منتدى الطاقة الدولي: نمو قطاع النقل يعقد مسار التنمية المستدامة

سيارات تنتظر بإشارة المرور في شنغهاي (رويترز)
سيارات تنتظر بإشارة المرور في شنغهاي (رويترز)
TT

منتدى الطاقة الدولي: نمو قطاع النقل يعقد مسار التنمية المستدامة

سيارات تنتظر بإشارة المرور في شنغهاي (رويترز)
سيارات تنتظر بإشارة المرور في شنغهاي (رويترز)

من المتوقع أن تساهم الاتجاهات الديموغرافية العالمية المتسارعة في دفع الطلب على الطاقة في قطاع النقل والتنقل خلال العقود المقبلة، مما يطرح تحديات كبيرة وفرصاً واعدة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وفقاً لتقرير جديد نشره منتدى الطاقة الدولي(IEF).

ويمثل قطاع النقل والتنقل أكثر من 50 في المائة من إجمالي الطلب العالمي على النفط، و23 في المائة من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالطاقة، لذا فإن التوجهات المستقبلية لهذا القطاع تُعد محورية في مسيرة تحقيق الأهداف العالمية للاستدامة.

وفي هذا السياق، قال جوزيف ماكمونيغل، الأمين العام لمنتدى الطاقة الدولي: «إن الطلب المتزايد على وسائل النقل والتنقل يُعد مؤشراً رئيسياً لتحسن مستويات المعيشة حول العالم، لكنه في الوقت نفسه يمثل تحدياً كبيراً في مسار تحقيق أهداف الاستدامة، خاصة في قطاعات النقل بالشاحنات طويلة المسافات، والشحن البحري، والطيران، حيث لا يعد التحول الكامل إلى الكهرباء خياراً عملياً بعد».

وأضاف ماكمونيغل: «من الضروري أن تحفز الحكومات تبني الوقود الحيوي من الجيل التالي، وتعزيز تبادل أرصدة الكربون، وتطوير تقنيات المحركات ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة، بهدف توجيه قطاع النقل نحو حلول أكثر استدامة».

ووفقاً للتقرير الذي أعده محلل الطاقة في منتدى الطاقة الدولي، علي السماوي، فإن الطلب على النقل الجوي ووقود الطائرات من المتوقع أن يرتفع بنسبة 70 في المائة بحلول عام 2050. كما يُتوقع أن تصل نسبة المركبات الكهربائية (EV) إلى 23 في المائة من إجمالي المركبات في العالم بحلول عام 2035. ومع ذلك، تظل قطاعات النقل بالشاحنات طويلة المدى، والشحن البحري، والطيران، ممثلة تحديات كبيرة في مسار تحقيق الاستدامة، حيث سيعتمد تقليص الانبعاثات في هذه القطاعات على تحسين الكفاءة، ودمج النفط مع الوقود منخفض الكربون، إضافة إلى تداول أرصدة الكربون.

من جهة أخرى، من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة في قطاع النقل والتنقل بشكل ملحوظ في العقود المقبلة، حيث تتراوح تقديرات الطلب في عام 2050 بين 50 إلى 70 مليون برميل مكافئ من النفط يومياً. وتُظهر هذه التفاوتات في التقديرات اختلاف الآراء بشأن سرعة انتشار المركبات الكهربائية، ومدى تأثير الوقود منخفض الكربون في استبدال أو تكملة المنتجات البترولية.

وبحلول عام 2050، يُتوقع أن ينمو النقل البري في الكيلومترات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بنسبة 90 في المائة، وفي جنوب شرقي آسيا بنسبة 100 في المائة، وفي منطقة أفريقيا جنوب الصحراء بنسبة 200 في المائة مقارنة بمستويات عام 2019، وذلك نتيجة للنمو الاقتصادي، وزيادة التجارة، والتوسع الحضري.

وسيشهد انتشار المركبات الكهربائية تركيزاً رئيسياً في الصين والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي. وفي المقابل، في الدول التي تشهد أكبر نمو اقتصادي وديموغرافي، سيظل انتشار المركبات الكهربائية يتراوح بين أقل من 1 في المائة في عام 2020 إلى أقل من 8 في المائة في عام 2035، وهو ما قد يُعيق الجهود المبذولة للحد من الانبعاثات في قطاع النقل الذي شهد زيادة بنسبة أكثر من 70 في العالم في انبعاثاته منذ عام 1995.

وأشار التقرير إلى أن القيود التجارية المفروضة على المركبات الكهربائية وأجزائها الأساسية قد تؤخر جهود إزالة الكربون، لكنها في المقابل قد تدعم تطوير الصناعات النظيفة المحلية وتعزيز قدرات التصنيع المحلية.

وفي الختام، أكد التقرير على أن «النهج المتوازن بين السياسة التجارية، والسياسات البيئية، والصناعية النظيفة يعد أمراً بالغ الأهمية لضمان استدامة الطلب المتزايد على الطاقة في قطاع النقل في المستقبل».


مقالات ذات صلة

قطاع الطاقة الأميركي يعد قائمة أمنيات لإدارة ترمب الجديدة

الاقتصاد صورة جوية لمصفاة النفط التابعة لشركة «إكسون موبيل» في تكساس (رويترز)

قطاع الطاقة الأميركي يعد قائمة أمنيات لإدارة ترمب الجديدة

مع اقتراب تولّي الرئيس المنتخب دونالد ترمب منصبه بعد شهرين، أصبح بمقدوره تنفيذ وعوده الانتخابية. في حين يعمل التنفيذيون في قطاع الطاقة على صياغة مقترحات جديدة.

«الشرق الأوسط» (هيوستن (الولايات المتحدة))
الاقتصاد وزير الطاقة السعودي مع رؤساء أذربيجان وأوزبكستان وكازاخستان (موقع الوزارة)

على هامش «كوب 29»... السعودية توقع برنامجاً للتعاون مع أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان

وقّعت السعودية برنامجاً تنفيذياً مشتركاً مع أذربيجان وكازاخستان وأوزبكستان لتعزيز التعاون المشترك في مجالات تطوير ونقل الطاقة المتجددة.

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد شاحنات صهاريج البنزين خارج مصنع لتكرير النفط في روسيا (رويترز)

روسيا تستعد لرفع حظر تصدير البنزين

نقلت «وكالة إنترفاكس للأنباء» عن وزير الطاقة الروسي سيرغي تسيفيليف قوله إن الوزارة تعتقد أنه من الممكن رفع القيود المفروضة على صادرات البنزين لأن الأسعار مستقرة

«الشرق الأوسط» (موسكو)
الاقتصاد شعار شركة «سيمنس إنرجي» في «بورصة فرنكفورت»... (رويترز)

ارتفاع إيرادات «سيمنس إنرجي» يقلص خسائرها في الربع الرابع

قالت شركة «سيمنس إنرجي» إن الإيرادات ربع السنوية ارتفعت 16.6 في المائة لتصل إلى 10.35 مليار دولار مقابل 9.05 مليار دولار في العام السابق، بدعم نمو الإيرادات.

منصات لاستخراج النفط في بحر الشمال (رويترز)

«شل» و«إكوينور» تقاومان تحديات مشروعات النفط والغاز في بحر الشمال

حثّت شركتا «شل» و«إكوينور» محكمة أسكوتلندية على تأييد موافقة بريطانيا على تطوير حقلين كبيرين للنفط والغاز في بحر الشمال، في حين حاول نشطاء بيئيون منع المشروعين.

«الشرق الأوسط» (لندن)

«مصدر» و«سوكار» و«أكوا باور» تستكشف فرص مشاريع طاقة رياح بحرية

وقّع مذكرة التفاهم روفشان نجف رئيس شركة «سوكار» وعبد العزيز العبيدلي الرئيس التنفيذي للعمليات بـ«مصدر» وماركو آرتشيلي الرئيس التنفيذي لـ«أكوا باور» (الشرق الأوسط)
وقّع مذكرة التفاهم روفشان نجف رئيس شركة «سوكار» وعبد العزيز العبيدلي الرئيس التنفيذي للعمليات بـ«مصدر» وماركو آرتشيلي الرئيس التنفيذي لـ«أكوا باور» (الشرق الأوسط)
TT

«مصدر» و«سوكار» و«أكوا باور» تستكشف فرص مشاريع طاقة رياح بحرية

وقّع مذكرة التفاهم روفشان نجف رئيس شركة «سوكار» وعبد العزيز العبيدلي الرئيس التنفيذي للعمليات بـ«مصدر» وماركو آرتشيلي الرئيس التنفيذي لـ«أكوا باور» (الشرق الأوسط)
وقّع مذكرة التفاهم روفشان نجف رئيس شركة «سوكار» وعبد العزيز العبيدلي الرئيس التنفيذي للعمليات بـ«مصدر» وماركو آرتشيلي الرئيس التنفيذي لـ«أكوا باور» (الشرق الأوسط)

أعلنت شركة أبوظبي لطاقة المستقبل «مصدر» الإماراتية توقيع مذكرة تفاهم مع كل من «سوكار جرين»؛ وهي شركة فرعية مخصصة للمشاريع المستدامة، مملوكة بالكامل من قِبل شركة النفط الوطنية في أذربيجان «سوكار»، وشركة «أكوا باور»؛ بهدف تطوير مشاريع طاقة رياح بحرية بقدرة 3.5 غيغاواط في القسم الأذربيجاني من بحر قزوين.

ووفق المعلومات، الصادرة اليوم، ستعمل هذه المذكرة على تطوير أول مشاريع طاقة الرياح البحرية في أذربيجان، وستدعم خطط الدولة لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة، والهيدروجين الأخضر، وتحلية المياه.

وبموجب الاتفاقية، سيعمل الشركاء وفق خريطة طريق مؤسسية لتحديد مراحل التطوير الرئيسة لإنشاء مشاريع طاقة رياح بحرية في أذربيجان.

وقال محمد الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة «مصدر»: «تُعدّ أذربيجان سوقاً استراتيجية رئيسية لشركة (مصدر)، ويمهد توقيع مذكرة التفاهم مع شركائنا، اليوم، الطريق نحو تسريع تحقيق أهداف ورؤية أذربيجان للطاقة النظيفة».

من جهته، قال ماركو آرتشيلي: «تدعم هذه الشراكة طموحات أذربيجان في تحقيق صافي انبعاثات صفرية، وتجسد مثالاً قوياً للتعاون في صناعتنا. مع استضافة أذربيجان مؤتمر (كوب29)، ستشكل قيادة هذه البلاد في مجال الطاقة المتجددة، بما في ذلك طاقة الرياح البحرية، ركيزة محورية في تشكيل أجندة الاستدامة العالمية».

من جانبه، قال روفشان نجف: «تمثل هذه الاتفاقية خطوة مهمة متقدمة في رحلتنا نحو مستقبل الطاقة المستدامة. فمن خلال الاستفادة من الخبرات المشتركة لكل من شركة سوكار ومصدر وأكوا باور، فإننا نتطلع إلى توظيف الإمكانات الهائلة لطاقة الرياح البحرية في بحر قزوين، ودعم أهداف تحول قطاع الطاقة في أذربيجان، حيث تؤكد هذه المشاريع التزامنا بتعزيز قطاع الطاقة النظيفة، ودفع عجلة النمو الاقتصادي، وجهودنا للمحافظة على البيئة للأجيال القادمة».

وستسهم مشاريع طاقة الرياح البحرية الجديدة في تعزيز أنشطة «مصدر» بأذربيجان، وتنمية محفظة مشاريع الطاقة المتجددة في البلاد، والتي تشمل محطة «كاراداغ» للطاقة الشمسية بقدرة 230 ميغاواط، ومحطة «نيفتشالا» للطاقة الشمسية بقدرة 315 ميغاواط، ومحطة «بيلاسوفار» للطاقة الشمسية بقدرة 445 ميغاواط، والتي جرى تطويرها بالتعاون مع «سوكار جرين»، بالإضافة إلى محطة «خيزي-أبشيرون» لطاقة الرياح بقدرة 240 ميغاواط، والتي تُطورها شركة «أكوا باور».

وتهدف هذه المشاريع إلى تعزيز أمن الطاقة، وتوفير فرص العمل، ودفع عجلة النمو الاقتصادي المستدام في أذربيجان. كما تنسجم هذه الجهود مع التزام ائتلاف الشركات بدعم جهود أذربيجان لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050.