«طموح» السعودي يعزز التوظيف بالشركات الصغيرة والمتوسطة

مسؤولون لـ«الشرق الأوسط»: البرنامج سيدرج 10 منشآت جديدة في «نمو» حتى 2025

وزير التجارة السعودي خلال كلمته الافتتاحية في «ملتقى الرؤساء التنفيذيين»... (منشآت)
وزير التجارة السعودي خلال كلمته الافتتاحية في «ملتقى الرؤساء التنفيذيين»... (منشآت)
TT

«طموح» السعودي يعزز التوظيف بالشركات الصغيرة والمتوسطة

وزير التجارة السعودي خلال كلمته الافتتاحية في «ملتقى الرؤساء التنفيذيين»... (منشآت)
وزير التجارة السعودي خلال كلمته الافتتاحية في «ملتقى الرؤساء التنفيذيين»... (منشآت)

ساهم برنامج «طموح»، التابع لـ«الهيئة العامة للمنشآت الصغيرة والمتوسطة (منشآت)» بالسعودية، في رفع نسبة التوظيف داخل المنشآت المستفيدة، بمعدل 28 في المائة، خلال النصف الثاني من العام الحالي، فبلغ عدد الموظفين بالمملكة في الشركات الصغيرة والمتوسطة نحو 78 ألفاً.

هذا ما كشف عنه وزير التجارة السعودي رئيس مجلس إدارة «منشآت»، الدكتور ماجد القصبي، خلال انعقاد «ملتقى الرؤساء التنفيذيين»، في الرياض يوم الاثنين، الذي اُعلن خلاله أن السوق المالية السعودية حجزت المكانة السابعة عالمياً من حيث الحجم.

وقال القصبي إن 24 منشأة من برنامج «طموح»، أُدرجت في السوق الموازية «نمو»، بإجمالي استثمارات بلغ 2.5 مليار ريال (666 مليون دولار)، وبقيمة سوقية تفوق 16 مليار ريال (4.3 مليار دولار).

وزير التجارة السعودي يجول في المعرض المصاحب لـ«ملتقى الرؤساء التنفيذيين»... (منشآت)

ويخدم برنامج «طموح» المنشآت الصغيرة والمتوسطة متسارعة النمو، ويهدف إلى تحفيز تقدمها عبر منظومة متكاملة من الخدمات والبرامج تقدَّم عبر جهات عدة وشركاء محليين ودوليين.

وانعقد «ملتقى الرؤساء التنفيذيين»، في نسخته السابعة بالعاصمة الرياض يوم الاثنين، تحت شعار «فرص لتعزيز نمو الأعمال»، بتنظيم من «منشآت» وبرعاية وزير التجارة، وبحضور ومشاركة مجموعة من المتحدثين والخبراء المختصين الدوليين والمحليين ورواد ورائدات الأعمال.

رئيس مجلس «هيئة السوق المالية» متحدثاً في «ملتقى الرؤساء التنفيذيين» بالرياض (منشآت)

بيئة محفزة

بدوره، قال رئيس «مجلس هيئة السوق المالية»، محمد القويز، خلال مشاركته في جلسة حوارية بعنوان «الأسواق المالية محفزاً للنمو في المملكة العربية السعودية»، إن السوق المالية السعودية «شهدت تطوراً ملحوظاً على مرّ السنوات؛ مما جعلها تعكس الأداء الحقيقي المتصاعد للاقتصاد الوطني، وتحتل المرتبة السابعة عالمياً من حيث الحجم».

وبلغ حجم السوق المالية السعودية نحو 3 تريليونات دولار، وفق تقارير أداء الأسواق الدولية.

ويأتي ذلك نتيجة «جهود المملكة الرامية إلى توفير بيئة محفزة لتمكين ودعم الشركات بمختلف أحجامها، سعياً إلى النمو والتنوع الاقتصادي والانفتاح التجاري إقليمياً وعالمياً».

وأشار القويز إلى أن «إحدى أهم الخطوات في تحقيق هذا الهدف هي زيادة جاذبية السوق المالية للشركات الصغيرة والمتوسطة، حيث تشكل حالياً نحو 55 في المائة من عمليات الإدراج فيها، بما يعادل نحو 70 شركة».

وأكد أن «أهم محطة لكل ريادي أعمال يبدأ مشروعه، هي دخول السوق المالية السعودية؛ لتوفير الوقود للتنامي المستقبلي أو التخارج لمساهميه الحاليين».

وأفاد القويز بأن «(الهيئة) تركز حالياً على تعزيز قنوات التمويل؛ بما في ذلك تسهيل استقبال أموال الاكتتاب؛ لتمكين إدارة الاكتتابات بشكل فعال وفي وقت قياسي».

كما أشار إلى أن التحديات الأساسية التي تواجه السوق تتعلق بتحفيز السيولة وزيادة الكميات المطروحة، إضافة إلى توسيع قاعدة المستثمرين.

جانب من الحضور في «ملتقى الرؤساء التنفيذيين» بالرياض (منشآت)

طرح شركات إضافية

بدوره؛ كشف نائب المحافظ لخدمات المنشآت في «الهيئة»، المهندس ريان الفايز، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن برنامج «طموح»، الذي يعدّ امتداداً لـ«رؤية 2030»، يستهدف طرح شركتين إضافيتين حتى نهاية العام الحالي، و8 شركات أخرى خلال العام المقبل، لدخول السوق الموازية «نمو».

وأبان أن «البرنامج دعم 24 منشأة حتى اليوم للدخول في السوق الموازية، منذ بداية إطلاقه؛ منها 6 خلال العام الحالي».

أسواق محلية ودولية

من جانبه، أفاد المدير العام لـ«المنشآت متسارعة النمو» في «الهيئة»، المهندس عبد الرحمن السماعيل، بأن عدد المنشآت المنضمة إلى برنامج «طموح»، التابع لـ«منشآت»، تجاوز 2500.

وأوضح السماعيل، في حديث إلى «الشرق الأوسط»، أن «الهيئة» تعمل على دعم الفئة متسارعة النمو من المنشآت الصغيرة والمتوسطة، بجوانب عدة؛ «أبرزها التوسع في الأسواق المحلية والدولية، والحصول على التمويل».

وواصل السماعيل أن «من أهم الممكنات التي يقدمها البرنامج هو خلق التواصل للمنشآت متسارعة النمو، وهذا الحدث واحد منها، إضافة إلى تقديم خدمة (ربط الأعمال) المحلي والدولي».

ولفت إلى وجود 150 عملية «ربط أعمال» لهذه الشركات خلال الحدث الحالي، إضافة إلى نحو 80 عملية عرض على المستثمرين الحاضرين، و80 عملية ربط مع الخبراء المحليين والدوليين.

يذكر أن «الملتقى» يضم منطقة للمستثمرين يُعقد فيها ما يتجاوز 60 لقاءً استثمارياً، تهدف إلى إيجاد فرص للتعاون بين المنشآت، وتعزيز الفرص التمويلية والاستثمارية. بالإضافة إلى 80 جلسة استشارية تُقام في «منطقة الوصول» للخبراء. كما يضم «الملتقى» منطقة «ربط الأعمال»، التي تحتضن أكثر من 100 اجتماع، تسهم في تعزيز العلاقات بين المنشآت المشاركة في «الملتقى»؛ لإيجاد وبحث فرص التعاون والشراكات الاستراتيجية.


مقالات ذات صلة

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

الاقتصاد جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، إنه يتوقع مخرجات مهمة من مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر الذي ينعقد في السعودية.

لمياء نبيل (القاهرة)
الاقتصاد عامل في مصنع «رافو» الذي يزوِّد وزارة الدفاع الفرنسية وشركات الطيران المدني الكبرى بالمعدات (رويترز)

فرنسا تقترح يوم عمل مجانياً سنوياً لتمويل الموازنة المثقلة بالديون

تواجه موازنة فرنسا الوطنية أزمة خانقة دفعت المشرعين إلى اقتراح قانون يُلزم الفرنسيين العمل 7 ساعات إضافية كل عام دون أجر، وهي ما تعادل يوم عمل كاملاً.

«الشرق الأوسط» (باريس)
الاقتصاد جانب من توقيع الاتفاقية في تونس (الصندوق)

تمويل كويتي بـ32 مليون دولار لتطوير الخطوط الحديدية لنقل الفوسفات في تونس

وقَّع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، الخميس، اتفاقية قرض مع حكومة الجمهورية التونسية بمبلغ 10 ملايين دينار كويتي (32 مليون دولار).

«الشرق الأوسط» (تونس)
الاقتصاد البنك المركزي التركي

«المركزي التركي» يثبّت سعر الفائدة عند 50 % للشهر الثامن

أبقى البنك المركزي التركي على سعر الفائدة عند 50 في المائة دون تغيير، للشهر الثامن، مدفوعاً بعدم ظهور مؤشرات على تراجع قوي في الاتجاه الأساسي للتضخم

سعيد عبد الرازق (أنقرة)
الاقتصاد أشخاص يعبرون الطريق في شينجوكو، طوكيو (رويترز)

اليابان تخطط لإنفاق 90 مليار دولار في حزمة تحفيزية جديدة

تفكر اليابان في إنفاق 13.9 تريليون ين (89.7 مليار دولار) من حسابها العام لتمويل حزمة تحفيزية جديدة تهدف إلى التخفيف من تأثير ارتفاع الأسعار على الأسر.

«الشرق الأوسط» (طوكيو )

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
TT

«فاو»: نطمح إلى مخرجات مهمة من «كوب 16» بالسعودية

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)
جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

قال الدكتور عبد الحكيم الواعر، المدير العام المساعد لمنظمة الأغذية والزراعة (فاو)، إن المنظمة ستُشارك بقوة خلال فعاليات مؤتمر الأطراف «كوب 16» لمواجهة التصحر، الذي ينعقد في السعودية مطلع شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل، مؤكداً لـ«الشرق الأوسط» أنه يتوقع خروج المؤتمر -وهو الأول من نوعه الذي يعقد في منطقة الشرق الأوسط- بمخرجات مهمة.

تعليقات الواعر جاءت على هامش لقاء «مائدة مستديرة»، أعده المكتب الإقليمي لـ«فاو» في مقره بالعاصمة المصرية، القاهرة، بحضور ممثلين محدودين لوسائل إعلام مختارة، وذلك لشرح شكل مشاركة المنظمة في المؤتمر المقبل، وتأكيد أهمية ما يُعرف باسم «ثالوث ريو» (Rio trio)، وهي الاتفاقية التي تربط مؤتمرات الأطراف الثلاثة لحماية الأرض التابعة للأمم المتحدة في مجالات تغيُّر المناخ، وحماية التنوع البيئي، ومكافحة التصحر.

وقالت فداء حداد، مسؤول برامج إعادة تأهيل الأراضي والتغيُّر المناخي في منظمة الفاو، إن اتفاقيات الأطراف الثلاثة غاية في الأهمية والتكامل، وإن المؤتمر المقبل في السعودية سيركز على الأراضي والمياه، وإعادة تأهيلهما والإدارة المستدامة لهما.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وأشارت فداء حداد إلى أن نحو 90 بالمائة من منطقة الشرق الأوسط تعاني الجفاف، إلا أنه على الرغم من ذلك، تمكَّنت المجتمعات المحلية والحكومات العربية في كثير منها في اتخاذ إجراءات لمواجهة الجفاف والتصحر.

وكشفت فداء حداد أن «فاو» نجحت للمرة الأولى في وضع موضوع النظم الغذائية على أجندة اجتماعات مؤتمر الأطراف لمواجهة التصحر، الذي يعقد في السعودية، لتتم مناقشة أهمية إعادة تأهيل الأراضي في تحسين السلاسل الغذائية وأنظمتها.

من جانبه، أوضح الواعر أن «فاو» لديها دور كبير في تحقيق الهدف الثاني الأممي من أهداف التنمية المستدامة، وهو القضاء على الجوع، ومن ثم فهي تشارك بقوة وفاعلية في مؤتمرات الأطراف لمواجهة تغيُّر المناخ والتصحر وحماية التنوع، التي تخدم ذات الهدف.

وأكد الواعر أن المنظمة تحاول إبراز دور الغذاء والزراعة وتحول النظم، بحيث تكون أكثر شمولاً وكفاءة واستدامة، من أجل تحقيق إنتاج وتغذية أفضل لحياة أفضل، مشيراً إلى نجاح المنظمة في إدخال هذه الرؤية إلى أجندة الاتفاقيات الثلاث التي تهدف لحماية الأرض، والإسهام مع عدد من الدول المستضيفة في بعض المبادرات.

جانب من الاستعدادات في العاصمة السعودية قبل استقبال مؤتمر «كوب 16» لمواجهة التصحر (صفحة «كوب 16» على منصة «إكس»)

وأضاف المسؤول الأممي أن هناك تواصلاً كبيراً مع السعودية لدعم بعض المبادرات خلال استضافتها «كوب 16»، خصوصاً أن هذه الاستضافة تعد مهمة جدّاً من أجل دول المنطقة، كونها الأكثر معاناة فيما يتعلق بندرة المياه والجفاف والتصحر، إلى جانب مشكلات الغذاء والزراعة وغيرهما... ولذا فإن أمام هذه الدول فرصة لعرض الأزمة وأبعادها والبحث عن حلول لها، وإدراجها على لوائح المناقشات، ليس في الدورة الحالية فقط؛ ولكن بشكل دائم في مؤتمرات «كوب» التالية.

وأكد المدير العام المساعد لمنظمة الفاو، أن العالم حالياً أكثر انتباهاً واهتماماً بمشكلة التصحر، لكونها بدأت في غزو مناطق لم يسبق لها أن شهدتها في تاريخها أو تصورت أن تشهدها، على غرار جنوب أوروبا أو مناطق في أميركا اللاتينية مثلاً، وهذه الدول والمناطق بدأت تلاحظ زحف التصحر وانحسار الأراضي الزراعية أو الغابات بشكل مقلق، ومن ثم بدأت النظر إلى المنطقة العربية تحديداً لتعلُّم الدروس في كيفية النجاة من هذه الأزمة عبر قرون طويلة.

وأفاد الواعر بأن «فاو» ستشارك في «كوب 16» بجناحين، أحدهما في المنطقة الزرقاء والآخر في المنطقة الخضراء، وذلك حتى يتسنى للمنظمة التواصل مع الحكومات، وكذلك الأفراد من المجتمع المدني ورواد المؤتمر.

كما أوضح أن «فاو»، بالاتفاق مع السعودية والأمم المتحدة، ستقوم بقيادة التنسيق في يومي «الغذاء» و«الحوكمة» يومي 5 و6 ديسمبر، إضافة إلى مشاركتها القوية في كل الأيام المتخصصة الباقية خلال فعاليات «كوب 16» لمكافحة التصحر.

الدكتور عبد الحكيم الواعر المدير العام المساعد لمنظمة فاو يتوسط لقاء «مائدة مستديرة» مع خبراء وصحافيين في مقر المنظمة بالقاهرة (الشرق الأوسط)

وحول أبرز الموضوعات والمحاور التي جرى إدراجها للنقاش في أروقة «كوب 16» بالرياض، أوضح الواعر أن من بينها «الاستصلاح والإدارة المستدامة للأراضي» في منطقة الشرق الأدنى وشمال أفريقيا، والتي تعد مسألة مهمة وأساسية في محاولة استرجاع وإعادة تأهيل الأراضي المضارة نتيجة التصحر، خصوصاً من خلال المبادرات المتعلقة بزيادة رقعة الغابات والمناطق الشجرية، على غرار المبادرات السعودية الخضراء التي تشمل خطة طموحاً لمحاولة زراعة 50 مليار شجرة بالمنطقة العربية.