الطلب على السيولة يدفع البنوك الروسية إلى اقتناص مزاد «الريبو»

موسكو تلجأ إلى سوق الديون المحلية وسط ضغوط مالية

صورة رمزية تُظهر عملة الروبل أمام الكرملين (رويترز)
صورة رمزية تُظهر عملة الروبل أمام الكرملين (رويترز)
TT

الطلب على السيولة يدفع البنوك الروسية إلى اقتناص مزاد «الريبو»

صورة رمزية تُظهر عملة الروبل أمام الكرملين (رويترز)
صورة رمزية تُظهر عملة الروبل أمام الكرملين (رويترز)

جمعت البنوك الروسية 850 مليار روبل (ما يعادل 8.58 مليار دولار)، في مزاد لإعادة الشراء (الريبو) لمدة شهر، الذي عقده البنك المركزي يوم الاثنين؛ مما يبرز الطلب المتزايد من القطاع المالي على السيولة، في وقت تتزايد فيه عمليات اقتراض الحكومة من خلال مزادات سندات الخزانة.

وكانت وزارة المالية الروسية قد جمعت تريليون روبل في مزاد واحد للديون الأسبوع الماضي، وهو رقم قياسي، في إطار سعي موسكو المستمر للوفاء بخطة الاقتراض لهذا العام، عبر إصدار أوراق مالية جديدة بمعدل فائدة متغيّر يضمن تحسين العائدات للمستثمرين، وفق «رويترز».

وتخطّط الحكومة التي تواجه تحديات بسبب أسعار الفائدة المرتفعة التي تبلغ حالياً 21 في المائة، ومن المرجح أن ترتفع أكثر، لعرض سندات مشابهة في مزاد هذا الأسبوع.

وفي مزاد يوم الاثنين، عرض البنك المركزي تريليون روبل لمدة شهر. وتساعد مزادات اتفاقيات إعادة الشراء (الريبو) البنوك في إدارة سيولتها النقدية.

وتُعد البنوك الروسية المشتري الرئيس لسندات الخزانة التي تُعد مصدراً رئيساً لتمويل عجز الموازنة؛ إذ تستخدمها ضماناً في عمليات السيولة مع البنك المركزي، بما في ذلك عمليات إعادة الشراء.

ومع العقوبات الغربية التي تحد بشدة من قدرة روسيا على الحصول على التمويل الخارجي، أصبحت البنوك الحكومية تمثّل جزءاً كبيراً من الاقتراض المحلي.

وكان هذا هو المزاد الأسبوعي الثالث منذ أن استأنف البنك المركزي عمليات «الريبو» لأول مرة منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023. وفي المزاد الأول، جمعت البنوك 51 مليار روبل فقط، في حين فشل المزاد الثاني بسبب قلة الطلب.

وفي السنوات السابقة، كانت مزادات «الريبو» التي ينظّمها البنك المركزي تحفّز البنوك على شراء مزيد من السندات الحكومية، وهو ما يعرفه المحللون بـ«التيسير الكمي الظلي».

وأعلنت بنوك، مثل «في تي بي» المملوكة للدولة، أنها تخطّط لشراء مزيد من سندات الخزانة قبل نهاية العام.

ويواصل البنك المركزي عقد مزادات إعادة الشراء كل يوم اثنين من 25 نوفمبر إلى 3 مارس (آذار) 2025.


مقالات ذات صلة

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

الاقتصاد منظر عام لبرج خليفة وأفق مدينة دبي (رويترز)

«ستاندرد آند بورز»: نمو قوي للإقراض في الإمارات بدعم من السياسة النقدية

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال رايتنغز» أن يستمر النمو القوي للإقراض في عام 2025، بدعم من استمرار تيسير السياسة النقدية والبيئة الاقتصادية الداعمة.

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد مبنى «بنك الرياض» بالمركز المالي في العاصمة السعودية (الشرق الأوسط)

«بنك الرياض» يعتزم استرداد سندات الشريحة الثانية بـ1.5 مليار دولار

أعلن «بنك الرياض»، الأربعاء، عزمه استرداد سندات الشريحة الثانية ذات المعدل الثابت بقيمة 1.5 مليار دولار، المستحقة في عام 2030 بالكامل، بقيمتها الاسمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد «ستاندرد آند بورز»: المصارف الكويتية ستحافظ على احتياطات رأسمالية قوية في 2025

«ستاندرد آند بورز»: المصارف الكويتية ستحافظ على احتياطات رأسمالية قوية في 2025

توقعت وكالة «ستاندرد آند بورز» أن تحافظ المصارف الكويتية على احتياطات رأس مال مستقرة وقوية وأنماط تمويل قوية في عام 2025.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد العاصمة السعودية الرياض (واس)

حجم التسهيلات للمنشآت في السعودية يصل لأعلى مستوياته التاريخية

بلغ حجم التسهيلات المُقدم من قطاعي المصارف وشركات التمويل في السعودية، للمنشآت المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر، أعلى مستوياته التاريخية عند 329.2 مليار ريال.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد شعار «مورغان ستانلي» على قاعة التداول في بورصة نيويورك للأوراق المالية في مانهاتن (رويترز)

كبرى البنوك الأميركية تعلن انسحابها من «تحالف صافي صفر انبعاثات» المصرفي

قبل أسابيع من تنصيب دونالد ترمب، المتشكك في قضية المناخ، رئيساً للولايات المتحدة، انسحبت أكبر ستة مصارف في البلاد من «تحالف البنوك لصافي صفر انبعاثات».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

ثقة المتداولين في الجنيه الإسترليني تشهد أكبر تراجع منذ أزمة موازنة 2022

أوراق الجنيه الإسترليني (رويترز)
أوراق الجنيه الإسترليني (رويترز)
TT

ثقة المتداولين في الجنيه الإسترليني تشهد أكبر تراجع منذ أزمة موازنة 2022

أوراق الجنيه الإسترليني (رويترز)
أوراق الجنيه الإسترليني (رويترز)

سجلت ثقة المتداولين في الجنيه الإسترليني أكبر انخفاض لها هذا الأسبوع منذ أزمة موازنة المملكة المتحدة في عام 2022، وفقاً لبيانات سوق الخيارات. وقد أسهم بيع السندات العالمية في زيادة القلق بشأن الوضع المالي لبريطانيا، مما دفع عوائد السندات إلى أعلى مستوياتها في 16 عاماً.

وتشير بيانات سوق الخيارات إلى أن المتداولين أصبحوا أكثر تشاؤماً تجاه الجنيه الإسترليني مقارنة بأي وقت مضى منذ أوائل 2023، عندما كانت الأسواق لا تزال تتعافى من التقلبات الشديدة التي شهدتها في أعقاب الموازنة المصغرة التي أعلنتها رئيسة الوزراء السابقة ليز تروس في سبتمبر (أيلول) 2022.

وهذا الأسبوع، شهدت عوائد السندات الحكومية لأجل 10 سنوات ارتفاعاً بمقدار ربع نقطة مئوية لتصل إلى 4.925 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ عام 2008، ما يعكس موجة بيع في سندات الخزانة الأميركية التي أثرت على الأسواق العالمية، مما ألحق ضرراً أكبر بالديون البريطانية مقارنة ببقية الأسواق.

ومن المتوقع أن يسجل الجنيه الإسترليني انخفاضاً أسبوعياً بنحو 1 في المائة، بعد أن بلغ أدنى مستوى له في 14 شهراً عند 1.2239 دولار. وقد أضافت العوائد المرتفعة مزيداً من الضغوط على وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، التي تجد نفسها تحت ضغط كبير للامتثال للقواعد المالية للحكومة، مما قد يزيد من تعقيد مهمة بنك إنجلترا في إدارة السياسة النقدية.

وبينما أضاف تأكيد وزارة الخزانة على «قبضتها الحديدية» على المالية العامة بعض الاستقرار إلى أصول المملكة المتحدة، فإن سوق الخيارات تشير إلى حذر شديد بين المتداولين. فقد انخفضت عمليات عكس المخاطر لمدة ثلاثة أشهر إلى -1.935، وهو أدنى مستوى منذ يناير (كانون الثاني) 2023، مما يعكس تراجع الثقة في الجنيه الإسترليني مقابل الدولار.

وقالت جين فولي، كبيرة الاستراتيجيين في «رابوبانك»: «نحن نشهد عملية إعادة تسعير للجنيه الإسترليني وأصول المملكة المتحدة، مع توقعات أقل نمواً، وموازنة أسوأ، وتوقعات سياسية أكثر عدم استقرار مما كنا نأمله في منتصف العام الماضي». وأضافت: «لقد تزايد الضغط مع الأخبار عن أعلى مستويات العوائد في 30 عاماً منذ عام 1998، مما أضاف مزيداً من الزخم لهذا التعديل».

وفيما يخص الاتجاه الهبوطي للجنيه الإسترليني، انخفضت عمليات عكس المخاطر بأكبر قدر منذ سبتمبر 2022، مما يعكس حالة من عدم اليقين الكبير بشأن الإجراءات المحتملة لبنك إنجلترا. وأوصى «دويتشه بنك» يوم الجمعة ببيع الجنيه الإسترليني على نطاق واسع.

علاوة على ذلك، دفع المتداولون المزيد من الأموال للتحوط ضد التقلبات الكبيرة في الجنيه الإسترليني، وهو ما لم يحدث منذ أزمة البنوك في مارس (آذار) 2023. وقد بلغت تقلبات الخيارات لمدة شهر واحد، التي تعد مقياساً للطلب على الحماية، أعلى مستوى لها عند 10.9 في المائة يوم الخميس، قبل أن تتراجع إلى 9.7 في المائة يوم الجمعة، مما يلمح إلى شعور بالهدوء قد يمنح بعض الراحة للجنيه الإسترليني في الوقت الراهن.

من جانبه، قال فرانشيسكو بيسول، استراتيجي بنك «آي إن جي»، إن الجنيه الإسترليني قد يشهد إقبالاً من المشترين عند مستويات تتراوح بين 1.225و1.230 دولار، شريطة أن تظل السندات الحكومية البريطانية مستقرة.