تركيا أقرت 6 % ضريبة جديدة على استهلاك الوقود لـ«كبح التضخم»

إردوغان يدعو لمزيد من الصبر ويَعِدُ بتحسن الاقتصاد في 2025

أتراك يشترون هدايا العام الجديد في إسطنبول (رويترز)
أتراك يشترون هدايا العام الجديد في إسطنبول (رويترز)
TT

تركيا أقرت 6 % ضريبة جديدة على استهلاك الوقود لـ«كبح التضخم»

أتراك يشترون هدايا العام الجديد في إسطنبول (رويترز)
أتراك يشترون هدايا العام الجديد في إسطنبول (رويترز)

تعهد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان بخفض التضخم مطالباً المواطنين بالصبر، في الوقت الذي أعلنت فيه حكومته فرض ضريبة إضافية بنسبة 6 في المائة على الوقود، للمساعدة في جهود «كبح التضخم».

وقال إردوغان إن تركيا بدأت جني ثمار البرنامج الاقتصادي متوسط الأمد الذي وضعته حكومته عقب الانتخابات البرلمانية والرئاسية، التي أجريت في مايو (أيار) 2023، والذي «نقوم بتنفيذه بكل تصميم».

وأضاف في رسالة متلفزة إلى الشعب التركي، الثلاثاء، بمناسبة استقبال العام الجديد، أنه «رغم الانتخابات والأزمات الجديدة التي اندلعت في المنطقة، حققت تركيا نجاحات مهمة للغاية في مجالات التوظيف والصادرات والإنتاج والسياحة وصناعة الدفاع، وغيرها من المجالات، نتيجة تطبيق البرنامج الاقتصادي بإصرار».

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان (الرئاسة التركية)

ولفت إلى أن استمرار تراجع التضخم، وبخاصة في الأشهر الأخيرة من عام 2024، يؤكد أن الحكومة ستحقق أهدافها لعام 2025، معرباً عن أمله في الوصول إلى وضع أفضل، من خلال التركيز على السياسات التي من شأنها تعويض المواطنين عن فقدان رفاهيتهم، وزيادة قدرتهم الشرائية.

وشدد إردوغان على أن حكومته ستواصل في العام الجديد معركتها، بكل عزيمة، ضد «الانتهازيين» الذين يطمعون في خبز الوطن، ويرفعون الأسعار بطريقة باهظة، وبخاصة إيجارات السكن والغذاء.

ودعا إردوغان الشعب التركي إلى عدم إعطاء مصداقية للخطابات الشعبوية بشكل خاص، التي جعلت تركيا تدفع ثمناً باهظاً في الماضي، وطالب المواطنين بمزيد من الصبر والثبات والتفهم، واعداً بالتغلب على المشاكل الدورية في الاقتصاد.

في الوقت ذاته، أعلنت الحكومة التركية تطبيق زيادة ضريبية جديدة بنسبة 6 في المائة على استهلاك الوقود.

جاء ذلك بعدما قال وزير الخزانة والمالية، محمد شيمشيك، قبل أيام، إن الزيادات الضريبية على الوقود والتبغ لن تؤثر على هدف الحكومة بالنسبة للتضخم.

ونشرت الجريدة الرسمية، الثلاثاء، مرسوماً رئاسياً، جاء فيه أنه تم رفع ضريبة الاستهلاك الخاصة لكل لتر من الوقود، بنحو 6 في المائة.

وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشيك (حسابه في إكس)

ويجري تعديل ضريبة الاستهلاك الخاصة على الوقود كل 6 أشهر، على أساس مؤشر أسعار المنتجين، وعادة ما يكون للضرائب على الوقود تأثير كبير على التضخم؛ لكن شيمشيك قال، الأحد، إن الزيادات الضريبية على الوقود والتبغ في 2025 ستتم بطريقة لا تؤثر على توقعات التضخم في البلاد خلال العام.

وسجل التضخم السنوي في أسعار المستهلكين في تركيا 47.1 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وهو أعلى من المتوقع؛ لكنه كان عند أدنى مستوى منذ منتصف مايو 2023.

على صعيد آخر، اتسع عجز التجارة الخارجية لتركيا بنسبة 24.9 في المائة، في نوفمبر، على أساس سنوي، إلى 7.459 مليار دولار.

رافعة تنقل حاويات في ميناء تركي (إعلام تركي)

وجاء في بيانات لمعهد الإحصاء التركي، الثلاثاء، أن الصادرات تراجعت بنسبة 3.1 في المائة على أساس سنوي إلى 22.289 مليار دولار، وزادت الواردات بنسبة 2.7 في المائة إلى 29.748 مليار دولار في نوفمبر.

وأوضحت البيانات أن عجز التجارة الخارجية تقلص 26.8 في المائة إلى 73.336 مليار دولار في الفترة من يناير (كانون الثاني) إلى نوفمبر.

في الوقت ذاته، أعلنت وزارة الخزانة والمالية التركية، الثلاثاء، أن إجمالي رصيد الدين الخارجي لتركيا بلغ 525.8 مليار دولار حتى 30 سبتمبر (أيلول) الماضي، كما بلغ صافي رصيد ديونها الخارجية 265.4 مليار دولار.

وتم احتساب رصيد الديون الخارجية المضمونة من قبل الخزانة بمبلغ 17.2 مليار دولار.


مقالات ذات صلة

ارتفاع حاد لسندات لبنان الدولارية مع تفاؤل المستثمرين بالإصلاحات

الاقتصاد الرئيس اللبناني المنتخب حديثاً جوزيف عون يلقي خطاباً في مبنى البرلمان ببيروت (أ.ف.ب)

ارتفاع حاد لسندات لبنان الدولارية مع تفاؤل المستثمرين بالإصلاحات

ما إن انتخب مجلس النواب اللبناني العماد جوزيف عون رئيساً جديداً للبلاد بعد أكثر من عامين على الشغور الرئاسي حتى عززت سندات لبنان الدولارية مكاسبها.

«الشرق الأوسط» (بيروت)
الاقتصاد مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خفض تدريجي للفائدة يلوح في الأفق

قالت نائبة محافظ بنك إنجلترا، سارة بريدن، يوم الخميس، إن الأدلة الأخيرة تدعم بقوة فرضية خفض أسعار الفائدة تدريجياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد جانب من إطلاق استراتيجية قطر للصناعة والتجارة (الشرق الأوسط)

قطر تطلق استراتيجيتها للصناعة والتجارة 2024 - 2030 لتحقيق نمو مستدام

أطلقت وزارة التجارة والصناعة القطرية، الخميس، استراتيجيتها للفترة 2024 - 2030، التي تتضمن 188 مشروعاً، منها 104 مشروعات مخصصة للصناعات التحويلية.

«الشرق الأوسط» (الدوحة)
الاقتصاد معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

وافق الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد سيدة تتسوق في أحد المتاجر بمدينة ليانيونغانغ شرق الصين (أ.ف.ب)

بكين تتهم أوروبا بفرض «حواجز تجارية غير عادلة»

قالت الصين الخميس إن تحقيقاتها وجدت أن الاتحاد الأوروبي فرض «حواجز تجارية واستثمارية» غير عادلة عليها مما أضاف إلى التوترات التجارية طويلة الأمد

«الشرق الأوسط» (بكين)

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
TT

مصر تقر زيادة حصتها في صندوق النقد 50 %

معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)
معبد الأقصر جنوب مصر مضاء ليلاً (أ.ف.ب)

نشرت الجريدة الرسمية في مصر قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بشأن الموافقة على زيادة حصة البلاد في صندوق النقد الدولي بنسبة 50 في المائة. كما نص القرار على أن الزيادة في الحصة لن تصبح سارية إلا بعد استيفاء شروط التصديق، رابطاً ذلك بموافقة جميع الدول الأعضاء في الصندوق على زيادة حصصهم.

وحسب مراقبين، تهدف زيادة الحصة إلى تعزيز الموارد المتاحة لصندوق النقد لدعم السياسات الاقتصادية والمالية للدول الأعضاء. كما أنها تزيد من القوة التصويتية لمصر في الصندوق.

ويرتبط القرار بالمراجعة العامة الـ16 للحصص، التي تشمل زيادات في حصص الدول الأعضاء، والتي تعتمد على الموافقة الكتابية للدول المشاركة والالتزام بالشروط المالية المحددة. علماً أن نحو 97 في المائة من الدول الأعضاء توافق على الزيادة.

كان مجلس النواب قد وافق في جلسة عامة في 7 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، على زيادة حصة مصر في الصندوق بنسبة 50 في المائة. ومن المقرر أن تقوم مصر بإتمام الإجراءات المالية اللازمة لدفع الزيادة في حصتها، والتي ستتم في إطار الزمان المحدد في القرار، حسبما أوضح مسؤولون مصريون.

وأعلن صندوق النقد الشهر الماضي التوصل إلى اتفاق على مستوى الخبراء مع مصر بشأن المراجعة الرابعة لاتفاق تسهيل الصندوق الممدد الذي يستمر 46 شهراً، وهو ما قد يتيح صرف شريحة جديدة تبلغ 1.2 مليار دولار. وقال وزير المالية المصري أحمد كوجك، قبل أيام إن مصر ستحصل على الشريحة هذا الشهر، نافياً طلب مصر توسيع القرض البالغة قيمته 8 مليارات دولار مرة أخرى.

وفي تصريحات إعلامية، أعرب كوجك عن قلقه من حجم الدين الخارجي الذي يتخطى 152 مليار دولار، وأكد تعهد الحكومة بخفضه بما يعادل نحو ملياري دولار سنوياً مع السداد بأكثر من قيمة الاقتراض.

في سياق منفصل، أفادت بيانات من الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر بأن التضخم السنوي لأسعار المستهلكين في المدن المصرية تراجع إلى 24.1 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، من 25.5 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني). وهذا هو أدنى مستوى في عامين، ويتماشى ذلك مع ما خلص إليه استطلاع رأي أجرته «رويترز»، وذلك في ظل استمرار تراجع أسعار المواد الغذائية.

وعلى أساس شهري، ارتفعت الأسعار في المدن المصرية 0.2 في المائة، مقارنةً مع 0.5 في المائة في نوفمبر. وانخفضت أسعار المواد الغذائية بنسبة 1.5 في المائة في ديسمبر بعد انخفاضها بنسبة 2.8 في المائة في نوفمبر، مما جعلها أعلى بنسبة 20.3 في المائة مما كانت عليه قبل عام.

وارتفع التضخم في أغسطس (آب) وسبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول)، لكنه انخفض في نوفمبر وظل أقل بكثير من أعلى مستوى له على الإطلاق عند 38 في المائة الذي سجله في سبتمبر 2023.

وساعد النمو السريع في المعروض النقدي لمصر على زيادة التضخم. وأظهرت بيانات البنك المركزي أن المعروض النقدي (ن2) نما 29.06 في المائة في العام المنتهي في آخر نوفمبر، وهو ما يقل قليلاً عن أعلى مستوى على الإطلاق البالغ 29.59 في المائة المسجل في العام المنتهي بنهاية سبتمبر.

وبدأ التضخم في الارتفاع بشكل كبير عام 2022 عقب الغزو الروسي لأوكرانيا، وهو ما دفع المستثمرين الأجانب إلى سحب مليارات الدولارات من أسواق الخزانة المصرية. وسجل التضخم ذروته عند 38 في المائة في سبتمبر 2023، وكان أدنى مستوى له منذ ذلك الحين عندما سجل 21.27 في المائة في ديسمبر 2022.

ووقَّعت مصر في مارس (آذار) الماضي على حزمة دعم مالي مع صندوق النقد الدولي بهدف مساعدتها على تقليص عجز الميزانية وتبني سياسة نقدية أقل تأجيجاً للتضخم، لكنَّ الحزمة تُلزم الحكومة بخفض الدعم على بعض السلع المحلية، وهو ما يؤدي إلى ارتفاع أسعارها.

ومعدلات التضخم من أهم النقاط التي تراعيها لجنة السياسات النقدية بالبنك المركزي المصري عندما تجتمع لاتخاذ قرارات أسعار الفائدة.

وتتوقع اللجنة استمرار هذا الاتجاه، إذ قالت في محضر آخر اجتماعاتها في 2024: «تشير التوقعات إلى أن التضخم سيتراجع بشكل ملحوظ بدءاً من الربع الأول من عام 2025، مع تحقق الأثر التراكمي لقرارات التشديد النقدي والأثر الإيجابي لفترة الأساس، وسوف يقترب من تسجيل أرقام أحادية بحلول النصف الثاني من عام 2026».

كانت اللجنة قد ثبَّتت أسعار الفائدة في اجتماعاتها الستة الأحدث، إذ لم تغيرها منذ أن رفعتها 600 نقطة أساس في اجتماع استثنائي خلال مارس في إطار اتفاق قرض تمت زيادة حجمه إلى 8 مليارات دولار مع صندوق النقد الدولي. وكان هذا الرفع قد جاء بعد زيادة بلغت 200 نقطة أساس أول فبراير (شباط).