​«سابك» تتحول إلى الربحية في الربع الثالث جرَّاء ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات

رئيسها التنفيذي: مشاريع النمو تسير وفقاً للجدول الزمني المحدد

مبنى «سابك» في السعودية (واس)
مبنى «سابك» في السعودية (واس)
TT

​«سابك» تتحول إلى الربحية في الربع الثالث جرَّاء ارتفاع الإيرادات ودخل العمليات

مبنى «سابك» في السعودية (واس)
مبنى «سابك» في السعودية (واس)

تحوَّلت الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، إحدى أكبر شركات البتروكيميائيات في العالم، إلى الربحية في الربع الثالث من العام الحالي، مقارنة بخسائر قبل عام، مدفوعة بارتفاع الإيرادات والأرباح الأساسية.

وذكرت «سابك»، التي تمتلك شركة «أرامكو» 70 في المائة منها، في إفصاح إلى السوق المالية السعودية (تداول) حول نتائجها المالية في الربع الثالث، أن صافي ربحها في الأشهر الثلاثة حتى 30 سبتمبر (أيلول) بلغ مليار ريال (266 مليون دولار)، مقابل خسارة 2.87 مليار ريال في العام الماضي.

وقال الرئيس التنفيذي عبد الرحمن الفقيه في مؤتمر صحافي إن ارتفاع النمو جاء «نتيجة لتحسن متوسط ​​أسعار البيع الأساسي لموادنا الرئيسية»، مما عزز المبيعات. وأشار في المقابل إلى أن فائض الإنتاج من البتروكيميائيات لا يزال يؤثر سلباً على السوق، وقال إن «معدلات التشغيل الحالية أقل من المتوسطات طويلة الأجل».

الرئيس التنفيذي عبد الرحمن الفقيه في مؤتمره الصحافي عقب نشر النتائج المالية (الشرق الأوسط)

وكانت بيوت الخبرة توقعت أن تحقق «سابك» أرباحاً قد تصل إلى 1.7 مليار ريال.

أسباب النمو

وعزت «سابك» أسباب النمو بشكل رئيسي إلى تحسن في متوسط أسعار بيع المنتجات، والذي قابله جزئياً انخفاض طفيف في الكميات المبيعة.

وعن الربح الصافي المحقق، قالت «سابك» إن ذلك يعود بشكل رئيسي إلى:

- ارتفاع الدخل من العمليات بنحو 797 مليون ريال نتيجة ارتفاع إجمالي الهامش الربحي الذي قابله ارتفاع في تكاليف التشغيل، وتسجيل مكاسب من بيع قطاع أعمال النماذج الوظيفية المتخصصة في إنتاج الألواح والأفلام البلاستيكية، ومن فروقات صرف العملات في الربع الثالث من عام 2024

- انخفاض إجمالي خسائر العمليات غير المستمرة بنحو 3.3 مليار ريال، التي تعود بشكل رئيسي لتقدير القيمة العادلة للشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) الناتجة عن تصنيفها بوصفها عمليات غير مستمرة لحين إقفال صفقة البيع المعلن عنها سابقاً.

- قابل ذلك انخفاض في دخل التمويل بقيمة 390 مليون ريال بسبب إعادة تقييم المشتقات المالية لحقوق الملكية، وهي بطبيعتها غير نقدية.

موقع تصنيعي لـ«سابك» في الجبيل (الشركة)

ارتفاع الإيرادات رغم انخفاض الأسعار

وشهدت إيرادات «سابك» خلال الربع الثالث زيادة مقارنة بالربع السابق والفترة المقابلة من العام الماضي، بدعم من نمو حجم المبيعات، على الرغم من تراجع طفيف في الأسعار.

وفقاً لـ«بلومبرغ إنتليجنس»، تتمتع «سابك» بمرونة جيدة لمواجهة التعافي البطيء في القطاع بفضل ميزانيتها القوية.

قطاع البتروكيميائيات لا يزال يعاني

وتأثر منتجو البتروكيميائيات في أوروبا وآسيا في السنوات الأخيرة بتراكم القدرات في السوق الصينية، فضلاً عن ارتفاع تكاليف الطاقة في أوروبا، مما أدى إلى تآكل الهوامش وإجبار الشركات على الاندماج.

وقال الفقيه إن التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط وأوروبا «كان لها من دون شك تأثير على الصناعة بشكل عام». ومع ذلك، أضاف أن عمليات «سابك» لم تتأثر خلال العامين الماضيين من هذه التوترات.

وأضاف: «رغم التحديات المستمرة، فإن (سابك) لا تزال تحافظ على هامش ربح مستقر قبل احتساب التكاليف والفوائد والضرائب والإهلاك والإطفاء».

وقالت «سابك» في أغسطس (آب) إن تركيزها الطويل الأجل سيظل على تحسين محفظتها وإعادة هيكلة الأصول.

وقال الفقيه إن «الشركة تحقق تطوراً ملحوظاً بمشاريع النمو القائمة حالياً، وهي تسير وفقاً للجدول الزمني المحدد»، مبيناً أن الشركة تتوسع في باقة الحلول المنخفضة للكربون والابتكارات المصاحبة لها.

وأضاف الفقيه أن قطاع البتروكيميائيات لا يزال يعاني من فائض الطاقة الإنتاجية، حيث تظل معدلات استغلال الطاقة الإنتاجية الحالية دون المتوسط الطويل الأمد.

وتخطط «سابك» لبيع حصة قدرها 20.6 في المائة في شركة «ألمنيوم البحرين» (ألبا) لشركة التعدين السعودية «معادن» مقابل نحو مليار دولار للمساعدة في جمع الأموال، وتوسيع أعمالها الأساسية في مجال البتروكيميائيات، وفق ما قال الفقيه.

وأوضح أن بيع الأصول جزء من القرار الاستراتيجي الذي اتخذته «سابك» هو «التركيز على عملياتها في صناعة البتروكيميائيات».

وفيما يتعلق بالسلامة والصحة والبيئة، أشار الفقيه إلى أن الشركة حققت تقدماً ملحوظاً، حيث سجلت تحسناً بنسبة 60 في المائة على أساس سنوي في هذا المجال، وشهدت إجمالي حوادث بلغ 0.09 في المائة في الربع الثالث، وهو مستوى منخفض جداً مقارنة بصناعة البتروكيميائيات العالمية.

كما تناول الفقيه الوضع الاقتصادي العالمي، مشيراً إلى أن الناتج المحلي الإجمالي العالمي شهد نمواً طفيفاً بنسبة 2.7 في المائة خلال الربع الثالث، رغم التحديات التي تواجهها بعض الاقتصادات الكبرى.

وأبرز الفقيه أن البنوك المركزية بدأت في تخفيف تشدد سياساتها النقدية، مما أسهم في خفض أسعار الفائدة على المستوى العالمي. ومع ذلك، لا تزال هناك تحديات قائمة، مثل ارتفاع مستوى العرض وتأثيره على معدل التشغيل، فضلاً عن الأوضاع الجيوسياسية التي تؤثر سلباً على سلاسل الإمداد العالمية.


مقالات ذات صلة

«آلات» تركز على بناء مركز صناعات عالمي فائق التقنية في السعودية

الاقتصاد أميت ميدا يتوسط الفريق في الجناح الخاص لشركة «آلات» في المعرض المصاحب لـ«مبادرة مستقبل الاستثمار» (الشرق الأوسط)

«آلات» تركز على بناء مركز صناعات عالمي فائق التقنية في السعودية

أكد الرئيس التنفيذي لـ«آلات» أميت ميدا لـ«الشرق الأوسط» أن الشركة تركز على تحقيق هدفها المتمثل في إنشاء مركز تصنيع عالمي في السعودية يعتمد على الطاقة النظيفة.

بندر مسلم (الرياض)
الاقتصاد جناح الشركة في المؤتمر السعودي البحري واللوجستي 2024 (مكين)

تعاون بين «مكين» السعودية و«كونغسبيرغ ماريتايم» الفنلندية لتوطين صناعة النفاثات البحرية

وقّعت «الشركة السعودية لصناعة المحركات (مكين)»، وهي تعاون مشترك بين «أرامكو السعودية» و«هيونداي للصناعات الثقيلة» و«دسر»، مذكرة تفاهم.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى «الشركة السعودية للكهرباء» بالعاصمة الرياض (واس) play-circle 00:47

«السعودية للكهرباء»: قيمة مساهمة المحتوى المحلي تجاوزت 40 مليار دولار

تجاوزت «الشركة السعودية للكهرباء» أهداف توطين الصناعة بزيادة المحتوى المحلي في هذا المجال، وقد وصلت قيمة مساهمة هذا المحتوى إلى 150 مليار ريال.

عبير حمدي (الرياض)
الخليج الأمير خالد بن سلمان خلال اجتماعه مع رؤساء الشركات الصناعية الإيطالية (وزارة الدفاع السعودية)

وزير الدفاع السعودي يبحث التعاون العسكري مع شركات إيطالية

استعرض وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، مع رؤساء شركات صناعية إيطالية كبرى، الفرص الواعدة للتعاون في الصناعات العسكرية والأبحاث ونقل وتوطين التقنية.

«الشرق الأوسط» (روما)
الاقتصاد نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة متحدثاً إلى الشرق الأوسط (تصوير: تركي العقيلي) play-circle 01:57

نائب وزير الصناعة: شاركنا العالم تجربة السعودية في الثورة الصناعية الرابعة

قال نائب وزير الصناعة والثروة المعدنية لشؤون الصناعة، المهندس خليل بن سلمة، إن الابتكار والتقنية جزء لا يتجزأ من طبيعة الصناعة.

آيات نور (الرياض)

«أدنوك» الإماراتية تُرسي عقداً للتحكم بالآبار عبر حلول الذكاء الاصطناعي

ويبين لي نائب الرئيس لهندسة النفط والغاز في شركة «جيريه» وعبد المنعم الكندي المدير التنفيذي للاستكشاف والإنتاج في شركة «أدنوك» خلال توقيع العقد (الشرق الأوسط)
ويبين لي نائب الرئيس لهندسة النفط والغاز في شركة «جيريه» وعبد المنعم الكندي المدير التنفيذي للاستكشاف والإنتاج في شركة «أدنوك» خلال توقيع العقد (الشرق الأوسط)
TT

«أدنوك» الإماراتية تُرسي عقداً للتحكم بالآبار عبر حلول الذكاء الاصطناعي

ويبين لي نائب الرئيس لهندسة النفط والغاز في شركة «جيريه» وعبد المنعم الكندي المدير التنفيذي للاستكشاف والإنتاج في شركة «أدنوك» خلال توقيع العقد (الشرق الأوسط)
ويبين لي نائب الرئيس لهندسة النفط والغاز في شركة «جيريه» وعبد المنعم الكندي المدير التنفيذي للاستكشاف والإنتاج في شركة «أدنوك» خلال توقيع العقد (الشرق الأوسط)

قالت «أدنوك» الإماراتية اليوم (الثلاثاء)، إن وحدتها «أدنوك البرية» أرست عقداً بقيمة 3.38 مليار درهم (920 مليون دولار)، على شركة «جيريه أويل آند غاز» لتنفيذ أعمال الهندسة والمشتريات والتشييد لتركيب معدات الاستشعار عن بعد، وتشغيل الآبار في حقول «باب» و«بوحصا» و«جنوب شرق» البرية التابعة لها، وذلك لتوسعة نطاق برنامج تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار ليشمل تلك الحقول.

وأوضحت أنه من المخطط استكمال برنامج «أدنوك» لتطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار عام 2027، وعند تطبيقه، سيقدم مجموعة من الخصائص التي تشمل مراقبة أكثر من 2000 بئر والتحكم فيها عن بعد، ورفع الكفاءة التشغيلية، وتعزيز السلامة من خلال تقليل وقت إيقاف التشغيل لإجراء عمليات الصيانة ورفع أداء الآبار، مشيرة إلى أن البرنامج الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي يستند إلى استراتيجية «أدنوك»، التي تهدف لتسريع استخدام التقنيات والحلول المتقدمة في مختلف مجالات ومراحل عملياتها.

وقال عبد المنعم الكندي، الرئيس التنفيذي لدائرة الاستكشاف والتطوير والإنتاج في «أدنوك»: «تسهم ترسية هذا العقد في تسريع تنفيذ برنامج (أدنوك) لتطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار والتحكم الآلي بعملياتها، كما يدعم هدفها بأن تصبح شركة الطاقة الأكثر اعتماداً على الذكاء الاصطناعي في العالم». وتهدف «أدنوك» للاستفادة من مزايا التقنيات الرائدة في قطاع الطاقة لتحسين عملياتها، كما تستمر الشركة في التزامها بإعادة توجيه نسبة كبيرة من قيمة العقود التي تقوم بترسيتها إلى الاقتصاد المحلي، وستسهم القيمة المحلية الكبيرة التي يحققها هذا العقد في توفير مزيد من فرص النمو في المجال الصناعي للقطاع الخاص.

ومنذ عام 2006، تستخدم «أدنوك» برنامج تطبيق الحلول الرقمية المدعومة بالذكاء الاصطناعي في الآبار بعدد من الحقول البرية؛ وهي «مندر» و«جسيورة»، و«شمال شرق باب» الذي يعد أول «حقل ذكي» للشركة.

ويشمل البرنامج تركيب صمامات تحكم رقمية، ومعدات قياس وأجهزة أخرى لنقل بيانات العمليات التشغيلية في الوقت الفعلي من أجهزة الاستشعار المُركبة في الآبار وخطوط الأنابيب.

وبحسب معلومات «أدنوك»، فإنه سيتم إرسال تلك المعلومات إلى غرف التحكم باستخدام أكبر شبكة لاسلكية خاصة من الجيل الخامس (5G) مخصصة لقطاع الطاقة، تعمل «أدنوك» على بنائها بالتعاون مع «مجموعة إي آند»، مما يتيح الوصول إلى معلومات وبيانات فورية تغطي المتغيرات المهمة في الآبار، مثل درجة الحرارة والضغط.

واستناداً إلى هذه المعلومات، تقوم أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل حل «روبو وال RoboWell»، الذي طورته شركة «إيه آي كيو»، بتشغيل الآبار والتحكم بعملياتها بشكل آلي في الوقت الفعلي.