لبنان على وشك إدراجه على «القائمة الرمادية» بسبب اتهامات غسل الأموال

الدخان يتصاعد عقب غارات إسرائيلية على بيروت (أرشيفية - أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد عقب غارات إسرائيلية على بيروت (أرشيفية - أ.ف.ب)
TT

لبنان على وشك إدراجه على «القائمة الرمادية» بسبب اتهامات غسل الأموال

الدخان يتصاعد عقب غارات إسرائيلية على بيروت (أرشيفية - أ.ف.ب)
الدخان يتصاعد عقب غارات إسرائيلية على بيروت (أرشيفية - أ.ف.ب)

يُتوقع أن يُضاف لبنان، الذي مُنع من أسواق الدين العالمية، إلى «القائمة الرمادية» التابعة لإحدى الهيئات الرقابية بسبب اتهامات حول تقصير البلاد في مكافحة التمويل غير المشروع، وفق ما ذكرت «بلومبرغ»، يوم الثلاثاء.

وتعتزم مجموعة العمل المالي، التي تتخذ من باريس مقراً لها، وضع لبنان على قائمتها الرمادية بحلول 25 أكتوبر (تشرين الأول) ، وهو اليوم الأخير من جلستها العامة في باريس، وفقاً لأشخاص مطلعين على الأمر، طلبوا عدم ذكر أسمائهم نظراً لسرية الخطط. ولم يجر اتخاذ قرارات نهائية بعد في هذا الصدد.

وذكرت الوكالة أن دخول لبنان إلى «القائمة الرمادية» قد يفاقم من العقبات التي تواجهها الدولة بعدما أعلنت تعثرها في سداد ديونها لأول مرة في عام 2020، كما تواجه تضخماً مرتفعاً، وفراغاً سياسياً في منصب الرئيس.

وكان حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري قال في تصريح سابق إن «الحديث عن إدراج لبنان على اللائحة الرمادية في تصنيف التقيد بمعايير مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مبالغ فيه»، وإن «الوضع ليس بهذه الخطورة».

بحسب تقرير صادر عن صندوق النقد الدولي في عام 2021، شهدت البلدان المدرجة في القائمة الرمادية «انخفاضاً كبيراً ومهماً إحصائياً في تدفقات رأس المال».

وقال أشخاص مطلعون على الأمر إن هذا التصنيف ليس عقابياً مثل القائمة السوداء، ويشير إلى أن المسؤولين اللبنانيين يتخذون بعض الخطوات لمعالجة أوجه القصور الحالية.

ولتجنب التصنيف، يجب أن تتفق أغلبية كبيرة من أعضاء مجموعة العمل المالي على أن الدولة أحرزت تقدماً كافياً منذ بدء فترة التقييم.

وقال الأشخاص إن بضعة أصوات على العكس من ذلك يمكن أن تؤدي إلى الإدراج في قائمة الدول الخاضعة للمراقبة المتزايدة.

تضم مجموعة العمل المالي نحو 40 عضواً، على الرغم من أن بصمتها أوسع بكثير. وتنطبق قواعد المجموعة لمعالجة غسل الأموال وتمويل الإرهاب على مستوى العالم. تأسست منذ أكثر من ثلاثة عقود بمبادرة من مجموعة الدول السبع، وتشمل أعضاؤها الولايات المتحدة والصين، بالإضافة إلى المفوضية الأوروبية ومجلس التعاون الخليجي. وتؤخذ توصيات المجموعة على محمل الجد لأن أي دولة لا تريد أن يتم وضع علامة عليها بسبب أوجه القصور التي قد تلقي بظلال من الشك على نزاهة نظامها المصرفي.


مقالات ذات صلة

توتر بين بزشكيان والبرلمان بسبب «الاتفاق النووي» و«فاتف»

شؤون إقليمية صورة من فيديو على موقع البرلمان الإيراني من رئيسه محمد باقر قاليباف لدى استقباله الرئيس مسعود بزشكيان

توتر بين بزشكيان والبرلمان بسبب «الاتفاق النووي» و«فاتف»

واجه الرئيس الإيراني انتقادات حادة من المشرّعين بعدما تعهد بإعادة فتح ملف الانضمام إلى مجموعة العمل المالي «فاتف»، وإحياء الاتفاق النووي.

«الشرق الأوسط» (لندن-طهران)
شؤون إقليمية ميناء أسدود (موقع الميناء)

القبض على عصابة تهريب في ميناء أسدود تحرج نتنياهو

القبض على عصابة إسرائيلية فلسطينية تهرّب أسلحة ميناء أسدود، القريب من قطاع غزة، تحرج نتنياهو الذي يدعي أن التهريب يتم عبر محور فيلادلفيا.

«الشرق الأوسط» (تل أبيب)
الخليج الإمارات تسلم رجل الأعمال الإيطالي المدان بجرائم مالية

الإمارات تسلم رجل الأعمال الإيطالي المدان بجرائم مالية

قالت الإمارات إنها سلمت إلى السلطات الإيطالية المواطن الإيطالي دانيلو كوبولا، المدان بارتكاب جرائم مالية والمطلوب للعدالة بناءً على طلب رسمي. وأكد عبد الله…

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)
الاقتصاد جانب من العاصمة أبوظبي (الشرق الأوسط)

الإمارات تُدخِل تعديلاً على قانون غسل الأموال وتمويل الإرهاب والتنظيمات غير المشروعة

يأتي مرسوم التعديل في القانون في إطار استراتيجية البلاد لحماية النظام المالي المحلي، من خلال تطبيق أكفأ الأنظمة لمكافحة هذه الجرائم.

«الشرق الأوسط» (دبي)
الاقتصاد «إتش إس بي سي» قال إنه يعتزم استئناف القرار (رويترز)

«فينما» السويسرية: «إتش إس بي سي» انتهك قواعد غسل الأموال

وجدت الهيئة التنظيمية المصرفية في سويسرا أن الذراع المصرفية الخاصة السويسرية لبنك «إتش إس بي سي» انتهكت قواعد غسل الأموال.


أتياس لـ«الشرق الأوسط»: الرياض توفر منصة دولية تحدد اتجاهات الاقتصاد العالمي

TT

أتياس لـ«الشرق الأوسط»: الرياض توفر منصة دولية تحدد اتجاهات الاقتصاد العالمي

الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)
الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

أكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار، ريتشارد أتياس، لـ«الشرق الأوسط»، أن مؤتمر مستقبل الاستثمار بنسخته الثامنة، والذي سيعقد نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الحالي، يوفر منصة دولية تحدد اتجاهات الاقتصاد في ظل ما يشهده العالم من توترات جيوسياسية، مؤكداً أن الحدث يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويعزز مكانة السعودية مركزاً اقتصادياً إقليمياً ودولياً، وحرصها على استقطاب الاستثمارات الأجنبية وتمكين التعاون العالمي.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحافي الاستباقي، الذي نظمته «وكالة الأنباء السعودية» (واس)، للكشف عن النسخة الثامنة من مبادرة مستقبل الاستثمار خلال الفترة من 29 - 31 أكتوبر الحالي، تحت شعار «أفق لا متناهٍ: الاستثمار اليوم، لصياغة الغد»، حيث سلّط أتياس الضوء على أبرز النقاط والموضوعات والتفاصيل حول هذا الحدث السنوي.

وكشف أتياس عن قيمة الصفقات الدولية التجارية والاستثمارية، التي ستشهدها النسخة الثامنة من المؤتمر بقيمة 28 مليار دولار، في حين بلغ عدد الصفقات التي شهدها الحدث في نُسخه السبع السابقة نحو 128 مليار دولار؛ ما ينعكس إيجاباً على خلق فرص عمل جديدة ودعم نمو القطاعات الحيوية.

وأوضح أن المؤتمر سيتضمن 180 جلسة حوارية بمشاركة 600 متحدث سيناقشون موضوعات عدة، أبرزها: الأمن الغذائي والطاقة العالمية، والأمن السيبراني، والترفيه، وغيرها من المواضيع المهمة الأخرى.

التطورات الاقتصادية

وواصل الرئيس التنفيذي حديثه لـ«الشرق الأوسط»، بأنه في ظل التحديات العالمية المتزايدة التي تشهدها مختلف القارات، والتي تتطلب بشكل عاجل إعادة بناء الثقة بين المستثمرين، يأتي هذا الحدث في وقت بالغ الأهمية. حيث يهدف إلى توفير منصة عالمية للحوار والتفاهم حول أبرز التطورات الاقتصادية والاجتماعية، وتسليط الضوء على الفرص الاستثمارية الواعدة في مختلف القطاعات.

وقال إن المؤتمر سيشهد هذا العام إقبالاً كبيراً من قادة الأعمال والمستثمرين من جميع أنحاء العالم؛ إذ يزيد الحضور بنسبة 20 في المائة عن النسخة السابقة؛ ما يعكس أهمية الموضوعات المطروحة، إضافة إلى تبادل الخبرات والمعرفة.

ريتشارد أتياس متحدثاً للحضور خلال المؤتمر الصحافي (الشرق الأوسط)

وتابع إن الهدف الرئيسي للمؤتمر هو تمكين المستثمرين من فهم الاتجاهات العالمية السائدة وتحديد فرص الاستثمار الواعدة في مختلف القطاعات والجغرافيات. كما يسعى إلى بناء الثقة وتعزيز العلاقات بين مختلف الأطراف المعنية؛ مما يساهم في جذب الاستثمارات وتنمية الاقتصاد.

ويعتقد الرئيس التنفيذي أن الحدث يمثل بصيص أمل في ظل التحديات التي يواجهها العالم، حيث يركز على إبراز الجوانب الإيجابية للتطورات الدولية في مختلف المجالات، مثل التقنية والفضاء والرياضة؛ مما يساهم في بناء مستقبل أكثر إشراقاً.

ولفت إلى أنه تم اتخاذ خطوات مهمة في النسخة السابقة من المؤتمر، نحو الاستثمار في الذكاء الاصطناعي لصالح المجتمع، وتم طرح الكثير من المبادرات التي تهدف إلى تنظيم استخدام هذه التقنيات الحديثة، وتوجيهه نحو تحقيق أهداف إيجابية.

شراكات عالمية

وأضاف أتياس أن النسخة الثامنة من المؤتمر ستشهد نتائج ملموسة لهذه المبادرات، كاشفاً عن أهداف عدة للمؤتمر القادم، من بينها: تسريع تبني الذكاء الاصطناعي، قائلاً: «سنشهد إطلاق مبادرات جديدة لتعزيز استخدام هذا المجال في مختلف القطاعات، ولا سيما في الرعاية الصحية»، وكذلك بناء شراكات عالمية، حيث سيجتمع قادة العالم وصناع القرار لمناقشة التحديات والفرص التي يطرحها الذكاء الاصطناعي، وبناء شراكات تعزز التعاون الدولي، إضافة إلى تطوير الأنظمة البيئية الاستثمارية، لتوفير بيئات جاذبة تشجع على الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار.

واستطرد: «نؤمن بأن الاستثمار في الذكاء الاصطناعي يساهم بشكل كبير في تطوير الجغرافيا الاقتصادية، ونحن نقدم منصة للحوار والتبادل المعرفي بين الحكومات والشركات الخاصة؛ ما يساعد على وضع حلول للتحديات المشتركة وتعزيز التعاون الاقتصادي».

ووفق أتياس، المؤتمر بنسخته الثامنة يمثل خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر إشراقاً، حيث يساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة ويعزز مكانة المملكة العربية السعودية مركزاً عالمياً للابتكار والاستثمار.

ولفت إلى أن مؤسسة مبادرة مستقبل الاستثمار تسهم في إحداث التغيير، وتتيح عبر تطبيقها الفرصة للمشاركة في الأفكار وبدء العمل، مؤكداً أن المؤسسة قائمة على العضوية وهي مفتوحة للجميع، بما في ذلك رواد الأعمال والشباب الموهوبون، لتحقيق الشمولية، داعياً وسائل الإعلام إلى التركيز على الجوانب المشرقة والإيجابية عند مناقشة الموضوعات المدرجة في أعمال النسخة الثامنة للمبادرة لتحقيق توازن أفضل في تغطية القضايا.

الجهات المشاركة

وبيَّن أن موقع المملكة الجغرافي جعلها منصة لربط الشرق والغرب والشمال والجنوب، مفيداً بأن عقد مبادرة مستقبل الاستثمار في الرياض يؤكد أهمية المملكة مركزاً للحوار العالمي.

وتناول ريتشارد أتياس، موضوع العضوية والحضور، حيث أوضح أن النسخة الحالية شهدت تسجيل 7000 شخص، بينهم 1200 من الأعضاء الذين تم تحديد عددهم مسبقاً، بينما تم تخصيص 3000 مقعد للشركاء الاستراتيجيين، بما في ذلك شركات عالمية تؤمن برؤية المؤسسة، يلعبون دوراً مهماً في دعم المبادرات التي تسعى إلى تحقيق تغييرات إيجابية على المستوى العالمي.

وأفاد بأن الحضور في المؤتمر لا يقتصر فقط على الأعضاء؛ إذ يشارك فيه جهات إعلامية ووفود رسمية، بما في ذلك الوزراء والسفراء ونواب الوزراء، مشيراً إلى أن برنامج العضوية السنوية لا تقتصر على حضور فعاليات المؤتمر فقط، بل تتيح لأعضائها الوصول إلى جميع فعاليات المؤسسة على مدار العام في مختلف أنحاء العالم، بالإضافة إلى المشاركة في جلسات خاصة والاستفادة من تقارير المؤسسة.