خفض الفائدة الأميركية والتحفيز الصيني يدعمان صفقات الأسهم الخاصة بآسيا

أشخاص يسيرون على جسر علوي مع عرض لمعلومات الأسهم في حي لوجيازوي المالي بشنغهاي (رويترز)
أشخاص يسيرون على جسر علوي مع عرض لمعلومات الأسهم في حي لوجيازوي المالي بشنغهاي (رويترز)
TT

خفض الفائدة الأميركية والتحفيز الصيني يدعمان صفقات الأسهم الخاصة بآسيا

أشخاص يسيرون على جسر علوي مع عرض لمعلومات الأسهم في حي لوجيازوي المالي بشنغهاي (رويترز)
أشخاص يسيرون على جسر علوي مع عرض لمعلومات الأسهم في حي لوجيازوي المالي بشنغهاي (رويترز)

قال لاعبون في مجال الاستثمار إن خفض أسعار الفائدة الأميركية وحزمة التحفيز الاقتصادي الصينية سيساهمان بشكل إيجابي في صفقات الأسهم الخاصة بآسيا؛ إذ من المتوقع أن تُسهل التكاليف التمويلية المنخفضة وتحسن المشاعر السوقية عمليات الخروج.

وخفض المصرف المركزي الأميركي، الأسبوع الماضي، أسعار الفائدة للمرة الأولى منذ أكثر من 4 سنوات، مع توقعات بوجود تخفيف إضافي في المستقبل. وقد أثرت أسعار الفائدة المرتفعة خلال العامين الماضيين على تكاليف تمويل شركات الأسهم الخاصة، مما جعل عمليات الاستحواذ بالاستدانة أكثر تعقيداً، وفقاً لوكالة «رويترز».

على الجانب الآخر، كشفت الصين هذا الأسبوع عن حوافز نقدية أوسع من المتوقع، بالإضافة إلى تدابير دعم سوق العقارات لاستعادة الثقة في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع توقعات بإطلاق المزيد من التدابير المالية قريباً.

وعادةً ما تخرج شركات الأسهم الخاصة من استثماراتها عبر الطروحات العامة الأوّلية أو الصفقات التجارية، التي أصبحت أكثر صعوبة بسبب الظروف السوقية المتقلبة.

في هذا السياق، قالت رئيسة شركة الاستثمار المباشر السويدية (EQT Private Capital) في جنوب شرقي آسيا، جانيس ليو، لـ«رويترز»: «مع دخول بنك الاحتياطي الفيدرالي في دورة خفض أسعار الفائدة، نتوقع أن تتحسن ظروف التمويل، مما قد يسهم في تعافي نشاط الخروج وتقييم الأصول. كما سيساعد ذلك في تضييق الفجوة في التقييم بين المشترين والبائعين، مما يخلق المزيد من الفرص لإبرام الصفقات».

وأضافت أن السيولة ستتحسن؛ الأمر الذي سيوفر بيئة أكثر ملاءمة لشركات الأسهم الخاصة لتحقيق خروج قوي. وأشار مستثمر كبير في الأسهم الخاصة يركز على آسيا إلى أن الارتفاع في أسواق الأسهم الآسيوية سيكون مفيداً لإدراج الشركات وإعادة «التقييمات إلى مستويات معقولة» لكثير من شركات الاستثمار.

وقد ارتفعت عمليات الدمج والاستحواذ المدعومة بالأسهم الخاصة في آسيا والمحيط الهادي، بما في ذلك اليابان، بنسبة 14 في المائة على أساس سنوي، لتصل إلى 105 مليارات دولار في أول ثلاثة أرباع هذا العام، وفقاً لبيانات «إل إس إي جي»، مدفوعة بشكل رئيسي باستحواذ بقيمة 16 مليار دولار على مزود مراكز البيانات الأسترالي «إير ترنك» من قبل تحالف بقيادة «بلاكستون». ومع ذلك، انخفض عدد الصفقات الجديدة بنسبة 43 في المائة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

وارتفعت الأسواق الآسيوية هذا الأسبوع بعد الكشف عن تدابير التحفيز الصينية، بينما أثارت أحدث البيانات التي تظهر انخفاض ثقة المستهلك بأكبر قدر في ثلاث سنوات، توقعات لخفض آخر كبير في أسعار الفائدة بالولايات المتحدة.

وقال مسؤول تنفيذي في أحد أكبر المستثمرين المؤسسيين في العالم: «نحن متفائلون بأن انخفاض الأسعار سيكون إيجابياً لخروج الشركاء العامين»، في إشارة إلى الشركاء العامين أو مديري الصناديق الذين يتخذون قرارات الاستثمار لشركة الأسهم الخاصة.

وكانت شركة «بلاكستون» إحدى الشركات العامة التي تعمل بنشاط على الاستفادة من أصولها في الآونة الأخيرة. وفي يوليو (تموز)، أعلنت شركة الاستثمار الخاصة الأميركية أنها تبيع شركة الأدوية اليابانية «ألينامين فارماسوتيكالز» إلى صندوق استحواذ شمال آسيوي.

وفي مؤتمر عُقد في سنغافورة هذا الأسبوع، قال العضو المنتدب الأول في «بلاكستون»، أميت دالميا: «لقد قمنا ببيع عديد من الشركات في اليابان وكوريا إلى رعاة آخرين. لذلك، بشكل عام، أود أن أقول إن البيئة الحالية ملائمة للغاية للخروج».


مقالات ذات صلة

إنفوغراف: ما أكبر مراكز البيانات في العالم؟

الاقتصاد خزان تعدين في أحد المؤتمرات بالولايات المتحدة (رويترز)

إنفوغراف: ما أكبر مراكز البيانات في العالم؟

في ظل دعوة شركات الذكاء الاصطناعي الكبرى البيت الأبيض إلى بناء مراكز بيانات ضخمة بقدرة 5 غيغاواط من شأنها أن توفر عشرات الآلاف من الوظائف وتعزز الناتج المحلي.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
الاقتصاد تصاعد الدخان فوق جنوب لبنان عقب ضربة إسرائيلية في مدينة صور (رويترز)

البنك الأوروبي لإعادة الإعمار: نمو معتدل لمنطقة جنوب وشرق المتوسط 2.1 %

أظهر تقرير الآفاق الاقتصادية الإقليمية أن معدل النمو في منطقة جنوب وشرق المتوسط للنصف الأول من عام 2024 لن يتجاوز 2.1 في المائة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد زوار «مؤتمر التقنية المالية (فنتك 24)» في الرياض (تصوير: تركي العقيلي)

سوق المدفوعات الرقمية السعودية تجذب الاستثمارات العالمية

السعودية تسعى لزيادة المدفوعات الرقمية إلى 70 في المائة بحلول 2030؛ مما يجذب الشركات العالمية لتوسيع نشاطها بالمنطقة.

عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد الرئيسة التنفيذية المعينة لـ«كوميرتس بنك» بيتينا أورلوب (رويترز)

«كوميرتس بنك» يعقد محادثات أولى مع «يونيكريديت» يوم الجمعة

قالت الرئيسة التنفيذية المعينة لـ«كوميرتس بنك»، بيتينا أورلوب، يوم الخميس، إن البنك سيعقد جولة أولى من المحادثات مع «يونيكريديت» يوم الجمعة.

«الشرق الأوسط» (فرنكفورت)
الاقتصاد العاصمة الإماراتية أبوظبي (وام)

صندوق الثروة السيادي في أبوظبي يبيع سندات بملياري دولار

باع صندوق الثروة السيادي في أبوظبي ADQ سندات بقيمة ملياري دولار على شريحتين الأربعاء مع إقبال قوي من المستثمرين

«الشرق الأوسط» (أبوظبي)

الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك» تبدأ المفاوضات مع «يونيكريديت»

شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
TT

الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك» تبدأ المفاوضات مع «يونيكريديت»

شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)
شعار البنك يظهر بجانب المقر الرئيسي لـ«كوميرتس بنك» في فرنكفورت (رويترز)

اجتمعت الرئيسة التنفيذية المعيّنة لـ«كوميرتس بنك»، بتينا أورلوب، مع مصرفيين من «يونيكريديت»، افتراضياً، صباح يوم الجمعة، وفقاً لمصادر مطّلعة، حيث بدأت المفاوضات بين البنك الألماني والمشتري الإيطالي.

ويسعى البنك الإيطالي الثاني للاندماج، بعد حصوله على حصة في «كوميرتس بنك»، في وقت سابق من هذا الشهر، بينما يبذل «كوميرتس بنك» جهوداً لتعزيز دفاعاته في إطار استراتيجيته للحفاظ على استقلاله. ولم يتضح بعدُ أي من التنفيذيين من «يونيكريديت» حضر الاجتماع، وفق «رويترز».

أورلوب، التي عُيّنت مديرة جديدة للبنك، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت، في مؤتمر مالي بلندن، يوم الخميس، أن البنكين سيلتقيان «لتبادل الآراء»، بعد أن أصبح «يونيكريديت» مستثمراً في البنك.

وفاجأ «يونيكريديت»، «كوميرتس بنك» عندما استحوذ على حصة 9 في المائة، وأعلن نيته شراء مزيد من الأسهم، حال حصوله على الموافقات التنظيمية، بينما يضغط لإجراء مناقشات لاستكشاف إمكانية الاندماج.

وتداولت أسهم «كوميرتس بنك» بارتفاع 0.5 في المائة، في فرنكفورت، بعد زيادة تُقارب 7 في المائة، يوم الخميس، بينما انخفضت أسهم «يونيكريديت» بنسبة 0.8 في المائة، بعد ارتفاع يُقدر بنحو 5 في المائة، في اليوم نفسه. وارتفعت أسهم «كوميرتس بنك» بنحو 30 في المائة منذ أن أعلن «يونيكريديت» حصته.

تُعدّ خطوة «يونيكريديت» الأكثر طموحاً حتى الآن نحو تحقيق اندماج مصرفي على مستوى أوروبا، لكنها تواجه عقبات سياسية كبيرة في ألمانيا قبل الانتخابات الوطنية. وقد أعربت إدارة «كوميرتس بنك» وموظفوه ومستشار الدولة، أولاف شولتز، عن معارضتهم إمكانية الاستحواذ، لكن هناك مستثمراً كبيراً وبعض قادة الأعمال الذين يدعمون إجراء المحادثات.

وقال أندريا أورسيل، الرئيس التنفيذي لثاني أكبر بنك في إيطاليا، الذي كان مهتماً، لفترة طويلة، بالشراكة مع «كوميرتس بنك»، هذا الأسبوع، إن هذه ستكون أفضل نتيجة.

وفي حديثها، يوم الخميس، أكدت أورلوب أن البنك منفتح على المناقشات، لكن ينبغي تقييم سرعة تحقيق التآزر والمخاطر المرتبطة بتنفيذ أي صفقة. وقالت: «أحياناً يكون الأمر منطقياً، وأحياناً لا، وهذا شيء يجب علينا اكتشافه معاً».

كما أفادت مصادر مطّلعة بأن وزير المالية الألماني، كريستيان ليندنر، أبلغ وزارة الخزانة الإيطالية بمخاوفه بشأن أي استحواذ محتمَل على «كوميرتس بنك» من قِبل «يونيكريديت» الإيطالي، وذلك في إطار جهود برلين لوقف صفقة عدائية.

وقد أوضح كريستيان ليندنر موقفه لوزارة الخزانة الإيطالية، برئاسة جيانكارلو جيورجيتي، بالتزامن مع الانتقادات العلنية التي وجهها المستشار الألماني أولاف شولتز، هذا الأسبوع، تجاه تحرك «يونيكريديت» ليصبح أكبر مستثمر في مُنافِسه الألماني، وفق «رويترز».

وتسعى برلين إلى إبطاء الاستحواذ المحتمل على بنك يُعدّ محورياً في تمويل الشركات المتوسطة التي تشكل العمود الفقري للاقتصاد الألماني. ويأتي الضغط السياسي في أعقاب خطوة «يونيكريديت» للاستحواذ على نحو خُمس أسهم «كوميرتس بنك»، مما يمهد الطريق لعرض استحواذ محتمل.

وبينما كان ليندنر، من الحزب الديمقراطي الحر المؤيد للسوق الحرة، أكثر تردداً في التعبير عن قلقه مقارنة بشولتز، إلا أن وزارته المالية تشعر بالإحباط مما تَعدّه سلوكاً عدوانياً من قِبل «يونيكريديت».

ويتعرض شولتز لضغوط من النقابات، التي تُعدّ عادة مؤثرة في حزبه الاجتماعي الديمقراطي، لاتخاذ موقف حازم لحماية الموظفين من تسريح العمال، وفقاً لمصادر مطّلعة.

أما ليندنر، الذي واجه حزبه انتكاسة في الانتخابات الإقليمية الأخيرة، ويواجه تراجعاً وطنياً في الدعم، فهو أيضاً حساس تجاه أي تداعيات قد تترتب على الصفقة. ويتهمه السياسيون المعارضون بالتسبب فيما وصفوه ببيع فاشل لجزء من حصة الحكومة في «كوميرتس بنك»، مما أتاح المجال لخطوة «يونيكريديت» المفاجئة. ومع ذلك فقد رفض ليندنر هذا الانتقاد، مؤكداً أن الحكومة لا يمكنها التمييز ضد أي مشترٍ.