تدابير التحفيز الصينية تعزّز شهية المستثمرين وخطط التوسع

شركات محلية تتجه إلى إصدار سندات خارجية بقيمة 15 مليار دولار

عمال في أحد مصانع السيارات شرق الصين (أ.ف.ب)
عمال في أحد مصانع السيارات شرق الصين (أ.ف.ب)
TT

تدابير التحفيز الصينية تعزّز شهية المستثمرين وخطط التوسع

عمال في أحد مصانع السيارات شرق الصين (أ.ف.ب)
عمال في أحد مصانع السيارات شرق الصين (أ.ف.ب)

قال مستشارون ماليون إن شركات صينية من الدرجة الاستثمارية تستعد لإصدار سندات خارجية بقيمة تتراوح بين 10 مليارات و15 مليار دولار هذا الربع؛ إذ تعمل تدابير التحفيز الاقتصادي في بكين على خفض تكاليف جمع الأموال وتحفيز شهية المقترضين.

وتعني هذه المستويات أن الشركات الصينية على استعداد لجمع أكبر ديون خارجية في الربع الرابع خلال ثلاث سنوات. وأظهرت بيانات «ديلوجيك» أنها جمعت نحو 5.9 مليار دولار من السندات بالدولار واليورو الأسبوع الماضي فقط؛ مما يجعله الأسبوع الأكثر ازدحاماً بجمع الأموال من الديون الخارجية في عام 2024.

وقال رئيس مجموعة السندات الصينية الكبرى في «سيتي غروب»، شيشي صن، إن «الزخم الإيجابي الناجم عن تدابير التحفيز، وخفض أسعار الفائدة المتوقع من جانب (الاحتياطي الفيدرالي)، قد يدفع المصدرين الذين يتمتعون بالرشاقة والاستعداد إلى دخول السوق بسرعة أكبر».

وأطلقت الصين، خلال الأسبوعين الماضيين، برنامج تحفيز ضخماً شمل خفض أسعار الفائدة على الإقراض والرهن العقاري، في محاولة لإنعاش قطاع العقارات المتضرر من الأزمة في البلاد. كما تخطط بكين لإصدار سندات سيادية بقيمة تريليوني يوان (285 مليار دولار) هذا العام؛ لتعزيز استهلاك الأسر، حسبما ذكرت «رويترز» الأسبوع الماضي، نقلاً عن مصادر مطلعة على الأمر.

وقالت وكالة «فيتش» للتصنيف الائتماني، في تقرير هذا الأسبوع، إن تحرّك الصين لتخفيف شروط الائتمان في البلاد كان بوتيرة أسرع مما توقعت.

وخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس خلال الشهر الماضي؛ مما وضع الاقتصاد الأميركي بقوة على مسار أسعار الفائدة المنخفضة.

وقال مصرفيون إن فروق الائتمان للشركات الصينية ذات الدرجة الاستثمارية تقلّصت بمقدار 10 إلى 20 نقطة أساس منذ إعلان تدابير التحفيز الحكومية خلال الشهر الماضي؛ مما يشير إلى تحسّن شهية المستثمرين للمخاطرة تجاه الصين. وأضافوا أن انخفاض أسعار الفائدة وتشديد فروق الائتمان من شأنه أن يقلّل من تكاليف التمويل للشركات الصينية.

وجمعت «ميتوان»، أكبر منصة توصيل في الصين، 2.5 مليار دولار خلال الأسبوع الماضي في سند دولاري من شريحتين، وكان أول صفقة في قطاع التكنولوجيا في البلاد خلال عام 2024. ويعني الطلب القوي على الصفقة أن السعر النهائي كان أرخص بنحو 30 نقطة أساس من النطاق الذي حُدّد للمستثمرين في البداية.

وقالت نائبة رئيس الخدمات المصرفية العالمية لآسيا في «يو بي إس»، ماندي تشو، إن حزمة التحفيز في بكين ستشجع الشركات على توسيع أعمالها؛ مما يؤدي إلى احتياجات تمويلية جديدة محتملة والمزيد من أنشطة التمويل عبر السندات أو القنوات الأخرى. وأضافت أن البنك يرى «زخماً قوياً في سوق السندات، وطلباً قوياً من المستثمرين في كل من المجالين الأولي والثانوي».

وحسب بيانات مجموعة «بورصة لندن»، فإن ما يصل إلى 15 مليار دولار من عروض السندات الخارجية التي تخطّط لها الشركات الصينية في الربع الحالي تقارن بـ13.8 مليار دولار جُمعت في المدة نفسها من العام الماضي، و11 مليار دولار جُمعت في الربع الرابع من العام السابق. وقال «سيتي غروب» إن اندفاع إصدار الديون الخارجية قد يستمر في العام المقبل مع حصول الشركات الصينية على الموافقات التنظيمية والحصص.

وأظهرت بيانات «بورصة لندن» أن الشركات الصينية جمعت ما يعادل 63.33 مليار دولار من السندات بالدولار واليورو والين في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2024، ارتفاعاً من 44.1 مليار دولار في الفترة نفسها من العام الماضي.

ورغم الزيادة، انخفض إصدار الديون الخارجية للصين بأكثر من النصف، مقارنة بذروة 150.1 مليار دولار في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2020 عندما دفعت تدابير التحفيز الوبائي عالمياً إلى مبالغ قياسية من مثل هذه الصفقات.


مقالات ذات صلة

صندوق النقد: صراع الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة

الاقتصاد أشخاص قرب دمار سببه القصف الإسرائيلي في الضاحية الجنوبية لبيروت (رويترز)

صندوق النقد: صراع الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة

قال صندوق النقد الدولي، الخميس، إن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط قد تكون له تداعيات اقتصادية كبيرة على المنطقة والاقتصاد العالمي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد منظر عام لمنطقة أدابراكا في أكرا (رويترز)

غانا تحصل على موافقة مستثمريها لإعادة هيكلة ديون بقيمة 13 مليار دولار

أعلنت الحكومة الغانية يوم الخميس عن موافقة مستثمريها على اقتراحها لإعادة هيكلة سندات دولية بقيمة 13 مليار دولار.

«الشرق الأوسط» (أكرا)
الاقتصاد رجل يسير أمام لوحة إلكترونية وسط العاصمة اليابانية طوكيو تعرض حركة الأسهم في البورصة (أ.ب)

رئيس الوزراء الياباني الجديد يطلب حزمة تحفيز اقتصادي

ذكرت وكالة «كيودو» أن رئيس الوزراء الياباني الجديد شيغيرو إيشيبا سيوجه وزراءه، الجمعة، لوضع حزمة تحفيز اقتصادي.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد زحام في حي شيبويا الخدمي بالعاصمة اليابانية طوكيو (أ.ف.ب)

قطاع الخدمات الياباني يتوسع... لكن الثقة تتراجع

أظهر مسح خاص أن نشاط قطاع الخدمات في اليابان توسع للشهر الثالث على التوالي في سبتمبر الماضي، لكن الوتيرة تباطأت قليلاً وانخفضت الثقة.

«الشرق الأوسط» (طوكيو)
الاقتصاد جانب من نهر النيل في العاصمة المصرية القاهرة (أ.ف.ب)

الاقتصاد المصري يتباطأ في «عام الأزمات»

تراجع الناتج المحلي الإجمالي في مصر إلى 2.4 في المائة خلال السنة المالية الماضية، من 3.8 في المائة خلال السنة السابقة.

لمياء نبيل (القاهرة)

ارتفاع طفيف في طلبات إعانات البطالة الأميركية

مطعم في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا يبحث عن موظفين (رويترز)
مطعم في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا يبحث عن موظفين (رويترز)
TT

ارتفاع طفيف في طلبات إعانات البطالة الأميركية

مطعم في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا يبحث عن موظفين (رويترز)
مطعم في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا يبحث عن موظفين (رويترز)

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدّموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف خلال الأسبوع الماضي، لكن الإعصار «هيلين» الذي ضرب جنوب شرقي الولايات المتحدة والإضرابات في شركة «بوينغ» والموانئ قد تشوّه صورة سوق العمل في الأمد القريب.

وأفادت وزارة العمل، اليوم (الخميس)، بأن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية زادت بمقدار 6 آلاف طلب، لتصل إلى 225 ألف طلب معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 28 سبتمبر (أيلول). وكان خبراء اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقّعوا 220 ألف طلب في الأسبوع الأخير. وتعكس هذه الطلبات سوق عمل مستقرة تدعمها عمليات تسريح العمال المنخفضة.

ومع ذلك، من المرجح أن يتزعزع هذا الهدوء مؤقتاً بعد أن أحدث الإعصار «هيلين» دماراً هائلاً في ولايات نورث كارولاينا وساوث كارولاينا وجورجيا وفلوريدا وتينيسي وفيرجينيا في نهاية الأسبوع الماضي، حيث دُمرت المنازل والبنية التحتية، وأودت بحياة ما لا يقل عن 162 شخصاً في مختلف أنحاء الولايات الست. وصرّح وزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، بأن التعافي من آثار الإعصار سوف يتطلّب «مشروعاً بمليارات الدولارات» يستمر لسنوات.

كما من المتوقع أن يؤدي توقف العمل الذي يقوم به نحو 30 ألف عامل في شركة «بوينغ»، و45 في المائة من عمال الموانئ على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وساحل الخليج، إلى إرباك سوق العمل. ورغم أن العمال المضربين غير مؤهلين للحصول على إعانات البطالة، فإن تحركهم الصناعي من المحتمل أن يمتد عبر سلسلة التوريد والشركات الأخرى التي تعتمد على «بوينغ» والموانئ؛ مما قد يؤدي إلى تسريح مؤقت للعمال. وقد أعلنت «بوينغ» عن تسريح مؤقت لعشرات الآلاف من الموظفين، بمن في ذلك ما قالت إنه «عدد كبير من المديرين التنفيذيين والمديرين والموظفين المقيمين في الولايات المتحدة».

وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين حصلوا على إعانات بعد أسبوع أولي من المساعدات، وهو مؤشر على التوظيف، انخفض بمقدار ألف إلى 1.826 مليون بعد التعديل الموسمي خلال الأسبوع المنتهي في 21 سبتمبر. واستقرت المطالبات المستمرة بعد أن سجلت أعلى مستوياتها في أكثر من عامين ونصف العام في يوليو (تموز)، نتيجة لتغييرات السياسة في ولاية مينيسوتا التي سمحت للموظفين غير التدريسيين في الولاية بالتقدم بطلبات للحصول على مساعدات البطالة خلال العطلات المدرسية الصيفية.

ويرجع التباطؤ في سوق العمل إلى انخفاض التوظيف بعد زيادات أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس من «الاحتياطي الفيدرالي» في عامي 2022 و2023 لمكافحة التضخم. وخفّض المصرف المركزي الأميركي الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي بمقدار غير عادي قدره 50 نقطة أساس إلى نطاق 4.75 - 5 في المائة، وهو أول خفض لتكاليف الاقتراض منذ عام 2020، معترفاً بالمخاطر المتزايدة على سوق العمل. ومن المتوقع أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مجدداً في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).

ولا تؤثر بيانات المطالبات في تقرير التوظيف لشهر سبتمبر؛ لأنها تقع خارج أسبوع المسح. ووفقاً لمسح أجرته «رويترز»، من المرجح أن تكون الوظائف غير الزراعية قد زادت بمقدار 100 ألف وظيفة الشهر الماضي، بعد ارتفاعها بمقدار 142 ألف وظيفة في أغسطس (آب). بلغ متوسط مكاسب الوظائف 202 ألف وظيفة شهرياً على مدار العام الماضي.

وإذا استمرت إضرابات «بوينغ» والموانئ بعد الأسبوع المقبل، فقد تؤدي إلى انخفاض الرواتب في أكتوبر (تشرين الأول)، عشية الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر. ومن المتوقع أن يظلّ معدل البطالة دون تغيّر عند 4.2 في المائة في سبتمبر، بعد أن ارتفع من 3.4 في المائة في أبريل (نيسان) 2023؛ إذ أدى ارتفاع الهجرة إلى تعزيز المعروض من العمالة.