محادثات صينية - أميركية لبحث مستقبل العلاقات الاقتصادية

تشمل القيود المفروضة على المركبات الكهربائية

مسؤولة صينية تمر أمام علمي الولايات المتحدة والصين خلال مباحثات بين البلدين عقدت في غوانغزو في وقت سابق من العام الجاري (أ.ف.ب)
مسؤولة صينية تمر أمام علمي الولايات المتحدة والصين خلال مباحثات بين البلدين عقدت في غوانغزو في وقت سابق من العام الجاري (أ.ف.ب)
TT

محادثات صينية - أميركية لبحث مستقبل العلاقات الاقتصادية

مسؤولة صينية تمر أمام علمي الولايات المتحدة والصين خلال مباحثات بين البلدين عقدت في غوانغزو في وقت سابق من العام الجاري (أ.ف.ب)
مسؤولة صينية تمر أمام علمي الولايات المتحدة والصين خلال مباحثات بين البلدين عقدت في غوانغزو في وقت سابق من العام الجاري (أ.ف.ب)

ذكرت «وكالة أنباء شينخوا» الصينية الرسمية يوم الثلاثاء، نقلاً عن أشخاص مطلعين على الأمر، أن وزير التجارة الصيني وانغ وينتاو ونظيرته الأميركية ريموندو سيعقدان مكالمة هاتفية في المستقبل القريب بشأن العلاقات التجارية والاقتصادية.

وذكرت «شينخوا» أن الوزيرين سيتبادلان وجهات النظر بشأن العلاقات الاقتصادية والتجارية الثنائية والقضايا الرئيسية ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك القيود المفروضة على المركبات الكهربائية.

وخلال اجتماع لمجموعة العمل لمدة يومين في بكين الشهر الماضي مع وفد أميركي، أعرب المسؤولون الصينيون عن مخاوف «خطيرة» بشأن الرسوم الجمركية الأميركية الإضافية، والقيود على الاستثمار، والعقوبات المتعلقة بروسيا.

ودخلت جولة جديدة من الرسوم الجمركية الأميركية على سلع صينية بقيمة 18 مليار دولار، بما في ذلك المركبات الكهربائية وبطاريات المركبات الكهربائية والألواح الشمسية، حيز التنفيذ في أواخر سبتمبر (أيلول) الماضي، حيث تتحمل بطاريات الليثيوم أيون العبء الأكبر من الرسوم من حيث القيمة. فيما لا تستورد الولايات المتحدة تقريباً أياً من المركبات الكهربائية الصينية.

وتم فرض التعريفات الجمركية بعد مراجعة مكتب الممثل التجاري للولايات المتحدة للرسوم التي قدمها سابقاً الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب في عام 2018.

وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن إن التعريفات الجمركية تهدف إلى تعزيز الحماية للصناعات المحلية الاستراتيجية من القدرة الإنتاجية الزائدة التي تقودها الدولة الصينية. وتعهدت بكين بالرد.

ولطالما اتهمت الصين الولايات المتحدة باحتواء تنميتها الاقتصادية وقمع تقدمها التكنولوجي؛ لكن بكين ظلت منفتحة على المحادثات والمفاوضات، خاصة في ضوء احتمال عودة ترمب إلى البيت الأبيض. وقال ترمب إنه سيفكر في فرض المزيد من التعريفات الجمركية بنسبة 60 في المائة أو أكثر على السلع الصينية إذا انتخب رئيساً مرة أخرى في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.

وقال شيه فنغ، سفير الصين لدى الولايات المتحدة، في حفل استقبال يوم الاثنين، عشية اليوم الوطني للصين: «في العلاقات بين الدول، فإن السؤال الأول والأهم هو: هل نحن منافسون أم شركاء؟». وأضاف شيه: «إن نجاح الصين لا يعني بالضرورة فشل الولايات المتحدة».

كما تعرضت علاقات الصين بالاتحاد الأوروبي لتوترات متجددة، حيث تتهم بروكسل بكين بإغراق السوق الأوروبية بالسيارات الكهربائية التي تقول إنها مدعومة بسياسات صناعية صينية غير عادلة وإعانات. ومن المقرر أن يصوت الاتحاد الأوروبي على فرض رسوم نهائية على السيارات الكهربائية المصنعة في الصين هذا الشهر.


مقالات ذات صلة

«هاباغ لويد»: سفننا لا تزال تبحر عبر مضيق هرمز... لكن الوضع قد يتغير سريعاً

الاقتصاد ناقلة نفط تمر عبر مضيق هرمز (رويترز)

«هاباغ لويد»: سفننا لا تزال تبحر عبر مضيق هرمز... لكن الوضع قد يتغير سريعاً

قالت شركة الشحن الألمانية «هاباغ لويد»، يوم الأحد، إن سفنها لا تزال تبحر عبر مضيق هرمز في أعقاب القصف الذي نفذته الولايات المتحدة على منشآت نووية إيرانية.

«الشرق الأوسط» (فرانكفورت)
الاقتصاد العاصمة العمانية مسقط (رويترز)

عُمان تُقر قانون الضريبة على دخل الأفراد... والتطبيق اعتباراً من عام 2028

أقرت سلطنة عمان مرسوماً بإصدار قانون الضريبة على دخل الأفراد، على أن يبدأ تطبيقه اعتباراً من الأول من يناير (كانون الثاني) 2028.

«الشرق الأوسط» (مسقط)
الاقتصاد إحدى السفن التجارية التابعة لـ«ميرسك» (موقع الشركة)

«ميرسك» الدنماركية تُواصل الإبحار عبر مضيق هرمز

تُواصل سفن «ميرسك» الدنماركية الإبحار عبر مضيق هرمز، لكنها مُستعدة لإعادة تقييم الوضع بناءً على المعلومات المتاحة، بعد الضربات الأميركية على إيران.

«الشرق الأوسط» (أوسلو)
الاقتصاد نموذج لبراميل نفط يظهر أمام رسم بياني للأسهم في ارتفاع (رويترز)

أميركا تدخل حرب إسرائيل وإيران... فما المتوقع لأسواق النفط الاثنين؟

يتوقع المستثمرون أن يؤدي الهجوم الأميركي على مواقع نووية إيرانية إلى ارتفاع حاد في أسعار النفط، وتدفق مفاجئ نحو الأصول الآمنة.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
خاص رجل يمشي حاملاً أكياس التسوق في سوق محلية وسط مدينة الرياض (أ.ف.ب)

خاص البنك الدولي: أي صراع في المنطقة له عواقب سلبية بعيدة المدى

قالت المديرة الإقليمية للبنك الدولي لدول مجلس التعاون الخليجي، صفاء الطيب الكوقلي، إن «أي صراع؛ خصوصاً في هذه المنطقة، يمكن أن تكون له عواقب سلبية بعيدة المدى».

هلا صغبيني (الرياض)

الأسهم العالمية تتراجع وسط مخاوف من تصعيد إيراني

متداولون يعملون أمام شاشات المراقبة في بنك «هانا» بسيول (إ.ب.أ)
متداولون يعملون أمام شاشات المراقبة في بنك «هانا» بسيول (إ.ب.أ)
TT

الأسهم العالمية تتراجع وسط مخاوف من تصعيد إيراني

متداولون يعملون أمام شاشات المراقبة في بنك «هانا» بسيول (إ.ب.أ)
متداولون يعملون أمام شاشات المراقبة في بنك «هانا» بسيول (إ.ب.أ)

سجّلت مؤشرات الأسهم الرئيسية في آسيا تراجعاً، يوم الاثنين، بينما قفزت أسعار النفط مؤقتاً إلى أعلى مستوياتها في خمسة أشهر، في ظل ترقّب المستثمرين ردّ إيران المحتمل على الهجمات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية، وما قد يترتب على ذلك من تهديدات للنمو العالمي وزيادة في معدلات التضخم.

ورغم القلق السائد، كانت تحركات الأسواق محدودة، إذ شهد الدولار إقبالاً معتدلاً بوصفه ملاذاً آمناً، بينما غابت الإشارات على طلب قوي على السندات. وارتفعت أسعار النفط بنحو 1.9 في المائة، لكنها بقيت دون ذروتها اليومية. ويأمل بعض المتفائلين أن يؤدي استهداف البرنامج النووي الإيراني إلى تقليص طموحات طهران، أو حتى إلى تغيير النظام نحو سُلطة أقل عدائية، وفقاً لما نقلته وكالة «رويترز».

قال تشارو تشانانا، كبير استراتيجيي الاستثمار في «ساكسو بنك»: «قد لا يكون رد فعل الأسواق مرتبطاً بالتصعيد نفسه، بل بتصوّر أن هذا التصعيد قد يُقلّص حالة عدم اليقين على المدى الطويل».

لكن في المقابل، أيّ مؤشر على ردّ إيراني أو تهديد بإغلاق مضيق هرمز، قد يُبدّل المزاج العام بسرعة، ويُجبر الأسواق على إعادة تسعير المخاطر الجيوسياسية بشكل أكثر حِدة.

ويبلغ عرض مضيق هرمز نحو 33 كيلومتراً في أضيق نقطة، ويمر عبره نحو ربع تجارة النفط العالمية، و20 في المائة من صادرات الغاز الطبيعي المُسال. وحذّر محللو «جيه بي مورغان» من أن تغييرات الأنظمة السابقة في المنطقة، عادةً ما تسببت بارتفاع أسعار النفط بنسبة قد تصل إلى 76 في المائة، مع متوسط زيادة يبلغ 30 في المائة على المدى الزمني.

من جانبه، رأى فيفيك دار، محلل السلع في بنك الكومنولث الأسترالي، أن «التعطيلات الانتقائية التي تُرهب ناقلات النفط تبدو أكثر منطقية من إغلاق كامل لمضيق هرمز، خاصةً في ظل توقف جزء كبير من الصادرات الإيرانية أصلاً». وأضاف: «إذا أقدمت إيران على إغلاق جزئي أو تعطيل انتقائي للمضيق، فقد يصل سعر خام برنت إلى 100 دولار للبرميل على الأقل».

أما «غولدمان ساكس» فحذّر من احتمال بلوغ أسعار النفط مستوى 110 دولارات للبرميل بشكل مؤقت، إذا جرى إغلاق الممر الحيوي لمدة شهر كامل.

ورغم التوترات، أظهرت أسواق الأسهم العالمية قدراً من الصمود، إذ تراجعت العقود الآجلة لمؤشر «ستاندرد آند بورز 500» بنسبة 0.1 في المائة فقط، بينما انخفضت العقود الآجلة لمؤشر «ناسداك» بنسبة 0.2 في المائة.

وانخفض المؤشر الأوسع نطاقاً لأسهم آسيا والمحيط الهادئ خارج اليابان «إم إس سي آي» بنسبة 1 في المائة، كما تراجعت الأسهم القيادية في الصين بنسبة 0.2 في المائة. وسجّل مؤشر «نيكي» الياباني انخفاضاً بنسبة 0.2 في المائة، رغم عودة قطاع التصنيع للنمو في يونيو (حزيران)، للمرة الأولى منذ نحو عام.

وفي أوروبا، تراجعت العقود الآجلة لمؤشر «يورو ستوكس 50» بنسبة 0.4 في المائة، ومؤشر «فوتسي» البريطاني بنسبة 0.3 في المائة، ومؤشر «داكس» الألماني بنسبة 0.4 في المائة، في وقتٍ تعتمد فيه أوروبا واليابان بشكل كبير على واردات النفط والغاز، مقارنةً بالولايات المتحدة التي تُعدّ مصدراً صافياً للطاقة.

ولم تُظهر الأسواق اهتماماً ملحوظاً بسندات الخزانة الأميركية بوصفها ملاذاً تقليدياً، إذ ارتفعت عوائد السندات لأجل 10 سنوات بنقطتيْ أساس إلى 4.395 في المائة.

كما تراجعت العقود الآجلة لأسعار فائدة «الاحتياطي الفيدرالي» بشكل طفيف، وسط مخاوف من أن يؤدي استمرار صعود أسعار النفط إلى ضغوطٍ تضخمية إضافية، في وقتٍ بدأت فيه آثار الرسوم الجمركية تظهر على توقعات الفائدة الأميركية.

ولا تزال الأسواق تتوقع احتمالاً محدوداً لخفض أسعار الفائدة من قِبل «الاحتياطي الفيدرالي»، في اجتماعه المقبل يوم 30 يوليو (تموز)، رغم دعم أحد أعضائه، كريستوفر والر، فكرة تخفيف السياسة النقدية، الشهر المقبل. وفي المقابل، تبنّى معظم أعضاء المجلس، وعلى رأسهم جيروم باول، نهجاً أكثر حذراً، ما دفع الأسواق للمراهنة على أن خفض الفائدة في سبتمبر (أيلول) بات الخيار الأقرب.

ومن المقرر أن يتحدث ما لا يقل عن 15 مسؤولاً من «الاحتياطي الفيدرالي»، خلال هذا الأسبوع، في حين يستعد جيروم باول للمثول أمام الكونغرس ليومين، حيث من المتوقع أن يتطرق المشرّعون إلى تأثير الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس ترمب والهجمات على إيران.

وسيتصدر ملف الشرق الأوسط جدول أعمال قمة قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في لاهاي، هذا الأسبوع، وسط توافق واسع بين الأعضاء على رفع الإنفاق الدفاعي بشكل كبير.

أما على صعيد البيانات الاقتصادية، فتنتظر الأسواق أرقام التضخم الأساسي في الولايات المتحدة، وبيانات طلبات إعانة البطالة الأسبوعية، إلى جانب قراءات أولية لنشاط المصانع حول العالم لشهر يونيو.