زيادة الرسوم الجمركية... العامل المشترك بين ترمب وهاريس

سفن شحن راسية محملة بحاويات في «بورت إليزابيث» بنيوجيرسي (رويترز)
سفن شحن راسية محملة بحاويات في «بورت إليزابيث» بنيوجيرسي (رويترز)
TT

زيادة الرسوم الجمركية... العامل المشترك بين ترمب وهاريس

سفن شحن راسية محملة بحاويات في «بورت إليزابيث» بنيوجيرسي (رويترز)
سفن شحن راسية محملة بحاويات في «بورت إليزابيث» بنيوجيرسي (رويترز)

مع اقتراب الاستحقاق الرئاسي في نوفمبر (تشرين الثاني)، يستعد كثير من الشركات في الولايات المتحدة لزيادة محتملة في الرسوم الجمركية، مع توقع حدوث اضطرابات اقتصادية.

ولم تعد الرسوم الجمركية من المحظورات في واشنطن، فإدارة نائبة الرئيس والمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، لم تحافظ فحسب على الرسوم التي فرضها منافسها الجمهوري الرئيس السابق دونالد ترمب على السلع الصينية، وإنما أضافت إليها مزيداً من الرسوم.

أما ترمب فيعتزم، في حال فوزه، زيادة الرسوم الجمركية على مجمل الواردات بنسبة لا تقل عن 10 في المائة حسب المنتجات، وصولاً إلى 60 في المائة على الواردات الصينية.

وقال ترمب، في مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز»، الأحد، إن الرسوم الجمركية «ستجعل بلادنا غنية من جديد»، مضيفاً أنه من دونها سيكون «لدينا بلد مترنح». لكن بالنسبة إلى رجال الأعمال، وبينهم روبرت أكتيس، فإن ذلك سيزيد الوضع تعقيداً.

فمنذ 2020، ومع فرض الرسوم الجمركية على واردات الصلب والألمنيوم، وجد أكتيس صعوبات متزايدة في العثور على موردين للمواد الخام، ولم يتحسّن الوضع مع تدابير جو بايدن الأخيرة.

وقال: «سوف يسرّني شراء منتجات أميركية، ولكن لا أحد يصنعها»، في إشارة إلى الشبكة المعدنية المستخدمة في البناء التي يتعيّن استيرادها.

وإن كان استفاد من الإعفاءات الجمركية حتى الآن، إلا أنه ينبغي تجديدها سنوياً من دون أي ضمانة، ما يحتم عليه -على حد قوله- تكاليف إضافية تسبّبت في ارتفاع أسعاره تدريجياً.

نقص في اليد العاملة

وانعكس ذلك على كثير من الصناعات، وقدّرت جمعية الملابس الأميركية أن أسعار التجزئة ارتفعت بشكل سنوي من 5 إلى 10 في المائة منذ 2020.

وأوضح نائب رئيس الجمعية نيت هيرمان، أنه «في البداية، خفض أعضاؤنا هوامش ربحهم»، لكن الصعوبات التي يواجهها القطاع لم تعد تسمح بذلك.

ولا تستفيد الصناعة المحلية بالضرورة من الرسوم الجمركية، فقد أغلقت 14 مصنع نسيج أبوابها في السنوات الأخيرة، ولم تعد بعض المنتجات تُصنع محلياً بسبب نقص اليد العاملة المؤهلة والآلات.

وأشار هيرمان إلى أن «متوسط العمر في المصانع الأميركية بلغ نحو 50 عاماً، لأننا لا نستطيع توظيف الأقل عمراً».

وقال المدير العام لشركة «ستريملايت» لتجهيزات الإضافة، راي شارا، إن الرسوم الجمركية المشددة تتسبّب بتكاليف إضافية «تُقدّر بملايين الدولارات لشركات صغيرة مثلنا».

وأضاف: «علينا أن ندفعها، وفي النهاية تقع على عاتق المستهلك، وهذه مشكلة أي رسوم جمركية».

ومع اقتراب الانتخابات في الخامس من نوفمبر، يزداد انعدام اليقين الذي يمثّل أسوأ كابوس يراود رجال الأعمال.

وأظهر مسح أجراه فرع «الاحتياطي الفيدرالي» في ريتشموند أن 30 في المائة من الشركات أعلنت إرجاء أو تقليص أو حتى إلغاء الاستثمارات المخطط لها بسبب الانتخابات.

التضخم سيعود

وأوضح شارا أن «هذا يعوق نشاطنا واستثماراتنا، ويخلق بشكل عام أثراً مخففاً للتنمية الاقتصادية».

وهو يحاول مع شركائه نقل تصنيع أحد المكونات الأساسية إلى الولايات المتحدة، لكن «الوقت الذي نقضيه في العمل على سلاسل التوريد يأتي على حساب تطوير شركتنا».

ويُضاف إلى ذلك البحث عن مصادر جديدة للإمدادات، وهو ليس بالأمر اليسير، حسب «جمعية الملابس الأميركية» التي تتوقع أن تستورد الشركات بشكل أكبر لتأمين مخزونها قبل الزيادة المحتملة في الرسوم الجمركية، كما حدث في 2018.

وبغض النظر عن نتيجة الانتخابات، تتوقع الشركات الإبقاء على الرسوم الجمركية.

ورأى أكتيس أنه «لا يوجد أي احتمال بأن يتخلّى أي من المعسكرين عنها، فالاتجاه نحو الزيادة».

وعدّ رئيس شركة «كولونيال ميتال برودكتس»، ويل توماس، أن الشركات لا تستطيع أن تفعل كثيراً حيال ذلك؛ لأن «المرشحين يلعبان على العواطف. ولكن إذا لم تعد المنتجات متوفرة وكل ما تفعله هو زيادة تكاليف الإنتاج فماذا يحدث؟ عندها يعود التضخم».

وقال رئيس شركة «تريم إيلوجن» لاستيراد قطع غيار السيارات، كولبي ماكلولين: «أنا لست ضد الرسوم الجمركية، ما دام هناك خطة أو دعم لمساعدة الشركات على الإنتاج، لكنني لم أسمع شيئاً بهذا الصدد».

وبصفته ناخباً، يبدو منقسماً بين تطلعاته بوصفه رجل أعمال ورؤيته بوصفه مواطناً. وبانتظار أن تتضح الأمور ينوي تكثيف استثماراته لتسريع إيراداته.


مقالات ذات صلة

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

الاقتصاد مبنى اتحاد الغرف السعودية في الرياض (الموقع الإلكتروني لاتحاد الغرف السعودية)

للمرة الأولى... اتحاد الغرف السعودية يشكّل لجنة للطاقة والبتروكيماويات

أعلن اتحاد الغرف السعودية تشكيل أول لجنة وطنية من نوعها للطاقة والبتروكيماويات تحت مظلة القطاع الخاص، لتعزيز مشاركته في صناعة سياسات هذا القطاع الحيوي.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مسؤولون بوزارة الطاقة السعودية بعد الإعلان عن الانضمام لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين (وزارة الطاقة السعودية)

السعودية تنضم لمبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود

أعلنت وزارة الطاقة السعودية انضمام المملكة إلى مبادرة الشراكة الدولية لتعزيز اقتصاد الهيدروجين وخلايا الوقود، وذلك ضمن مساعي البلاد لدعم الجهود الدولية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد مشهد من العاصمة السعودية وتظهر فيه ناطحات السحاب في مركز الملك عبد الله المالي (كافد) (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة «موديز» للتصنيف الائتماني تصنيف السعودية إلى «إيه إيه 3» (Aa3) من «إيه 1»، مشيرة إلى جهودها لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك) «الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)

مجموعة «أداني»: الاتهامات الأميركية مرتبطة بعقد تجاري واحد

رجل يسير أمام مكتب شركة «أداني غروب» بمدينة جورجاون بالهند (رويترز)
رجل يسير أمام مكتب شركة «أداني غروب» بمدينة جورجاون بالهند (رويترز)
TT

مجموعة «أداني»: الاتهامات الأميركية مرتبطة بعقد تجاري واحد

رجل يسير أمام مكتب شركة «أداني غروب» بمدينة جورجاون بالهند (رويترز)
رجل يسير أمام مكتب شركة «أداني غروب» بمدينة جورجاون بالهند (رويترز)

قال جوجيشيندر سينغ المدير المالي لمجموعة «أداني»، اليوم السبت، إن لائحة الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة للملياردير الهندي جوتام أداني مرتبطة بعقد واحد لشركة «أداني غرين إنرجي» يشكل نحو 10 في المائة من أعمالها، ولم توجه اتهامات لأي شركات أخرى في المجموعة بارتكاب مخالفات.

ووجه ممثلو ادعاء أميركيون يوم الأربعاء اتهامات إلى جوتام أداني، رئيس مجموعة «أداني» الهندية العملاقة وأحد أثرياء العالم وسبعة متهمين آخرين بالاحتيال لموافقتهم على دفع نحو 265 مليون دولار في شكل رشاوى لمسؤولين حكوميين هنود للحصول على عقود توريد في الطاقة الشمسية.

ونفى أداني جميع الاتهامات ووصفها بأنها «لا أساس لها من الصحة». وسعى المدير المالي للمجموعة لدحض الاتهامات اليوم السبت قائلاً إنها لم تطل أياً من الشركات المطروحة في البورصة التابعة لأداني وعددها 11 أو يتم اتهامها «بارتكاب أي مخالفات» في القضية.

وقال سينغ على «إكس» إن الاتهامات الواردة في لائحة الاتهام الأميركية تتعلق «بعقد واحد لشركة (أداني غرين)، والذي يمثل نحو 10 في المائة من إجمالي أعمال (أداني غرين)».

وتمثل اتهامات الادعاء العام الأميركي أكبر انتكاسة لمجموعة «أداني» الهندية التي تبلغ قيمتها 143 مليار دولار، والتي تضررت العام الماضي من اتهامات شركة «هيندينبورغ ريسيرش» بشأن الاستخدام غير السليم للملاذات الضريبية الخارجية، وهو ما نفته الشركة.

وللاتهامات الأميركية بالفعل تأثير كبير على المجموعة، إذ هوت أسهمها وتدرس بعض البنوك العالمية وقف إصدار ديون جديدة لها مؤقتاً، كما ألغت كينيا صفقتين مع «أداني» بقيمة تزيد عن 2.5 مليار دولار.