رئيس وزراء باكستان يدعو لتوسيع مبادرة الحزام والطريق الصينية

رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يصافح نظيره الصيني لي تشيانغ خلال قمة منظمة «شنغهاي للتعاون» (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يصافح نظيره الصيني لي تشيانغ خلال قمة منظمة «شنغهاي للتعاون» (أ.ف.ب)
TT

رئيس وزراء باكستان يدعو لتوسيع مبادرة الحزام والطريق الصينية

رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يصافح نظيره الصيني لي تشيانغ خلال قمة منظمة «شنغهاي للتعاون» (أ.ف.ب)
رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف يصافح نظيره الصيني لي تشيانغ خلال قمة منظمة «شنغهاي للتعاون» (أ.ف.ب)

دعا رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، الأربعاء، إلى توسيع مبادرة الحزام والطريق الصينية لتعزيز التعاون الإقليمي.

وكان شريف يتحدّث في اجتماع رؤساء حكومات منظمة «شنغهاي للتعاون»، وهي مجموعة أمنية وسياسية أوراسية، تشكّلت في عام 2001. ويعقد الاجتماع في إسلام آباد، ويحضره مسؤولون من 11 دولة، بما في ذلك باكستان المستضيفة، والصين وروسيا والهند، وفق «رويترز».

وقال شريف في كلمته بصفته رئيساً للاجتماع: «يجب توسيع المشاريع الرائدة، مثل مبادرة الحزام والطريق للرئيس شي جينبينغ... مع التركيز على تطوير البنية الأساسية للطرق والسكك الحديد والرقمية التي تُعزز التكامل والتعاون في جميع أنحاء منطقتنا».

مبادرة الحزام والطريق هي خطة بقيمة تريليون دولار للبنية الأساسية العالمية وشبكات الطاقة التي أطلقتها الصين قبل عقد من الزمان لربط آسيا بأفريقيا وأوروبا، من خلال طرق برية وبحرية. ويرى منافسو بكين أن مبادرة الحزام والطريق هي أداة للصين لنشر نفوذها الجيوسياسي والاقتصادي.

كما تعرضت مبادرة الحزام والطريق لانتقادات بسبب زيادة الديون غير المستدامة في البلدان النامية.

ويعد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني جزءاً من مبادرة الحزام والطريق، وقد شهد ضخ بكين مليارات الدولارات في الدولة الواقعة في جنوب آسيا، لشبكات الطرق وميناء استراتيجي ومطار.

وقال شريف إن الممر الاقتصادي الصيني - الباكستاني من شأنه أن يساعد أيضاً في تعزيز التعاون، مضيفاً أن 40 في المائة من سكان العالم يعيشون في الدول الأعضاء العشر الكاملة في منظمة «شنغهاي للتعاون».

ويعد اجتماع منظمة «شنغهاي للتعاون» الحدث الأكثر شهرة الذي تستضيفه الدولة الواقعة في جنوب آسيا منذ سنوات، ويحضره 7 رؤساء وزراء، بمن فيهم رئيس الوزراء الصيني لي تشيانغ.

وقال شريف أيضاً إن الاستقرار في أفغانستان المجاورة، التي تقع بين جنوب ووسط آسيا، ضروري لتحقيق الفرص التجارية بشكل كامل للدول الأعضاء في منظمة «شنغهاي للتعاون».

كما حضر اللقاء وزير الشؤون الخارجية الهندي سوبرامانيام جايشانكار، وهو أول وزير خارجية هندي يزور باكستان منذ ما يقرب من عقد من الزمان، في ظل استمرار الفتور في العلاقات بين الجارتين المتنافستين المسلحتين نووياً.


مقالات ذات صلة

عبد العزيز بن سلمان: استضافة السعودية لمؤتمر الطاقة العالمي تأتي في مرحلة مهمة

الاقتصاد صورة جوية للعاصمة السعودية الرياض (واس)

عبد العزيز بن سلمان: استضافة السعودية لمؤتمر الطاقة العالمي تأتي في مرحلة مهمة

قال الأمير عبد العزيز بن سلمان بن عبد العزيز، وزير الطاقة: «إن استضافة السعودية لمؤتمر الطاقة العالمي لعام 2026 تأتي في مرحلة مهمة لقطاع الطاقة العالمي».

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد امرأة تسير خلف شعار المصرف المركزي الإندونيسي في جاكرتا (رويترز)

«المركزي الإندونيسي» يُثبّت الفائدة وسط غموض عالمي متزايد

قرر المصرف المركزي الإندونيسي الإبقاء على أسعار الفائدة دون تغيير، كما كان متوقعاً، موضحاً أن هذا القرار يتماشى مع هدفه في الحفاظ على معدلات التضخم.

«الشرق الأوسط» (جاكرتا )
الاقتصاد وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك (حسابه في إكس)

شيمشك: الخليج يحمل فرصاً مهمة لتركيا في قطاع السياحة

قال وزير الخزانة والمالية التركي محمد شيمشك إن الخليج يحمل فرصاً جدية لتركيا، لا سيما في مجال السياحة

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد عمال في أحد المشروعات التنموية لبناء بوابة مائية على نهر في شرق الصين (أ.ف.ب)

ردود فعل مختلطة على إعلان الصين التأهب لجمع 850 مليار دولار من الديون

ذكرت وسائل إعلام محلية أن الصين قد تجمع 6 تريليونات يوان إضافية من سندات الخزانة الخاصة على مدى ثلاث سنوات لتحفيز الاقتصاد المتراجع.

«الشرق الأوسط» (بكين)
الاقتصاد سيدة تسير بجوار لوحة إلكترونية تعرض حركة الأسهم في وسط العاصمة اليابانية طوكيو (أ.ب)

رئيس الوزراء الياباني يطلب موازنة إضافية تتجاوز 87 مليار دولار

قال رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا إن حكومته تهدف إلى إعداد موازنة تكميلية للسنة المالية الحالية تتجاوز 13.1 تريليون ين لتمويل حزمة دعم اقتصادي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)

40 ألف وظيفة... خسائر لندن بعد «بريكست»

منظر عام لمدينة لندن من موقع بناء «بيسوبغيت 22» (رويترز)
منظر عام لمدينة لندن من موقع بناء «بيسوبغيت 22» (رويترز)
TT

40 ألف وظيفة... خسائر لندن بعد «بريكست»

منظر عام لمدينة لندن من موقع بناء «بيسوبغيت 22» (رويترز)
منظر عام لمدينة لندن من موقع بناء «بيسوبغيت 22» (رويترز)

قال عمدة مدينة لندن، مايكل ماينلي، إن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كلّف المركز المالي في لندن نحو 40 ألف وظيفة، وهو تأثير يفوق بكثير التقديرات السابقة.

وأوضح ماينلي في حديثه لـ«رويترز»، أن دبلن كانت الأكثر استفادة من هذا الوضع، حيث اجتذبت 10 آلاف وظيفة، بينما استفادت مدن، مثل ميلانو وباريس وأمستردام أيضاً من الوظائف التي هاجرت من لندن بعد تصويت بريطانيا لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي في عام 2016.

وأضاف ماينلي، الذي يشغل منصب الرئيس الشرفي للمركز المالي لمدينة لندن الذي يمتد على مساحة ميل مربع، ويضم بنك إنجلترا والبنوك الدولية وشركات التأمين، قائلاً: «كان خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كارثة. في عام 2016 كان لدينا 525 ألف عامل، وتقديري هو أننا فقدنا ما يقل قليلاً عن 40 ألفاً».

التقدير الذي قدمه ماينلي، الذي قضى سنوات في تتبع تطورات المركز المالي البريطاني قبل أن يصبح عمدة لندن ولديه اتصالات مع مئات الشركات في المدينة، أعلى بكثير من تقديرات المستشارين في شركة «إرنست آند يونغ»، الذين قدروا أن 7 آلاف وظيفة فقط قد غادرت لندن متجهة إلى الاتحاد الأوروبي بحلول عام 2022.

ومع ذلك، أشار ماينلي إلى أن مدينة لندن تنمو، بما في ذلك مجالات خارج مجال التمويل، حيث تعوض الوظائف الجديدة التداعيات الناجمة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وقد زاد عدد العمال ليصل إلى 615 ألفاً مع نمو قطاعي التأمين وتحليل البيانات.

لكن تقديره يسلط الضوء على حجم تداعيات «بريكست»، حيث تسعى بريطانيا إلى إعادة بناء الجسور إلى القارة الأوروبية. وأكد ماينلي: «صوتت المدينة بنسبة 70 مقابل 30 للبقاء. لم نكن نريد ذلك»، مضيفاً أنه كثف جهوده «للمشاركة بشكل أكبر» مع أوروبا، حيث قام بتسع زيارات إلى دول في المنطقة هذا العام.

وتأتي مساعي ماينلي لتعزيز العلاقات مع القارة وسط تباطؤ اقتصادي أوسع في بريطانيا، التي تعاني من انقسامات بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي. ورغم أن البعض كان يأمل منح «بريكست» لندن حرية تقليل الهجرة والتخلص من لوائح الاتحاد الأوروبي وتعزيز الاقتصاد، فإن الهجرة ارتفعت، وثبت أن اللوائح صعبة التفكيك، كما تباطأ الاقتصاد.

ويسعى رئيس الوزراء البريطاني الجديد، كير ستارمر، إلى إعادة بناء العلاقات مع أوروبا، التي تأثرت بسبب سنوات من المفاوضات المضطربة حول خروج بريطانيا. ويريد ستارمر إزالة بعض العوائق أمام ممارسة الأعمال التجارية مع دول الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك اتفاقية الاعتراف المتبادل بالمؤهلات المهنية، لكنه استبعد العودة إلى السوق الموحدة.

وأشار ماينلي إلى أن «هناك الكثير مما يمكننا القيام به بشأن التأشيرات» لمساعدة المدينة، مضيفاً: «نحن نعمل أيضاً على صفقات تجارية ثنائية مع ألمانيا».

ولطالما كان القطاع المالي في البلاد جوهرة التاج الصناعي البريطاني، إلا أنه شهد تراجعاً ملحوظاً. وانخفض الناتج الاقتصادي في قلب القطاع المالي البريطاني، بما في ذلك البنوك وصناديق الثروة، بأكثر من 15 في المائة منذ أواخر عام 2019 قبل مغادرة المملكة المتحدة رسمياً للاتحاد الأوروبي. وبشكل عام انخفض ناتج الخدمات المالية في بريطانيا بنسبة 1 في المائة منذ أواخر عام 2019، وهو تناقض صارخ مع فرنسا وألمانيا، حيث زاد بنسبة 8 في المائة، وكان في آيرلندا بنسبة 18 في المائة، وفقاً للبيانات الوطنية.

في السابق، كانت صادرات الخدمات المالية البريطانية تتفوق على خدمات الأعمال الأخرى، مثل الخدمات القانونية أو الإعلان. وقال مكتب مسؤولية الموازنة في مارس (آذار) إن توقعاته بأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من شأنه أن يتسبب في انكماش أحجام التجارة بنسبة 15 في المائة كانت «على المسار الصحيح على نطاق واسع».

ووفقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة، يعتقد معظم البريطانيين أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي كان فاشلاً حتى الآن، لكنّ المؤيدين يشددون على أن بريطانيا تتمتع بحرية أكبر في اتباع مسارها الخاص خارج الاتحاد الأوروبي. كما يشيرون إلى التباطؤ الاقتصادي في ألمانيا، والاضطرابات السياسية في فرنسا، بوصف ذلك دليلاً على أوجه القصور في الاتحاد.