محافظ «بنك كوريا»: المخاوف من أزمة نقد أجنبي «مبالغ فيها»

توقعات بتباطؤ النمو الاقتصادي إلى 1.8% بحلول عام 2026

محافظ «بنك كوريا» ري تشانغ يونغ يتحدث في حلقة نقاشية ضمن اجتماعات ربيع 2023 لـ«البنك الدولي» و«صندوق النقد» بواشنطن (رويترز)
محافظ «بنك كوريا» ري تشانغ يونغ يتحدث في حلقة نقاشية ضمن اجتماعات ربيع 2023 لـ«البنك الدولي» و«صندوق النقد» بواشنطن (رويترز)
TT

محافظ «بنك كوريا»: المخاوف من أزمة نقد أجنبي «مبالغ فيها»

محافظ «بنك كوريا» ري تشانغ يونغ يتحدث في حلقة نقاشية ضمن اجتماعات ربيع 2023 لـ«البنك الدولي» و«صندوق النقد» بواشنطن (رويترز)
محافظ «بنك كوريا» ري تشانغ يونغ يتحدث في حلقة نقاشية ضمن اجتماعات ربيع 2023 لـ«البنك الدولي» و«صندوق النقد» بواشنطن (رويترز)

أكد محافظ «البنك المركزي الكوري»، ري تشانغ يونغ، في جلسة استجواب برلمانية أن المخاوف بشأن أزمة محتملة في النقد الأجنبي إثر الفوضى السياسية الناجمة عن محاكمة الرئيس، مبالغ فيها، مشيراً إلى أن كوريا الجنوبية تمتلك احتياطات أجنبية ضخمة تساهم في تعزيز استقرارها المالي.

وقال ري: «عندما نتحدث عن خطر التخلف عن سداد الديون، فإن تلك المخاوف بشأن أزمة النقد الأجنبي مبالغ فيها»، مؤكداً أنه لا توجد أي مشكلات في اقتراض الأموال من سوق الصرف الأجنبي.

وأضاف محافظ «البنك المركزي» أنه من المبكر تقييم تأثير محاكمة الرئيس على الاقتصاد، مشيراً إلى أن أي تأثيرات ستكون محدودة إذا حوفظ على فصل السياسة عن السياسات الاقتصادية، كما حدث في حالات سابقة مشابهة.

وأوضح أن العملة المحلية قد شهدت ضعفاً حاداً بعد إعلان الرئيس يون سوك يول فرض الأحكام العرفية قصيرة الأجل في وقت سابق من الشهر، بينما أشار إلى أن البرلمان قد عزل الرئيس بسبب تمرده في عطلة نهاية الأسبوع.

ووفق بيانات «بنك كوريا»، فقد بلغ احتياطي النقد الأجنبي للبلاد 415.39 مليار دولار بنهاية نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، بانخفاض قدره 300 مليون دولار مقارنة بالشهر السابق. واحتلت كوريا الجنوبية المرتبة التاسعة عالمياً من حيث احتياطات النقد الأجنبي في ذلك الوقت، مع تصدر الصين القائمة، تليها اليابان وسويسرا والهند وروسيا.

وبشأن الاقتصاد الكلي، فقد أكد أعضاء «مجلس السياسة النقدية» في كوريا الجنوبية على ضرورة استجابة سريعة واستباقية لتباطؤ الاقتصاد، حيث قرروا خفض أسعار الفائدة في اجتماعهم الثاني على التوالي يوم 28 نوفمبر الماضي، وفقاً لمحضر الاجتماع الذي صدر يوم الثلاثاء.

وأشار أحد الأعضاء إلى أن «الاستجابة بشكل استباقي للضغوط الهبوطية على الاقتصاد أصبحت الآن أكثر إلحاحاً». وأضاف: «نظراً إلى أن خفض أسعار الفائدة وحده قد لا يكون كافياً للسيطرة على المخاطر الحالية، فإن التنسيق السياسي مع السياسة المالية في الوقت المناسب وبمرونة يُعدّ أمراً بالغ الأهمية»، وفق «رويترز».

من جانبه، قال عضو آخر: «في ظل ازدياد حالة عدم اليقين على الصعيدين المحلي والعالمي، يجب على السياسة النقدية أن تدرس بعناية طبيعة وتأثير الصدمات الاقتصادية وأن تستجيب لها بسرعة ومرونة».

ورغم ذلك، فإن الأعضاء الذين رفضوا القرار، مؤكدين أن من الأفضل أولاً تقييم التداعيات المحلية لفوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية الأميركية وكذلك ردود فعل سوق الصرف الأجنبي قبل اتخاذ أي خطوة.

كما أشار ري إلى أن «البنك المركزي» سيقرر ما إذا كان سيخفض أسعار الفائدة مجدداً بعد تقييم البيانات لمدة شهر، وسط توقعات اقتصادية قاتمة بسبب تباطؤ الصادرات وزيادة حالة عدم اليقين الناجمة عن الإدارة الجديدة لترمب.

وفي الشهر الماضي، صوت أعضاء مجلس إدارة «بنك كوريا» بنسبة 5 - 2 لمصلحة خفض أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إلى 3 في المائة، ليكون ذلك أول خفض متتالٍ لأسعار الفائدة منذ عام 2009، وذلك في مخالفة لتوقعات السوق التي كانت تشير إلى إبقاء الأسعار دون تغيير.

وتشير أحدث التوقعات من «البنك المركزي» إلى أن النمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية سيتباطأ إلى 1.9 في المائة عام 2025 و1.8 في المائة سنة 2026، مقارنة بنسبة 2.2 في المائة عام 2024.

وفي سياق متصل، واجهت سوق الأسهم في كوريا الجنوبية تراجعاً ملحوظاً، فقد انخفض مؤشر «كوسبي» بنسبة 1.29 في المائة، نتيجة لتشاؤم المستثمرين تجاه قرارات البنوك المركزية المنتظرة على الصعيدين المحلي والدولي. وأدى التوتر الحاصل في الأسواق قبل اجتماعات البنوك المركزية الكبرى إلى تقلبات في مؤشر «كوسبي»، مما يعكس حالة من القلق والشكوك بشأن التغيرات السياسية والاقتصادية المقبلة.

وفي هذا السياق، باع المستثمرون الأجانب أسهماً بقيمة 711.4 مليار وون وسط تقلبات الأسواق العالمية. ويرتبط هذا التوتر بتوقعات خفض سعر الفائدة من قبل «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي بمقدار ربع نقطة، في وقت يُتوقع فيه تطبيق سياسات نقدية أكثر تشدداً بحلول عام 2025.


مقالات ذات صلة

عائدات السندات اليابانية بأعلى مستوياتها في 14 عاماً

الاقتصاد متسوقون يخرجون من متجر «يونيكلو» في أحد شوارع العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

عائدات السندات اليابانية بأعلى مستوياتها في 14 عاماً

ارتفعت عوائد السندات الحكومية اليابانية القياسية إلى أعلى مستوى لها في نحو 14 عاما يوم الجمعة مع تزايد احتمالات رفع الفائدة

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد أوراق الجنيه الإسترليني (رويترز)

ثقة المتداولين في الجنيه الإسترليني تشهد أكبر تراجع منذ أزمة موازنة 2022

سجلت ثقة المتداولين في الجنيه الإسترليني أكبر انخفاض لها هذا الأسبوع منذ أزمة موازنة المملكة المتحدة في عام 2022، وفقاً لبيانات سوق الخيارات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد صورة جوية لمحطة حاويات بميناء هامبورغ (رويترز)

الفائض التجاري الألماني مع الولايات المتحدة يقترب من مستوى قياسي

يقترب الفائض التجاري الألماني مع الولايات المتحدة من مستوى قياسي قبيل تولي الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب منصبه، وفقاً لتحليل بيانات مكتب الإحصاء الألماني.

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد مقر بنك الشعب المركزي في وسط العاصمة الصينية بكين (رويترز)

«المركزي الصيني» يعلق شراء السندات مع معاناة اليوان

علَّق البنك المركزي الصيني شراء سندات الخزانة يوم الجمعة، مما رفع العائدات لفترة وجيزة وأثار تكهنات بأنه يكثف دفاعه عن عملة اليوان

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد جانب من حي مانهاتن في مدينة نيويورك الأميركية (رويترز)

الأمم المتحدة تتوقع نمواً اقتصادياً عالمياً ضعيفاً في 2025

قالت الأمم المتحدة إن الاقتصاد العالمي من المتوقَّع أن ينمو بنسبة ضعيفة تبلغ 2.8 في المائة في 2025

«الشرق الأوسط» (نيويورك)

صناديق أسواق المال تجذب المستثمرين وسط مخاوف تجارية

مجموعة من العملات العالمية (رويترز)
مجموعة من العملات العالمية (رويترز)
TT

صناديق أسواق المال تجذب المستثمرين وسط مخاوف تجارية

مجموعة من العملات العالمية (رويترز)
مجموعة من العملات العالمية (رويترز)

اتجه المستثمرون إلى صناديق أسواق المال العالمية، في الأسبوع المنتهي في 8 يناير (كانون الثاني)، مدفوعين بالمخاوف المتعلقة بالزيادات المحتملة في التعريفات الجمركية مع التغيير المرتقب في الإدارة الأميركية، بالإضافة إلى الحذر قبل تقرير الوظائف الحاسم الذي قد يعيد تشكيل التوقعات بشأن خفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي.

ووفقاً لبيانات «إل إس إي جي»، قام المستثمرون بتوجيه 158.73 مليار دولار إلى صناديق أسواق المال العالمية، وهو ثاني أكبر صافي شراء أسبوعي منذ أبريل (نيسان) 2020، وفق «رويترز».

وكان الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، الذي من المقرر أن يتولى منصبه في 20 يناير، قد تعهد بفرض تعريفة جمركية بنسبة 10 في المائة على جميع الواردات العالمية إلى الولايات المتحدة. كما هدد بفرض تعريفة بنسبة 25 في المائة على الواردات من كندا والمكسيك في أول يوم له في المنصب.

وتلقت صناديق الأسهم العالمية تدفقات للأسبوع الثالث على التوالي، بمجموع صافي بلغ 11.36 مليار دولار. كما استقبلت صناديق الأسهم الأوروبية تدفقات صافية بلغت 8.7 مليار دولار، وهي الأكبر في 3 أسابيع، في حين أضاف المستثمرون صافي 5.6 مليار دولار إلى الصناديق الآسيوية، بينما سحبوا صافي 5.05 مليار دولار من الصناديق الأميركية خلال الفترة نفسها.

وشهدت صناديق الأسهم القطاعية العالمية أول صافي شراء أسبوعي لها في 5 أسابيع، بمقدار 526.24 مليون دولار. وضخ المستثمرون 1.13 مليار دولار في قطاع التكنولوجيا، بعد 5 أسابيع متتالية من البيع الصافي، وشهد قطاع خدمات الاتصالات صافي مشتريات بلغ 413 مليون دولار.

كما شهدت صناديق السندات العالمية نشاطاً ملحوظاً، حيث تلقت 19.5 مليار دولار، وهو ثاني تدفق في الأسابيع الأربعة الماضية. وجذبت صناديق السندات الحكومية 1.94 مليار دولار، وهو ثاني تدفق لها في 6 أسابيع، بينما جمعت صناديق المشاركة في القروض 2.24 مليار دولار.

من جهة أخرى، واجهت صناديق السلع الأساسية عمليات تصفية للأسبوع الثاني على التوالي، حيث سحب المستثمرون 293 مليون دولار من صناديق الذهب والمعادن النفيسة، محققين أرباحاً بعد عمليات شراء صافية كبيرة بلغت 14.32 مليار دولار طوال عام 2024.

وأظهرت صناديق الأسواق الناشئة نتائج متباينة، حيث كسرت صناديق السندات سلسلة بيع استمرت 4 أسابيع بتدفقات صافية بلغت 2.38 مليار دولار. في المقابل، شهدت صناديق الأسهم تدفقات خارجية كبيرة بلغ مجموعها 973 مليون دولار خلال الأسبوع.