دهينغرا من «بنك إنجلترا» تدعو إلى خفض أكبر لأسعار الفائدة

قالت إن السياسة النقدية الحالية تقييدية للغاية

صورة عامة لـ«بنك إنجلترا» في مدينة لندن (رويترز)
صورة عامة لـ«بنك إنجلترا» في مدينة لندن (رويترز)
TT

دهينغرا من «بنك إنجلترا» تدعو إلى خفض أكبر لأسعار الفائدة

صورة عامة لـ«بنك إنجلترا» في مدينة لندن (رويترز)
صورة عامة لـ«بنك إنجلترا» في مدينة لندن (رويترز)

قالت عضوة بنك إنجلترا، سواتي دهينغرا، يوم الجمعة، إن البنك بحاجة إلى خفض أسعار الفائدة بشكل أكبر؛ حيث إن سياسته الحالية لا تزال تقييدية للغاية؛ مما يؤثر سلباً في مستويات المعيشة، واستثمارات الأعمال، وربما في الإنتاجية على المدى الطويل.

وقالت، في مقابلة مع تلفزيون «بلومبرغ»، إن «الجمع بين كل هذه العوامل -ضعف الاستهلاك، وضعف الاستثمار، والضرر المحتمل للقدرة الإنتاجية- هو ما يقلقني. ولهذا السبب أعتقد أننا يجب أن نخفّف السياسة النقدية بشكل أكبر»، وفق «رويترز».

وانضمت دهينغرا إلى لجنة السياسة النقدية في «بنك إنجلترا» في أغسطس (آب) 2022، وصوّتت باستمرار من أجل وتيرة أبطأ في تشديد السياسة مقارنة بزملائها في اللجنة، قبل أن تبدأ في التصويت لخفض أسعار الفائدة في فبراير (شباط) من هذا العام، أي قبل ستة أشهر من دعم الأغلبية لهذا الخفض.

ومع ذلك، قالت إنه بخلاف حالات الطوارئ مثل جائحة «كوفيد-19»، فهي تدعم نهجاً «تدريجياً» في تغيير أسعار الفائدة؛ وهو المصطلح نفسه الذي استخدمه محافظ «بنك إنجلترا»، أندرو بيلي.

وأضافت أن «التدرج في معظم الأحيان هو الأفضل؛ لأنه يمنح الناس اليقين للتخطيط للمستقبل».

ولا تتوقع الأسواق المالية أن يخفّض «بنك إنجلترا» أسعار الفائدة في اجتماعه المقبل في 19 ديسمبر (كانون الأول)، وتقدّر أن البنك سيقوم بتخفيض قدره 0.71 نقطة مئوية في عام 2025؛ وهو وتيرة أبطأ من تخفيضات كل من البنك المركزي الأوروبي و«الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي.

كما قالت دهينغرا إن بريطانيا تواجه خيارات محدودة لصياغة سياسة تجارية مستقلة؛ رداً على أي رسوم جمركية قد يفرضها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وقالت: «الشركاء التجاريون الكبار يميلون إلى أن تكون لديهم قدرة تفاوضية أكبر من نظرائهم الصغار، وهذه حقيقة علينا مواجهتها».

وأضافت: «إذا كانت الولايات المتحدة ستفرض حواجز تجارية، وكان هناك رد فعل انتقامي من الجميع، أعتقد أن هذه لحظة مهمة للتأكد من أن التفكك منظم وليس فوضوياً».

ويوم الخميس، قالت عضوة لجنة السياسة النقدية، ميغان غرين، إن بريطانيا قد تضطر إلى اختيار العلاقات مع الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة.

وأشار بعض خبراء الاقتصاد إلى أن بريطانيا قد تستفيد من انخفاض أسعار الواردات وانخفاض التضخم إذا أدت الرسوم الجمركية الأميركية إلى تحويل الصادرات الصينية إلى بريطانيا.

وأعربت دهينغرا عن قلقها من أنه على المدى الطويل، فإن أي فائدة من هذا قد تكون غير مجدية بسبب الضرر الذي يلحق بالإنتاجية الاقتصادية بسبب تعطيل سلاسل التوريد والضغوط من بعض الشركات البريطانية لتجنب الموردين الصينيين.


مقالات ذات صلة

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خفض تدريجي للفائدة يلوح في الأفق

الاقتصاد مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نائبة محافظ «بنك إنجلترا»: خفض تدريجي للفائدة يلوح في الأفق

قالت نائبة محافظ بنك إنجلترا، سارة بريدن، يوم الخميس، إن الأدلة الأخيرة تدعم بقوة فرضية خفض أسعار الفائدة تدريجياً.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد نظرة عامة على الحي المالي في لندن (رويترز)

مسح «بنك إنجلترا»: الشركات البريطانية تتوقع زيادة الأسعار وتقليص العمالة

أظهر مسحٌ أجراه «بنك إنجلترا»، يوم الخميس، على أكثر من ألفَي شركة، أن الشركات البريطانية تتوقَّع رفعَ الأسعار وتقليص أعداد الموظفين.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد زبون يتسوّق لشراء الطماطم في قسم الخضراوات بأحد المتاجر الكبرى في بكين (رويترز)

مخاوف الانكماش تتعزز في الصين مع تباطؤ التضخم الاستهلاكي بشكل أكبر

تباطأ التضخم الاستهلاكي في الصين في ديسمبر، ما أدى إلى مكاسب سنوية متواضعة في الأسعار لعام 2024، بينما امتد الانكماش في المصانع إلى عام ثانٍ.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد الكرسي الرئاسي الشاغر في «قصر بعبدا» بعد انتهاء ولاية الرئيس ميشال عون (رويترز)

الانتخاب الرئاسي... خطوة أولى لإنقاذ لبنان من أزمته الاقتصادية

منذ عام 2019، يشهد لبنان واحدة من أشد الأزمات الاقتصادية والمالية في تاريخه الحديث... أزمة تجاوزت نطاق الاقتصاد لتؤثر بشكل حاد في جميع جوانب الحياة.

هدى علاء الدين (بيروت)
الاقتصاد رافعة فوق أعمال البناء في ناطحة سحاب بلويسهام في بلندن (رويترز)

تباطؤ نمو قطاع البناء في بريطانيا إلى أبطأ وتيرة منذ 6 أشهر

أظهر مسح، يوم الثلاثاء، أن نشاط قطاع البناء في بريطانيا نما بأبطأ وتيرة له في ستة أشهر خلال ديسمبر، مع استمرار تراجع بناء المساكن.

«الشرق الأوسط» (لندن)

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
TT

نمو الوظائف الأميركية يفوق التوقعات والبطالة تتراجع إلى 4.1 %

شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)
شخص يقف بالقرب من نصب واشنطن التذكاري في واشنطن (رويترز)

تسارع نمو الوظائف في الولايات المتحدة بشكل غير متوقع في ديسمبر (كانون الأول)، بينما انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة، مما يعكس قوة سوق العمل في نهاية العام ويعزز النهج الحذر الذي يتبعه بنك الاحتياطي الفيدرالي، فيما يتعلق بتخفيض أسعار الفائدة هذا العام.

وقالت وزارة العمل في تقريرها الخاص بالتوظيف، يوم الجمعة، إن الوظائف غير الزراعية زادت بنحو 256 ألف وظيفة في ديسمبر، بعد زيادة بنحو 212 ألف وظيفة في نوفمبر (تشرين الثاني). وكان خبراء اقتصاديون استطلعت «رويترز» آراءهم قد توقعوا زيادة في الوظائف بنحو 160 ألف وظيفة، بعد إضافة 227 ألف وظيفة في نوفمبر. وتراوحت التوقعات لعدد الوظائف في ديسمبر بين 120 ألفاً و200 ألف.

وعلى الرغم من تباطؤ التوظيف بعد رفع أسعار الفائدة من قبل البنك المركزي الأميركي في 2022 و2023، فإن مرونة سوق العمل، التي تعكس في الغالب مستويات تسريح العمال المنخفضة تاريخياً، تستمر في دعم الاقتصاد من خلال تحفيز الإنفاق الاستهلاكي عبر الأجور الأعلى.

ويتوسع الاقتصاد بمعدل أعلى بكثير من وتيرة النمو غير التضخمي التي يبلغ 1.8 في المائة، وهي النسبة التي يعتبرها مسؤولو بنك الاحتياطي الفيدرالي الحد الأقصى للنمو المستدام. ومع ذلك، تتزايد المخاوف من أن تعهدات الرئيس المنتخب دونالد ترمب بفرض أو زيادة التعريفات الجمركية على الواردات وترحيل ملايين المهاجرين غير المسجلين قد تؤدي إلى عرقلة هذا الزخم.

وتجلى هذا القلق في محضر اجتماع السياسة الأخير لبنك الاحتياطي الفيدرالي في 17 و18 ديسمبر، الذي نُشر يوم الأربعاء؛ حيث أشار معظم المشاركين إلى أنه «يمكن للجنة تبني نهج حذر في النظر» في المزيد من التخفيضات.

وارتفع متوسط الدخل بالساعة بنسبة 0.3 في المائة خلال ديسمبر بعد زيادة بنسبة 0.4 في المائة في نوفمبر، فيما ارتفعت الأجور بنسبة 3.9 في المائة على مدار الـ12 شهراً حتى ديسمبر، مقارنة بزيادة قدرها 4 في المائة في نوفمبر.

ورغم تحسن معنويات الأعمال بعد فوز ترمب بالانتخابات في نوفمبر، وذلك بسبب التوقعات بتخفيضات ضريبية وبيئة تنظيمية أكثر مرونة، لا يتوقع الخبراء الاقتصاديون زيادة كبيرة في التوظيف على المدى القريب، ولم تظهر استطلاعات الأعمال أي مؤشرات على أن الشركات تخطط لزيادة أعداد الموظفين.

وقد انخفض معدل البطالة إلى 4.1 في المائة خلال ديسمبر، من 4.2 في المائة خلال نوفمبر. كما تم مراجعة بيانات مسح الأسر المعدلة موسمياً، التي يُشتق منها معدل البطالة، على مدار السنوات الخمس الماضية.

وقد تم تأكيد تخفيف ظروف سوق العمل من خلال الارتفاع التدريجي في عدد الأشخاص الذين فقدوا وظائفهم بشكل دائم، إلى جانب زيادة مدة البطالة التي وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ 3 سنوات تقريباً؛ حيث بلغ متوسط مدة البطالة 10.5 أسبوع في نوفمبر.

ويتماشى هذا مع مسح الوظائف الشاغرة ودوران العمالة، الذي يُظهر أن معدل التوظيف يتراجع إلى المستويات التي كانت سائدة في وقت مبكر من جائحة كوفيد-19.

وفي هذا السياق، خفض الفيدرالي في الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي بمقدار ربع نقطة مئوية أخرى إلى نطاق 4.25 في المائة -4.50 في المائة، ليصل إجمالي التخفيضات منذ بدء دورة التيسير في سبتمبر (أيلول) إلى 100 نقطة أساس. لكنه أشار إلى أنه يتوقع خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية مرتين فقط هذا العام مقارنة بالـ4 التي كانت متوقعة في سبتمبر، وذلك في ضوء قدرة الاقتصاد على التحمل واستمرار التضخم المرتفع. وكان البنك قد رفع سعر الفائدة بمقدار 5.25 نقطة مئوية في عامي 2022 و2023.

وفي رد فعل على البيانات، ارتفع الدولار بنسبة 0.5 في المائة مقابل الين ليصل إلى 158.765 ين، في حين انخفض اليورو إلى أدنى مستوياته منذ نوفمبر 2022 مقابل الدولار الأميركي، مسجلاً انخفاضاً بنسبة 0.6 في المائة ليصل إلى 1.024 دولار.

كما قفزت عوائد سندات الخزانة الأميركية طويلة الأجل إلى أعلى مستوياتها منذ نوفمبر 2023. وارتفعت عوائد سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات إلى 4.786 في المائة، بينما قفزت عوائد سندات الـ30 عاماً إلى 5.005 في المائة، مسجلتين أعلى مستوى لهما منذ نوفمبر 2023.