تركيا تفرض «رسوم إغراق» على واردات من الصين وروسيا والهند واليابان

لمكافحة «المنافسة غير العادلة» لمصنّعي الصلب

سائح أمام موقع آيا صوفيا في مدينة إسطنبول التركية (أ.ف.ب)
سائح أمام موقع آيا صوفيا في مدينة إسطنبول التركية (أ.ف.ب)
TT

تركيا تفرض «رسوم إغراق» على واردات من الصين وروسيا والهند واليابان

سائح أمام موقع آيا صوفيا في مدينة إسطنبول التركية (أ.ف.ب)
سائح أمام موقع آيا صوفيا في مدينة إسطنبول التركية (أ.ف.ب)

أظهر قرار نُشر في الجريدة الرسمية التركية، الجمعة، أن تركيا فرضت رسوم مكافحة إغراق على بعض واردات الصلب من الصين وروسيا والهند واليابان، وكانت الرسوم الأعلى على الواردات من الصين.

وذكر القرار أن الرسوم المفروضة ستتراوح بين 6.10 في المائة و43.31 في المائة من أسعار التكلفة والتأمين والشحن، في خطوة تهدف إلى مكافحة «المنافسة غير العادلة» استجابة لمطالب من المنتجين المحليين العام الماضي.

وقال فيصل يايان، الأمين العام لاتحاد منتجي الصلب التركي، لـ«رويترز»، إن الرسوم تؤثر على نحو أربعة ملايين طن من واردات المنتجات بقيمة تتراوح بين 2 و2.2 مليار دولار.

وجاء أيضاً في القرار المنشور في الجريدة الرسمية أن تحقيقاً بشأن واردات الصلب المدرفل على الساخن، طالب بإجرائه منتجون محليون، أظهر أن الإغراق المحتمل للصلب من جانب الصين وروسيا والهند واليابان يهدد بإلحاق ضرر بالإنتاج المحلي.

ووفقاً للقرار، فإن الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من الصين تتراوح بين 15 في المائة و43 في المائة، في حين تتراوح الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات من روسيا والهند واليابان بين ستة في المائة وتسعة في المائة.

ويأتي قرار أنقرة وسط تصاعد التوتر التجاري بين الصين والاتحاد الأوروبي بشأن الرسوم الجمركية على السيارات الكهربائية ومشروب البراندي الكحولي وسلع أخرى، كما يأتي بعد شكوى رفعتها الصين إلى منظمة التجارة العالمية بشأن الرسوم الجمركية المفروضة على السيارات الكهربائية الصينية التي تدخل تركيا.

وارتفعت أسهم شركة إنتاج الصلب التركية «إردمير» بنسبة 2.48 في المائة بعد الإعلان، وارتفعت أسهم «إيسديمير» بنسبة 2.2 في المائة.

وقال المحلل دينيز ياتيريم في مذكرة: «نرى هذا التطور إيجابياً لمنتجي الصلب المسطح المدرفل الساخن، خصوصاً (إيسديمير) و(إردمير)»، مضيفاً أنه قد يكون له تأثير داعم على معنويات الأسهم في القطاعات الأخرى.

وقال يايان، من اتحاد الصناعات التركي، إنه يتوقع ارتفاع معدلات استغلال الطاقة الإنتاجية للمنتجين المحليين بعد فرض رسوم مكافحة الإغراق على واردات الصلب المسطح المدرفل الساخن.

جدير بالذكر أن الناتج الصناعي في تركيا واصل تراجعه للشهر الثالث على التوالي. وذكر مكتب الإحصاء التركي، الخميس، أن الناتج الصناعي للبلاد تراجع خلال شهر أغسطس (آب) بنسبة 5.3 في المائة سنوياً، بعد تراجع بنسبة 4 في المائة في يوليو (تموز).

وتراجع ناتج قطاعي التصنيع والتعدين بنسبة 5.4 في المائة لكل منهما، في حين ارتفع ناتج مرافق الكهرباء والغاز والبخار وتكييف الهواء بنسبة 1.6 في المائة. وعلى أساس شهري، تراجع الناتج الصناعي خلال يوليو بنسبة 0.3 في المائة.

كما أظهر تقرير منفصل لمكتب الإحصاء التركي تراجع معدل البطالة خلال أغسطس إلى 8.5 في المائة، مقابل 8.8 في المائة خلال يوليو. وتراجع عدد العاطلين في تركيا من 3.144 و1.055 مليون عاطل خلال الفترة نفسها.


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
TT

نوفاك: سوق النفط متوازنة بفضل تحركات «أوبك بلس»

مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)
مضخات نفطية في حقل بمدينة ميدلاند في ولاية تكساس الأميركية (رويترز)

قال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك يوم الجمعة، عقب اجتماع روسيا و«أوبك»، إن سوق النفط العالمية متوازنة بفضل تحركات دول «أوبك بلس» والالتزام بالحصص المقررة.

وأضاف نوفاك بعد اجتماعه مع الأمين العام لمنظمة أوبك هيثم الغيص في موسكو، إن دول «أوبك بلس»، التي تضخ نحو نصف إنتاج النفط العالمي، تتخذ كل القرارات اللازمة للحفاظ على استقرار السوق.

وقال نوفاك: «بينما نناقش الوضع والتوقعات اليوم، يخلص تقييمنا إلى أن السوق في الوقت الحالي متوازنة. يرجع الفضل في ذلك في الأساس إلى تحركات دول (أوبك بلس)، والإجراءات المشتركة للامتثال للحصص والتعهدات الطوعية من دول في (أوبك بلس)».

ويأتي ذلك في وقت تستعد فيه «أوبك بلس»، التي تضم منظمة البلدان المُصدّرة للبترول (أوبك) وحلفاء من بينهم روسيا، لعقد اجتماع في الأول من ديسمبر (كانون الأول).

وفي الأسواق، تراجعت أسعار النفط قليلا يوم الجمعة، لكنها اتجهت إلى تسجيل زيادة أسبوعية بنحو أربعة في المائة مع احتدام الحرب الأوكرانية، بعد تحذير الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من أنها قد تتحول إلى صراع عالمي.

وبحلول الساعة 12:39 بتوقيت غرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 34 سنتا أو 0.46 في المائة إلى 73.89 دولار للبرميل. وتراجعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 36 سنتا أو 0.51 في المائة إلى 69.74 دولار للبرميل. وزاد الخامان اثنين في المائة يوم الخميس، وكان من المتوقع أن يسجلا مكاسب أسبوعية بنحو أربعة في المائة، وذلك في أفضل أداء من نوعه منذ أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي.

وقال بوتين يوم الخميس إن الحرب في أوكرانيا تتحول إلى صراع عالمي بعدما سمحت الولايات المتحدة وبريطانيا لأوكرانيا بضرب العمق الروسي بأسلحة مقدمة من البلدين. وأضاف أن روسيا ردت بإطلاق نوع جديد من الصواريخ الباليستية متوسطة المدى على منشأة عسكرية أوكرانية، محذرا الغرب من أن موسكو قد تتخذ مزيدا من الإجراءات.

وتعد روسيا من بين أكبر الدول المنتجة للنفط في العالم، حتى مع انخفاض الإنتاج بعد حظر الاستيراد المرتبط بغزوها لأوكرانيا وقيود الإمدادات التي تفرضها مجموعة «أوبك بلس». وقالت روسيا هذا الشهر إنها أنتجت حوالي تسعة ملايين برميل من الخام يوميا.

لكن بيانات مخزونات الخام الأميركية حدت من المكاسب. فقد تأثرت الأسعار بارتفاع مخزونات الخام الأميركية 545 ألف برميل إلى 430.3 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 15 نوفمبر (تشرين الثاني)، متجاوزة توقعات المحللين.

وأعلنت الصين يوم الخميس عن إجراءات في السياسات لتعزيز التجارة منها دعم واردات منتجات الطاقة وسط مخاوف بشأن تهديدات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب بفرض رسوم جمركية.

ومن جانبه، قال بنك غولدمان ساكس في مذكرة إنه يتوقع أن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت نحو 80 دولارا للبرميل هذا العام، رغم العجز في المعروض في 2024 والغموض الجيوسياسي، مشيرا إلى فائض متوقع قدره 0.4 مليون برميل يوميا العام المقبل.

وأضاف في المذكرة مساء الخميس: «توقعنا الرئيسي هو أن يظل برنت في نطاق 70 إلى 85 دولارا، مع قدرة إنتاج فائضة عالية تحد من ارتفاع الأسعار، فيما تحد مرونة أسعار (أوبك) وإمدادات النفط الصخري من انخفاض الأسعار».

ويتوقع البنك مخاطر قد تدفع أسعار برنت للصعود على المدى القريب، مع احتمال ارتفاع الأسعار إلى نطاق 85 دولارا في النصف الأول من عام 2025 إذا انخفض المعروض من إيران بمقدار مليون برميل يوميا بسبب فرض عقوبات أكثر صرامة.

وأوضح البنك أن مخاطر الأسعار على المدى المتوسط تميل إلى الجانب السلبي نظرا للطاقة الإنتاجية الاحتياطية المرتفعة. وقال: «في حين أن هناك طاقة احتياطية وفيرة في إنتاج النفط، فإننا نتوقع أن يظل التكرير قليلا للغاية، وأن تتعافى هوامش البنزين والديزل بشكل أكبر».

وأبقى البنك على توقعاته بأن يبلغ متوسط ​​سعر خام برنت 76 دولارا للبرميل في عام 2025، لكنه خفض توقعاته لعام 2026 إلى 71 دولارا للبرميل في ظل فائض قدره 0.9 مليون برميل يوميا.

ويتوقع «غولدمان ساكس» أن يستمر الطلب على النفط في النمو لعقد آخر، مدفوعا بارتفاع الطلب الإجمالي على الطاقة إلى جانب نمو الناتج المحلي الإجمالي واستمرار وجود تحديات في إزالة الكربون من قطاعي الطيران والمنتجات البتروكيماوية.