بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

إجمالي عدد المعاملات قفز 50 % في النصف الأول من 2024

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)
TT

بفضل النمو السكاني... توقعات باستمرار ارتفاع الطلب على العقارات السعودية

العاصمة السعودية الرياض (واس)
العاصمة السعودية الرياض (واس)

تتوقع وكالة «ستاندرد آند بورز غلوبال» للتصنيف الائتماني، أن يظل الطلب على العقارات السكنية في السعودية مرتفعاً، لا سيما في الرياض وجدة، وذلك بفضل النمو السكاني القوي بنسبة 3.3 في المائة في المتوسط خلال الفترة الممتدة بين عامي 2024 و2027.

وأوضحت الوكالة في تقرير اطلعت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أن المملكة وبقية دول مجلس التعاون الخليجي، لم تشهد تأثراً كبيراً من الصراع في الشرق الأوسط، حيث ظلت عائدات الديون مستقرة على نطاق واسع، وتدفقات السياحة قوية. ومع ذلك، إذا تصاعدت التوترات، ترجح الوكالة أن تشهد المنطقة علاوة مخاطر أعلى على الديون، وأن يتأثر كل من السياحة، والاستثمار الأجنبي المباشر، وتدفقات رأس المال؛ والمزيد من الضغط على الإنفاق الدفاعي.

وترجح «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن تظل المؤشرات الاقتصادية والنمو السكاني في السعودية قويين، حيث عدّلت الوكالة في سبتمبر (أيلول) الماضي، النظرة المستقبلية لتصنيفها السيادي للمملكة من مستقرة إلى إيجابية، مما يعكس التوقعات القوية للنمو غير النفطي في البلاد والمرونة الاقتصادية في مواجهة تقلبات أسعار النفط.

أسعار المبيعات

وشهدت مدينتا الرياض وجدة قفزة في أسعار المبيعات العقارية على أساس سنوي بنسبتي 10 و5 في المائة على التوالي في النصف الأول من عام 2024، وفقاً لتقرير ديناميكيات السوق في المملكة لشركة الاستشارات العقارية «جيه إل إل».

وبحسب مراجعة شركة «نايت فرنك» العقارية العالمية للسوق السعودية للنصف الأول من العام الحالي، لا تزال عائدات الإيجار مرتفعة، مع نمو سنوي بنسبة 9 في المائة بالرياض، و4 في المائة بجدة. وزاد إجمالي عدد المعاملات العقارية عبر جميع فئات الأصول بنسبة 38 في المائة، إلى ما يزيد قليلاً على 106.700 ألف، في حين قفزت قيمتها الإجمالية بنسبة 50 في المائة لتصل إلى 127.3 مليار ريال.

وأضافت «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن السعودية تسير على الطريق الصحيحة لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030»، بأن يصل معدل ملكية المنازل إلى 70 في المائة بحلول عام 2030، حيث بلغ 63.7 في المائة في نهاية عام 2023.

مقر وزارة البلديات والإسكان في الرياض (الشرق الأوسط)

الرهن العقاري

وتدعم الحكومة السعودية القطاع العقاري من خلال مبادرات مختلفة، حيث يساعد برنامج «سكني» التابع لوزارة البلديات والإسكان على تلبية الطلب في الرهن العقاري من السكان المحليين، بينما يوفر «صندوق التنمية العقارية» قروضاً عقارية من دون فوائد وضمانات رهن عقاري.

ومن المقرر أن تساعد أسعار الفائدة المنخفضة البنوك على جمع الأموال في أسواق رأس المال الدولية وتفريغ بعض الرهون العقارية في ميزانياتها العمومية بسرعة أكبر. وبشكل عام، يمكن أن يؤدي ذلك إلى زيادة قدرة البنوك على الإقراض. وتتوقع الوكالة أن يصل نمو الإقراض في المملكة حول 9 في المائة في 2024 - 2025، وإن كان معظمه مستمداً من مشروعات «رؤية 2030».

وتقود «الشركة السعودية لإعادة التمويل العقاري»، المملوكة لـ«صندوق الاستثمارات العامة»، تطوير قطاع التمويل العقاري في المملكة. وتتمثل مهمتها في شراء الرهون العقارية من البنوك والمؤسسات المالية الأخرى للمساعدة في خلق مساحة للإقراض الجديد. وبلغت محفظة الرهن العقاري للشركة ما يقرب من 28 مليار ريال في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، ويبلغ حجم سوق الرهن العقاري في البلاد 639.5 مليار ريال.

وتستهدف الشركة إنشاء سوق نابضة بالحياة للأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري السكني، والتي يمكن أن تجذب الاستثمار الأجنبي وتعزز سيولة النظام المصرفي. ومع ذلك، ترى «ستاندرد آند بورز» أنه لا تزال هناك تحديات؛ أهمها الحاجة إلى عملية موحدة لحبس الرهن وسوق ثانوية للأصول المحجوزة.

الوحدات السكنية

وفقاً لشركة «جيه إل إل»، فإن إجمالي مخزون الوحدات السكنية في السعودية ينمو باطراد، حيث يبلغ في الرياض 1.5 مليون بعد تسليم 16.2 ألف وحدة في النصف الأول من العام الحالي. وفي جدة، بلغ عدد الوحدات 891 ألف وحدة بعد تسليم 11.3 ألف وحدة.

وتتوقع «ستاندرد آند بورز» أن يرتفع عدد الوحدات بمقدار 16 ألف وحدة أخرى في الرياض وجدة خلال النصف الثاني من عام 2024، مدفوعاً بالهجرة المحلية إلى المراكز الحضرية الكبيرة مما يدعم الطلب القوي.


مقالات ذات صلة

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

الاقتصاد جناح سلطنة عمان في معرض «سيتي سكيب العالمي 2024» بالرياض (وزارة الإسكان العمانية)

سلطنة عمان تعرض مشروعات استثمارية في معرض «سيتي سكيب» بالرياض

عرضت سلطنة عمان خلال مشاركتها في أكبر معرض عقاري عالمي، «سيتي سكيب 2024» الذي يختتم أعماله الخميس في الرياض، مشروعاتها وفرصها الاستثمارية الحالية والمستقبلية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ارتفعت الإيجارات السكنية بنسبة 11 % في أكتوبر (واس)

التضخم في السعودية يسجل 1.9 % في أكتوبر على أساس سنوي

ارتفع معدل التضخم السنوي في السعودية إلى 1.9 في المائة خلال شهر أكتوبر على أساس سنوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد زوار يطلعون على أحد مشاريع الشركة الوطنية للإسكان في معرض «سيتي سكيب العالمي» (الشرق الأوسط)

«سيتي سكيب»... تحالفات محلية ودولية لرفع كفاءة العقار بالسعودية

شهد معرض «سيتي سكيب العالمي»، المقام حالياً في الرياض، عدداً من التحالفات المحلية والدولية ضمن الشركات المجتازة لبرنامج «الدعم والتمكين للتطوير العقاري».

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد مبانٍ سكنية في شنغهاي (رويترز)

الصين تكشف عن حوافز ضريبية لإنعاش قطاع العقارات المتعثر

كشفت الصين، الأربعاء، عن حوافز ضريبية على معاملات المساكن والأراضي بهدف دعم سوق العقارات المتضررة من الأزمة من خلال زيادة الطلب.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد خلال توقيع أمانة القصيم العقود الاستثمارية في معرض "سيتي سكيب" (واس)

4 مليارات دولار صفقات اليوم الثاني لـ«سيتي سكيب العالمي» في الرياض

شهدت فعاليات اليوم الثاني لمعرض «سيتي سكيب العالمي 2024» توقيع اتفاقيات وإطلاقات لمشاريع استثمارية تبلغ قيمتها الإجمالية نحو 15 مليار ريال (4 مليارات دولار).

بندر مسلم (الرياض)

محافظ «المركزي السعودي»: دور المملكة مهم في دعم تعافي الاقتصاد العالمي

خلال اجتماع قادة «مجموعة العشرين» في البرازيل (رويترز)
خلال اجتماع قادة «مجموعة العشرين» في البرازيل (رويترز)
TT

محافظ «المركزي السعودي»: دور المملكة مهم في دعم تعافي الاقتصاد العالمي

خلال اجتماع قادة «مجموعة العشرين» في البرازيل (رويترز)
خلال اجتماع قادة «مجموعة العشرين» في البرازيل (رويترز)

أكد محافظ البنك المركزي السعودي «ساما» أيمن السياري أن المملكة تقوم بدورٍ مهم في دعم استمرار تعافي الاقتصاد العالمي والحفاظ على الاستقرار المالي، إلى جانب مشاركتها الفعالة تجاه القضايا المطروحة خلال رئاسة البرازيل لقمة «مجموعة العشرين».

وقال السياري إن ذلك يأتي لضمان تحقيق أهداف هذه القمة، وتعزيز التعاون متعدد الأطراف لمعالجة التحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي مثل تباطؤ النمو، وارتفاع مستويات الدين العالمي، بحسب تصريحه لوكالة الأنباء السعودية.

وأضاف أن المملكة تسعى من خلال مشاركتها في «مجموعة العشرين» إلى تعزيز مصالحها، وتعزيز الاستقرار الاقتصادي العالمي وتحديداً للدول الإقليمية؛ كونها الدولة العربية الوحيدة العضو في المجموعة.

تعافي الاقتصاد العالمي

وأكمل السياري أن هذه القمة تأتي استكمالاً للجهود الكبيرة التي بُذلت خلال رئاسة المملكة لقمة «مجموعة العشرين» في عام 2020، المتمثلة في دعم تعافي الاقتصاد العالمي، وتعزيز الشمول المالي، والحفاظ على الاستقرار المالي، ودعم الدول منخفضة الدخل في مواجهة آثار جائحة «كورونا».

وبيّن السياري أن من أهم القضايا الحالية التي تُناقش من قبل الدول الأعضاء تتمثل في مسألة تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، ومعدلات التضخم المرتفعة، وارتفاع مستويات الدين العالمي، والتباين في السياسات الاقتصادية بين الدول.

وأشار إلى أن البنك المركزي السعودي شارك إلى جانب وزارة المالية، في اجتماعات لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية لدول «مجموعة العشرين» خلال الرئاسة البرازيلية هذا العام، وتمت مناقشة أبرز الأعمال والمخرجات التي تخص المسار المالي مع دولة الرئاسة ودول المجموعة، ولا سيما تشريعات القطاع المالي والشراكة العالمية للشمول المالي والتمويل المستدام.

معالجة الديون

وأوضح السياري أن مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون من قبل «مجموعة العشرين» تعد الأبرز خلال رئاسة المملكة للمجموعة عام 2020، التي تهدف إلى تخفيف الديون عن الدول الأكثر احتياجاً؛ حيث تعاظمت أهميتها بسبب زيادة مستويات الديون السيادية للدول إلى آفاق غير مسبوقة، الأمر الذي يعزز أهمية معالجة الديون في البلدان منخفضة الدخل التي تمر بضائقة ديون عالية.

وأضاف: «من هذا المنطلق فقد دعمت المملكة جهود تطبيق مبادرة الإطار المشترك لمعالجة الديون لمواجهة التحديات التي تفرضها الديون على الاستدامة المالية واستقرار الاقتصاد الكلي».

وحول ارتباط مستهدفات «رؤية 2030» بأهداف «مجموعة العشرين»، أكد السياري أنها تتسق فيما بينها، خاصة ما يتعلق بتحقيق الاستقرار المالي والتنمية المستدامة من خلال تطوير الأسواق المالية والحد من المخاطر، وبحث أفضل الممارسات الدولية التي تعزز من استقرار القطاع المالي وتدعم تنوع خدماته ومنتجاته للانتقال نحو اقتصادات مستدامة؛ بما يتماشى مع الظروف والاحتياجات والأولويات الوطنية، إضافة إلى تطوير قطاع التقنية المالية من خلال تحديث الأطر التنظيمية وتحسين القواعد الحالية، إلى جانب رفع مستوى الشمول والوعي المالي من خلال إتاحة وصول الأفراد والمنشآت إلى الخدمات والمنتجات المالية المرخصة، ودمجها في النظام المالي، وضمان حماية العملاء والإشراف على عدالة التعاملات وشفافيتها.