تسارع أسعار الجملة في اليابان... والين يخفّف ضغوط التكلفة

نمو أقل من المتوقع للإقراض المصرفي

إحدى الفرق الفنية تقدم عرضا مفتوحا في أحد شوارع الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ ب)
إحدى الفرق الفنية تقدم عرضا مفتوحا في أحد شوارع الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ ب)
TT

تسارع أسعار الجملة في اليابان... والين يخفّف ضغوط التكلفة

إحدى الفرق الفنية تقدم عرضا مفتوحا في أحد شوارع الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ ب)
إحدى الفرق الفنية تقدم عرضا مفتوحا في أحد شوارع الحي المالي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ ب)

أظهرت بيانات، اليوم (الخميس)، أن التضخم في أسعار الجملة في اليابان تسارع في سبتمبر (أيلول)، لكن أسعار السلع المستوردة انخفضت بسبب انتعاش الين؛ مما يشير إلى أن ضغوط الأسعار الناجمة عن تكاليف المواد الخام بدأت التراجع.

ومن المرجح أن يحوّل انخفاض تكاليف الواردات انتباه «بنك اليابان» إلى ما إذا كان ارتفاع التضخم المدفوع بالطلب سيستمر في رابع أكبر اقتصاد في العالم.

وأظهرت بيانات «بنك اليابان» أن مؤشر أسعار السلع للشركات الذي يقيس السعر الذي تفرضه الشركات على بعضها مقابل سلعها وخدماتها، ارتفع بنسبة 2.8 في المائة في سبتمبر مقارنة بالعام السابق، متجاوزاً متوسط ​​توقعات السوق بارتفاع بنسبة 2.3 في المائة.

وتسارعت وتيرة الارتفاع من 2.6 في المائة في أغسطس (آب)، بسبب ارتفاع أسعار الأرز الذي يعاني نقص المعروض، بسبب مزيج من سوء الأحوال الجوية وزيادة الطلب من السياح الأجانب.

وهبط مؤشر أسعار الواردات القائم على الين بنسبة 2.6 في المائة على أساس سنوي في سبتمبر، بعد ارتفاع بنسبة 2.5 في المائة في أغسطس، مسجلاً أول انخفاض في ثمانية أشهر، وفقاً للبيانات. وكان الانخفاض مدفوعاً باستئناف الدعم الحكومي بهدف الحد من فواتير المرافق، وانتعاش الين الذي جعل تكلفة استيراد السلع والمواد الخام أرخص.

وقال كبير خبراء الاقتصاد في معهد «نورينشوكين» للأبحاث، تاكيشي مينامي، إن «تراجع التوقعات بخفض أسعار الفائدة من جانب بنك الاحتياطي الفيدرالي الأميركي يضع حداً أدنى للدولار/الين، كما أن تصاعد التوترات في الشرق الأوسط يدفع أسعار النفط الخام إلى الارتفاع»، وهو ما من شأنه أن يدعم التضخم المحلي.

وقال مينامي إن «أسعار الفائدة الحقيقية في اليابان تظل في المنطقة السلبية. وإذا أدت الأجور المرتفعة إلى زيادة الاستهلاك، فمن المرجح أن يفكر (بنك اليابان) في رفع أسعار الفائدة مرة أخرى»، مضيفاً أنه لا يمكن استبعاد زيادة أخرى في ديسمبر (كانون الأول).

وأنهى «بنك اليابان» أسعار الفائدة السلبية في مارس (آذار)، ورفع تكاليف الاقتراض قصيرة الأجل إلى 0.25 في المائة على أساس أن اليابان تحرز تقدماً نحو تحقيق هدف التضخم بنسبة 2 في المائة بصفة دائمة.

وبلغ التضخم الاستهلاكي الأساسي في اليابان 2.8 في المائة في أغسطس، متجاوزاً هدف «بنك اليابان» بنسبة 2 في المائة لأكثر من عامين، مما أبقى التوقعات حية لمزيد من رفع أسعار الفائدة.

وقال «بنك اليابان» إن التضخم يجب أن يكون مدفوعاً بشكل أكبر بالأجور المرتفعة والطلب المحلي، وليس من خلال ارتفاع تكاليف المواد الخام، ليصبح مستداماً ويلبي الشرط المسبق لمزيد من زيادات الأسعار.

ومن جهة أخرى، أظهرت بيانات بنك اليابان المركزي، اليوم (الخميس)، نمو قيمة الإقراض المصرفي في البلاد خلال الشهر الماضي بنسبة 2.7 في المائة سنوياً إلى 624.24 تريليون ين (4.18 تريليون دولار)، وهو ما جاء أقل من توقعات المحللين بعد نمو حجم الإقراض المصرفي في الشهر السابق بنسبة 3 في المائة سنوياً، في حين كان المحللون يتوقعون نموه بمعدل 2.9 في المائة سنوياً.

ومع استبعاد صناديق الادخار، زاد الإقراض المصرفي خلال سبتمبر (أيلول) الماضي بنسبة 3.1 في المائة سنوياً إلى 546.61 تريليون ين، في حين ارتفع الإقراض من صناديق الادخار بنسبة 0.6 في المائة إلى 77.62 تريليون ين.

وزاد الإقراض من البنوك الأجنبية العاملة في اليابان بنسبة 24.8 في المائة إلى 5.284 تريليون ين. وزاد إجمالي الإقراض المصرفي في اليابان خلال الربع الثالث من العام بنسبة 3 في المائة سنوياً، في حين زاد الإقراض مع استبعاد صناديق الادخار بنسبة 3.3 في المائة، والإقراض من صناديق الادخار بنسبة 0.6 في المائة خلال المدة نفسها.

وفي الأسواق، أنهى المؤشر «نيكي» الياباني تعاملات، اليوم (الخميس)، مرتفعاً، إذ سار على درب «وول ستريت» التي حققت مكاسب قوية، الأربعاء، لكنه قلّص مكاسبه مع جني المستثمرين للأرباح قبيل إعلان بيانات التضخم الأميركية لشهر سبتمبر.

وصعد «نيكي» 0.26 في المائة إلى 39380.89 نقطة عند الإغلاق، بعد أن زاد 0.86 في المائة في وقت سابق من الجلسة. وأغلق المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً مرتفعاً 0.2 في المائة عند 2712.67 نقطة.

وبالنسبة إلى أداء الأسهم، ارتفع سهم مجموعة «سوفت بنك» للاستثمار في التكنولوجيا 3.97 في المائة؛ ليقدم الدعم الأكبر لـ«نيكي».

وزاد سهم «فاست ريتيلنغ» مالكة العلامة التجارية «يونيكلو» 1.28 في المائة. وقفز سهم «نيكون» المصنعة للكاميرات 5.55 في المائة؛ ليكون الأكثر ربحاً من حيث النسبة المئوية على «نيكي».

وعلى الجانب الآخر هوى سهم شركة سلسلة متاجر «أيون» 8.66 في المائة، وكان له أكبر تأثير سلبي في «نيكي»، بعد تراجع بلغ 76.5 في المائة في صافي ربح ستة أشهر حتى أغسطس.


مقالات ذات صلة

«البنك الإسلامي للتنمية» يطلق مبادرات لتعميق الشراكات وتوسيع الاستثمار البيني

الاقتصاد خلال الاجتماعات السنوية لمجموعة «البنك الإسلامي» (الشرق الأوسط)

«البنك الإسلامي للتنمية» يطلق مبادرات لتعميق الشراكات وتوسيع الاستثمار البيني

أفصح الدكتور محمد الجاسر، رئيس مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، عن خطة عمل للمجموعة تمكنها من ترجمة توصية فعالياتها التي انطلقت الثلاثاء، بالعاصمة الجزائرية.

فتح الرحمن يوسف (الرياض)
الاقتصاد متسوق يستعد للدفع في متجر «هيرمانوس كاديناس» للبقالة في سوق محلية بمدريد (رويترز)

تحسن ثقة المستهلك في منطقة اليورو والاتحاد الأوروبي خلال مايو

أظهرت بيانات صادرة عن المفوضية الأوروبية، يوم الثلاثاء، أن ثقة المستهلك في منطقة اليورو شهدت تحسناً ملحوظاً خلال شهر مايو (أيار)، حيث ارتفعت بمقدار 1.4 نقطة.

«الشرق الأوسط» (بروكسل)
الاقتصاد متسوقون داخل متجر بقالة في تورونتو بكندا (رويترز)

تراجع التضخم السنوي في كندا إلى 1.7 %

أعلنت «هيئة الإحصاء الكندية»، الثلاثاء، أن معدل التضخم السنوي في كندا تراجع إلى 1.7 في المائة خلال أبريل (نيسان) الماضي، متأثراً بانخفاض حاد في أسعار الطاقة.

«الشرق الأوسط» (أوتاوا )
الاقتصاد كير ستارمر يشير بيده عقب قمة المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي في لندن 19 مايو 2025 (رويترز)

في مهب التحولات الجيوسياسية... بريطانيا تختبر مرونتها التجارية

شكّل سعي بريطانيا لإبرام اتفاقيات تجارية مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، بالتزامن مع محاولاتها التقارب مع الصين، اختباراً حقيقياً لقدرتها على التكيّف.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد بائع يتحدث مع متسوق أثناء بيع التوابل في إحدى الأسواق في كراتشي (رويترز)

باكستان تُسجل نمواً بنسبة 2.4 % في الربع الثالث

أعلنت لجنة الحسابات الوطنية، الثلاثاء، أن الاقتصاد الباكستاني سجّل نمواً بنسبة 2.4 في المائة خلال الربع الثالث من السنة المالية التي تنتهي في يونيو.

«الشرق الأوسط» (كراتشي)

السعودية الأولى عالمياً في نمو منظومة الابتكار وريادة الأعمال

تواصل السعودية استقطاب الفعاليات التقنية الكبرى التي تعزز موقعها مركزاً إقليمياً وعالمياً للابتكار (واس)
تواصل السعودية استقطاب الفعاليات التقنية الكبرى التي تعزز موقعها مركزاً إقليمياً وعالمياً للابتكار (واس)
TT

السعودية الأولى عالمياً في نمو منظومة الابتكار وريادة الأعمال

تواصل السعودية استقطاب الفعاليات التقنية الكبرى التي تعزز موقعها مركزاً إقليمياً وعالمياً للابتكار (واس)
تواصل السعودية استقطاب الفعاليات التقنية الكبرى التي تعزز موقعها مركزاً إقليمياً وعالمياً للابتكار (واس)

تصدَّرت السعودية المرتبة الأولى عالمياً في نمو منظومة الابتكار وريادة الأعمال، واختيارها «دولة العام 2025» وفق نتائج تقرير «ستارت أب بلينك StartupBlink» العالمي التي أعلن عنها الثلاثاء.

ويُجسِّد هذا الإنجاز الجديد مكانة السعودية الريادية المتقدمة على خريطة الابتكار والاقتصاد الرقمي عالمياً، والجهود المتكاملة التي يقودها «البرنامج الوطني لتنمية تقنية المعلومات»، والجهات الحكومية والخاصة، ومنظومة ريادة الأعمال في البلاد.

وعلى مستوى المدن العالمية، سجَّلت مدينة الرياض أعلى معدل نمو عالمي ضمن أفضل 100 مدينة في منظومة الابتكار وريادة الأعمال، إذ تصدَّرت عالمياً في تقنيات النانو وتقنيات النقل، وحلّت ثانياً في تقنيات التمويل.

تحتل السعودية مكانة ريادية متقدمة على خريطة الابتكار والاقتصاد الرقمي عالمياً (واس)

قدرات تقنية

وحقَّقت السعودية مراكز متقدمة في المؤشرات الفرعية، حيث احتلت في «تقنيات الرعاية الصحية المعيشية» المركز الأول عالمياً، و«تقنيات التأمين والاستثمار» و«تطبيقات التوصيل والخدمات اللوجيستية» ثانياً، و«المدفوعات الرقمية» ثالثاً، و«الألعاب الإلكترونية» خامساً، و«تقنيات التعليم» سابعاً.

ويعكس هذا التقدم النوعي عمق المنظومة السعودية وتنوعها وثقة المستثمرين المتزايدة في الاقتصاد الوطني؛ مما يُشكّل حافزاً إضافياً لتوسيع آفاق الابتكار، وتعزيز الفرص الاستثمارية، دعماً لتحقيق مستهدفات «رؤية 2030» نحو بناء اقتصاد رقمي مستدام وريادي.

وبفضل مكانتها المتقدمة في المؤشرات الرقمية العالمية، تواصل الرياض استقطاب الفعاليات التقنية الكبرى التي تعزز موقع السعودية بصفتها مركزاً إقليمياً وعالمياً للابتكار، مما يساهم في دفع عجلة الاقتصاد الرقمي، وترسيخ ريادة المملكة في مستقبل القطاع.