تراجع معدلات التضخم في 6 ولايات ألمانية خلال سبتمبر

مؤشرات على خفض الفائدة من «المركزي الأوروبي»

صورة العلم الألماني منعكسة على نافذة مبنى «بول لويبي» في برلين (رويترز)
صورة العلم الألماني منعكسة على نافذة مبنى «بول لويبي» في برلين (رويترز)
TT

تراجع معدلات التضخم في 6 ولايات ألمانية خلال سبتمبر

صورة العلم الألماني منعكسة على نافذة مبنى «بول لويبي» في برلين (رويترز)
صورة العلم الألماني منعكسة على نافذة مبنى «بول لويبي» في برلين (رويترز)

تراجعت معدلات التضخم في 6 ولايات ألمانية خلال شهر سبتمبر (أيلول)، مما يشير إلى تباطؤ محتمل في البيانات الوطنية التي ستصدر في وقت لاحق من اليوم، وهو ما قد يعزز الدعوات إلى خفض أسعار الفائدة من قبل «المصرف المركزي الأوروبي» في أكتوبر (تشرين الأول).

وانخفض معدل زيادة أسعار المستهلكين في شمال الراين وستفاليا؛ الأكثر اكتظاظاً بالسكان، إلى 1.5 في المائة مقارنة بـ1.7 في المائة خلال أغسطس (آب) الماضي، وفقاً للبيانات الأولية التي نُشرت يوم الاثنين. وفي ولاية هيسه، تراجع المعدل إلى 1.2 في المائة من 1.5 في المائة، وفق «بلومبرغ».

وتأتي هذه الأرقام بعد صدور بيانات من فرنسا وإسبانيا، يوم الجمعة، أظهرت تراجع التضخم دون هدف «المركزي الأوروبي» البالغ اثنين في المائة. ويتوقع محللون شملهم استطلاع من «بلومبرغ» أن يكون التضخم في ألمانيا عموماً عند 1.8 في المائة، مما سيكون أول نتيجة دون اثنين في المائة منذ فبراير (شباط) 2021.

وبعد صدور هذه البيانات، ستخاطب رئيسة «المركزي الأوروبي»، كريستين لاغارد، المشرعين في الاتحاد الأوروبي، وهي أول فرصة لها للتعليق على الزيادة الكبيرة في رهانات المستثمرين بشأن خفض الأسعار مرة أخرى في 17 أكتوبر. وتقدر الأسواق المالية حالياً فرصة حدوث هذا التحرك بنسبة 80 في المائة.

وفيما يتعلق بألمانيا، أفاد معهد «إيفو»، يوم الاثنين، بأن عدداً متصاعداً من الشركات لا يخطط لرفع الأسعار. حيث انخفض مؤشر توقعات الأسعار في أكبر اقتصاد بأوروبا إلى 13.8 نقطة في سبتمبر، مقارنة بـ16.1 نقطة في يوليو (تموز) الماضي، وهو أدنى مستوى منذ فبراير 2021.

وقال رئيس قسم الأبحاث الاقتصادية في «إيفو»، تيمو وولمرشاوزر: «الأزمة الاقتصادية تحد من قدرة الشركات على رفع أسعارها. ومن المحتمل أن يظل معدل التضخم في ألمانيا خلال الأشهر المقبلة دون المستوى المستهدف، البالغ اثنين في المائة، من قبل (المركزي الأوروبي)».

عوائد السندات ترتفع

وبعد هذه البيانات، ارتفعت عوائد السندات الحكومية في منطقة اليورو. وارتفع عائد السندات الألمانية لأجل 10 سنوات، وهو المعيار لمنطقة اليورو، بمقدار نقطتين أساسيتين إلى 2.16 في المائة؛ بعد أن كان منخفضاً بمقدار 0.5 نقطة أساس قبل صدور الأرقام الألمانية.

كما ارتفع عائد السندات الألمانية لأجل عامين، الذي يعدّ حساساً لتوقعات أسعار الفائدة من «المركزي الأوروبي»، بمقدار نقطتين أساسيتين إلى 2.3 في المائة. وقد بلغ في وقت سابق من الجلسة 2.046 في المائة، وهو أدنى مستوى له منذ ديسمبر (كانون الأول) 2022.

وظل الفارق بين عوائد السندات النمساوية والألمانية لعشر سنوات - الذي يُعدّ مقياساً لزيادة المخاطر التي يطلبها المستثمرون لحيازة سندات الحكومة النمساوية - تقريباً دون تغيير عند 49.5 نقطة أساس، بعد فوز اليمين المتطرف في الانتخابات البرلمانية.

كما ارتفع عائد السندات الإيطالية لأجل 10 سنوات بمقدار 3.5 نقطة أساس إلى 3.49 في المائة، واتسع الفارق بين العوائد الإيطالية والألمانية إلى 132 نقطة أساس.


مقالات ذات صلة

التضخم الألماني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ فبراير 2021

الاقتصاد رفوف مليئة بالبضائع بأحد المتاجر الكبرى في برلين (رويترز)

التضخم الألماني يتراجع إلى أدنى مستوى منذ فبراير 2021

شهد التضخم في ألمانيا تراجعاً إلى أدنى مستوى له منذ فبراير 2021 وفقاً للبيانات الأولية الصادرة الاثنين

«الشرق الأوسط» (برلين)
الاقتصاد تمر الحافلات أمام مبنى بنك إنجلترا في لندن (رويترز)

نمو الاقتصاد البريطاني بوتيرة أبطأ من المتوقع في الربع الثاني

نما الاقتصاد البريطاني بوتيرة أبطأ مما كان متوقعاً في الربع الثاني، لكن كانت هناك أيضاً بعض علامات التحسن بأوضاع الأُسر المالية قبل موازنة الشهر المقبل.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد سيدة تحمل رضيعها تمر بجانب تاجر فواكه في إحدى أسواق القاهرة (رويترز)

التضخم وارتفاع أسعار الطاقة... أكبر المعوقات أمام الشركات في مصر

أظهرت نتائج استبيان اقتصادي، انخفاض مؤشر أداء الأعمال في مصر خلال الربع الثاني من العام الجاري، من أبريل إلى يونيو الماضي، بمقدار 5 نقاط عن المستوى المحايد.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)
الاقتصاد رئيس «الاحتياطي الفيدرالي» جيروم باول يتحدث في مؤتمر صحافي (موقع «الاحتياطي الفيدرالي»)

إلى أي مدى قد تنخفض الفائدة؟ خطاب باول الاثنين قد يعطي بعض المؤشرات

قد يلقي رئيس مجلس «الاحتياطي الفيدرالي»، جيروم باول، بعض الضوء على مسار أسعار الفائدة في خطاب يوم الاثنين، الذي من المؤكد أنه سيحظى بمتابعة دقيقة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
الاقتصاد أشخاص يتسوقون في منطقة البازار الكبير بإسطنبول (رويترز)

تركيا تفرض ضريبة الشركات بحد أدنى 10 %

تعتزم تركيا فرض ضريبة الشركات بحد أدنى 10 %، بدءاً من بداية عام 2025، للمساعدة في تقليص العجز في الميزانية.

«الشرق الأوسط» (إسطنبول)

الرئيس الصيني يحذر من «عقبات» في «طريق التقدم»

الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة يوم الاثنين بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة يوم الاثنين بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (أ.ب)
TT

الرئيس الصيني يحذر من «عقبات» في «طريق التقدم»

الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة يوم الاثنين بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (أ.ب)
الرئيس الصيني شي جينبينغ في كلمة يوم الاثنين بمناسبة الذكرى 75 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية (أ.ب)

قال الرئيس الصيني شي جينبينغ يوم الاثنين، إن الصين «تتقدم للأمام»، ولكن ستكون هناك «عقبات وصعوبات»، وذلك في خطاب ألقاه خلال حفل استقبال بمناسبة اليوم الوطني في بكين.

ونقلت وكالة «بلومبرغ» عن الرئيس الصيني القول إن الطريق إلى الأمام لا يمكن أن تكون سلسة، مضيفاً أنه على المواطنين أن يحترسوا من المخاطر المحتملة.

حديث شي يأتي بينما انكمش نشاط المصانع في الصين للشهر الخامس على التوالي، وتباطأ قطاع الخدمات بشكل حاد في سبتمبر (أيلول)، مما يشير إلى أن بكين ستحتاج إلى مزيد من التحفيز لتحقيق هدف النمو لعام 2024 مع بقاء 3 أشهر فقط في العام.

وارتفع مؤشر مديري المشتريات الصادر عن المكتب الوطني للإحصاء يوم الاثنين، إلى 49.8 نقطة في سبتمبر من 49.1 في أغسطس (آب)، وهو لا يزال أقل من علامة 50 التي تفصل النمو عن الانكماش، ولكنه يتفوق على متوسط ​​توقعات 49.5 نقطة في استطلاع أجرته «رويترز».

وكانت القراءة هي الأعلى في 5 أشهر. ومع ذلك فإنها، إلى جانب مسح «كايكسين» للقطاع الخاص المتشائم ومؤشرات مديري المشتريات الضعيفة في قطاع الخدمات، أظهرت أن نشاط المصانع والمستهلكين في الصين لا يزال يشكل نقطة ضعف لصناع السياسات الذين اعترفوا بأن الاقتصاد يواجه «مشاكل جديدة»، ودعوا إلى تحفيز أكثر قوة.

وأطلقت السلطات الأسبوع الماضي، حزمة التحفيز الأكثر قوة منذ جائحة «كوفيد - 19». ويقول خبراء الاقتصاد إنه في حين أظهرت مؤشرات مديري المشتريات بعض النقاط المضيئة للتصنيع، فإن السؤال الأكبر الآن هو ما إذا كانت إعلانات السياسة الكبيرة الأسبوع الماضي، التي تشمل تخفيف القيود على العقارات في أكبر مدن الصين، ستكون كافية لبدء التعافي، أم لا.

وقال تشيوي تشانغ، كبير خبراء الاقتصاد في «بينبوينت» لإدارة الأصول: «من منظور الاقتصاد الكلي، فإن هذه السياسات ليست بهذه الأهمية... حيث تمثل هذه المدن حصة صغيرة من سوق العقارات الوطنية». وأضاف أن «السياسة الرئيسية لمعالجة التحدي الاقتصادي الكلي تظل مالية».

وكشف البنك المركزي والهيئة التنظيمية المالية العليا مساء الأحد، عن مزيد من التدابير الشاملة لمساعدة سوق الإسكان، بما في ذلك توجيهات للبنوك بخفض أسعار الرهن العقاري للقروض العقارية القائمة قبل 31 أكتوبر (تشرين الأول).

ويتوقع المحللون أن يكون التحفيز وحزمة السندات الجديدة التي تبلغ قيمتها تريليوني يوان (285.20 مليار دولار)، كافيين لتحقيق نمو يتماشى مع هدف النمو الذي حددته بكين بنحو 5 في المائة، لكن البلاد لا تزال بحاجة إلى معالجة قضايا ضعف الطلب وبيئة التجارة العالمية المعادية بشكل مزداد.

وكانت علامات ضعف المستهلك المستمر واضحة في قراءات يوم الاثنين، حيث انخفض مؤشر مديري المشتريات للخدمات الرسمي إلى 49.9 نقطة في سبتمبر، مما يظهر أول انكماش منذ ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي. وفي الوقت نفسه، أظهر مؤشر مديري المشتريات للخدمات الصادر عن «كايكسين»، تباطؤ النشاط في القطاع.

وقال تشاو تشينجهي، الإحصائي في المكتب الوطني للإحصاء، إن الانخفاض في مؤشر مديري المشتريات الرسمي للخدمات يرجع إلى نهاية ذروة السفر في العطلة الصيفية والطقس المتطرف، مثل الأعاصير في بعض المناطق. ومع ذلك، ارتفع مؤشر مديري المشتريات الرسمي للبناء إلى 50.7 نقطة من 50.6 في الشهر السابق.

ومع ثقل تباطؤ سوق العقارات على التعافي الاقتصادي الأوسع، دعا كبار القادة في اجتماع المكتب السياسي الأسبوع الماضي، إلى بذل الجهود لوقف الانخفاضات في سوق الإسكان. وذكرت «رويترز» يوم الجمعة، أن مدينتي شنغهاي وشنتشن العملاقتين تخططان لرفع القيود الرئيسية على شراء المنازل في الأسابيع المقبلة، لتنضما إلى قائمة طويلة من المدن الأصغر التي فعلت ذلك. ويوم الأحد، رفعت قوانغتشو جميع القيود المفروضة على شراء المساكن.

وقال تشو هاو، كبير الاقتصاديين في «جوتاي جونان إنترناشيونال»: «يتحول الاهتمام الآن إلى سوق الأسهم، خصوصاً مبيعات العقارات والاستهلاك خلال الأسبوع الذهبي». وتستعد الأسر الصينية لبدء عطلة الأسبوع الذهبي التي تستمر 7 أيام، بدءاً من يوم الثلاثاء.