تباطؤ نمو خدمات روسيا في سبتمبر

الروبل ينخفض لأدنى مستوى مقابل اليوان وسط ضغوط اقتصادية

يقف العملاء في طوابير خارج المطاعم لتلقي طلباتهم الجاهزة (رويترز)
يقف العملاء في طوابير خارج المطاعم لتلقي طلباتهم الجاهزة (رويترز)
TT

تباطؤ نمو خدمات روسيا في سبتمبر

يقف العملاء في طوابير خارج المطاعم لتلقي طلباتهم الجاهزة (رويترز)
يقف العملاء في طوابير خارج المطاعم لتلقي طلباتهم الجاهزة (رويترز)

أظهر مسح للأعمال نُشر يوم الخميس، أن نشاط الأعمال في قطاع الخدمات الروسي نما بوتيرة أبطأ في سبتمبر (أيلول)، وسط ارتفاع أضعف في الطلب وتباطؤ في جهود التوظيف من الشركات.

وانخفض مؤشر «ستاندرد آند بورز غلوبال» لمديري المشتريات للخدمات الروسية إلى 50.5 في سبتمبر، مقارنةً بـ52.3 في أغسطس (آب)، مما يشير إلى زيادة طفيفة في الناتج. وتشير أي قراءة فوق 50 إلى النمو، فيما تشير القراءة دون هذا المستوى إلى الانكماش، وفق «رويترز»

وذكرت «ستاندرد آند بورز غلوبال» في بيان، أن الضغوط التضخمية دفعت الشركات إلى تمرير التكاليف المرتفعة إلى العملاء، مما أدى إلى زيادة تاريخية قوية في أسعار البيع.

وأظهر المسح أن وتيرة خلق الوظائف تباطأت إلى أدنى مستوياتها منذ فبراير (شباط)، في حين زادت الطلبات الجديدة للشهر الثالث على التوالي، ولكن بوتيرة أبطأ مما كانت عليه في أغسطس.

وقالت «ستاندرد آند بورز غلوبال»: «على الرغم من زيادة الطلب في المتوسط، فإن هناك حالات من تباطؤ نشاط العملاء».

كما أشار المسح إلى وجود طاقة احتياطية، حيث انخفضت تراكمات العمل للشهر السادس على التوالي. ومع ذلك، ارتفعت ثقة الأعمال في النشاط المستقبلي إلى أعلى مستوياتها منذ مايو (أيار).

وأضافت: «رغم أن الطلب يفقد زخماً، فإن الاستثمار المخطط له في الإعلان والآمال في زيادة الطلبات الجديدة حفّزا ثقة الأعمال».

من جهة أخرى، أظهر مسح آخر نُشر يوم الثلاثاء، أن النشاط في قطاع التصنيع الروسي انكمش لأول مرة منذ أكثر من عامين في سبتمبر، مدفوعاً بانخفاض مستويات الإنتاج والطلبات الجديدة والتوظيف.

على صعيد آخر، هبط الروبل إلى أدنى مستوى له مقابل اليوان الصيني منذ 11 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 يوم الخميس، قبل إعلان وزارة المالية الروسية مبيعات العملات الأجنبية للشهر المقبل.

وفي الساعة 08:00 (بتوقيت غرينتش)، سجل الروبل 13.46 مقابل اليوان، بعد أن انخفض إلى 3.5 خلال جلسة التداول في بورصة موسكو. ووفقاً لبيانات بورصة لندن للأوراق المالية، ارتفع الروبل بنسبة 0.7 في المائة ليصل إلى 94.95 مقابل الدولار الأميركي.

وأحد العوامل وراء ضعف الروبل هو الانخفاض التاريخي في المبيعات اليومية للعملة الصينية من الدولة في سبتمبر، مما أسهم في أزمة سيولة اليوان. ومن المقرر أن تعلن وزارة المالية عن معايير جديدة يوم الخميس.

وقال متعاملون إن العطلة الطويلة في الصين كانت أيضاً عاملاً في ضعف الروبل، حيث تم تعليق تسويات «اليوم» حتى الثامن من أكتوبر، مما أدى إلى عدم تنفيذ المعاملات مع تسويات «الغد» حتى ذلك الحين.

وتحول التداول في العملات الرئيسية في روسيا إلى سوق خارج البورصة، مما أدى إلى حجب بيانات الأسعار، منذ فرض العقوبات الغربية على بورصة موسكو ووكيل المقاصة التابع لها، مركز المقاصة الوطني، في 12 يونيو (حزيران). كما جعلت العقوبات اليوان الصيني العملة الأجنبية الأكثر تداولاً في روسيا.

واستقرت العقود الآجلة للروبل مقابل الدولار ليوم واحد، والتي يجري تداولها في بورصة موسكو وتشكل دليلاً لأسعار السوق خارج البورصة، عند 94.63. وحدد المصرف المركزي سعر الصرف الرسمي، الذي يحسبه باستخدام بيانات خارج البورصة، عند 94.51 مقابل الدولار.

وأظهرت بيانات بورصة لندن للأوراق المالية أن الروبل ارتفع بنسبة 0.55 في المائة ليصل إلى 105.07 مقابل اليورو. كما ارتفع سعر خام برنت، وهو المعيار العالمي للصادرات الرئيسية لروسيا، بنسبة 1 في المائة ليبلغ 74.63 دولار.


مقالات ذات صلة

تراجع زخم «الخدمات» بالمملكة المتحدة مع استمرار النمو خلال سبتمبر

الاقتصاد أشخاص على «جسر الألفية» بينما تظهر المنطقة المالية لمدينة لندن خلفهم (رويترز)

تراجع زخم «الخدمات» بالمملكة المتحدة مع استمرار النمو خلال سبتمبر

فقدت شركات الخدمات البريطانية بعض زخمها، لكنها استمرت في النمو خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وارتفعت الأسعار التي فرضتها بأبطأ وتيرة منذ نحو 4 سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد مبنى «المصرف المركزي الأوروبي» خلف أعلام «الاتحاد» في فرنكفورت (رويترز)

انكماش الأعمال بمنطقة اليورو وسط تخفيف الضغوط التضخمية

تراجع نشاط الأعمال بمنطقة اليورو إلى الانكماش في الشهر الماضي، رغم أن هذا التراجع لم يكن حاداً كما كان متوقعاً في البداية.

«الشرق الأوسط» (عواصم)
الاقتصاد مقذوف يطير في سماء الأردن بعد أن أطلقت إيران دفعة من الصواريخ الباليستية على إسرائيل كما شوهد من عمان (رويترز)

البنك الدولي: الصراع في الشرق الأوسط قد يبطئ اقتصاد الأردن إلى 2.4 % في 2024

توقع البنك الدولي أن يتباطأ الاقتصاد الأردني قليلاً في عام 2024 ليصل إلى 2.4 في المائة في عام 2024، بسبب آثار الصراع الدائر في الشرق الأوسط على حركة السياحة،…

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد شعار البنك السويسري «يو بي إس» في زيوريخ (رويترز)

«يو بي إس»: «المركزي الأوروبي» قد يضطر لخفض الفائدة إلى 1 %

أشار بنك «يو بي إس» إلى أن المصرف المركزي الأوروبي قد يضطر إلى تقليص أسعار الفائدة إلى 1 % إذا استمر ضعف النمو في منطقة اليورو

«الشرق الأوسط» (زيوريخ )
الاقتصاد القوات الإسرائيلية تطلق قذائف مدفعية على لبنان وسط اشتباكات عبر الحدود مع «حزب الله» (رويترز)

بسبب التوترات مع «حزب الله»... «ستاندرد آند بورز» تُعجِّل خفض تصنيف إسرائيل

بعد أيام قليلة من خفض وكالة «موديز» تصنيف إسرائيل الائتماني، قامت وكالة «ستاندرد آند بورز» باتخاذ خطوة مماثلة؛ حيث أجرت خفضاً فورياً وبوقت أقرب مما كان متوقعاً.

«الشرق الأوسط» (القدس)

ارتفاع طفيف في طلبات إعانات البطالة الأميركية

مطعم في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا يبحث عن موظفين (رويترز)
مطعم في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا يبحث عن موظفين (رويترز)
TT

ارتفاع طفيف في طلبات إعانات البطالة الأميركية

مطعم في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا يبحث عن موظفين (رويترز)
مطعم في أرلينغتون في ولاية فيرجينيا يبحث عن موظفين (رويترز)

ارتفع عدد الأميركيين الذين تقدّموا بطلبات جديدة للحصول على إعانات البطالة بشكل طفيف خلال الأسبوع الماضي، لكن الإعصار «هيلين» الذي ضرب جنوب شرقي الولايات المتحدة والإضرابات في شركة «بوينغ» والموانئ قد تشوّه صورة سوق العمل في الأمد القريب.

وأفادت وزارة العمل، اليوم (الخميس)، بأن طلبات الحصول على إعانات البطالة الأولية زادت بمقدار 6 آلاف طلب، لتصل إلى 225 ألف طلب معدلة موسمياً للأسبوع المنتهي في 28 سبتمبر (أيلول). وكان خبراء اقتصاديون، استطلعت «رويترز» آراءهم، قد توقّعوا 220 ألف طلب في الأسبوع الأخير. وتعكس هذه الطلبات سوق عمل مستقرة تدعمها عمليات تسريح العمال المنخفضة.

ومع ذلك، من المرجح أن يتزعزع هذا الهدوء مؤقتاً بعد أن أحدث الإعصار «هيلين» دماراً هائلاً في ولايات نورث كارولاينا وساوث كارولاينا وجورجيا وفلوريدا وتينيسي وفيرجينيا في نهاية الأسبوع الماضي، حيث دُمرت المنازل والبنية التحتية، وأودت بحياة ما لا يقل عن 162 شخصاً في مختلف أنحاء الولايات الست. وصرّح وزير الأمن الداخلي، أليخاندرو مايوركاس، بأن التعافي من آثار الإعصار سوف يتطلّب «مشروعاً بمليارات الدولارات» يستمر لسنوات.

كما من المتوقع أن يؤدي توقف العمل الذي يقوم به نحو 30 ألف عامل في شركة «بوينغ»، و45 في المائة من عمال الموانئ على الساحل الشرقي للولايات المتحدة وساحل الخليج، إلى إرباك سوق العمل. ورغم أن العمال المضربين غير مؤهلين للحصول على إعانات البطالة، فإن تحركهم الصناعي من المحتمل أن يمتد عبر سلسلة التوريد والشركات الأخرى التي تعتمد على «بوينغ» والموانئ؛ مما قد يؤدي إلى تسريح مؤقت للعمال. وقد أعلنت «بوينغ» عن تسريح مؤقت لعشرات الآلاف من الموظفين، بمن في ذلك ما قالت إنه «عدد كبير من المديرين التنفيذيين والمديرين والموظفين المقيمين في الولايات المتحدة».

وأظهر تقرير المطالبات أن عدد الأشخاص الذين حصلوا على إعانات بعد أسبوع أولي من المساعدات، وهو مؤشر على التوظيف، انخفض بمقدار ألف إلى 1.826 مليون بعد التعديل الموسمي خلال الأسبوع المنتهي في 21 سبتمبر. واستقرت المطالبات المستمرة بعد أن سجلت أعلى مستوياتها في أكثر من عامين ونصف العام في يوليو (تموز)، نتيجة لتغييرات السياسة في ولاية مينيسوتا التي سمحت للموظفين غير التدريسيين في الولاية بالتقدم بطلبات للحصول على مساعدات البطالة خلال العطلات المدرسية الصيفية.

ويرجع التباطؤ في سوق العمل إلى انخفاض التوظيف بعد زيادات أسعار الفائدة بمقدار 525 نقطة أساس من «الاحتياطي الفيدرالي» في عامي 2022 و2023 لمكافحة التضخم. وخفّض المصرف المركزي الأميركي الشهر الماضي سعر الفائدة القياسي بمقدار غير عادي قدره 50 نقطة أساس إلى نطاق 4.75 - 5 في المائة، وهو أول خفض لتكاليف الاقتراض منذ عام 2020، معترفاً بالمخاطر المتزايدة على سوق العمل. ومن المتوقع أن يخفّض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مجدداً في نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول).

ولا تؤثر بيانات المطالبات في تقرير التوظيف لشهر سبتمبر؛ لأنها تقع خارج أسبوع المسح. ووفقاً لمسح أجرته «رويترز»، من المرجح أن تكون الوظائف غير الزراعية قد زادت بمقدار 100 ألف وظيفة الشهر الماضي، بعد ارتفاعها بمقدار 142 ألف وظيفة في أغسطس (آب). بلغ متوسط مكاسب الوظائف 202 ألف وظيفة شهرياً على مدار العام الماضي.

وإذا استمرت إضرابات «بوينغ» والموانئ بعد الأسبوع المقبل، فقد تؤدي إلى انخفاض الرواتب في أكتوبر (تشرين الأول)، عشية الانتخابات الرئاسية في 5 نوفمبر. ومن المتوقع أن يظلّ معدل البطالة دون تغيّر عند 4.2 في المائة في سبتمبر، بعد أن ارتفع من 3.4 في المائة في أبريل (نيسان) 2023؛ إذ أدى ارتفاع الهجرة إلى تعزيز المعروض من العمالة.