الدولار يرتفع لأعلى مستوى له منذ أكثر من شهرين

وسط توقعات بتخفيضات الفائدة وقلق من الانتخابات الأميركية

أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
TT

الدولار يرتفع لأعلى مستوى له منذ أكثر من شهرين

أوراق الدولار الأميركي (رويترز)
أوراق الدولار الأميركي (رويترز)

شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً ملحوظاً، الأربعاء، ليصل إلى أعلى مستوى له منذ شهرين ونصف الشهر؛ بعدما أعاد المستثمرون تقييم رهاناتهم تجاه خفض تدريجي لأسعار الفائدة، في حين يراقبون من كثب سباق الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وتُعَدّ العملة اليابانية (الين) من أبرز المتأثرين، إذ انخفضت إلى 152 يناً مقابل الدولار، للمرة الأولى منذ 31 يوليو (تموز)، نتيجة استمرار ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأميركية والدولار، وفق «رويترز».

وارتفع الدولار الأميركي لثلاثة أسابيع متتالية، ليصل إلى 104.19، وهو أعلى مستوى له منذ 2 أغسطس (آب)، بعد أن تراجعت التوقعات بشأن تخفيضات أسعار الفائدة القاسية من مجلس الاحتياطي الفيدرالي، على أثر سلسلة من البيانات الاقتصادية الإيجابية.

وتُشير أدوات السوق الآن إلى احتمال بنسبة 91 في المائة لتخفيض معتدل في أسعار الفائدة، بمقدار ربع نقطة في نوفمبر (تشرين الثاني)، مقارنة بشهر مضى؛ إذ كان المستثمرون منقسمين بين توقعات تخفيض بـ50 نقطة أساس، و25 نقطة أساس.

وعزّزت هذه التوقعات من عوائد سندات الخزانة؛ إذ ارتفعت عوائد السندات الأميركية لأجل 10 سنوات إلى 4.222 في المائة، وهو أعلى مستوى منذ 26 يوليو، ما زاد الضغط على الين.

كما أعادت إمكانية فوز الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترمب، في الانتخابات الرئاسية المقبلة دعم الدولار الأميركي، في حين وضعت ضغطاً إضافياً على الين.

وجرى تداول الدولار الأميركي آخر مرة عند 152.08 ين، بزيادة قدرها 0.65 في المائة.

ومع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية، يُقيّم المستثمرون إمكانية حدوث جرف جمهوري، وهو السيناريو الانتخابي الأكثر تفاؤلاً للدولار.

وفي حين تبدو توقعات السوق متجهة نحو فوز ترمب، فإن هناك «وقتاً كافياً» لإعادة التسعير، كما أفاد المحلل الكبير في «سيتي إندكس»، مات سيمبسون.

وأضاف: «قد نرى انخفاضاً طفيفاً في الدولار الأميركي والعوائد إذا قامت الأسواق بتسعير فوز نائبة الرئيس الأميركي الديمقراطية، كامالا هاريس؛ إذ تُعدّ سياساتها أقل تضخمية».

وفي سياق متصل، أظهر استطلاع حديث لوكالة «رويترز/إبسوس»، تقدم هاريس بفارق طفيف بنسبة 46 في المائة إلى 43 في المائة على ترمب.

وعلى صعيد آخر، تستعد اليابان لإجراء انتخابات عامة في 27 أكتوبر (تشرين الأول)؛ إذ تشير استطلاعات الرأي الأخيرة إلى احتمال فقدان الحزب «الديمقراطي الليبرالي» الحاكم الأغلبية مع شريكه في الائتلاف، حزب «كوميتو».

ويزيد خطر تشكيل حكومة ائتلافية أقلية من احتمالات عدم الاستقرار السياسي، ما يعقد جهود بنك اليابان الرامية إلى تقليل الاعتماد على التحفيز النقدي، وقد يؤدي إلى بعض التقلبات في الأسواق المحلية.

وفي هذا السياق، أشار المدير العام لقسم أبحاث السوق في «SBI Liquidity Market»، ماريتو أودا، إلى صعوبة العثور على دوافع لشراء الين قبل الانتخابات، مشدداً على أن أي محاولة لدعمه قد تأتي من تبني بنك اليابان موقفاً أكثر صرامة في اجتماعه المقبل للسياسة النقدية، بدلاً من التدخل المباشر في العملة.

«الكتاب البيج» في دائرة الضوء

وسط تقويم البيانات الاقتصادية الخفيف، الأربعاء، يُعدّ إصدار ملخص «الكتاب البيج» لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الحدث الأبرز.

وقال سيمبسون: «إن (كتاب بيج) من المحتمل أن يُظهر نمطاً مستمراً لتباطؤ النمو الاقتصادي، مع وجود نقاط قوة معزولة».

ومع ذلك، أشار إلى أن مفاجأة إيجابية قد تبدو أكثر احتمالية، نظراً لتفوق البيانات الأخيرة على التوقعات.

ومع ذلك، سجل مؤشر الدولار الأميركي وعوائد سندات الخزانة الأميركية مكاسب هامشية، الثلاثاء، ما يُشير إلى أن المستثمرين يجب أن يكونوا حذرين، خصوصاً إذا تحرّك العائد لمدة عامين إلى ما دون 4 في المائة.

واستقر مؤشر الدولار الأميركي، الذي يقيس العملة الأميركية مقابل 6 عملات أخرى، عند 104.13، وارتفع المؤشر بأكثر من 3 في المائة حتى الآن هذا الشهر.

وفي سوق العملات الأخرى، تراجع اليورو إلى 1.08035 دولار، بعد أن انخفض إلى أدنى مستوى له منذ 2 أغسطس عند 1.0792 دولار. وانضم صناع السياسة في البنك المركزي الأوروبي إلى تحذيرات بشأن انخفاض التضخم دون هدف البنك البالغ 2 في المائة.

كما استقر الجنيه الإسترليني عند 1.29925 دولار، بعد أن هبط إلى أدنى مستوى له منذ 19 أغسطس عند 1.2945 دولار.

أما في سوق العملات المشفرة، فقد انخفضت عملة «البتكوين» بنسبة 0.71 في المائة إلى 67.002.42 دولار.


مقالات ذات صلة

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

الاقتصاد أوراق نقدية من الدولار الأميركي (رويترز)

الدولار يواصل تراجعه إلى أدنى مستوى في أسبوع

تراجع الدولار الأميركي إلى أدنى مستوى في أسبوع مقابل العملات الرئيسية، يوم الأربعاء، حيث يسعى لتمديد انخفاضه، لليوم الثالث على التوالي، بعد بلوغه ذروة أسبوعية.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رجل يشاهد شاشة إلكترونية تعرض أسعار الأسهم خارج أحد البنوك في طوكيو (رويترز)

الأسهم الآسيوية ترتفع والدولار يتراجع مع ترقب تعيينات ترمب

ارتفعت الأسهم الآسيوية يوم الثلاثاء، بينما تراجعت عوائد السندات الأميركية والدولار عن أعلى مستوياتهما في عدة أشهر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد رزم من أوراق الدولار الأميركي في متجر لصرف العملات في سيوداد خواريز بالمكسيك (رويترز)

الدولار يسجل أكبر مكسب أسبوعي في أكثر من شهر

سجل الدولار أكبر مكسب أسبوعي له في أكثر من شهر يوم الجمعة بدعم من توقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب مجلس الاحتياطي الفيدرالي.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)
الاقتصاد سبائك ذهبية بمصنع «أرغور-هيرايوس» في ميندريسو بسويسرا (رويترز)

الذهب يواجه أسوأ أداء أسبوعي منذ أكثر من 3 سنوات

انخفض الذهب، يوم الجمعة، وكان في طريقه لتسجيل أسوأ أداء أسبوعي له منذ أكثر من 3 سنوات، متأثراً بارتفاع الدولار الأميركي وسط التوقعات بتقليص أقل لخفض الفائدة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد دولارات أميركية وعملات عالمية في صندوق تبرعات بمطار بيرسون الدولي في تورنتو (رويترز)

ارتفاع الدولار يعمّق خسائر العملات الآسيوية وأسواق الأسهم الناشئة تحت الضغط

استمرت العملات الآسيوية في التراجع، يوم الخميس، مع صعود الدولار إلى أعلى مستوى له في عام، مدفوعاً بالزخم الناتج عن فوز دونالد ترمب في الانتخابات الرئاسية.

«الشرق الأوسط» (سنغافورة)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.