مبيعات التجزئة البريطانية ترتفع 0.2 % في نوفمبر

وسط استمرار تباطؤ الزخم الاقتصادي

شخص يحمل صندوق «أمازون» بجوار أحد المتاجر في شارع أكسفورد بلندن (رويترز)
شخص يحمل صندوق «أمازون» بجوار أحد المتاجر في شارع أكسفورد بلندن (رويترز)
TT

مبيعات التجزئة البريطانية ترتفع 0.2 % في نوفمبر

شخص يحمل صندوق «أمازون» بجوار أحد المتاجر في شارع أكسفورد بلندن (رويترز)
شخص يحمل صندوق «أمازون» بجوار أحد المتاجر في شارع أكسفورد بلندن (رويترز)

ارتفعت مبيعات التجزئة في المملكة المتحدة بنسبة 0.2 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني)، وهو ما جاء أقل من التوقعات، مما يشير إلى أن المستهلكين تجاوزوا مخاوفهم بشأن أول موازنة قدمتها الحكومة الجديدة. ومع ذلك، أضاف هذا إلى المؤشرات التي تشير إلى تباطؤ الزخم الاقتصادي.

وكان استطلاع أجرته «رويترز» قد توقَّع زيادة شهرية بنسبة 0.5 في المائة في أحجام المبيعات، بعد انخفاض بنسبة 0.7 في المائة في أكتوبر (تشرين الأول)، بالفترة التي سبقت خطة وزيرة المالية راشيل ريفز للضرائب والإنفاق. ويعتبر هذا الارتفاع الشهري أول زيادة منذ أغسطس (آب)، إلا أن الأحجام على مدار الأشهر الثلاثة حتى نوفمبر ارتفعت بنسبة 0.3 في المائة فقط، وهو أضعف أداء منذ الأشهر الثلاثة حتى يونيو (حزيران)، وفقاً لما أفاد به «مكتب الإحصاء الوطني».

وفي وقت سابق، أظهرت بيانات رسمية أن الاقتصاد البريطاني انكمش في شهري سبتمبر (أيلول) وأكتوبر، ليكون ذلك أول انكماش متتالٍ منذ جائحة «كوفيد - 19»، وقد ارتبط تباطؤ النشاط الاقتصادي بشكل رئيسي بالمخاوف بشأن موازنة ريفز التي تم الإعلان عنها في 30 أكتوبر، والتي تضمَّنت زيادات ضريبية على الشركات بدلاً من المستهلكين. كما أظهرت المسوحات تراجعاً في خطط التوظيف لدى الشركات منذ إعلان الحكومة عن زيادة في مساهمات الضمان الاجتماعي على الشركات بقيمة 25 مليار جنيه إسترليني (31.3 مليار دولار).

من جانبه، قال بنك إنجلترا يوم الخميس إن الاقتصاد سيشهد نمواً صفرياً في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2024. لكنه لم يقرر خفض أسعار الفائدة بسبب استمرار الضغوط التضخمية.

وقال أليكس كير، الخبير الاقتصادي في شركة «كابيتال إيكونوميكس»: «بشكل عام، بالنظر إلى البيانات الضعيفة الأخيرة، كان من الممكن أن تكون نتائج اليوم أسوأ»، مضيفاً: «مع استمرار نمو الدخول الحقيقية، وتحسُّن ثقة المستهلك في العام المقبل، نتوقع أن يسهم قطاع التجزئة في تسريع نمو إنفاق المستهلك».

ولم تُسجِّل العملة البريطانية تغييرات كبيرة مقابل الدولار الأميركي فور صدور البيانات. ووفقاً لـ«مكتب الإحصاء الوطني»، شهدت مبيعات متاجر المواد الغذائية زيادة لأول مرة في 3 أشهر. كما توقعت أكبر سلاسل متاجر السوبر ماركت في بريطانيا، مثل «تيسكو» و«سينسبيريز»، مبيعات قوية خلال فترة عيد الميلاد.

لكن متاجر الملابس شهدت تراجعاً آخر في الأحجام؛ حيث انخفضت بنسبة 2.6 في المائة مقارنة مع أكتوبر. وأصدرت بعض مجموعات الملابس الرياضية والأزياء، مثل «جيه دي سبورتس» و«فريزرز»، تحذيرات بشأن التوقعات، في حين أصدرت شركة «شو زون» تحذيرات من الأرباح، مشيرة إلى «ظروف تجارية صعبة للغاية» في النصف الأول من ديسمبر (كانون الأول).

كما أشار «مكتب الإحصاء الوطني» إلى أن أرقام نوفمبر تم تعديلها لتشمل موسم التخفيضات في «بلاك فرايدي»، الذي يقع غالباً خارج فترة إعداد التقارير الخاصة به، إلا أن بعض تجار التجزئة أفادوا بأن المبيعات بدأت في وقت مبكر هذا العام. كما تراجع موسم العطلات نصف الفصلية في إنجلترا وويلز بشكل غير معتاد في نوفمبر، بدلاً من أكتوبر، لكن هذا التغيير لم يتم تعديله في البيانات.


مقالات ذات صلة

مستقبل الإيرادات في سوريا… تحديات وفرص أمام الحكومة المؤقتة

الاقتصاد صرَّاف يجري معاملة بالدولار الأميركي والليرة السورية لصالح أحد العملاء في أحد شوارع دمشق (أ.ف.ب)

مستقبل الإيرادات في سوريا… تحديات وفرص أمام الحكومة المؤقتة

تشهد سوريا تحديات واسعة مع الحديث عن مرحلة ما بعد سقوط نظام بشار الأسد، حول كيفية تأمين الإيرادات اللازمة للحكومة السورية المؤقتة.

مساعد الزياني (الرياض)
الاقتصاد العلم الوطني يرفرف فوق مقر البنك المركزي الروسي في موسكو (رويترز)

«المركزي الروسي» يفاجئ الأسواق ويثبت أسعار الفائدة

أبقى البنك المركزي الروسي على سعر الفائدة الرئيسي دون تغيير عند 21 في المائة، يوم الجمعة، مما فاجأ السوق التي كانت تتوقّع زيادة تبلغ نقطتين مئويتين.

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025، خصوصاً في الصين، أكبر مستورد للخام

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد عبد اللطيف الجواهري محافظ البنك المركزي المغربي في مؤتمر صحافي سابق (رويترز)

التضخم السنوي في المغرب يرتفع إلى 0.8 % في نوفمبر

قالت المندوبية السامية للتخطيط في المغرب، الجمعة، إن معدل التضخم السنوي في البلاد ارتفع إلى 0.8 في المائة في نوفمبر (تشرين الثاني) من 0.7 في المائة في الشهر الس

«الشرق الأوسط» (الرباط)
الاقتصاد رجل يدفع عربة أطفال أمام أحد البنوك في العاصمة الصينية بكين (إ.ب.أ)

أسواق الصين تتراجع بعد تثبيت الفائدة وتترقب المزيد من الدعم

تراجعت أسهم الصين، الجمعة، وسجلت أسبوعاً ثانياً من الخسائر، مع ترقب المستثمرين لمزيد من السياسات المحفزة لدعم الاقتصاد.

«الشرق الأوسط» (بكين)

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)
ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)
TT

مخاوف الطلب وقوة الدولار يدفعان النفط لتراجع أسبوعي 3 %

ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)
ناقلة نفطية راسية في ميناء روستوك الألماني (رويترز)

انخفضت أسعار النفط، الجمعة، وسط مخاوف بشأن نمو الطلب خلال 2025 خصوصاً في الصين، أكبر مستورد للخام؛ مما يقرّب الخامين القياسيين العالميين من إنهاء الأسبوع على تراجع بنحو ثلاثة في المائة.

وبحلول الساعة 1221 بتوقيت غرينتش، نزلت العقود الآجلة لخام برنت 61 سنتاً، أو 0.84 في المائة، إلى 72.27 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 64 سنتاً، أو 0.92 في المائة، إلى 68.74 دولار للبرميل.

وقالت شركة «سينوبك» الصينية للتكرير المملوكة للدولة في توقعاتها السنوية للطاقة، التي أصدرتها، الخميس، إن واردات الصين قد تبلغ ذروتها في عام 2025، وإن استهلاك البلاد من النفط سيبلغ ذروته بحلول عام 2027 مع ضعف الطلب على الديزل والبنزين.

وقال إمريل جميل، الباحث في مجموعة بورصات لندن: «أسعار النفط الخام القياسي تمر بمرحلة استقرار طويلة وسط ضبابية بشأن نمو الطلب مع قرب نهاية العام»، بحسب «رويترز». وأضاف أن تحالف «أوبك بلس»، الذي يضم دول منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وحلفاءها، سيحتاج إلى ضبط الإمدادات لرفع الأسعار وتهدئة تقلب السوق جراء المراجعات المستمرة لتوقعاته لنمو الطلب. وخفض تحالف «أوبك بلس» مؤخراً توقعاته لنمو الطلب العالمي على النفط في عام 2024 للشهر الخامس على التوالي.

كما أثر ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى في عامين على أسعار النفط، بعد أن أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي الأميركي) إلى أنه سيكون حذراً بشأن خفض أسعار الفائدة العام المقبل.

ويجعل ارتفاع الدولار النفط أكثر تكلفة لحاملي العملات الأخرى، كما أن إبطاء وتيرة خفض أسعار الفائدة قد يضعف النمو الاقتصادي ويقلص الطلب على الخام.

وتوقع بنك «جي بي مورغان» أن سوق النفط ستنتقل من التوازن في عام 2024 إلى تحقيق فائض قدره 1.2 مليون برميل يومياً في عام 2025، كما يتوقع البنك زيادة الإمدادات من خارج تحالف «أوبك بلس» بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً في عام 2025، وبقاء إنتاج «أوبك» عند مستوياته الحالية.

وفي خطوة قد تؤدي إلى تقليص العرض، ذكرت «بلومبرغ»، الخميس، أن مجموعة السبع تدرس سبل تشديد فرض سقف الأسعار على النفط الروسي، مثل فرض حظر تام أو تقليص سقف السعر. وتجاوزت روسيا سقف 60 دولاراً للبرميل الذي فرض عليها في عام 2022 بواسطة «أسطول الظل» من السفن، والذي استهدفه الاتحاد الأوروبي وبريطانيا بمزيد من العقوبات في الأيام القليلة الماضية.

وبالتزامن، ارتفعت كمية النفط الإيراني المخزنة على ناقلات في البحر، إلى أعلى مستوى منذ أواخر يوليو (تموز)، مع تعطل تدفقات النفط الخام من الدولة العضو في منظمة «أوبك» إلى الصين بسبب العقوبات الأميركية الواسعة.

وبلغت كمية النفط المخزنة في المخزونات العائمة 16.82 مليون برميل، حتى 15 ديسمبر (كانون الأول)، حسب بيانات صادرة عن منصة «كبلر» التي ترصد تدفقات النفط، طبقاً لما ذكرته وكالة «بلومبرغ» للأنباء، الجمعة.

ويتم تخزين نحو ثلثي النفط الإيراني على متن ناقلات قبالة الساحل الشرقي لماليزيا، وهي منطقة رئيسة في سلسلة التوريد، حيث يتم نقل النفط الخام الإيراني في الكثير من الأحيان إلى سفن أخرى لنقله إلى موانٍ صينية.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت، الخميس، فرض عقوبات على أكثر من 10 كيانات وسفن وأفراد متورطين في نقل النفط الإيراني أو في تمويل جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن. وتهدف هذه الخطوة إلى منع إيران من تمويل «أنشطتها الخبيثة»، وفقاً لبيان صادر عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن.