رئيس الوزراء الياباني الجديد يطلب حزمة تحفيز اقتصادي

صناع السياسات يؤكدون التنسيق الوثيق للخروج من الانكماش

رجل يسير أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض حركة الأسهم في البورصة (أ.ب)
رجل يسير أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض حركة الأسهم في البورصة (أ.ب)
TT

رئيس الوزراء الياباني الجديد يطلب حزمة تحفيز اقتصادي

رجل يسير أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض حركة الأسهم في البورصة (أ.ب)
رجل يسير أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض حركة الأسهم في البورصة (أ.ب)

ذكرت وكالة «كيودو»، الخميس، أن رئيس الوزراء الياباني الجديد شيغيرو إيشيبا سيوجّه وزراءه، الجمعة، لوضع حزمة تحفيز اقتصادي. وقالت «كيودو» إن الحزمة ستركز على مساعدة الأسر في التعامل مع التضخم، وإحياء المناطق الأكثر احتياجاً، والتعافي من أضرار الزلزال في شبه جزيرة نوتو.

وبالتزامن، أكد صناع السياسات اليابانيون، الخميس، أنهم سينسقون الجهود عن كثب لتحقيق هدف التضخم البالغ 2 بالمائة، بعد اجتماع بين رئيس بنك اليابان ووزراء الاقتصاد والمالية في البلاد.

وأكد محافظ بنك اليابان، كازو أويدا، ووزير المالية المعين حديثاً كاتسونوبو كاتو، ووزير الاقتصاد ريوسي أكازاوا، للصحافيين بشكل منفصل، أنهم تعهّدوا بذلك عندما اجتمعوا معاً.

وقال كاتو في إشارة إلى بيان صدر عام 2013 يُلزم البنك المركزي بتحقيق هدف التضخم البالغ 2 بالمائة: «أكدنا أيضاً أننا سنراقب عن كثب وبعناية تطورات السوق، ونتواصل بشكل شامل مع الأسواق».

ويأتي الاجتماع بعد أن قال رئيس الوزراء الياباني الجديد، الأربعاء الماضي، إن الاقتصاد غير مستعد لمزيد من رفع أسعار الفائدة، في محاولة للتخلص من سمعته بوصفه متشدداً في السياسة النقدية... وساعدت هذه التصريحات في دفع الين إلى أدنى مستوى له في أكثر من 6 أسابيع مقابل الدولار.

وعندما سُئل عن تعليقات إيشيبا وردود أفعال سوق العملات اللاحقة، قال أكازاوا: «إن الحكومة ستترك السياسة النقدية لبنك اليابان، وستواصل التنسيق الوثيق مع البنك للخروج من الانكماش».

وتابع أكازاوا: «إن الاقتصاد في حالة تيسيرية بشكل عام مع معدل السياسة البالغ 0.25 بالمائة، وأن اليابان تتجه نحو تطبيع السياسة النقدية، لكن الخروج من الانكماش هو الأولوية القصوى...»، وأضاف: «يجب ألا نبرد الاقتصاد».

وقال: «إن اجتماع الخميس كان بناءً على طلب الحكومة، وعلى وجهة نظر مفادها أن الأطراف الثلاثة يجب أن تجتمع في وقت مبكر. وكان هذا أول اجتماع ثلاثي لمناقشة البيان المشترك منذ نوفمبر (تشرين الأول) 2021».

وفي الأسواق، ارتفع المؤشر «نيكي» الياباني اثنين بالمائة، الخميس، مدعوماً بضعف الين، بعد أن أدت تعليقات رئيس الوزراء شيغيرو إيشيبا المحبذة للتيسير النقدي إلى تقليص الرهانات على تشديد السياسة النقدية بقدر أكبر.

وأغلق المؤشر «نيكي» مرتفعاً 1.97 بالمائة عند 38552.06 نقطة، في حين أغلق المؤشر «توبكس» الأوسع نطاقاً مرتفعاً 1.2 بالمائة عند 2683.71 نقطة.

ولامس الين أدنى مستوى في 6 أسابيع، مقابل الدولار، بعد ارتفاعه في أعقاب فوز إيشيبا في انتخابات قيادة الحزب الديمقراطي الحر الحاكم يوم الجمعة الماضي.

ويميل الين والأسهم اليابانية إلى التحرك في اتجاهين معاكسين، وذلك نظراً لأن العملة المحلية الأقوى تضر بقدرة المصدرين على المنافسة عند إعادة الإيرادات إلى اليابان. وتباطأت مكاسب المؤشر «نيكي» إلى حد ما مع اقتراب المؤشر من المستوى النفسي المهم عند 39 ألف نقطة.

وقالت ماكي ساوادا، خبيرة الأسهم في شركة «نومورا» للأوراق المالية: «إن هناك تركيزاً متزايداً على الكيفية التي ستتشكل بها السياسات الاقتصادية للحكومة الجديدة». وأضافت: «هذه العوامل غير مؤكدة إلى حد ما، وقد تؤثر بشكل مؤقت على سوق الأسهم»، لكن ضعف الين قد يدعم الأسهم يوم الخميس.

وكان إيشيبا قد قال في وقت سابق إنه سيزيد الضرائب على الدخل الاستثماري، وإن هناك مجالاً لزيادة الضرائب على الشركات، ولكنه بدأ يتراجع عن تركيزه على الانضباط المالي.

وحقق المؤشر «نيكي» مكاسب واسعة النطاق، إذ صعدت أسهم 181 من أصل 225 شركة. وارتفعت أسهم شركات التصدير على خلفية ضعف الين. وارتفع سهم مجموعة «سوني» 1.1 بالمائة، وسهم شركة صناعة السيارات «تويوتا موتور» 1.3 بالمائة.

وبالتزامن، اشترى المستثمرون الأجانب الأسهم اليابانية للمرة الأولى في 7 أسابيع، في الأسبوع المنتهي في 28 سبتمبر (أيلول)، مدعومين بتراجع المخاوف بشأن رفع أسعار الفائدة في المستقبل من قبل بنك اليابان، والتوقعات بأن ضعف الين من شأنه أن يعزز الأسهم.

وأظهرت بيانات من وزارة المالية أن المستثمرين الأجانب اشتروا صافي 757.9 مليار ين (5.16 مليار دولار) من الأسهم اليابانية خلال الأسبوع، وهو ما يُمثل أول صافي شراء أسبوعي منذ 10 أغسطس (آب).


مقالات ذات صلة

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

الاقتصاد شعار «موديز» خارج المقر الرئيسي للشركة في مانهاتن، نيويورك، الولايات المتحدة (رويترز)

 «موديز» ترفع التصنيف الائتماني للسعودية بفضل جهود تنويع الاقتصاد

رفعت وكالة موديز للتصنيف الائتماني، اليوم، تصنيف السعودية إلى «Aa3» من«A1»، مشيرة إلى جهود المملكة لتنويع اقتصادها بعيداً عن النفط.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد سيارات تُحضر بعض الوفود إلى مقر انعقاد مؤتمر «كوب 29» في العاصمة الأذرية باكو (رويترز)

«كوب 29» يشتعل في اللحظات الحاسمة مع اعتراضات من كل الأطراف

سيطر الخلاف على اليوم الختامي لـ«كوب 29» حيث عبرت جميع الأطراف عن اعتراضها على «الحل الوسطي» الوارد في «مسودة اتفاق التمويل».

«الشرق الأوسط» (باكو)
الاقتصاد أبراج إدارية وخدمية في الضاحية المالية بالعاصمة الصينية بكين (أ.ف.ب)

حاكم تكساس يأمر الوكالات المحلية ببيع أصولها في الصين

أمر حاكم ولاية تكساس الأميركية وكالات الولاية بالتوقف عن الاستثمار في الصين، وبيع أصول هناك في أقرب وقت ممكن.

«الشرق الأوسط» (واشنطن - بكين)
الاقتصاد منظر جوي لناطحة سحاب «شارد» في لندن مع الحي المالي «كناري وارف» (رويترز)

انكماش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ عام 2023

انكمش إنتاج الشركات البريطانية لأول مرة منذ أكثر من عام، كما أثرت الزيادات الضريبية في أول موازنة للحكومة الجديدة على خطط التوظيف والاستثمار.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد شعار شركة «غازبروم» الروسية على أحد الحقول في مدينة سوتشي (د.ب.أ)

في أحدث صورها بـ«غازبروم»... العقوبات الأميركية على روسيا تربك حلفاء واشنطن

تسبب إعلان واشنطن عن عقوبات ضد «غازبروم بنك» الروسي في إرباك العديد من الدول الحليفة لواشنطن حول إمدادات الغاز

«الشرق الأوسط» (عواصم)

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
TT

السعودية تسطر التاريخ باعتماد معاهدة الرياض لقانون التصاميم

جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)
جانب من المؤتمر الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم في الرياض (الشرق الأوسط)

سطرت السعودية التاريخ، بعد أن جمعت البلدان الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، المكونة من 193 دولة، للاتفاق على معاهدة الرياض لقانون التصاميم، وهي تركز على تعظيم الأثر والقيمة على المنظومة بشكل عام، وذلك بعد مرور 20 عاماً على هذه المعاهدة التي لم تر النور إلا من عاصمة المملكة.

جاء ذلك مع ختام أعمال مؤتمر الرياض الدبلوماسي لمعاهدة قانون التصاميم، في حدث لأول مرة منذ أكثر من عقد من الزمن تعقد فيها المنظمة العالمية للملكية الفكرية «الويبو» مؤتمراً دبلوماسياً خارج جنيف، وهو الأول الذي يُقام في السعودية والشرق الأوسط، ليمثل المرحلة الأخيرة للمفاوضات الخاصة باعتماد معاهدة هذا القانون، التي تستهدف تبسيط إجراءات حماية التصاميم، من خلال توحيد المتطلبات.

وشهد الحدث، خلال الأسبوعين الماضيين، نقاشات وحوارات مكثفة بين البلدان الأعضاء من أجل الوصول إلى معاهدة تلتزم فيها الدول الأعضاء بالمتطلبات الأساسية لتسجيل التصاميم، وأثرها الإيجابي على المصممين، لتصبح هناك إجراءات موحدة تُطبَّق على جميع الدول.

العائد الاقتصادي

وفي رده على سؤال لـ«الشرق الأوسط»، خلال المؤتمر الصحافي مع ختام هذا الحدث، اليوم الجمعة، قال الرئيس التنفيذي للهيئة السعودية للملكية الفكرية، عبد العزيز السويلم، إنه من خلال الدراسات يوجد هناك نسب عالية جداً للشباب والفتيات في إبداع التصميم بالمملكة، وستكون ذات أثر اقتصادي بمجرد أن يكون المنتج قابلاً للحماية، ومن ثم للبيع والشراء.

وأكد الرئيس التنفيذي أن اختيار اسم «معاهدة الرياض» يعكس المكانة التي تحتلها المملكة بوصفها جسراً للتواصل بين الثقافات، ومركزاً لدعم المبادرات العالمية، كما أن اعتماد المعاهدة يُعد إنجازاً تاريخياً يعكس تعاون ومساهمة البلاد في الإطار الدولي للملكية الفكرية، وفتح آفاق جديدة للتعاون بين الدول الأعضاء.

ووفق السويلم، هذه المعاهدة ستسهم في وضع أسس قانونية مهمة تحقق الفائدة للمصممين، وتدعم الابتكار والإبداع على مستوى العالم.

وتعكس «معاهدة الرياض» رؤية المملكة في تعزيز التعاون الدولي بمجال الإبداع ودورها القيادي في صياغة مستقبل مستدام للمصممين والمبتكرين؛ وقد استكملت المفاوضات في الوصول إلى اتفاق دولي للمعاهدة.

توحيد الإجراءات

وتُعد نقلة نوعية في مجال توحيد إجراءات إيداع التصاميم، لتسجيلها على مستوى دول العالم، وتوفير بيئة قانونية تدعم الابتكار والإبداع في مختلف القطاعات.

هذا الإنجاز يرسخ مكانة المملكة بصفتها وجهة عالمية لدعم المبادرات المبتكرة، ويعكس التزامها بتوفير بيئة مشجِّعة للإبداع تحمي حقوق المصممين وتسهم في ازدهار الصناعات الإبداعية على مستوى العالم.

وكانت الهيئة السعودية للملكية الفكرية قد استضافت، في الرياض، أعمال المؤتمر الدبلوماسي المعنيّ بإبرام واعتماد معاهدة بشأن قانون التصاميم، خلال الفترة من 11 إلى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، بمشاركة الدول الأعضاء في المنظمة العالمية للملكية الفكرية، بحضور رفيع المستوى من أصحاب القرار.