الذهب يحلّق إلى قمم جديدة قبل الانتخابات الأميركية

موظف يضع سبائك ذهب بغرفة العمل خلال عملية الإنتاج بمصنع «كراستسفيتم» للمعادن الثمينة في روسيا (رويترز)
موظف يضع سبائك ذهب بغرفة العمل خلال عملية الإنتاج بمصنع «كراستسفيتم» للمعادن الثمينة في روسيا (رويترز)
TT

الذهب يحلّق إلى قمم جديدة قبل الانتخابات الأميركية

موظف يضع سبائك ذهب بغرفة العمل خلال عملية الإنتاج بمصنع «كراستسفيتم» للمعادن الثمينة في روسيا (رويترز)
موظف يضع سبائك ذهب بغرفة العمل خلال عملية الإنتاج بمصنع «كراستسفيتم» للمعادن الثمينة في روسيا (رويترز)

ارتفعت أسعار الذهب إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق يوم الخميس، متجهة نحو أفضل شهر لها في 7 أشهر، مدفوعةً بالطلب على الملاذ الآمن قبيل الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في 5 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024. بينما يترقب المستثمرون تقرير التضخم للحصول على إشارات حول مسار أسعار الفائدة من «مجلس الاحتياطي الفيدرالي».

واستقر سعر الذهب الفوري عند 2783.20 دولار للأوقية (الأونصة) بدءاً من الساعة 07:41 (بتوقيت غرينيتش)، بعد أن سجل مستوى قياسياً بلغ 2790.15 دولار في وقت سابق من الجلسة. وارتفعت الأسعار بنحو 6 في المائة منذ بداية الشهر، وفق «رويترز».

أما بالنسبة إلى العقود الأميركية الآجلة للذهب، فقد انخفضت بنسبة 0.3 في المائة لتصل إلى 2793.60 دولار.

وتدخل الانتخابات الأميركية مرحلتها الحاسمة، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى تقارب شديد بين الرئيس الأميركي السابق الجمهوري دونالد ترمب ونائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس.

ووصف محلل الأسواق المالية في «كابيتال.كوم»، كايل رودا، ارتفاع أسعار الذهب بأنه «يشبه صفقات ترمب، أو يأتي بوصفه تحوطاً فعلياً ضد زيادة الإنفاق في العجز الأكبر بالولايات المتحدة».

ويُعدّ الذهب استثماراً آمناً خلال فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ويزدهر في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة.

وينتظر المستثمرون أيضاً بيانات الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسية في الولايات المتحدة، المقرر صدورها في وقت لاحق من اليوم. ومن المتوقع ارتفاع مؤشر أسعار الإنفاق الاستهلاكي الشخصي الأساسي لشهر سبتمبر (أيلول) الماضي بنسبة 0.3 في المائة بعد مكاسب أغسطس (آب) الذي سبقه التي بلغت 0.1 في المائة.

وقال كبير محللي «سيتي إندكس»، مات سيمبسون: «يبدو أن المتداولين مهتمون بشراء الذهب بغض النظر عن اتجاه السوق، مما حافظ على محدودية تراجع الأسعار. وإذا جاء تضخم الإنفاق الاستهلاكي الشخصي عند 0.2 في المائة أو أقل على أساس شهري، فقد يستمر الاتجاه في الارتفاع».

وتتجه الأنظار أيضاً إلى بيانات طلبات البطالة الأسبوعية في الولايات المتحدة، المقرر صدورها أيضاً في وقت لاحق من اليوم، بالإضافة إلى تقرير الرواتب الذي سيصدر يوم الجمعة. ويتوقع المتعاملون فرصة بنسبة 96 في المائة لأنْ يخفض «بنك الاحتياطي الفيدرالي» أسعار الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية الأسبوع المقبل.

وفي حين انخفضت الفضة الفورية بنسبة 0.3 في المائة إلى 33.69 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 1008.95 دولار، بينما تراجع البلاديوم بنسبة 0.3 في المائة إلى 1143.50 دولار، كانت المعادن الثلاثة في طريقها لتحقيق مكاسب شهرية.

وأظهر مسح رسمي للمصانع أن نشاط التصنيع في الصين، أكبر مستهلك للذهب، قد توسع في أكتوبر (تشرين الأول) لأول مرة في 6 أشهر، مما يدعم تفاؤل صناع السياسات بشأن فاعلية التحفيز الاقتصادي الجديد.


مقالات ذات صلة

الطلب الإجمالي على الذهب يتجاوز الـ100 مليار دولار لأول مرة

الاقتصاد سبائك من الذهب الخالص في مصنع «نوفوسيبيرسك» لتكرير ومعالجة المعادن الثمينة في روسيا (رويترز)

الطلب الإجمالي على الذهب يتجاوز الـ100 مليار دولار لأول مرة

شهدت سوق الذهب تحولاً لافتاً؛ بعدما تجاوز إجمالي الطلب العالمي على المعدن النفيس حاجز الـ100 مليار دولار للمرة الأولى في تاريخه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع ببيت الذهب «برو أوره» بميونيخ (رويترز)

الذهب قرب أعلى مستوياته على الإطلاق وسط مخاوف من الانتخابات الأميركية

استقرت أسعار الذهب قرب مستويات قياسية مرتفعة يوم الثلاثاء، بدعم من حالة عدم اليقين المحيطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد  بائع مجوهرات «تشاو تاي فوك» يقوم بترتيب سبائك الذهب في هونغ كونغ (رويترز)

تراجع استهلاك الذهب بالصين 11 % خلال الربع الأول من 2024

انخفض استهلاك الذهب في الصين خلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 بنسبة 11.18 % مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي إلى 741.732 طن متري

«الشرق الأوسط» (بكين )
الاقتصاد تمثال ذهبي يصور ترمب بزيّ بطل خارق معروض في بالميتو بولاية فلوريدا (رويترز)

الذهب يتراجع مع صعود الدولار وترقب بيانات أميركية حاسمة

انخفضت أسعار الذهب، يوم الاثنين، مع ثبات الدولار الأميركي، بينما ينتظر المستثمرون بيانات اقتصادية أميركية جديدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سبائك ذهبية في غرفة صناديق الودائع في بيت الذهب «برو أوره» بميونيخ (رويترز)

الذهب ينخفض لكنه يتجه لتحقيق ثالث مكاسبه الأسبوعية

انخفضت أسعار الذهب يوم الجمعة لكنها كانت في طريقها لتحقيق مكسب أسبوعي ثالث على التوالي مع تزايد اهتمام المستثمرين بالمعدن النفيس وسط تصاعد التوترات الجيوسياسية.

«الشرق الأوسط» (لندن)

الاقتصاد السعودي يستعيد نموه بدعم الأنشطة غير النفطية

الاقتصاد السعودي يستعيد نموه بدعم الأنشطة غير النفطية
TT

الاقتصاد السعودي يستعيد نموه بدعم الأنشطة غير النفطية

الاقتصاد السعودي يستعيد نموه بدعم الأنشطة غير النفطية

استعاد الاقتصاد السعودي نموه في الربع الثالث من العام الحالي، مع استمرار نمو القطاع غير النفطي بسرعة، ليسجل ما نسبته 2.8 في المائة على أساس سنوي، وهو الأسرع منذ أوائل عام 2023. وحسب تقديرات أولية نشرتها «الهيئة العامة للإحصاء»، جاء النمو غير النفطي بواقع 4.2 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض عن 4.9 في المائة في الربع الثاني. في حين نمت الأنشطة النفطية بواقع 0.3 في المائة على أساس سنوي في الربع الثالث، بعد انكماشها على مدى فصول سابقة. وكان القطاع قد انكمش بمعدل 8.9 في المائة في الربع الثاني.

ويتوقع صندوق النقد الدولي أن ينمو الاقتصاد السعودي بنسبة 1.5 في المائة هذا العام، و4.6 في المائة في العام المقبل. في حين توقعت وزارة المالية السعودية، في البيان التمهيدي لموازنة عام 2025، أن يسجل النمو ما نسبته 0.8 في المائة في 2024، مدعوماً بنمو الأنشطة غير النفطية التي ترجح الوزارة أن تسجّل ما يقارب 3.7 في المائة.

تعافي الاقتصاد

وفي هذا الإطار، قال كبير الاقتصاديين في «بنك الرياض»، الدكتور نايف الغيث، لـ«الشرق الأوسط»، إن هذا التحول الإيجابي في الناتج المحلي يعكس تعافي الاقتصاد من التحديات السابقة؛ حيث إن الأنشطة غير النفطية تُسهم بدور محوري في تعزيز النمو الاقتصادي.

وأوضح أن «رؤية 2030» تتضمّن مجموعة من المبادرات الاستراتيجية التي تسعى لتحفيز الطلب المحلي وزيادة الإنتاجية في مختلف القطاعات، و«هذه الجهود أدت إلى تعزيز الثقة بالأسواق المحلية؛ مما انعكس بشكل إيجابي على مؤشرات الأداء الاقتصادي، مثل مؤشر (بنك الرياض) للقطاع غير النفطي، الذي أظهر توجهات توسعية واضحة».

وقال: «تُسهم هذه المبادرات في تنشيط جانب الطلب المحلي، حيث تعمل على تطوير البنية التحتية، وتحسين بيئة الأعمال، وجذب الاستثمارات الأجنبية. هذه الجهود لا تدعم فقط النمو الاقتصادي المستدام، بل تُسهم أيضاً في خلق فرص عمل جديدة وزيادة التنوع الاقتصادي».

وأوضح أنه من المتوقع أن يستمر النمو في القطاع غير النفطي بمعدلات تتجاوز 4 في المائة خلال العام الحالي. وقال إن «هذا النمو يُعدّ مؤشراً إيجابياً على قدرة الاقتصاد السعودي على التكيّف مع المتغيرات العالمية والمحلية، والاستفادة من الفرص المتاحة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة». ويعُدّ الغيض أن هذا النمو الإيجابي في الناتج المحلي الإجمالي يعكس قدرة المملكة على تنفيذ استراتيجيات فعّالة لتعزيز النمو الاقتصادي، وتقليل التأثيرات السلبية للانكماش السابق. ويشير إلى إمكانية تحقيق مزيد من التقدم في المستقبل، مع استمرار التركيز على تنفيذ مشروعات «رؤية 2030» وتعزيز الدور المحوري للقطاعات غير النفطية في دعم الاقتصاد الوطني.

الأداء الإيجابي

من جهته، أرجع عضو «جمعية الاقتصاد» السعودية، الدكتور عبد الله الجسار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، هذا النمو بشكل رئيسي إلى الأداء الإيجابي للقطاعات غير النفطية، مثل: السياحة، والترفيه، والخدمات اللوجيستية، التي شهدت توسعاً سريعاً بفعل الإصلاحات الاقتصادية التي تنفّذها المملكة في إطار «رؤية 2030»، الهادفة إلى تنويع الاقتصاد وتقليل الاعتماد على النفط مصدراً رئيسياً للإيرادات.

وأوضح الجسار أن الارتفاع في الأنشطة النفطية جاء بتأثير من استقرار أسعار النفط عند مستويات ملائمة تدعم النمو، ويرجع ذلك إلى السياسات التي اتخذها تحالف «أوبك بلس»، للحفاظ على مستويات الإنتاج بما يضمن استقرار أسواق النفط العالمية بعيداً عن المؤثرات الخارجية.

وشرح الجاسر أن تحسّن بيئة العمل وتراجع معدلات البطالة كان لهما وقع إيجابي على الاقتصاد؛ حيث زادا من الطلب المحلي وأسهما في دعم الاستهلاك الخاص، ما يعكس ديناميكية صحية في سوق العمل السعودية. كما أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر أدت إلى تحفيز نمو قطاعات اقتصادية ناشئة، وأسهمت في تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد.

وقال: «أعتقد أن تقديرات وزارة المالية بأن يبلغ معدل النمو السنوي للناتج المحلي الإجمالي 0.8 في المائة لعام 2024 تأخذ في الاعتبار الأداء المستدام والمتوازن للاقتصاد خلال العام بأكمله، حيث يشير التقدير السنوي إلى أن النمو الكلي للاقتصاد سيظل مستقراً، مع تزايد إسهامات القطاعات غير النفطية التي تستمر في تحقيق نمو ملحوظ وتوسعٍ أسهم في دفع عجلة الاقتصاد نحو الأمام».