رين من «المركزي الأوروبي»: استقرار التضخم يُمهد لمزيد من خفض الفائدة

قال إن عدم اليقين التجاري يزيد من المخاطر الاقتصادية

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
TT
20

رين من «المركزي الأوروبي»: استقرار التضخم يُمهد لمزيد من خفض الفائدة

مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)
مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرنكفورت (رويترز)

قال أولي رين، عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي، الثلاثاء، إن التضخم في منطقة اليورو يُظهر بوضوح علامات استقرار بالقرب من الهدف الذي حدده البنك المركزي الأوروبي عند 2 في المائة، ما يُمهّد الطريق لمزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.

وأوضح رين، في بيان صادر عن بنك فنلندا، أن «اتجاه سياستنا النقدية أصبح الآن أكثر وضوحاً». وأضاف: «ستتحدد سرعة ونطاق خفض أسعار الفائدة في كل اجتماع استناداً إلى البيانات المستخلصة والتحليل الشامل للوضع الاقتصادي»، وفق «رويترز».

وتوقّع رين أن ينخفض سعر الفائدة في البنك المركزي الأوروبي إلى المستوى المحايد، ما يؤدي إلى توقف فرض القيود النقدية خلال النصف الأول من عام 2025. وقال: «أعتقد أنه من الصواب أن نواصل دورة خفض أسعار الفائدة مع بداية العام الجديد».

وأشار رين إلى أن عدم اليقين المرتبط بالسياسات التجارية يُشكل عبئاً على التوقعات الاقتصادية في الأمد القريب، ما يزيد من المخاطر السلبية، لكنه شدد على ضرورة استعداد أوروبا لمواجهة صراع تجاري مع الولايات المتحدة. وقال: «التفاوض هو الخيار الأفضل، ويمكن تعزيز الموقف التفاوضي للاتحاد الأوروبي من خلال إظهار استعدادنا مسبقاً لاتخاذ تدابير مضادة إذا ما هدّدت الولايات المتحدة بفرض رسوم جمركية أعلى على أوروبا».

ويوم الاثنين، قالت كريستين لاغارد، رئيسة البنك المركزي الأوروبي، إن البنك سيتخذ خطوات لخفض أسعار الفائدة بشكل أكبر إذا استمر التضخم في التراجع نحو هدفه البالغ 2 في المائة، مؤكدة أنه لم يعد من الضروري فرض قيود على النمو الاقتصادي.

وأوضحت أن الإبقاء على أسعار الفائدة عند مستويات «مقيدة بدرجة كافية» لم يعد مبرراً، في ظل النمو الضعيف وضغوط الأسعار المعتدلة، في إشارة إلى أن الهدف التالي هو الوصول إلى ما يُسمى «المستوى المحايد»، الذي لا يعوق ولا يحفز الاقتصاد. وعلى الرغم من أن مفهوم «الحياد» غامض، فإن كريستين لاغارد قد أشارت في السابق إلى أن أبحاث البنك المركزي الأوروبي تضعه بين 1.75 و2.5 في المائة، وهذا يعني أنه قد تحدث تخفيضات أخرى عدة في سعر الفائدة على الودائع، الذي يبلغ حالياً 3 في المائة، قبل أن يدخل البنك «مرحلة الحياد».

وكان المركزي الأوروبي قد خفّض أسعار الفائدة 4 مرات هذا العام، ويترقب المستثمرون مزيداً من التيسير في السياسات خلال عام 2025، بعد أن تراجعت مخاوف التضخم بشكل كبير، في حين أصبح النمو الاقتصادي الضعيف الآن يُشكل القلق الرئيس.


مقالات ذات صلة

تراجع التضخم بمنطقة اليورو يعزز رهانات خفض الفائدة

الاقتصاد يتسوق العملاء في أحد متاجر العاصمة المجرية بودابست (أف.ب)

تراجع التضخم بمنطقة اليورو يعزز رهانات خفض الفائدة

تراجع التضخم في منطقة اليورو، كما انخفض مؤشر رئيسي لضغوط الأسعار الأساسية، مما يرجّح أن يعزّز التوقعات السائدة أصلاً بخفض آخر للفائدة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد موظفون يعملون على خط إنتاج سيارة كهربائية في مصنع ستيلانتس بسوشو شرق فرنسا (أ.ف.ب)

نشاط المصانع بمنطقة اليورو يشهد علامات انتعاش في مارس

أظهر مسح، نُشر يوم الثلاثاء، أن قطاع التصنيع بمنطقة اليورو، الذي عانى طويلاً، أظهر مؤشرات أولية على انتعاش ملموس، الشهر الماضي.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد المستشار الألماني أولاف شولتز يحضر الجولة الافتتاحية لمعرض هانوفر 2025 (إ.ب.أ)

تباطؤ التضخم في ألمانيا يشير إلى خفض «المركزي الأوروبي» أسعار الفائدة

انخفض التضخم الألماني أكثر من المتوقع في مارس (آذار)، مما يشير إلى مزيد من تخفيف السياسة النقدية من قِبل البنك المركزي الأوروبي.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد مقر البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

عضو في «المركزي» الأوروبي: سياسة ترمب التجارية تستدعي توخي الحذر في خفض الفائدة

دعا عضو مجلس محافظي البنك المركزي الأوروبي إلى توخي الحذر في خفض الفائدة في ظل ارتفاع عدم اليقين بسبب السياسات الأميركية التجارية.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت (رويترز)

تباطؤ التضخم في أكبر اقتصادات اليورو يدعم سياسة التيسير النقدي

أظهرت بيانات يوم الجمعة أن معدل التضخم في مارس جاء أقل من المتوقع في اثنين من أكبر اقتصادات منطقة اليورو، مما عزز التوقعات بخفض آخر لأسعار الفائدة.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)

الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الهندية

ونش يحمل الفحم في ميناء «دنديال» بولاية غوجارات غرب الهند (رويترز)
ونش يحمل الفحم في ميناء «دنديال» بولاية غوجارات غرب الهند (رويترز)
TT
20

الصين مستعدة لاستيراد المزيد من المنتجات الهندية

ونش يحمل الفحم في ميناء «دنديال» بولاية غوجارات غرب الهند (رويترز)
ونش يحمل الفحم في ميناء «دنديال» بولاية غوجارات غرب الهند (رويترز)

صرّح سفير بكين في نيودلهي، قبيل بدء سريان الرسوم الجمركية الأميركية، يوم الأربعاء، بأن الصين مستعدة لاستيراد مزيد من المنتجات الهندية وتعزيز التعاون التجاري.

ويتخذ البلدان الآسيويان المتجاوران خطوات لإعادة بناء علاقاتهما بعد توتر العلاقات بينهما إثر اشتباك حدودي عام 2020 على حدودهما في جبال الهيمالايا.

وأكد الرئيس الصيني شي جينبينغ، للرئيسة الهندية دروبادي مورمو، يوم الثلاثاء، خلال تبادلهما رسائل التهنئة بمناسبة الذكرى الخامسة والسبعين لبدء العلاقات الدبلوماسية بينهما، ضرورة تعاون الصين والهند بشكل أوثق... قائلاً إن علاقتهما يجب أن تتخذ شكل «تانغو التنين والفيل» -وهي رقصة بين حيواناتهما الرمزية.

وقال شي إنه يتعين على الجارتين إيجاد سبل للتعايش السلمي، وأنه مستعد لتعميق التواصل والتنسيق في الشؤون الدولية الرئيسية، والعمل معاً على صون السلام في المناطق الحدودية.

وقال السفير الصيني شو فيهونغ، لصحيفة «غلوبال تايمز» الصينية المدعومة من الدولة، في مقابلة نُشرت يوم الاثنين: «نحن على استعداد للعمل مع الجانب الهندي لتعزيز التعاون العملي في التجارة وغيرها من المجالات، واستيراد مزيد من المنتجات الهندية التي تناسب السوق الصينية». وقال: «نرحب أيضاً بمزيد من الشركات الهندية لعبور جبال الهيمالايا والسعي إلى فرص التعاون في الصين، وتقاسم ثمار التنمية الصينية».

وفي يناير (كانون الثاني)، أعلن الجانبان أنهما سيستأنفان الرحلات الجوية المباشرة بعد توصلهما إلى اتفاق في أكتوبر (تشرين الأول) بشأن حراسة حدودهما في جبال الهيمالايا.

وأضاف شو أن الصين تأمل أن تهيئ الهند مناخاً تجارياً عادلاً وشفافاً للشركات الصينية، وأن توسع تعاونهما ذي المنفعة المتبادلة.

وفرضت الهند قيوداً على الاستثمارات الصينية في البلاد بعد نزاع عام 2020، ولم ترفع الحواجز بعد. وتُعد الهند واحدة من الدول القليلة التي تعمل على خفض التعريفات الجمركية في محاولة لتهدئة الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي وصف الهند بأنها «ملك التعريفات الجمركية» و«مُستغلة لها»، وتعهد بالرد بالمثل. وبدأت الدولتان محادثات بهدف إبرام اتفاق تجاري مبكر وحل خلافهما بشأن التعريفات الجمركية.