الأسواق الآسيوية ترتفع مع استمرار ضعف «وول ستريت»

لوحة تعرض مؤشر سوق طوكيو للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
لوحة تعرض مؤشر سوق طوكيو للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
TT

الأسواق الآسيوية ترتفع مع استمرار ضعف «وول ستريت»

لوحة تعرض مؤشر سوق طوكيو للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)
لوحة تعرض مؤشر سوق طوكيو للأوراق المالية (وكالة حماية البيئة)

ارتفعت الأسواق الآسيوية، الجمعة، بعد أن تراجعت مؤشرات الأسهم الأميركية، حيث استمر ضعف «وول ستريت» في نهاية العام الماضي حتى بداية عام 2025.

وأغلقت سوق اليابان بمناسبة عطلة رأس السنة الجديدة، في حين ظل الدولار ثابتاً، الجمعة، متداولاً عند 157.26 ين ياباني، منخفضاً من 157.51 ين. وكان الدولار قد تداول حول 150 يناً في بداية ديسمبر (كانون الأول)، وفق «رويترز».

وشهدت أسواق هونغ كونغ انتعاشاً بعد انخفاضها، الخميس، وسط مخاوف من أن الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب قد يرفع الرسوم الجمركية على الصين ودول آسيوية أخرى بمجرد توليه منصبه هذا الشهر. وأضاف مؤشر «هانغ سنغ» 0.4 في المائة ليصل إلى 19.692.80، بينما تراجع مؤشر شنغهاي المركب بنسبة 1.6 في المائة إلى 3.211.43.

من جهة أخرى، أدرجت الصين 28 كياناً أميركياً، بما في ذلك «جنرال ديناميكس»، ضمن قائمة الرقابة على الصادرات «لحماية الأمن القومي والمصالح»، وفقاً لبيان وزارة التجارة الصينية. كما أعلنت الوزارة عن فرض قيود تصدير على تقنيات محددة تُستخدم في تصنيع مكونات البطاريات ومعالجة المعادن الحيوية مثل الليثيوم والغاليوم.

وحقق مؤشر «كوسبي» الكوري الجنوبي ارتفاعاً بنسبة 1.8 في المائة ليصل إلى 2.441.92، مع زيادة أسهم شركة «إس كي هاينكس» بنسبة 6.4 في المائة، وأسهم «سامسونغ إلكترونيكس» بنسبة 1.7 في المائة. وفي الوقت نفسه، دخلت الأزمة السياسية في كوريا الجنوبية مرحلة جديدة مع وصول المحققين إلى المقر الرئاسي بأمر اعتقال للرئيس المعزول يون سوك يول.

وفي أسواق الأسهم الأسترالية، ارتفع مؤشر «ستاندرد آند بورز/أسكس 200» بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 8.250.50.

أما في «وول ستريت»، فقد تراجع مؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.2 في المائة ليغلق عند 5.868.55، مسجلاً أطول سلسلة خسائر له منذ أبريل (نيسان). وتراوح المؤشر خلال الجمعة بين مكاسب مبكرة بنسبة 0.9 في المائة ثم خسائر بنسبة 0.9 في المائة. كما انخفض مؤشر «داو جونز» الصناعي بنسبة 0.4 في المائة ليصل إلى 43.392.27، بعد أن اختفى المكسب المبكر البالغ 360 نقطة، بينما خسر مؤشر «ناسداك» المركب 0.2 في المائة ليصل إلى 19.280.79.

وساهمت «تسلا» في الضغط على الأسواق بعد الكشف عن أنها سلمت عدداً أقل من المركبات في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024 مقارنة بتوقعات المحللين؛ مما أدى إلى انخفاض سهم الشركة بنسبة 6.1 في المائة. وعلى الرغم من كون «تسلا» من أكبر الفائزين في 2024، خصوصاً بعد فوز ترمب في الانتخابات، الذي أثار التكهنات حول تعزيز العلاقة بين الرئيس المنتخب وإيلون ماسك، حذَّر المنتقدون من الارتفاع السريع للأسعار في السوق المالية واحتمالية تراجعها.

على النقيض، سجلت شركة «كونستليشن إنرجي» قفزة بنسبة 8.4 في المائة بعد إعلانها عن فوزها بعقود مجمعة مع إدارة الخدمات العامة الأميركية لتوريد الطاقة وإجراء تدابير توفير الطاقة.

وساهمت بعض أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل «إنفيديا»، في تقليص الخسائر السوقية. وارتفع سهم «إنفيديا» بنسبة 3 في المائة بعد زيادة كبيرة في قيمته خلال عام 2023 وصلت إلى نحو 240 في المائة.

بينما يتوقع بعض المستثمرين استمرار التوجه القوي نحو الذكاء الاصطناعي، يحذّر منتقدون من أن الارتفاع الكبير في أسعار الأسهم قد يجعلها عرضة للتراجع. ومع بداية العام الجديد، أشار المحلل دان إيفز من «ويدبوش» إلى أن القطاع التكنولوجي ما زال يقوده الذكاء الاصطناعي في سوق صاعدة.

في الوقت نفسه، خفض المستثمرون توقعاتهم بشأن عدد تخفيضات أسعار الفائدة التي قد يقدمها بنك الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025، حيث ظل التضخم أعلى من هدفه البالغ 2 في المائة؛ مما أثار مخاوف بشأن المزيد من الضغوط على الأسعار التي سيدفعها المستهلكون في الولايات المتحدة.


مقالات ذات صلة

المستثمرون الأميركيون ينسحبون من صناديق الأسهم

الاقتصاد متداولون في بورصة نيويورك (رويترز)

المستثمرون الأميركيون ينسحبون من صناديق الأسهم

انسحب المستثمرون الأميركيون من صناديق الأسهم وانتقلوا إلى صناديق أسواق المال الآمنة خلال الأسبوع المنتهي في 8 يناير (كانون الثاني).

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد شخص يمشي أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي» في طوكيو (أ.ب)

أسواق آسيا تشهد تراجعاً مع ضعف الثقة في سياسة «الفيدرالي»

انخفضت الأسهم في الأسواق الآسيوية يوم الجمعة بعد إغلاق الأسواق الأميركية بمناسبة يوم الحداد الوطني على الرئيس الأسبق جيمي كارتر.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد يمر المشاة أمام لوحة مؤشر سوق الأوراق المالية في طوكيو (وكالة حماية البيئة)

الأسهم الآسيوية تتراجع وسط قلق من تصاعد التوترات التجارية

انخفضت الأسهم الآسيوية بشكل عام، يوم الخميس، وسط تجدُّد الحذر بشأن احتمالية تفاقم الاحتكاك التجاري مع تولي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه.

«الشرق الأوسط» (بانكوك)
الاقتصاد شعار «نايس وَن» داخل مقرها بالرياض (موقع الشركة الإلكتروني)

ارتفاع سهم «نايس ون» السعودية 30 % في أولى جلساته

ارتفع سهم شركة «نايس ون بيوتي للتسويق الإلكتروني» ‬السعودية بنسبة 30 في المائة، خلال أولى جلسات تداوله بالسوق الرئيسية، ليصل إلى 45.50 ريال (12.12 دولار).

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شخص يمشي أمام لوحة إلكترونية تعرض مؤشر «نيكي 225» الياباني في شركة أوراق مالية بطوكيو (أ.ب)

الأسهم الآسيوية تتراجع بفعل توقعات الفائدة الأميركية

تراجعت الأسهم الآسيوية يوم الأربعاء؛ حيث أبقى الدولار القوي الين واليوان واليورو بالقرب من أدنى مستوياتهما في عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
TT

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)
جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

قالت الأمم المتحدة، في وقت متأخر، يوم الخميس، إن الاقتصاد العالمي قاوم الضربات التي تعرَّض لها بسبب الصراعات والتضخم، العام الماضي، وإنه من المتوقع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025.

وفي تقرير «الوضع الاقتصادي العالمي وآفاقه (2025)»، كتب خبراء اقتصاد الأمم المتحدة أن توقعاتهم الإيجابية كانت مدفوعة بتوقعات النمو القوية، وإن كانت بطيئة للصين والولايات المتحدة، والأداء القوي المتوقع للهند وإندونيسيا. ومن المتوقَّع أن يشهد الاتحاد الأوروبي واليابان والمملكة المتحدة انتعاشاً متواضعاً، كما يقول التقرير.

وقال شانتانو موخيرجي، رئيس فرع مراقبة الاقتصاد العالمي في قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة: «نحن في فترة من النمو المستقر والضعيف. قد يبدو هذا أشبه بما كنا نقوله، العام الماضي، ولكن إذا دققنا النظر في الأمور، فستجد أن الأمور تسير على ما يرام».

ويقول التقرير إن الاقتصاد الأميركي تفوق على التوقعات، العام الماضي، بفضل إنفاق المستهلكين والقطاع العام، لكن من المتوقَّع أن يتباطأ النمو من 2.8 في المائة إلى 1.9 في المائة هذا العام.

ويشير التقرير إلى أن الصين تتوقع تباطؤ نموها القوي قليلاً من 4.9 في المائة في عام 2024 إلى 4.8 في المائة في عام 2025، وذلك بسبب انخفاض الاستهلاك وضعف قطاع العقارات الذي فشل في تعويض الاستثمار العام وقوة الصادرات. وهذا يجبر الحكومة على سن سياسات لدعم أسواق العقارات ومكافحة ديون الحكومات المحلية وتعزيز الطلب. ويشير التقرير إلى أن «تقلص عدد سكان الصين وارتفاع التوترات التجارية والتكنولوجية، إذا لم تتم معالجته، قد يقوض آفاق النمو في الأمد المتوسط».

وتوقعت الأمم المتحدة، في يناير (كانون الثاني) الماضي، أن يبلغ النمو الاقتصادي العالمي 2.4 في المائة في عام 2024. وقالت، يوم الخميس، إن المعدل كان من المقدَّر أن يصبح أعلى، عند 2.8 في المائة، ويظل كلا الرقمين أقل من معدل 3 في المائة الذي شهده العالم قبل بدء جائحة «كوفيد - 19»، في عام 2020.

ومن المرتقب أن ينتعش النمو الأوروبي هذا العام تدريجياً، بعد أداء أضعف من المتوقع في عام 2024. ومن المتوقَّع أن تنتعش اليابان من فترات الركود والركود شبه الكامل. ومن المتوقَّع أن تقود الهند توقعات قوية لجنوب آسيا، مع توقع نمو إقليمي بنسبة 5.7 في المائة في عام 2025، و6 في المائة في عام 2026. ويشير التقرير إلى أن توقعات النمو في الهند بنسبة 6.6 في المائة لعام 2025، مدعومة بنمو قوي في الاستهلاك الخاص والاستثمار.

ويقول التقرير: «كان الحدّ من الفقر العالمي على مدى السنوات الثلاثين الماضية مدفوعاً بالأداء الاقتصادي القوي. وكان هذا صحيحاً بشكل خاص في آسيا؛ حيث سمح النمو الاقتصادي السريع والتحول الهيكلي لدول، مثل الصين والهند وإندونيسيا، بتحقيق تخفيف للفقر غير مسبوق من حيث الحجم والنطاق».

وقال لي جون هوا، مدير قسم التحليل الاقتصادي والسياسات في إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية: «لقد تجنَّب الاقتصاد العالمي إلى حد كبير الانكماش واسع النطاق، على الرغم من الصدمات غير المسبوقة في السنوات القليلة الماضية، وأطول فترة من التشديد النقدي في التاريخ». ومع ذلك، حذر من أن «التعافي لا يزال مدفوعاً في المقام الأول بعدد قليل من الاقتصادات الكبيرة».