أبطأ نمو للشركات البريطانية في 11 شهراً... وتقلص ملحوظ في التوظيف

عدم اليقين حول موازنة الحكومة العمالية يؤثر سلباً على الثقة

أشخاص يسيرون على طول شارع نيو بوند في لندن (رويترز)
أشخاص يسيرون على طول شارع نيو بوند في لندن (رويترز)
TT

أبطأ نمو للشركات البريطانية في 11 شهراً... وتقلص ملحوظ في التوظيف

أشخاص يسيرون على طول شارع نيو بوند في لندن (رويترز)
أشخاص يسيرون على طول شارع نيو بوند في لندن (رويترز)

أفادت الشركات البريطانية بأنها شهدت أبطأ نمو لها في 11 شهراً خلال أكتوبر (تشرين الأول)، مع تقلص التوظيف لأول مرة هذا العام، مما يعكس عدم اليقين الذي يحيط بموازنة الحكومة العمالية الأولى، والذي أثَّر سلباً على الثقة، وفقاً لمسح حديث.

وانخفض مؤشر مديري المشتريات المركَّب الأوَّلي لشركة «ستاندرد آند بورز غلوبال» لشهر أكتوبر إلى 51.7، مقارنةً بـ52.6 في سبتمبر (أيلول)، محتفظاً بمستوى 50 الذي يفصل بين النمو والانكماش، لكنه سجل أدنى مستوى له منذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، وقد توقع استطلاع لـ«رويترز» قراءة تبلغ 52.6.

كما تراجع مؤشر النشاط التجاري لقطاع الخدمات، الذي يعد الأكثر هيمنة، إلى أدنى مستوى له في 11 شهراً عند 51.8، في حين انخفض مؤشر التصنيع إلى 50.3، وهو أدنى مستوى له في 6 أشهر، نتيجة لانكماش حاد في طلبيات السلع من الخارج.

وقال كبير الاقتصاديين في «ستاندرد آند بورز غلوبال ماركت إنتليجنس»، كريس ويليامسون: «تشير نتائج المسح إلى أن الاقتصاد ينمو بمعدل فصلي يبلغ 0.1 في المائة فقط في أكتوبر». وأشار إلى أن السياسات المعلنة في الموازنة قد تلعب دوراً محورياً في توجيه اتجاه الاقتصاد في الأشهر المقبلة.

وأضاف ويليامسون أن عدم اليقين الناتج عن الصراع في الشرق الأوسط وأوكرانيا، بالإضافة إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية، يسهم في قلق الشركات بشأن التوقعات الاقتصادية.

وتسعى حكومة رئيس الوزراء كير ستارمر، إلى تحقيق نمو اقتصادي أسرع يمكّنها من زيادة الإنفاق العام، لكنّ تراجع التفاؤل التجاري قد يمثل تحدياً للحكومة التي تأمل في تعزيز الاستثمارات.

ومن المقرر أن تعلن وزيرة المالية راشيل ريفز عن خطتها للضرائب والإنفاق يوم الأربعاء المقبل، وقد حذرت من ضرورة رفع بعض الضرائب بعد اكتشاف ثغرة مالية بقيمة 22 مليار جنيه إسترليني (23.77 مليار دولار) عقب توليها المنصب في يوليو (تموز).

وأظهرت الأرقام الرسمية المنشورة يوم الثلاثاء، أن الحكومة اقترضت أكثر مما توقعه خبراء الموازنة الرسمية في بريطانيا خلال الأشهر الستة الأولى من السنة المالية.

كذلك، أظهرت بيانات مؤشر مديري المشتريات لشهر أكتوبر تراجعاً في ضغوط تكاليف الشركات، إذ أفاد بعض الشركات بتقليص أسعار السلع الأساسية وتكاليف الوقود. وانخفض التضخم في أسعار المدخلات إلى 57.8، وهو أدنى مستوى منذ ديسمبر (كانون الأول) 2020.

وقال ويليامسون: «إن مزيداً من تباطؤ تضخم تكاليف المدخلات إلى أدنى مستوى له منذ أربع سنوات يفتح الباب أمام بنك إنجلترا لاتخاذ موقف أكثر عدوانية تجاه خفض أسعار الفائدة، إذا أصبح التباطؤ الحالي أكثر ترسخاً».

كما ذكرت «ستاندرد آند بورز غلوبال» أن التوظيف انكمش هذا الشهر لأول مرة منذ ديسمبر الماضي، مع تسجيل أكبر انخفاض في توظيف قطاع الخدمات منذ 13 شهراً.


مقالات ذات صلة

الخريف: شركات سعودية كبرى أثبتت نجاحاً في تطبيق المسؤولية الاجتماعية

الاقتصاد وزير الصناعة والثروة المعدنية متحدثاً في «الملتقى الدولي للمسؤولية الاجتماعية» (الشرق الأوسط)

الخريف: شركات سعودية كبرى أثبتت نجاحاً في تطبيق المسؤولية الاجتماعية

قال وزير الصناعة والثروة المعدنية بندر الخريف إن المسؤولية الاجتماعية هي أداة مهمة لربط الشركات بالمجتمعات

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد محافظ «المركزي» في بنغلاديش: سرقة 17 مليار دولار من البنوك في عهد الشيخة حسينة

محافظ «المركزي» في بنغلاديش: سرقة 17 مليار دولار من البنوك في عهد الشيخة حسينة

اتهم رئيس البنك المركزي الجديد في بنغلاديش كبار رجال الأعمال المرتبطين بنظام الشيخة حسينة بسحب 17 مليار دولار من القطاع المصرفي أثناء حكمها.

«الشرق الأوسط» (داكا)
الاقتصاد وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح (الشرق الأوسط)

الفالح: 45 مليار دولار حجم الاستثمارات والمساعدات التنموية السعودية في أفريقيا

قال وزير الاستثمار السعودي، خالد الفالح، إن المملكة ستعمل مع أفريقيا لخلق فرص جيدة مع المستثمرين، مبيناً أن السعودية لديها استثمارات ومساعدات تنموية بالمليارات.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير المالية السعودي محمد الجدعان (الشرق الأوسط)

الجدعان: نتوقع أن تبلغ استثمارات القطاع الخاص السعودي في أفريقيا 25 مليار دولار

توقع وزير المالية السعودي، محمد الجدعان، الاثنين، أن تبلغ استثمارات القطاع الخاص السعودي في قارة أفريقيا 25 مليار دولار خلال الـ10 أعوام المقبلة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مبنى البنك المركزي السعودي في العاصمة الرياض (الشرق الأوسط)

السيولة لدى «المركزي السعودي» تصل لأعلى مستوياتها في أغسطس

سجّلت مستويات السيولة في منظومة الاقتصاد السعودي نمواً على أساس سنوي بنسبة 8.7 في المائة، لتبلغ أعلى مستوياتها عند 2.9 تريليون ريال (772 مليار ريال).

«الشرق الأوسط» (الرياض)

عائدات السندات الحكومية بمنطقة اليورو تصل لأعلى مستوياتها

أوراق من اليورو والفرنك السويسري (رويترز)
أوراق من اليورو والفرنك السويسري (رويترز)
TT

عائدات السندات الحكومية بمنطقة اليورو تصل لأعلى مستوياتها

أوراق من اليورو والفرنك السويسري (رويترز)
أوراق من اليورو والفرنك السويسري (رويترز)

ارتفعت عائدات السندات الحكومية في منطقة اليورو إلى أعلى مستوياتها في عدة أسابيع يوم الاثنين، متأثرة بتحركات سندات الخزانة الأميركية، وذلك قبيل أسبوع حافل بالبيانات الاقتصادية، وبدء الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وسجل عائد السندات الألمانية لأجل عشر سنوات ارتفاعاً بمقدار خمس نقاط أساس، ليصل إلى 2.338 في المائة، وهو أعلى مستوى له منذ أكثر من ثلاثة أسابيع. في المقابل، ارتفعت عائدات السندات الأميركية لأجل عشر سنوات بالنسبة نفسها، لتصل إلى 4.2881 في المائة، بالقرب من أعلى مستوياتها التي سجلتها في أواخر يوليو (تموز)، وفق «رويترز».

ويأتي هذا الارتفاع في سياق مراهنة المستثمرين المتزايدة على بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي في اتجاه أقل تيسيراً، استناداً إلى بيانات اقتصادية قوية صدرت مؤخراً.

ومع بقاء أكثر من أسبوع على الانتخابات الرئاسية الأميركية، تتجه الأنظار نحو احتمالات عودة الجمهوري دونالد ترمب إلى البيت الأبيض، بجانب احتمالية احتفاظ الجمهوريين بالأغلبية في مجلسي الشيوخ والنواب. وتُعد السياسات المحتملة لترمب، بما في ذلك تلك المتعلقة بالرسوم الجمركية، مُعزِّزة للتضخم، مما أدى إلى دعم الدولار الأميركي، وزيادة عائدات سندات الخزانة.

أيضاً، سجل عائد السندات الألمانية لمدة عامين، الذي يتأثر بشكل أكبر بتوقعات أسعار الفائدة في منطقة اليورو، ارتفاعاً بمقدار ثلاث نقاط أساس ليصل إلى 2.173 في المائة.

ويتضمن جدول البيانات الاقتصادية لهذا الأسبوع تقرير الناتج المحلي الإجمالي لمنطقة اليورو للربع الثالث، بالإضافة إلى قراءات التضخم، ويختتم بتقرير الوظائف في الولايات المتحدة يوم الجمعة، مما قد يؤثر بشكل كبير على مسار أسعار الفائدة على جانبي الأطلسي.

علاوة على ذلك، أظهر مسح، يوم الجمعة، تحسناً في معنويات الأعمال الألمانية لشهر أكتوبر (تشرين الأول) بعد أربعة أشهر من التراجع، مما أعطى بعض الأمل للاقتصاد الأكبر في أوروبا، وأسهم في زيادة عائدات السندات. وارتفع عائد سندات الحكومة الإيطالية لأجل عشر سنوات بمقدار 4.5 نقطة أساس ليصل إلى 3.551 في المائة، مع بقاء الفجوة بين العائدات الإيطالية والألمانية عند 120.95 نقطة أساس.