تراجع نمو الأجور في بريطانيا لأدنى مستوى منذ عامين بالربع الثالث

الجنيه الإسترليني يسجل أدنى قيمة في 3 أشهر

ركاب يعبرون جسر لندن بينما يظهر أفق لندن (رويترز)
ركاب يعبرون جسر لندن بينما يظهر أفق لندن (رويترز)
TT

تراجع نمو الأجور في بريطانيا لأدنى مستوى منذ عامين بالربع الثالث

ركاب يعبرون جسر لندن بينما يظهر أفق لندن (رويترز)
ركاب يعبرون جسر لندن بينما يظهر أفق لندن (رويترز)

أظهرت البيانات الرسمية الصادرة يوم الثلاثاء أن نمو الأجور في المملكة المتحدة، باستثناء المكافآت، سجل تراجعاً في الربع الثالث من العام، ليصل إلى أدنى مستوى له منذ أكثر من عامين، وهو ما يعزز من توقعات بنك إنجلترا بتراجع ضغوط التضخم كما يأمل.

وأشار المكتب الوطني للإحصاء إلى أن متوسط الأجور الأسبوعية في المملكة المتحدة، باستثناء المكافآت، ارتفع بنسبة 4.8 في المائة في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر (أيلول) مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي. ويعد هذا أضعف معدل نمو منذ يونيو (حزيران) 2022، وفق «رويترز».

وكان معظم خبراء الاقتصاد الذين استطلعت «رويترز» آراءهم توقعوا نمو الأجور المنتظم بنسبة 4.7 في المائة، وهو ما يتماشى مع توقعات بنك إنجلترا للربع الثالث من العام الماضي.

وكان بنك إنجلترا قد قام بتخفيض أسعار الفائدة الأسبوع الماضي للمرة الثانية فقط منذ عام 2020، مشيراً إلى أن أي تخفيضات مستقبلية من المرجح أن تكون تدريجية، حيث يتوقع أن تؤدي أول موازنة حكومية بريطانية إلى زيادة التضخم والنمو الاقتصادي.

وفي القطاع الخاص، سجل نمو الأجور المنتظمة - الذي يعتبر مقياساً رئيسياً لضغوط التضخم بالنسبة لبنك إنجلترا - ارتفاعاً أيضاً بنسبة 4.8 في المائة في الأشهر الثلاثة المنتهية في سبتمبر، وهو ما يتماشى مع توقعات البنك المركزي.

وفي مؤشر آخر على تراجع ضغوط سوق العمل، انخفض عدد الوظائف الشاغرة إلى أدنى مستوى له منذ مايو (أيار) 2021.

وهبط الجنيه الإسترليني إلى أدنى مستوياته في ثلاثة أشهر بعد هذه البيانات، بالإضافة إلى الضغوط التي تشعر بها العملات بسبب صعود الدولار بعد فوز دونالد ترمب في الانتخابات الأميركية.

وانخفض الجنيه الإسترليني بنسبة تصل إلى 0.5 في المائة إلى 1.2806 دولار، وهو أدنى مستوى له منذ 15 أغسطس (آب)، خلال التداولات الأوروبية المبكرة. وفي آخر تداول له، تراجع الجنيه بنسبة 0.44 في المائة إلى 1.2814 دولار.

كما تراجع الجنيه الإسترليني مقابل اليورو، حيث ارتفع اليورو بنسبة 0.2 في المائة إلى 82.97 بنس.

وقال كبير الاقتصاديين البريطانيين في شركة «كابيتال إيكونوميكس»، بول ديلز: «يشير التراجع في الأجور المنتظمة في القطاع الخاص إلى أن بنك إنجلترا سيواصل خفض أسعار الفائدة بشكل تدريجي». وأضاف: «لا يوجد ما يشير هنا إلى أن بنك إنجلترا يجب أن يقلق من أن التسهيل في سوق العمل والتباطؤ في نمو الأجور الأساسية قد انتهيا».

وانخفض الجنيه الإسترليني بنحو 1.1 في المائة منذ الانتخابات، لكنه حقق أداءً أفضل من اليورو الذي تراجع بنحو 2.8 في المائة. وكانت بريطانيا قد صوتت لمغادرة الاتحاد الأوروبي في 2016، وغادرت في 2020، وكان لديها فائض تجاري صغير في السلع مع الولايات المتحدة في منتصف عام 2024.


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

الاقتصاد مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
TT

ألمانيا تحذر ترمب من تداعيات الرسوم الجمركية على الاقتصاد

سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)
سفينة تابعة لشركة شحن صينية في محطة حاويات بميناء هامبورغ الألماني (رويترز)

أعرب وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، ومرشح حزب «الخضر» لمنصب المستشار، عن اعتقاده بأن ألمانيا والاتحاد الأوروبي على استعداد جيد للتعامل مع رئاسة دونالد ترمب الجديدة، لكنه حذر ترمب من أن الرسوم الجمركية سلاح ذو حدين، وسيضر الاقتصاد الكلي.

وقال هابيك، نائب المستشار الألماني، وفق «وكالة الأنباء الألمانية»: «أقول إنه يتعين علي وأريد أن أواصل العمل بشكل وثيق مع الولايات المتحدة. لكن إذا تصرفت الإدارة الأميركية الجديدة بطريقة قاسية، فسنرد بشكل جماعي وبثقة بوصفنا اتحاداً أوروبياً».

يذكر أن الاتحاد الأوروبي مسؤول عن السياسة التجارية للدول الأعضاء به والبالغ عددها 27 دولة.

وهدد الرئيس الأميركي المنتخب ترمب بفرض رسوم جمركية بنسبة 60 في المائة على جميع البضائع الصينية وما يتراوح بين 10 في المائة و20 في المائة على الواردات من دول أخرى، ومن بينها الاتحاد الأوروبي، والتي ستشمل السيارات الألمانية الصنع، وهي صناعة رئيسية.

وقال هابيك إنه سيتم التوضيح للولايات المتحدة، من خلال الحوار البناء مع الاتحاد الأوروبي، أن العلاقات التجارية الجيدة تعود بالنفع على الجانبين، إلا أن ألمانيا والاتحاد الأوروبي بحاجة إلى إظهار قوتهما.

وأضاف هابيك: «ردي على ترمب ليس بالخضوع، ولكن بالثقة بقوتنا. ألمانيا قوية وأوروبا قوية».

كانت دراسة أجرتها شركة «بي دبليو سي» لمراجعة الحسابات، قد أظهرت أن اختيار دونالد ترمب رئيساً للولايات المتحدة، يُشكل تحدياً لصناعة الشحن الألمانية.

وكشفت الدراسة عن أن 78 في المائة من ممثلي الصناعة يتوقعون تداعيات سلبية من رئاسة ترمب، بينما يتوقع 4 في المائة فقط نتائج إيجابية. واشتمل الاستطلاع على ردود من 124 من صنّاع القرارات في قطاع الشحن.

وتمحورت المخاوف حول احتمالية زيادة الحواجز التجارية، وتراجع حجم النقل تحت قيادة ترمب.

كما ألقت الدراسة الضوء على الأزمة الجارية في البحر الأحمر، حيث تهاجم جماعة الحوثي اليمنية المدعومة من إيران السفن التجارية بطائرات مسيّرة وصواريخ.

وبدأت هجمات الحوثيين في البحر الأحمر في 19 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وتقول الجماعة إنها تستهدف السفن الإسرائيلية، والمرتبطة بإسرائيل، أو تلك المتوجهة إليها، وذلك نصرة للشعب الفلسطيني في غزة.

وتجنبت عدة شركات شحن قد شملها الاستطلاع، البحر الأحمر خلال فترة الاستطلاع الذي أجري من مايو (أيار) إلى يونيو (حزيران)، فيما لا تزال ثلاث شركات من أصل 72 شركة تبحر عبر المسار بشكل نموذجي، تعمل في المنطقة.

ووفقاً للدراسة، فإن 81 في المائة من الشركات لديها اعتقاد بأن الأسعار سوف تواجه ضغوطاً هبوطية في حال كانت مسارات النقل في البحر الأحمر تعمل بشكل سلس.