بسبب الطلب الضعيف... توقعات بتراجع ​​إنتاج التكرير في الصين لبقية العام

رجل عند مَخرج مصفاة شركة «تشامبرود» للبتروكيميائيات في بينزهو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
رجل عند مَخرج مصفاة شركة «تشامبرود» للبتروكيميائيات في بينزهو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
TT

بسبب الطلب الضعيف... توقعات بتراجع ​​إنتاج التكرير في الصين لبقية العام

رجل عند مَخرج مصفاة شركة «تشامبرود» للبتروكيميائيات في بينزهو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)
رجل عند مَخرج مصفاة شركة «تشامبرود» للبتروكيميائيات في بينزهو بمقاطعة شاندونغ الصينية (رويترز)

من المتوقع أن تُخفض المصافي الصينية إنتاج الوقود لبقية العام، وتحافظ على معدلات تشغيل أقل، في الربع الأول من عام 2025، على الرغم من ارتفاع الطلب الموسمي، حيث تظل هوامش الربح واستهلاك الوقود في النقل البري ضعيفين.

ومن المتوقع أن يحدّ انخفاض إنتاج التكرير في الصين، التي تمتلك أكبر طاقة في العالم وفقاً للمراجعة الإحصائية للطاقة العالمية، الواردات من قِبل أكبر مشترٍ للنفط الخام في العالم، وقد يؤدي إلى تقليص إمدادات الوقود المحلية ودعم الأسعار.

وقال يي لين، المحلل في بكين، إن شركة الاستشارات «ريستاد إنرجي» خفّضت توقعاتها لإجمالي إنتاج التكرير في الصين إلى 14.7 مليون برميل يومياً للربع الرابع، من 15 مليون برميل يومياً سابقاً، بعد أن خفّضت بعض المصافي التشغيل وسط ضعف الطلب، دون تسمية المصافي.

وتتوقع المحللة إيما لي، من «فورتيكسا»، أن ينخفض ​​إنتاج التكرير في الصين بنسبة 5 في المائة على الأقل، على أساس سنوي في الربع الرابع، وأن يظل ثابتاً على أساس سنوي عند 14.7 مليون برميل يومياً، في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025.

وانخفض إنتاج التكرير في البلاد على أساس سنوي، للشهر السادس على التوالي في سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث عانت المصافي انخفاض مبيعات الوقود المحلية وحصص التصدير الحكومية.

وعلى أساس شهري، انخفض الإنتاج في أبريل (نيسان) الماضي، وظل ثابتاً تقريباً منذ ذلك الحين.

وانخفض الطلب على وقود النقل، الذي يمثل نحو نصف استهلاك البلاد من النفط، مع تباطؤ الاقتصاد الصيني الواسع النطاق، والنمو السريع للسيارات الكهربائية، واستخدام الغاز الطبيعي المُسال الأرخص ليحلَّ محل الديزل بوصفه وقوداً للشاحنات.

وقال يي إن انخفاض الإنتاج من المقرر أن يبطئ واردات الخام مع ارتفاع المخزونات، وتوقّع واردات عند 10.66 مليون برميل يومياً في الربع الرابع، و10.64 مليون برميل يومياً في الربع الأول من عام 2025.

وأظهرت بيانات الجمارك الصينية أن هذا أقل من متوسط ​​10.9 مليون برميل يومياً في الربع الثالث، و11 مليون برميل يومياً في الأشهر التسعة الأولى.

وبسبب ضعف هوامش التكرير، أعلنت أكبر شركة تكرير في آسيا «سينوبك»، الأسبوع الماضي، انخفاضاً سنوياً بنسبة 52 في المائة، في صافي ربح الربع الثالث، في حين سجلت «بتروتشاينا» انخفاضاً طفيفاً في معالجة النفط، خلال الأشهر التسعة الأولى.

وأفادت «رويترز» بأن «بتروتشاينا» أغلقت وحدة تقطير الخام بطاقة 90 ألف برميل يومياً في مصفاة داليان، خلال أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، في جزء من خطتها لإغلاق المصنع بالكامل في منتصف عام 2025، واستبدال منشأة أصغر في موقع آخر، به.

وأظهرت دراسة استقصائية، أجرتها شركة «جيه إل سي» المحلية لأربعين مصفاة في مقاطعة شاندونغ، أن معدلات التشغيل في المصافي المستقلة، المعروفة باسم «أباريق الشاي»، في المقاطعة انخفضت إلى 56 في المائة بنهاية أكتوبر الماضي.

وقالت «جيه إل سي» إن معدلات التشغيل في مصافي شاندونغ، خلال الأرباع الثلاثة الأولى، بلغت في المتوسط ​​57 في المائة، بانخفاض 9 نقاط مئوية عن الفترة نفسها من العام الماضي، حيث انخفضت أرباح معالجة الخام المستورد بنسبة 82 في المائة إلى 98 يواناً (13.76 دولار) للطن المتري.

وتوقعت «جيه إل سي»، في الدراسة الاستقصائية، أن تُحافظ «مصافي الشاي» على معدلات تشغيل منخفضة بسبب الهوامش الضعيفة والحدود الحكومية المفروضة على وارداتها من الخام. كما تتعرض المصافي لضغوط بسبب ضعف هوامش البتروكيميائيات الناجمة عن العرض الزائد.


مقالات ذات صلة

وسط غموض حول الانتخابات الأميركية... النفط يُتداول في نطاق ضيق

رافعات ضخ النفط في منجم فاكا مويرتا للنفط والغاز الصخري في مقاطعة نيوكوين في باتاغونيا بالأرجنتين (رويترز)

وسط غموض حول الانتخابات الأميركية... النفط يُتداول في نطاق ضيق

تراجعت أسعار النفط قليلاً اليوم الثلاثاء وسط غموض بشأن الانتخابات الرئاسية الأميركية وذلك بعد ارتفاعها بأكثر من اثنين في المائة في الجلسة الماضية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد الناصر خلال مشاركته في مؤتمر «مبادرة مستقبل الاستثمار» في الرياض (رويترز)

الناصر: «أرامكو» تحقق دخلاً صافياً وتدفقات نقدية قوية رغم انخفاض النفط

قال الرئيس التنفيذي لـ«أرامكو السعودية»، المهندس أمين الناصر، إن الشركة حققت دخلاً صافياً وتدفقات نقدية حرة قوية رغم انخفاض أسعار النفط.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد قرر مجلس إدارة «أرامكو» توزيع أرباح بقيمة إجمالية 31.05 مليار دولار (رويترز)

أرباح «أرامكو» تتجاوز التوقعات رغم تراجعها إلى 27.56 مليار دولار

تراجعت أرباح «أرامكو السعودية» 15.4 في المائة في الربع الثالث على أساس سنوي، لتصل إلى 27.56 مليار دولار، لكنها جاءت أفضل من التوقعات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد ناقلة نفط يتم تحميلها في مصفاة رأس تنورة النفطية التابعة لـ«أرامكو السعودية» (رويترز)

انخفاض إنتاج النفط 9.3 % في السعودية خلال 2023

انخفض إنتاج النفط الخام في السعودية بنسبة 9.3 في المائة، في عام 2023، على أساس سنوي، حيث بلغ 3506 ملايين برميل.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد الدكتور سلطان الجابر يتحدث خلال حفل افتتاح معرض ومؤتمر أبوظبي الدولي للبترول (أديبك) السنوي لصناعة الطاقة في أبوظبي (رويترز)

«أديبك أبوظبي»: تأكيدات على ازدياد حاجة العالم للنفط والغاز

شدد مسؤولون وخبراء في قطاع الطاقة العالمي على أهمية دفع قطاع الطاقة إلى التكامل والتعاون مع قطاعات التكنولوجيا، والاستفادة من هذه الشمولية لتحقيق النمو.

مساعد الزياني (أبوظبي)

نمو القطاع الخاص السعودي بأسرع وتيرة في 6 أشهر مدعوماً بقوة الطلب

الزيادة الكبيرة في الطلبات الجديدة تؤكد نجاح التركيز الاستراتيجي لـ"رؤية 2030" (الشرق الأوسط)
الزيادة الكبيرة في الطلبات الجديدة تؤكد نجاح التركيز الاستراتيجي لـ"رؤية 2030" (الشرق الأوسط)
TT

نمو القطاع الخاص السعودي بأسرع وتيرة في 6 أشهر مدعوماً بقوة الطلب

الزيادة الكبيرة في الطلبات الجديدة تؤكد نجاح التركيز الاستراتيجي لـ"رؤية 2030" (الشرق الأوسط)
الزيادة الكبيرة في الطلبات الجديدة تؤكد نجاح التركيز الاستراتيجي لـ"رؤية 2030" (الشرق الأوسط)

توسَّع القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية للشهر الثالث على التوالي في أكتوبر (تشرين الأول)، مدفوعاً بارتفاع الطلبات الجديدة إلى أعلى مستوياتها منذ مارس (آذار).

فقد ارتفع مؤشر مديري المشتريات الصادر عن بنك الرياض، من 56.3 نقطة في سبتمبر (أيلول) إلى 56.9 نقطة في أكتوبر، مع تحسن في ظروف التشغيل.

وبحسب قراءة المؤشر، يعود هذا الارتفاع الكبير الى الزيادة الحادة في المبيعات، وهو ما ساعد على المزيد من التوسع في النشاط التجاري والتوظيف ونشاط المشتريات والمخزونات.

وتوسعت الشركات في مستويات نشاطها التجاري، كما واصلت إبداء توقعات إيجابية للنشاط المستقبلي.

كما تسارعت وتيرة نمو شراء مستلزمات الإنتاج بعد تسجيل أدنى مستوى لها في 3 سنوات في سبتمبر، وإن ظلت ضعيفة مقارنة بالمستويات التي شهدتها بداية العام، حيث أفاد كثير من الشركات بوجود مخزون كاف.

لكن المؤشر ذكر أن التحسن القوي على مستوى القطاع ككل، كان مصحوباً بتراكم ضغوط التكلفة الخاصة في كل من المواد والموظفين، ما أدى بدوره إلى أول زيادة في متوسط أسعار المنتجات والخدمات في أربعة أشهر.

وقال الخبير الاقتصادي الأول في بنك الرياض، "إن القطاع الخاص غير المنتج للنفط في السعودية حافظ في أكتوبر على مساره التصاعدي، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات من 56.3 نقطة إلى 56.9 نقطة، وهو ما يشير إلى قوة الاقتصاد على مستوى البلاد". وذكر أن هذا النمو يعدّ جزءاً من اتجاه التوسع المطرد منذ سبتمبر 2020، مدفوعاً بالطلب المتزايد ويتماشى مع أهداف "رؤية 2030".

وقال الغيث إن "الزيادة الكبيرة في الطلبات الجديدة هذا الشهر مع وصول مؤشر الطلبات الجديدة إلى أعلى نقطة له منذ مارس تؤكد نجاح التركيز الاستراتيجي لرؤية 2030 على الابتكار وتطوير البنية التحتية".

ولفت إلى أنه في ظل هذا التوسع المستمر، "من المتوقع أن تتجاوز مساهمة القطاع غير المنتج للنفط 52 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، وأن يحقق نمواً يزيد عن 4 في المائة في 2024، ما يعكس التنفيذ الناجح لـ"رؤية 2030" والمشاريع المرتبطة بها".