات.

وأكد الحاجة لتقنيات متطورة في صناعة التعدين الحديثة، لافتاً إلى أن السعودية افتتحت مراكز دراسات جديدة في هذا المجال.

وذكر أن هذه الصناعة تخفف من التلوث البيئي عبر استخدام الطاقات البديلة والمعادن الحرجة، في ظل توجه عالمي للاستغناء عن المواد الخام التقليدية خلال العقود المقبلة في صناعات مثل البطاريات والسيارات الكهربائية.