الدولار يحقق أعلى مستوى في 4 أشهر

ترمب يعزز قوة العملة الأميركية بتهديدات الرسوم الجمركية على الصين وأوروبا

تُفحص وتُطوى وتُعبأ أوراق الدولار خلال عملية الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)
تُفحص وتُطوى وتُعبأ أوراق الدولار خلال عملية الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)
TT

الدولار يحقق أعلى مستوى في 4 أشهر

تُفحص وتُطوى وتُعبأ أوراق الدولار خلال عملية الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)
تُفحص وتُطوى وتُعبأ أوراق الدولار خلال عملية الإنتاج بمكتب النقش والطباعة في واشنطن (رويترز)

ارتفع الدولار الأميركي إلى أعلى مستوى له في 4 أشهر مقابل العملات الرئيسية يوم الثلاثاء، وواصلت عملة «بتكوين» تحقيق أرقام قياسية جديدة، واستمر المستثمرون في التوجه نحو الأصول التي يُتوقع أن تستفيد من الإدارة المقبلة للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب.

وانخفض اليورو إلى أدنى مستوى له في 7 أشهر، بينما تراجع اليوان إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من 3 أشهر، في ظل وجود أوروبا والصين ضمن الأهداف المحتملة لفرض الرسوم الجمركية من قبل ترمب، وفق «رويترز».

وارتفع مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس العملة مقابل 6 عملات رئيسية، بنسبة 0.34 في المائة، ليصل إلى 105.78، قريباً من أعلى مستوى له منذ أوائل يوليو (تموز) الماضي.

وفي تعليق له، قال رئيس «استراتيجية الفوركس (بيع وتحويل العملات)» في شركة «آر بي سي كابيتال ماركتس»، أَلْفِين تان: «السوق مستمرة في دفع الأسهم الأميركية، وأسعار الفائدة، والدولار، إلى مستويات أعلى». وأضاف: «اليوم، ربما يكون الدافع هو التقارير التي تشير إلى أن ترمب يعتزم تعيين السيناتور ماركو روبيو، والنائب مايك والتز، مسؤولَين رئيسيين في السياسة الخارجية، وهما معروفان بتشدد مواقفهما تجاه الصين».

وكشفت مصادر، يوم الاثنين، لـ«رويترز» عن أن ترمب ربما يعين السيناتور ماركو روبيو وزيراً للخارجية، وهو الخيار الأكثر تشدداً بين المرشحين. كما يُتوقع أن يصبح النائب الجمهوري مايك والتز، المنتقد الشرس للصين، مستشار الأمن القومي.

وأضاف تان: «هذا يشير إلى أن ترمب جاد في تنفيذ بعض من مقترحاته السياسية الصارمة».

وأنهى اليوان الجلسة الداخلية عند 7.2378 مقابل الدولار، وهو أدنى إغلاق له منذ 1 أغسطس (آب) الماضي.

كما تراجع الدولار الأسترالي بنسبة 0.44 في المائة إلى 0.6545 دولار أميركي، متأثراً بتوقعات الاقتصاد الصيني؛ أكبر شريك تجاري لأستراليا.

وهبط اليورو إلى 1.0617 دولار يوم الثلاثاء، وهو أدنى مستوى له منذ أواخر أبريل (نيسان) الماضي، وكان آخر تداول له منخفضاً بنسبة 0.26 في المائة عند 1.0627 دولار.

وكان ترمب قد حذر بأن منطقة اليورو «ستدفع ثمناً باهظاً» لعدم شراء ما يكفي من الصادرات الأميركية، مستهدفاً قطاع السيارات بشكل خاص. كما هدد الصين بفرض رسوم جمركية شاملة تصل إلى 60 في المائة.

وقد أثرت سياسات ترمب المحتملة، مثل الرسوم الجمركية التضخمية وما يتعلق بالهجرة، على الأسواق، فقللت من احتمالية خفض أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة من قبل «بنك الاحتياطي الفيدرالي» الأميركي في 18 ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إلى 69 في المائة، بعد أن كانت 80 في المائة قبل أسبوع، وفقاً لأداة «فيد ووتش».

كما تأثر اليورو بضغوط إضافية جراء حالة عدم اليقين السياسي في أكبر اقتصادات منطقة اليورو؛ ألمانيا. حيث انضم حزب الخضر، الشريك المتبقي في ائتلاف المستشار أولاف شولتز، يوم الاثنين، إلى الدعوات المعارضة إجراء تصويت برلماني مبكر تمهيداً لإجراء انتخابات عامة.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة 0.38 في المائة إلى 1.2822 دولار بعد أن أظهرت البيانات تباطؤ نمو الأجور في المملكة المتحدة وارتفاع معدل البطالة، متأثرَين أيضاً بالصعود القوي للدولار.

كما ارتفع الدولار الأميركي بنسبة 0.15 في المائة إلى 153.94 ين ياباني. وكانت العملة اليابانية سجلت الأسبوع الماضي أدنى مستوى لها في 3 أشهر عند 154.715 ين مقابل الدولار.


مقالات ذات صلة

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما تراجعت عوائد السندات الأميركية والدولار عن أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رزم من أوراق الدولار الأميركي في متجر لصرف العملات في سيوداد خواريز بالمكسيك (رويترز)

الدولار يسجل أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من شهر

سجل الدولار أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة بدعم من توقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد سبائك ذهبية بمصنع «أرغور-هيرايوس» في ميندريسو بسويسرا (رويترز)

الذهب يواجه أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من 3 سنوات

انخفض الذهب، يوم الجمعة، وكان في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من 3 سنوات، متأثراً بارتفاع الدولار الأميركي وسط التوقعات بتقليص أقل لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات عالمية في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي في تورنتو (رويترز)

ارتفاع الدولار يعمّق خسائر العملات الآسيوية وأسواق الأسهم الناشئة تحت الضغط

استمرت العملات الآسيوية في التراجع، يوم الخميس، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوى له في عام، مدفوعاً بالزخم الناتج عن فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

لاغارد تجدد دعوتها لتعزيز التكامل الاقتصادي في أوروبا

رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
TT

لاغارد تجدد دعوتها لتعزيز التكامل الاقتصادي في أوروبا

رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)
رئيسة المركزي الأوروبي كريستين لاغارد خلال اجتماع غير رسمي لقادة الاتحاد الأوروبي في بودابست 8 نوفمبر 2024 (أ.ف.ب)

جدّدت رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، دعوتها لتعزيز التكامل الاقتصادي في أوروبا يوم الجمعة، مشيرة إلى أن تصاعد التوترات التجارية العالمية والفجوة التكنولوجية المتزايدة مع الولايات المتحدة تفرض ضرورة ملحة للعمل.

وكان الرئيس المنتخب للولايات المتحدة، دونالد ترمب، قد تعهد بفرض رسوم جمركية على معظم الواردات، وهدّد بأن أوروبا ستدفع ثمناً باهظاً جراء الفائض التجاري الكبير الذي استمر لعقود بين الجانبين، وفق «رويترز».

وقالت لاغارد: «لقد أصبح المناخ الجيوسياسي أقل تفاؤلاً، مع ازدياد التهديدات للتجارة الحرة من مختلف أنحاء العالم»، دون أن تشير بشكل مباشر إلى ترمب. وأضافت أن «الحاجة إلى دمج أسواق رأس المال الأوروبية أصبحت أكثر إلحاحاً».

ورغم أن أوروبا حقّقت بعض التقدم في هذا المجال، فإن الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي غالباً ما تقوم بتخفيف المقترحات لحماية مصالحها الوطنية، ما يؤدي إلى إضعاف الاتحاد كله.

وأوضحت لاغارد أن ذلك يتسبب في سحب مئات المليارات، إن لم يكن تريليونات اليورو، من الاقتصاد؛ حيث تحتفظ الأسر الأوروبية بنحو 11.5 تريليون يورو نقداً وودائع، لكنّ جزءاً كبيراً من هذه الأموال لا يصل إلى الشركات التي تحتاج إلى التمويل.

وأشارت إلى أنه إذا تمكنت الأسر الأوروبية من محاذاة نسبة ودائعها إلى الأصول المالية مع نظيرتها الأميركية، فإن ذلك سيؤدي إلى توجيه ما يصل إلى 8 تريليونات يورو نحو الاستثمارات طويلة الأجل المعتمدة على الأسواق، أو تدفق نحو 350 مليار يورو سنوياً.

وأضافت أنه عند دخول هذه الأموال فعلاً إلى أسواق رأس المال، فإنها غالباً ما تبقى داخل الحدود الوطنية أو تنتقل إلى الولايات المتحدة بحثاً عن عوائد أفضل.

لذلك، أكدت لاغارد أن أوروبا بحاجة إلى خفض تكاليف الاستثمار في أسواق رأس المال ويجب تبسيط النظام التنظيمي لتسهيل تدفق الأموال إلى الأماكن التي تحتاج إليها بشدة.

وأشارت إلى أن حلاً محتملاً قد يكون عبر إنشاء نظام تنظيمي موحد على مستوى الاتحاد الأوروبي، يتجاوز الأنظمة الوطنية الـ27، بحيث يتمكن بعض المصدرين من اختيار الانضمام إلى هذا الإطار.

وقالت: «لتجاوز العملية المعقدة لتوحيد الأنظمة التنظيمية، يمكننا تصور إنشاء النظام التنظيمي الـ28 للمصدرين للأوراق المالية، ما سيمكنهم من الاستفادة من قانون موحد للشركات والأوراق المالية، ما يسهّل عمليات الاكتتاب والحيازة والتسوية عبر الحدود».

ومع ذلك، أكدت لاغارد أن هذا لن يحل المشكلة الأساسية المتمثلة في قلة الشركات المبتكرة الناشئة في أوروبا، وهو ما يرجع جزئياً إلى نقص التمويل. لذا، يجب على أوروبا تسهيل تدفق الاستثمارات إلى رأس المال المغامر، وكذلك تبسيط حصول البنوك على التمويل اللازم لدعم الشركات الناشئة.